استهدافُ المدنيين باليمن.. بأي ذنبٍ قُصِفوا؟
||صحافة||
تظلُّ جرائمُ العدوان الأمريكي السعوديّ بحق الشعب اليمني، خلالَ الثماني السنوات الماضية عالقةً في الأذهان، ولا يمكن نسيانها؛ فالجراح غائرة، والقلوب مكلومة، ولا بدَّ من يوم يعاقب فيه الظالم.
وخلال شهر فبراير من الأعوام الثمانية الماضية، كان للحقد السعوديّ بصمته في التوحش ضد المدنيين وعلى رأس القائمة كان الأطفال اليمنيون، حَيثُ بلغ عدد الضحايا من الأطفال في هذا الشهر إلى 495 ما بين شهيد وجريح، وفق إحصائية وثّقها مركَزُ عين الإنسانية للحقوق والتنمية.
وسنحاول هنا إبرازَ بعض الجرائم الأمريكية السعوديّة المتوحشة بحق المدنيين في اليمن؛ كي يعرف العدوّ أن اليمنيين لا ينسون مصابَهم، وأن أحزانَهم ستتحولُ في يوم ما إلى بركانٍ يقُضُّ مضاجعَ العدوّ؛ ففي شهر فبراير نفسه من العام 2016م شن طيران العدوان الصهيوأمريكي غارتين جويتين على منزل الإعلامي منير الحكيمي، ومخزن بازرعة للزيوت بحي بيت معياد المأهول بالسكان المدنيين، وممتلكاتهم الخَاصَّة، وأعيان مدنية بمديرية السبعين بأمانة العاصمة صنعاء؛ ما أسفر عن استشهاد منير الحكيمي 40 عاماً، وزوجته الإعلامية سعاد علي حجيرة، وأطفالهما الثلاثة رامي ومحمد ونوران؛ فيمـا أصابـت الغـارة الأُخرى مخـزن الزيـوت لبازرعـة علـى مقرُبـَة مـن منـزل الحكيمـي وتفصـل بينهمـا مسـافة تقـدر بــ (5 – 10 أمتـار)، وقد هدمـت الغـارة مبنـى الهنجـر وأتلفـت محتوياتـه مـن زيـوت المحـركات وتسـببت الغـارة أَيْـضاً إلى اندلاع حرائـق كبيـرة بالمخـزن، طالـت منـزل الضحيـة الحكيمـي، وممتلـكات المدنييـن المجـاورة لتصبـح الحصيلـة النهائيـة وقـوع مجـزرة بشـعة راح ضحيتهـا أسرة منيـر الحكيمـي بأكملهـا المكونـة مـن ٥ أشخاص ٣ أطفال وأبويهمـا، كمـا أسـفرت الغارتاـن الإجراميـة عـن إصابة ١٣ مدنيـاً هـم قـوامُ ثـلاث أسـر مـن أهالي الحـي بينهـم ١٠ أطفال.
جرائم في نهم وأرحب وكوكبان:
وفي شهر فبراير عام 2016 استهدف طيران العدوان الغاشم جسراً في مديرية نهم شرقي صنعاء؛ ما أَدَّى إلى استشهاد الطفل شهاب أحمد حجيل، وإصابة 5 آخرين كانوا يشاهدون آثارَ دمار الجسر فجاءتهم غارة ثالثة، ثم بعد ذلك بأيام استهدف طيران الحقد مكاناً للنازحين والمسافرين بالمديرية ذاتها، وكان على متن السيارة أحد المواطنين وزوجته وأبناؤه الأطفال وبناته وإحدى أخواته، وجميعُهم قُتلوا في هذه الغارة، وتحولت أجسادهم إلى جثث متفحمة وأشلاء متناثرة.
وفي 27 فبراير من عام 2016، ارتكب طيرانُ العدوان واحدةً من أبرز الجرائم المتوحشة في مديرية نهم عندما قصف سوق خلقة أثناء تواجد المواطنين وازدحامهم، ومـرور المتسـوقين والمسـافرين مـن وسـط السـوق؛ وقـد أَدَّى هـذا الاستهداف إلى احتـراق عدد من سـيارات المواطنين، واستشهاد (٣٢) مدنيـاً مـن المتسـوقين والنازحيـن وأصحاب المحـلات التجاريـة بينهـم (٩) أطفال، وجُـرح آخرون، بينهـم سـبعة أطفال وتدميـر عـدد مـن السـيارات والمحـلات التجاريـة وإتلاف ممتلـكات المواطنيـن وقتـل أغنامهـم ومواشـيهم.
وفي الرابع عشر من شهر فبراير عام 2016، أقدمت طائرات العدوان الأمريكي السعوديّ على ارتكاب واحـدة مـن أبشـع الجرائـم بحـق الإنسانية والتـراث الإنساني وقتلـت وجرحـت عدداً مـن المدنييـن الأبرياء مـن أسـرتَيْ الولـي وآل الشـامي وجيرانهـم مـن أسرة حسـين ناصـر بالمدينة التاريخية كوكبان بمديرية شبام محافظة المحويت؛ ما أَدَّى إلى استشهاد طفـل، فيما بلـغ عـدد الجرحـى الأطفال منهـم؛ نتيجـة هـذا الاستهداف (١٦) طفلاً.
ولم تسلم مجالس العزاء من القصف، في العام 2017م استهداف طيران العدوان قرية شراع بمديرية أرحب الواقعة على بُعد 40 كيلو متراً من شمال العاصمة صنعاء، حين تجمعت فيها عشرات النساء في منزل النكعي عصر الأربعاء الموافق 15-2-2017م وذلك لتقديم واجب العزاء في موت أحد أقارب عائلة صاحب المنزل.
وبعد عصر ذلك اليوم وبعد تجمع عشرات النساء من القرية في منزلهم لتقديم واجب العزاء في وفاة أحد أقاربهم، وفيما كان الرجال يقدمون واجب العزاء لهم في منزل أحد جيرانهم، وأثناء المقيل سمع الجميع أصوات تحليق طائرات تحوم فوق أجواء المنطقة بشكل غير مألوف وعلى غير العادة، وبعد مدة عشر دقائق تقريبًا تم استهداف الديوان (المجلس) الذي كان النساء يجلسن فيه، وتطايرت أحجار المنزل وكومة النيران تتطاير في الهواء جراء الانفجار العنيف الذي أحدثته الغارة الجوية؛ وقد نتج عن هذا الاستهداف استشهاد 6 مدنيين بينهم طفل وجرح 12 آخرين بينهم 4 أطفال.
استهداف منازل مواطنين بصعدة والحديدة:
أَمَّا في العام 2018م، وفي حدود الساعة التاسعة والربع صباح الاثنين في الخامس من فبراير، وأثناءَ ما كانت مجموعةٌ من النساء يقمن برعي المواشي في منطقة القطينات الواقعة بمديرية باقم محافظة صعدة، قام طيران العدوان الأمريكي السعوديّ الغاشم باستهدافهن بغارة جوية أَدَّت إلى سقوط عدد منهن بين شهيدة وجريحة.
وبعد حوالَيْ خمسةَ عشرةَ دقيقة من الاستهداف قام الطيران باستهداف سيارة المواطن حسن علي حسين فريح والذي حاول إسعاف ضحايا الغارة الأولى الذي كان على متنها مع أطفال سقطوا ضحايا جراء تلك الغارة، وعندما قدمت سيارة أُخرى للمساعدة في الإسعاف استهدفت أَيْـضاً رغبة من طيران العدوّ من إعاقة عملية إسعاف الجرحى؛ لتصبح حصيلة هذا الاستهداف سقوط 6 من الشهداء المدنيين بينهم 5 أطفال وجرح 10 آخرين بينهم 3 أطفال.
وفي محافظة الحديدة أَيْـضاً وفي تمام الساعة الثامنة والنصف مساء يوم السبت في العاشر من فبراير للعام 2018م، وبينما كان المواطن أحمد محمد علي نهاري متجهاً إلى منزله الكائن في منطقة الشريجة بمديرية الجراحي؛ قامت طائراتُ العدوّ الغاشم المتغطرس بتعقبه حتى وصل إلى منزله، وبينما هو جالس مع زوجته وأطفاله، وقد وصل إلى المنزل بعض جيرانهم وأغلبهم نساء وأطفال واكتظ المنزل بهم؛ قامت الطائرة بقصف المنزل بصاروخين، وَأسفر ذلك الاستهداف إلى استشهاد المواطن أحمد محمد علي نهاري وكافة أفراد أسرته ورجل وامرأة وطفلة كانوا في المنزل من أسر أُخرى وجرح شخصين دون وازع دين أَو ضمير، وقد راحوا جميعهم بدم بارد، وقد أكتفى العالم والمنظمات حينها بالصمت دون تحريك أي ساكن.
وفي تمام الساعة الثانية ظهر يوم الثلاثاء الموافق 27 فبراير للعام نفسه، قام الطيرانُ الأمريكي باستهداف منزل أحد المواطنين في منطقة حفصين مديرية سحار محافظة صعدة بغارة جوية أَدَّت إلى تدمير المنزل على رؤوس ساكنيه، وعندما اجتمع مجموعة من الناس محاولين إسعاف الضحايا قام الطيران باستهدافهم أَيْـضاً؛ مما أَدَّى إلى سقوط عدد من الضحايا بين المسعفين أنفسهم؛ رغبة من العدوّ في منع إسعاف الضحايا وإسقاط عدد أكبر من الضحايا من بين أوساط المدنيين، حَيثُ بلغ عدد الشهداء جراء هذا الاستهداف 5 مدنيين بينهم ثلاثة أطفال، فيما بلغ عدد الجرحى 19 جريحاً بينهم 8 أطفال.
وفي اليوم التالي بمحافظة صعدة ذاتها وبالتحديد عند الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً، وبينما كان مجموعة من المدنيين والذين يعملون لدى المواطن أحمد حمدان أبو مشعف قد تجمعوا في منزله الواقع إلى جانب المزرعة التي يعملون فيها وكان عددهم ثلاثة عشر شخصاً من الرجال والنساء والأطفال؛ استهدفهم طيران العدوان الأمريكي السعوديّ بغارة جوية مما أَدَّى إلى سقوطهم ضحايا بين شهيد وجريح معظمهم من النساء والأطفال، وبعض الجرحى في حالة صحية حرجة ودون وجود أدنى مبرّر يبرّر هذا الاستهداف؛ إذ إن المنطقةَ خاليةٌ من أي تحَرّك عسكري.
أما في العام 2020م، حَيثُ استمرت جرائم العدوان الأمريكي الغاشم كالعادة تبحث عن أهداف استراتيجية لها من أشلاء المدنيين والأطفال والنساء وهم في قُراهم وداخل منازلهم؛ فعند الســاعة الواحــدة مســاء يــوم السبت الموافــق ١٥ فبرايــر، أقدمــت الطائــرات الحربيــة التابعــة للتحالـف الصهيوسعوديّ علـى استهدافِ منـازلَ تابعـةٍ للمدنييـن فـي منطقـة الهيجـة التابعـة لمديريـة المصلـوب بمحافظة الجـوف بأربع غـارات جويـة، أسـفرت عـن سـقوط ٥٨ مدنيـاً بيـن شهيد وجريـح، حَيثُ بلـغ عـدد الشهداء ٣٥ مدنيـاً، جُلُّهم من النساء والأطفال، بينما بلـغ عـدد الأطفال الذين استشهدوا ٢٧ طفـلاً، وبلـغ عـدد النسـاء الشهيدات ٦ نسـاء، أمـا الجرحـى فبلـغ عددُهـم ٢٣ جريحـاً بينهم ١٨ طفـلاً وامرأة واحدة.
صحيفة المسيرة