الإسلام لا يهضم أحدا ويقدر الروحيات العالية والفوارق في النفسيات

موقع أنصار الله | من هدي القرآن |

فعندما نزور أحد، ونزور سيد الشهداء حمزة مواساة لرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) أولًا، وتذكيرًا بجهود ذلك البطل، وتقديرًا لروحيته العالية لأنه كان إنسانًا متوثبًا في ميادين القتال في سبيل الله، وطاعة رسوله ( صلوات الله عليه وعلى آله ) فسماه رسول الله سيد الشهداء. هنا لاحظوا الفوارق كبيرة تأتي داخل النفسيات، يخرج المئات من الناس مجاهدون في سبيل الله، وأبطال مقاتلون في سبيل الله، لكن عمق الإخلاص، الإخلاص درجات متفاوتة، الوعي درجات متفاوتة، الإيمان درجات متفاوتة.

فرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) سمّى حمزة سيد الشهداء، مع أنه قتل شهداء آخرون، ولهم مكانتهم، ولهم فضلهم، ولهم درجتهم العالية، فالمسألة هكذا، ليس هناك خط يرتقي إليه الناس جميعًا في مقامات الإيمان، في مقامات الإخلاص، في مقامات الاستبسال، تفاوت كبير، ألسنا مؤمنون بالآخرة كعناوين، كما يؤمن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) نؤمن بالآخرة كعناوين، لكن هل إيماننا كإيمان علي بن أبي طالب؟ يختلف اختلافًا كبيرًا، هل إيماننا كإيمان رسول الله ( صلوات الله عليه وعلى آله )؟ لا، يختلف اختلافًا كبيرًا .

فعندما يقول رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) لحمزة، يسميه: سيد الشهداء، لا يعني ذلك هضمًا للآخرين أبدًا؛ لأنه أن يعطى الإنسان ما يستحقه، وفوق ما يستحقه هذه هي الدرجة العالية، لا يهضم أبدًا، أن يعطى الإنسان ما يستحقه. إذا أنت تريد أن تستحق أكثر أخلص أكثر، وتفانى أكثر، واستبسل أكثر.

حمزة عندما سماه رسول الله سيد الشهداء لم يكن لاعتبار أنه من أقاربه، عمه أبو لهب ألم يلعنه القرآن، وينزل سورة فيه خاصة {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} (المسد:1) ؟ ليست قضية قرابة، قضية تقدير، تقدير لروحية حمزة، واستبساله، لما يعلمه عن الله عن واقع حمزة في نفسه فسماه سيد الشهداء، لم تكن الألقاب عند رسول الله ( صلوات الله عليه وعلى آله ) مثلما هي الآن عند الملوك والرؤساء، رتبة لواء، أو عميد، أو من هذه الألقاب يسبر فيها وساطة! لا، تأتي من قبل الله الذي يعلم بخصائص النفوس، والذي يعلم بذات الصدور.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن

دروس من عزوة أحد

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي

بتاريخ: ذو الحجة 1422هـ

جبل الرماة -المدينة المنورة

 

قد يعجبك ايضا