مرحلة خفض التصعيد فرصة.. وصبر صنعاء له حدود
موقع أنصار الله ||مقالات ||زيد الشُريف
تحذير ونصح لتحالف العدوان وتشخيص وتوضيح لطبيعة المرحلة الراهنة من الصراع وتطمين وتنبيه للشعب اليمني الصامد، نحن في حالة حرب قائمة ولسنا في حالة اتفاق هدنة مع العدو وما يحصل هو خفض للتصعيد العسكري من الجانبين لإتاحة الفرصة للمشاورات لعل وعسى وحققت نتائج إيجابية تدفع بعجلة السلام إلى الأمام مع الأخذ بعين الاعتبار أن الأولوية القصوى والمهمة والضرورية بالنسبة لصنعاء هو الملف الإنساني وما يتعلق بالجانب المعيشي للشعب اليمني المحاصر، وهذا ما لا يمكن تجاهله أو المقايضة عليه بل هناك تأكيد على ضرورة التعجيل فيه سواء فيما يتعلق بمرتبات الموظفين أو ما يتعلق بفتح الموانئ والمطارات وعدم اعتراض السفن اليمنية وغير ذلك مما يتعلق بمعيشة الإنسان اليمني وصبر صنعاء له هدف من اجل تحقيق السلام وتقدم المشاورات والتخفيف من معاناة الشعب الصامد ولكن هذا الصبر لن يستمر طويلا إلى مالا نهاية لهذا وفي حال استمرت دول تحالف العدوان في غطرستها ومماطلتها فإن صنعاء لن تساوم على لقمة عيش الإنسان اليمني ودوائه وحياته ولن تقف مكتوفة الأيدي.
الخطاب الأخير للسيد القائد تضمن توضيحاً وتشخيصاً دقيقاً للظروف اليمنية الراهنة على المستوى السياسي والاقتصادي والعسكري وغير ذلك فيما يتعلق بالصراع الشامل الذي يخوضه الشعب اليمني في مواجهة تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي خصوصاً فيما يتعلق بالمرحلة الحالية من الصراع والمشاورات، حيث وصف السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطابه الأخير المرحلة أنها مرحلة حرب مستمرة وإنما هناك خفض للتصعيد العسكري من الجانبين وهناك من جانب صنعاء إتاحة مساحة زمنية كافية بهدف صناعة فرصة حقيقية للمشاورات لتؤتي ثمارا طيبة مع العلم أن أولوية القيادة في صنعاء تكمن في ضرورة تحقيق تقدم عاجل في الملف الإنساني والمعيشي لتخفيف معاناة الشعب اليمني المحاصر اقتصادياً، والشيء المثير للاهتمام في خطاب السيد هو حديثه عن الحدود الزمنية للصبر على مماطلة ومراوغة العدوان في هذا الملف الإنساني حيث أكد أن صبر صنعاء سينفد ولن يستمر إلى أن تتفاقم الأوضاع المعيشية أكثر وأكثر وهذا ما يجب على دول تحالف العدوان أن تعيه جيداً وأن تدرك أن السيد القائد يعني ما يقول ولديها تجربة مع تحذيراته ونصائحه خلال ثمان سنوات من الصراع.
التحذير الممزوج بالنصيحة والعكس الذي وجه السيد القائد لدول تحالف العدوان يأتي في مرحلة حرجة وحساسة ومفصلية في نهاية العام الثامن للعدوان وعقب جولات عديدة من الحوارات والمشاورات وبعد هدنة فاشلة وفي مرحلة خفض للتصعيد وإتاحة فرصة لتحقيق تقدم إيجابي على كل المستويات لصناعة السلام في اليمن وخصوصاً وأولاً في الملف الإنساني، وتأكيده على أن صبر صنعاء لن يستمر طويلاً فيه إشارة إلى أن الوضع في اليمن لن يبقى كما هو عليه لا سلم ولا حرب إلى مالا نهاية فلا بد أن تثمر تلك المشاورات ثماراً إيجابية تخفف من معاناة الشعب اليمني المحاصر والفرصة سانحة أمام دول تحالف العدوان مالم فإن صنعاء مجبرة على وضع حد لغطرسة تحالف العدوان فحرية الإنسان اليمني وحياته ولقمة عيشه خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها ولا التفريط فيها وليس هناك خيارات أخرى فخيار السلام مطروح على أرقى ما يمكن وخيار التصعيد العسكري من جهة صنعاء في حال استمر العدو في عرقلة السلام وإعاقة تقدم المشاورات بمواقف عملية ملموسة وإيجابية فالردع العسكري من جانب صنعاء سيكون حينها ضرورة حتمية لا بد منها.
طريق السلام في اليمن وغاياته واضحة ومفتاحه هو الملف الإنساني الذي يجب أن يتم فصله عن الجانب السياسي والعسكري ويجب التقدم فيه بشكل عاجل وبأعمال ومواقف ومعطيات ملموسة من خلال فك الحصار وفتح الموانئ والمطارات وصرف المرتبات والتوقف عن أعمال القرصنة على السفن اليمنية، والقيادة في صنعاء تؤكد حرصها على تحقيق السلام وتبذل ما بوسعها من أجل ذلك والفرصة اليوم سانحة أمام تحالف العدوان لوقف العدوان وفك الحصار ولديها من الدروس والعبر ما يكفي خلال ثمان سنوات من العدوان والصراع، وما ينبغي أن تدركه دول تحالف العدوان هو أن المماطلة والتسويف والمراوغة لن تجدي ولن تحقق النتائج التي تطمح إليها بل ستجرها إلى غضب يمني موجع يضبط نفسه اليوم بصبر أوشك على النفاد، وما لم تحقق المشاورات نتائج إيجابية فليس أمام صنعاء وقواتها المسلحة من خيار سوى ردع المعتدي المتغطرس بكل ما أوتيت من قوة وليس عليها ملامة في ذلك فلا خيار آخر أمامها {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}.