معارك السودان تدخل يومها الثالث ونحو 100 قتيل بالاشتباكات
موقع أنصار الله – متابعات – 26 رمضان 1444هـ
دخلت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يومها الثالث، وسط تضارب الأنباء حول السيطرة على القصر الجمهوري بالعاصمة السودانية الخرطوم، مع استمرار القتال في المطار الدولي ومناطق عدة من العاصمة وعدد من الولايات.
وتجدد في وقت مبكر اليوم الإثنين، إطلاق الرصاص في محيط شارع الستين ومناطق بجنوب شرق الخرطوم، مع دخول الاشتباكات المسلحة في السودان، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، و”قوات الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، يومها الثالث.
وكذلك تجددت المعارك العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع في منطقتي كوبر والوابورات بالخرطوم بحري.
وانقطع التيار الكهربائي في أجزاء واسعة من الخرطوم، كما تجدد القتال بشكل كثيف في عدد من مناطق العاصمة باستخدام مختلف أنواع الأسلحة.
ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر جميع أطراف الصراع في السودان لتسهيل عمل المنظمات الإنسانية، بحسب ما ذكرت في بيان نشر على موقعها الإلكتروني.
وقال البيان إن “اللجنة الدولية للصيب الأحمر تدعو جميع الأطراف لاحترام التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي”، وأضاف أن “ذلك يشمل تسهيل عمل المنظمات الإنسانية واتخاذ كل الاحتياطات الممكنة لتجنب سقوط إصابات أو قتلى في صفوف المدنيين، وضمان وصول سريع وآمن لسيارات الإسعاف والفرق الطبية، ومعاملة جميع المحتجزين معاملة إنسانية”.
وقررت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) إرسال رؤساء كينيا ويليام روتو، وجنوب السودان سيلفا كير، وجيبوتي إسماعيل عمر جيلي، إلى السودان للتوفيق بين جماعات الصراع.
وقالت الرئاسة الكينية عبر تويتر، إن “إيغاد” قررت إرسال الرؤساء، روتو وكير وجيلي في أقرب وقت ممكن للتوفيق بين الجماعات المتصارعة” في السودان.
وأضافت نقلا عن الهيئة أن “الاستقرار في السودان ضروري للاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة”.
وأعلنت نقابة أطباء السودان صباح اليوم الإثنين، مقتل 97 شخصا على الأقل وجرح أكثر من 1126 في السودان منذ اندلاع الاشتباكات العسكرية بين الجيش و”قوات الدعم السريع”، مشيرة في بيان إلى أن الإمدادات الطبية التي وزعتها منظمة الصحة العالمية على المرافق الصحية قبل التصعيد الأخير استنفدت.
ومنعت الاشتباكات المتواصلة في عدد من المحاور بالخرطوم المواطنين من الخروج من منازلهم لتلبية احتياجاتهم الملحة خلال مهلة الممرات الإنسانية التي وافق عليها طرفا القتال.
وأعلن مصدر عسكري بالجيش السوداني أن الجيش سيطر بالكامل على مطار مَرَوي وأسر عددا كبيرا من الجنود والضباط في المطار.
وأضاف المصدر أن سيارات الدعم السريع فرت من المطار وعلى متنها مجموعة من الأسرى المصريين.
وقال الناطق باسم الجيش السوداني إنهم يعتذرون للشعب عن الظروف الصعبة بسبب تمرد قيادة الدعم السريع غير المبرر على الدولة.
ودعا الناطق باسم الجيش جميع منتسبي الدعم السريع للمسارعة بالانضمام إلى القوات المسلحة لخدمة بلدهم، وألا يكونوا مطية لخدمة أهداف وأجندة طرف واحد.
كما أكد أن قيادة القوات المسلحة على عهدها بعدم التراجع عن تنفيذ المسار السياسي الذي التزمت به.
ومطلع الشهر الحالي، تأجل مرتين التوقيع على اتفاق بين العسكريين والمدنيين لانهاء الأزمة التي تعيشها البلاد منذ انقلاب البرهان على الحكومة المدنية في 2021، بسبب خلافات بين الأخير ودقلو.
وكان من شأن هذا الاتفاق الذي لم يوقع، إحياء عملية الانتقال الديموقراطي في السودان وفتح الباب أمام خروج البلاد من الأزمة.
شكل البرهان وحميدتي جبهة واحدة عندما نفذا الانقلاب على الحكومة في 25 تشرين الأول/اكتوبر 2021. إلا أن الصراع بينهما ظهر الى العلن خلال الشهور الأخيرة وتصاعد.
وقالت قيادة قوات الدعم السريع بالسودان إنها سيطرت على القصر الجمهوري ومحيطه وعلى مقر القوات البرية للجيش وبرج وزارة الدفاع.
كما قالت إنها أسقطت 3 طائرات مقاتلة وسيطرت على الفرق العسكرية بولايات دارفور وعلى عتادها.
وأضافت قيادة الدعم السريع، في بيان لها، أنها تخوض معركة مصيرية وعازمة على وضع حد “للمجموعة الانقلابية” التي اختطفت إرادة الشعب، على حد تعبيرها.
وأكدت أنها تدعم العملية السياسية التي ستقود إلى تحول ديمقراطي حقيقي في السودان.