عليٌّ إمامُ العدل والحق
موقع أنصار الله ||مقالات ||الشحات شتا*
بعد الهجومِ المتواصِلِ من فضائيات آل سعود التي تبث من مصرَ، خَاصَّةً قناتَي “صفا” و”وصال” على الإمَـام علي بن أبي طالب، قرّرتُ أن أكتُبَ مقالاً عن ثاني أهم رجل في الإسلام بعد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كي أحاول قدر ما استطعت التصديَّ للعصابة الوهابية الأشد تطرفاً وهي عصابةُ آل سعود التي تحتل الحجاز منذ 290 عاماً.
علي إمَـام العدل بعد رسول الله -صلى الله عليه وآله وَسلم-
تقرير للأمم المتحدة صادرٌ عام 2002م اعترف بأن أعدل حاكم على وجه الأرض منذ خلق آدم إلى الآن هو الإمَـامُ علي بن أبي طالب، لكن آل سعود دفعوا 50 مليار دولار للأمم المتحدة؛ كي لا يتم نشر هذا التقرير، وبمليارات آل سعود تم التكتم على هذا التقرير.
يعادي اليهود وأتباعُهم الإمَـامَ علياً؛ لأَنَّه طرد أجدادهم يهود خيبر، والجميع يعلم بأن الإمَـام علياً هو قائد معركة خيبر ضد شر خلق الله اليهود وفي هذا اليوم قال عنه رسول الله: “اليوم لأعطين الراية لرجل يحبُّ اللهَ ورسولَه ويحبُّه اللهُ ورسولُه”، علي بن أبي طالب الذي قال له رسول الله: “أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي”، وقال رسولُ الله للإمَـام علي: “لا يحبك إلَّا مؤمن ولا يبغضك إلَّا منافق”، وجميع الوهَّـابيين منافقين؛ لأَنَّهم يكرهون الإمَـام علي بن أبي طالب الذي نام في فراش رسول الله يوم تجمع فيه كفار قريش لقتلِ رسول الله.
فمن دافع عن الرسول مثل الإمَـام علي بن أبي طالب الذي وُلد بالكعبة ولم يسجد لصنم؟؟ علي بن أبي طالب أول من أسلم.. علي بن أبي طالب أول من آمن برسول الله.. علي بن أبي طالب أول من حقّق أول نصر للإسلام حينما كان الإسلام ضعيفاً حينما قال عمرو بن ود “من يبارزني منكم يا مسلمون” فخرج الإمَـام علي صغير السن ليبارز عمرو بن ود بطل الكفار وهزم عمرو بن ود وألقاه على الأرض فبصق ابن ود على الإمَـام علي فشد الإمَـام علي عمرو بن ود من على الأرض وأعطاه سيفَه ليبارزه مرةً أُخرى ويقتله في المرة الثانية.. علي بن أبي طالب الذي أعطى كُـلّ الصلاحيات للقضاة كي يحكمون بالعدل فهل شاهد أحدٌ قاضياً يحكم لغير الحاكم إلَّا قاضي الإمَـام علي الذي حكم لرجل على غير ملة الإسلام ضد الإمَـام علي ولم يحكم لصالح الإمَـام علي فأي عادل أنت يا علي يا إمَـام العدل يا أعدل حاكم عرفته البشرية.
علي إمَـام الحق بعد رسول الله -صلى الله عليه وآله وَسلم-
الإمَـام علي بن أبي طالب كان رمزَ الحق وما زال رمزُ الحق رغم حرب التشويه التي يتزعمها آلُ سعود ومرتزِقتهم وعملاؤهم وإعلامهم لمحاولة تشويه صورة إمَـام الحق المضيئة.. علي الذي شهد له كُـلّ المسلمين في عهده بأنه لم يضع لبنة على لبنة -أي طوبة على طوبة- أَو لم يبن جداراً واحداً لنفسه وهو خليفة المسلمين وكان مرتبه الشهري مثل مرتب الجندي وهو الحاكم الوحيد في العالم الذي لم يدخر مليماً واحداً وعرف عنه العفاف.
سئل ابن العاص ذات مرة عندما تريد أن تصلي فهل تصلي خلف علي أم معاوية فقال أصلي خلف علي؛ لأَنَّه إمَـام المتقين فقالوا وعندما تريد أن تأكل قال أكل مع معاوية؛ لأَنَّه يأكل ما لذ وطاب.
لقد أوشك الإمَـام علي على قتل ابن العاص لكنه كشف عن عورته فرفض الإمَـام علي قتله؛ لأَنَّ إمَـام الحق لم يقتل ضعيفاً قط وكان يعرف عنه أنه ما صارع أحداً إلَّا صرعه وما قاتل أحداً إلَّا قتله وَأوصى قضاته بعدم أخذ أموال من أحد وكان يخصص مرتباً مرتفعاً للقاضي؛ كي لا يرتشي.. وَهذا ما تفعله الآن الدول الأُورُوبية ودول الغرب، حيثُ إن أعلى مرتبات في هذه الدول هي للقضاة حتى يكون قرارهم مستقلاً.. علي بن أبي طالب الذي عاش فقيراً واستشهد فقيراً وعرف أنه كان يرقع ثيابه لبيك يا إمَـام الحق يا خير أئمة أهل الأرض.
المجلسُ العسكري الاموي وصراعه مع الإمَـام علي
منذ تعيين عمر بن الخطاب لابن آكلة أكباد البشر والياً على دمشق وهو يعد العدة لخلافة المسلمين ولو بالقوة ولو قتل كُـلّ المسلمين فهذا المجرم هو رأس الفتنة في الإسلام وهو مفرق المسلمين وهو الذي قال: أتباعي سنة وأتباع علي شيعة، وهو من ورث الحكم لابنه المجرم يزيد قاتل سيد شباب أهل الجنة وهو الذي دس السم للإمَـام الحسن وهو قاتل عشرات الآلاف من المسلمين وللأسف يعتبره الوهَّـابيون أفضل من الإمَـام علي بل ويعتبرون يزيد أفضل من الإمَـام الحسين وربما يفضّلون أبا سفيان على رسول الله فمن يقارن بين الإمَـام علي وابن آكلة أكباد البشر هو يقارن بين الحق والباطل أَو يقارن بين الجنة والنار.. ومعلوم أن ابن آكلة أكباد البشر كان من الطلقاء هو وأبوه وأحفاده ولو لم ينتصر المسلمون ما دخل هؤلاء الإسلام.
لقد اشترى ابنُ آكلة أكباد البشر الذممَ بالمال الذي جمعه في عهد عثمان بن عفان ورغم امتلاكه جيشاً وكان يعلم بحصار عثمان لكنه تخاذل عن ذلك؛ لأَنَّه كان يحلم بالخلافة.. لقد أعطى عثمان بن عفان كُـلَّ الصلاحيات للمجلس العسكري الأموي كي لا يحكم أحد من خارج بني أُمية ولذلك كان معاوية بن أبي سفيان وسعيد بن العاص وعمرو بن العاص وابن الحكم هم زعماء المجلس العسكري الأموي الذين حاربوا الإمَـام علياً؛ لأَنَّه أقصاهم من مناصبهم وقال قولته المشهورة “شر الوزراء من كان لمن قبلك وزيراً” لقد قتل ابن آكلة أكباد البشر عشرات الآلاف من المسلمين كي يصل للخلافة، ويقول تعالى: “مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا”، فما بالُكم بمن دس السم لسيد شباب أهل الجنة الإمَـام الحسن وورّث الخلافة لابنه القاتل الفاجر المجرم يزيد؟! فلا تجوز المقارنة بين ابن آكلة أكباد البشر والإمَـام علي بن أبي طالب.
ولولا صراعُ المجلس العسكري الأموي مع الإمَـام علي لفتحت كُـلّ بلاد العالم في عهده وهناك مقولة شهيرة للإمَـام علي “ما معاوية بأدهى مني لكنه يغدر ويفجر ولولا كراهية الغدر لكنت أدهى أهل الأرض”.
لقد خاض المجلسُ العسكري الأموي حروباً عديدة؛ مِن أجل إقصاء الإمَـام علي عن الخلافة، ولو استمر حكم الإمَـام علي وأحفاده ما ظل المسلمين حَـاليًّا أسرى وعبيداً للصهاينة وللغرب.
إن الوهَّـابيين يقولون: لا يجوز الخروج على الحاكم لكنهم يخالفون ذلك؛ لأَنَّهم يخرجون على أعدل حاكم على وجه الأرض بل ويفضلون ابن آكلة أكباد البشر على أعلم أهل الأرض.
لقد حاول الأمويون تشويه صورة الإمَـام علي من عهد معاوية إلى عهد مروان الحمار آخر حكام بني أُمية ومع ذلك ظل الإمَـام علي مصباحاً ينير قلوب كُـلّ المؤمنين وحاول الوهَّـابيون والسلفيون وكل أتباع اليهود تشويه صورة الإمَـام علي لكنهم كلما هاجموا الإمَـام علياً كلما زاد حب المؤمنين له وصدق قول الشاعر حين قال: “اصبر على كيد الحسود فَـإنَّ صبرك قاتله فالنار تأكل بعضها أن لم تجد ما تأكله”.
علي أعلم أهل الأرض بعد رسول الله
قال الله في كتابه: “وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وُاْعِيَةٌ” ودعا رسولُ الله أن تكونَ أُذُنَ علي واستجاب الله لدعوة رسوله وكان علي هو سيد الفصحاء وكان كُـلّ كلامه حكمة للناس فإذا كان الخضر هو أعلم أهل الأرض في أُمَّـة موسى فَـإنَّ الإمَـام علياً هو أعلم أهل الأرض في أُمَّـة محمد -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِــهِ وَسَلَّمَ- وهو الذي قال “النفس التي وعدت بماء لا تعطش”.
كتاب نهج البلاغة قرأته ثلاثة مرات وكل مرة أتعلم أكثر وقال لي الوهَّـابيون بأن هذا الكتاب محرَّف لكني وجدته كلاماً من نور علي نور وعلم علي علم وهدي علي حتى أنني فضلته على جميع الكتب التي قرأتها وهو الكتاب الذي قرأت فيه نصائح الإمَـام علي خَاصَّةً النصيحة للمسلمين بأن لا يأكلوا كَثيراً وقوله في ذلك شجر البرية أصلب عوداً وصدق الإمَـام علي فذهبت الي الصحراء وقطعت جذع شجرة بصعوبة وقطعت جزع شجرة من الأرض التي تروي دائماً بالماء بسهولة.
كنت أتمنى أن يعود بي الزمن طفلاً لأحفظ كتاب نهج البلاغة حفظاً؛ لأَنَّ التعلم في الصغر كالنقش على الحجر.
لقد بحثت في العديد من محافظات مصر عن كتاب نهج البلاغة فلم أجده وعندما سألت عن نُدرته قالوا لي: إن الوهَّـابيين اشتروا هذا الكتاب من جميع المكاتب في مصر وأحرقوه لكن بفضل الله وجدت نسخة واحدة من كتاب نهج البلاغة بمكتبة الحسين بالقاهرة وحمدت الله؛ لأَنَّني قرات هذا الكتاب؛ لأَنَّه زادني حُبَّا على حب الإمَـام علي الذي أحبه منذ صغري.
يقول الوهَّـابيون بأن الإمَـام علياً والإمَـام الحسن والإمَـام الحسين لم يخوضوا حروباً؛ مِن أجل الإسلام وأنا أقول لهم: إن الإمَـام علياً هو من حَمى حِمى الإسلام في نشأته وحافظ على تقاليد الإسلام ولولا الأمويون المجرمون القتلة لاستمر حكم أحفاد الإمَـام علي للمسلمين وما هزم المسلمون قط وما احتلت أراضيهم ولا استطاع اليهود زرع فصيل لهم في الإسلام وهم الوهَّـابيون وكل فروعهم.
لقد ارتكب الأمويون أبشع المجازر بحق آل بيت رسول الله خَاصَّة تسميم الإمَـام الحسن وقتل الإمَـام الحسين وأطفالهم لكن سيرة الإمَـام علي وأحفاده ستظل منيرةً لكل المؤمنين.
وأختم مقالي بحديث رسول الله للإمَـام علي: “لا يحبك إلَّا مؤمن ولا يبغضك إلَّا منافق”.
* كاتب مصري