كلمة رئيس المجلس السياسي لأنصار الله الاستاذ /صالح أحمد هبرة في مؤتمر الحوار الوطني
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة أعضاء مؤتمر الحوار الوطني الأخوة الحاضرون جميعا تحية طيبة وبعد :
تزامنا مع بدء عملية الحوار الوطني نبارك للشعب اليمني ثورته السلمية ونشدد على ضرورة استمرارها حتى تحقيق أهدافها .
الأخوة الحاضرون : لقد شن النظام الظالم ست حروب على أبناء المحافظات الشمالية مستخدما كافة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة أهلك فيها الحرث والنسل وقتل عشرات الآلاف من أبناء الشعب ، ودمر البيوت والمساكن والمساجد والمدارس والمزارع وشرد مئات الآلاف من بيوتهم وقراهم ، وأودع السجون ألآلاف من أبناء الوطن على ذمة عدوانه الظالم مستخدما ألواناً من العذاب النفسي والجسدي ، وفصل الآلاف من وظائفهم وحرم الكثير من التعليم ، وغيب المئات من المفقودين ما زال مصيرهم مجهولا حتى اللحظة كل هذه الحروب الظالمة تجرع الشعب بسببها الويلات وأثرت سلبا على أمنه واستقراره واقتصاده وعلاقاته الاجتماعية وأضعفت الجيش واستنفدت قواه في حروب عبثية ظالمة لخدمة أهداف سياسية خارجية وداخلية ، وإننا نشارك اليوم في هذا الحوار رغم جراح شعبنا وآهاته وآلامه حرصا منا على لملمة وضع شعبنا المبعثر ومعالجة الماضي المؤلم بما يلبي مطالب الشعب كل الشعب اليمني ويرسم مستقبله السياسي وفق مشاركة حقيقية لا تنتج استبدادا أو تخلف معاناة.
إننا ومن خلال مشاركتنا في الحوار الوطني ننطلق من واقع حرصنا على أهمية الشراكة والتفاهم مع بقية أبناء الوطن للخروج برؤى وطنية مشتركة تخدم كافة أبناء الشعب اليمني ومع ذلك ومن خلال تجاربنا السابقة وتعامل النظام في مراحله الماضية حيث كان الحوار بالنسبة له وسيلة إما للدخول في حرب أو الخروج منها نجدد تخوفنا من أن يكون هذا الحوار شبيها للماضي خاصة وأننا ومنذ بدء عمل اللجنة الفنية كنا نرى الكثير من العراقيل التي تسعى إلى تمييع الحوار وتضييع قضايا الشعب فبعد أن أقرت اللجنة الفنية النقاط العشرين التي مثلت مدخلا مهما للتهيئة لهذا المؤتمر لم يتم تنفيذها حتى اللحظة مما جعل الشعب اليمني يفقد الأمل مرة أخرى في القوى السياسية بإمكانية تحقيق مطالب وآمال الشعب اليمني وهو ما يجعلنا اليوم نجدد مطالبتنا بسرعة تنفيذ النقاط العشرين وأن تكون كافة القوى السياسية جادة في الحوار الوطني كي يتحقق للشعب اليمني المشاركة الفاعلة في رسم مستقبل البلاد ومغادرة الوضع الماضي المظلم والتطلع إلى مستقبل زاهر ومشرق .
الأخوة الحاضرون:إن التدخلات الخارجية باتت تمثل خطرا يهدد أمن واستقرار البلاد وإننا إذ نؤكد رفضنا للتدخلات الأجنبية من أي طرف كان نعبر عن استياء الملايين من أبناء شعبنا اليمني الذين باتوا يضجون من التدخل العسكري الأمريكي عبر طائرات بلا طيار التي تقتل من أبناء الشعب أطفالا ونساء ورجالا وطائرات الاستطلاع تجوب سماء بلدنا شبه يوميا وتهيمن السفارة الأمريكية بشكل مباشر على القرار السياسي والأمني والعسكري مخالفة بذلك كافة الأعراف والقوانين الدولية ممارسة الوصاية في وضع لا يقبله شعب يعتز بقيمه ووطنه ويرفض انتهاك سيادته وقتل أبنائه ونؤكد أن ما يسمى بمكافحة الإرهاب لم تعد سوى ذريعة لتبرير هذا التدخل وتلك الاعتداءات التي يتسع نطاقها أكثر فأكثر ليشمل كل مناحي الحياة السياسية والعسكرية .
إننا نأمل أن يكون الحوار الوطني بكافة القوى اليمنية المشاركة فيه رافضة للتدخلات الخارجية والشعب اليمني يفرق بين مواقف بعض الدول التي تسعى لمساعدة الشعب دون التدخل في شئونه ، وبين مواقف بعض الدول التي تنتهك السيادة الوطنية وتمارس العدوان والقتل وتفرض الوصاية والهيمنة فهذا أمر لن يقبله الشعب اليمني .
نأمل أن يتكلل هذا المؤتمر بالنجاح وأن تكون مخرجاته ملبية لآمال ومطالب وطموح شعبنا اليمني العزيز منسجمة مع أهداف الثورة الشعبية السلمية .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،،،،،
7 / جماد الإولى / 1434هـ
19 / مارس / 2013م
رئيس المجلس السياسي لأنصار الله /صالح أحمد هبره