الإيمان عنصر القوة الأبرز لمواجهة كل التحديات

 

إنما من المهم أن ندرك قبل ذلك أننا عندما نتحدث عن الإيمان، وعن الانتماء الإيماني، لا تكمن فقط أهمية الحديث عن هذا الجانب باعتباره الانتماء الأساسي للأمة الإسلامية، وجانبٌ مهمٌ جدًّا في حسابه الديني، وفي أهميته الدينية؛ إنما أيضاً كحاجة نحتاج إليها في واقع حياتنا، كما قلت: نحن نواجه في هذا الزمن وبطبيعة ظروف الحياة المشاكل والتحديات والأخطار الكبيرة، وأهم عنصر قوة نستفيد منه في مواجهة هذه التحديات،

والأخطار، والأعداء، والفتن، والمشاكل، والصعوبات، أهم عنصر قوة يمكن أن نستفيد منه، وأهم عاملٍ للتماسك والثبات والقوة في مواجهة كل التحديات، وكل الصعوبات، وكل الأخطار، وكل الأعداء، هو الإيمان، فلذلك نحن نتحدث عمَّا نحن بأمسِّ الحاجة إليه، عمَّا ليس الحديث عنه كأمرٍ ثانوي، وكقضيةٍ هامشية، وكمسألةٍ بعيدةٍ عن واقع حياتنا، وعن احتياجنا. لا، نحن نتحدث عمَّا نحن بحاجةٍ إليه، عمَّا نحن في أمسِّ الحاجة إليه؛ لأننا نواجه التحديات والمشاكل الكبيرة جدًّا.

عندما نأتي إلى كل واقعنا، ما نواجهه من تحديات ومخاطر على حياتنا على المستوى العسكري، على المستوى الأمني، على المستوى الاقتصادي… على كل المستويات، وفي كل المجالات، أهم عنصر قوة، أهم عامل لمواجهة كل هذه التحديات، كل هذه الصعوبات، كل هذه الأخطار، هو الإيمان، الإيمان بمفهومه الصحيح، الإيمان وفق الانتماء الصادق، الإيمان بأصالته التي تمثل امتداداً لما كان عليه رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- الإيمان وفق مفهومه القرآني الصحيح والمتكامل،

 هذا الذي نحتاج إليه، وهذا الذي نرى آثاره المهمة والعظيمة في محطات من تاريخ أمتنا في عصر رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- هذا الذي نرى أثره الكبير بعد أن دخل شعبنا في ذلك الزمن في هذا الإسلام، وعندما انتمى هذا الانتماء، كيف كانت مسيرة حياته، كيف ترك هذا الانتماء أثراً كبيراً وعظيماً ومهماً في حياة الناس آنذاك، وكذلك في الإنسان نفسه، كيف هو الأثر الذي يتركه في الإنسان أولاً، ثم في حياة هذا الإنسان ثانياً.

 

عندما نأتي إلى هذا العصر ونتأمل في واقع الحياة من حولنا، واقع المجتمع البشري من حولنا، هذه الأمم المنتشرة على أقطار الأرض، وفي أنحاء المعمورة، ونرى ذلك الشعب وذلك الشعب له هويته، ثقافاته، عاداته، تقاليده، مفهومه الذي ينطلق منه في واقع هذه الحياة، الذي يبني عليه مسيرة حياته، يبني عليه سلوكياته، يصنع من خلاله مواقفه، يحدد من خلاله مسارات حياته، نعود إلى واقعنا نحن كأمةٍ مسلمة، ونرى أنفسنا نعيش ظرفاً لربما يختلف عن كثيرٍ من الأمم اختلافاً كثيراً؛ لأننا أكثر الأمم في هذه الأرض استهدافاً، ومنطقتنا هذه تعيش من المشاكل والأزمات والتحديات والأخطار والمعاناة ما لا تعيشه أمةٌ أخرى.

 

اليوم معاناة المسلمين بين كل المجتمع البشري هي المعاناة الأكبر، التحديات التي يعيشونها والمشاكل والأزمات هي الأكثر مما يعيشه أيُّ مجتمع آخر، هذا أمر يدعونا ويلفت نظرنا إلى التأمل: ما هو السبب؟ ما هي مشاكلنا هذه؟ لماذا تتجه الكثير من الكيانات في هذه الأرض، في مقدِّمتها طغاة هذا العصر، قوى الاستكبار والشر والإجرام للتركيز علينا كمجتمعٍ مسلم أكثر من غيرنا، لاستهدافنا بشكلٍ عدائي،

 استهدافاً شاملاً لا يقتصر أبداً على المستوى العسكري، وهم في كل يومٍ يقتلون من أبناء أمتنا: إمَّا بشكلٍ مباشر، وإمَّا عبر عملائهم من هذه الأمة، ومن المنتمين لهذه الأمة، هذا الاستهداف المكثف لهذه الأمة على المستوى الثقافي والفكري، على المستوى الاقتصادي… على كل المستويات، وفي كل المجالات، هذا الاستهداف لنا والذي يركِّز على عناوين مهمة، وجوانب أساسية بهدف إضعافنا أكثر، وبهدف السيطرة علينا أكثر، وبهدف إبعادنا عن كل عناصر القوة التي يمكن أن نستفيد منها في مواجهة هذه التحديات، لماذا؟.

الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام

 

السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي

من كلمة : ذكرى جمعة رجب 1441 هـ

قد يعجبك ايضا