المتغطي بالأمريكي ( عريان )
موقع أنصار الله ||مقالات ||عبدالفتاح البنوس
تقدم أمريكا نفسها أمام العالم على أنها راعية للسلام، في الوقت الذي تمثل فيه العدو الأول للسلام، شاهدنا ذلك بأم أعيننا في اليمن خاصة وعلى مستوى العالم عامة، فهي مصدر لكل الشرور على مر العصور، وفي بلادنا كانت ولا تزال أمريكا( الشيطان الأكبر ) هي من تنفث سموم حقدها وتسعى جاهدة من أجل إقلاق الأمن والسكينة العامة لخلق بيئة غير مستقرة تتيح لها التدخل في الشؤون الداخلية اليمنية تحت ذرائع ومبررات كاذبة، وشعارات وعناوين زائفة وخادعة .
فمنذ بداية العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على بلادنا كانت أمريكا ولا تزال حاضرة بكل قوة لإجهاض أي مبادرات أو تفاهمات قد تفضي إلى حل جذري للأزمة اليمنية يتضمن إيقاف العدوان وإنهاء الحصار، وإنهاء معاناة ملايين اليمنيين، حيث عملت أمريكا من خلال سفيرها على إفشال مشاورات الكويت ومن ثم مشاورات مسقط ومشاورات السويد وغيرها من سلسلة المفاوضات التي تمت برعاية الأمم المتحدة، واليوم هاهي أمريكا بكل جرأة ووقاحة وقلة حياء تقف حجر عثرة أمام الجهود الأخوية الطيبة التي يبذلها الأشقاء في سلطنة عمان والتي تركز في المقام الأول على تمديد الهدنة وصرف المرتبات وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة في إطار المساعي التي تستهدف حلحلة القضايا ذات الصلة بالملف الإنساني الذي كان من المفترض عدم إقحامه في الملف السياسي والعسكري .
حيث كشف المبعوث الأمريكي ومعه السفير الأمريكي عن الدور الحقيقي للولايات المتحدة الأمريكية في عرقلة جهود السلام والوقوف ضد أي تقاربات أو تفاهمات أو حلول مع السعودية من شأنها الدفع بوتيرة المفاوضات نحو الأمام وحلحلة قضايا الملف الإنساني التي باتت تمثل صلب المعاناة التي يكابد مراراتها السواد الأعظم من اليمنيين ولم يعد منطقيا الاستمرار في تجاهلها أو السكوت عنها نظرا للتداعيات والآثار الكارثية التي تترتب عليها .
الأمريكي لا يريد تحقيق السلام في اليمن ؛ لأن مصلحته هي في استمرار الحرب والحصار، لذا يقايض على الملفات الإنسانية بقضايا ومواضيع تتعلق بسيادة واستقلال الوطن، وهو ما لا يمكن القبول به على الإطلاق مهما كانت التداعيات والآثار المترتبة على ذلك، كون ذلك يمثل خيانة لله ولرسوله وللتضحيات التي قدمها أبناء شعبنا، علاوة على كون ذلك من الثوابت الوطنية التي لا يمكن التنازل عنها أو المساومة عليها، كل ذلك والأمم المتحدة تقف خانعة ذليلة أمام الغطرسة والتهكم الأمريكي السافر، و لم تمتلك الشجاعة حتى على التحدث للجانب الأمريكي بضرورة عدم التدخل في عرقلة جهود إحلال السلام وإجهاض المبادرة العمانية.
وهو ما يضع الكرة اليوم في ملعب السعودية في المقام الأول، التي تعي وتدرك جيدا مخاطر وعواقب فشل الوساطة والمبادرة العمانية والعودة بالأوضاع إلى حالة الحرب، وإن كانت مستمرة بوتيرة أخف مما كانت عليه قبل دخول الهدنة الأممية حيز التنفيذ في الثاني من إبريل من العام المنصرم، فهي مطالبة اليوم بالمضي في تنفيذ التفاهمات وعدم الارتهان للأمريكي، وخصوصا أنها تدرك أنه يبحث فقط عن مصالحه ولا يعنيه ما الذي سيترتب على عرقلة جهود إحلال السلام في اليمن بالنسبة لها، كل الخيارات متاحة أمام القيادة الثورية والسياسية و القوات المسلحة اليمنية على جهوزية عالية لمواجهة كل الخيارات المتوقعة، وقد أثبتت السنوات الماضية من عمر العدوان أن المحتمي بأمريكا غير أمن، وأن ( المتغطي ) أو ( المتدفي ) بها عريان، ولن يطول صمت القوات المسلحة اليمنية على الحماقات الأمريكية والسعودية والإماراتية التي تجاوزت كل الخطوط وانتهكت كافة القوانين والأعراف والمواثيق الدولية .
إلى هنا ويكفي عبثاً وغطرسة وعرقلة، و ( مش كل مرة تسلم الجرة ) وعلى الباغي تدور الدوائر .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.