المراكزُ الصيفية كسفينة نوح
موقع أنصار الله ||مقالات || أمة السلام جعفر
طوقُ النجاة، ومسارُ الطريق المُستقيم، راحةُ بال، وسعادةُ للأجيال، وبلسم لِجراح الحرب، التي تراكمت لتمحوَ بسمة طفل والدُهُ راح ضحيةً فيها، لتشفي ذلِك الجُرح الذي لن يندمِل أبداً وسيظل مدى الحياة، ليُخبر كُـلّ الأجيال ما حلَّ بِهذا الشعب مِن جِراح وحربٍ شنعاء دمّرت كُـلّ شيء وكان شامِخاً، تهدمت بيوت وتشردت اُسر، وبكت الثكالى من هول المنظر.
لم تكن الحرب إلا وصمة عار تلحق بالعدو مدى الزمان؛ فهو لم يكتفِ بهذا الدمار أتى لكي يُفسد الأجيال وجعلهم في مُستنقع الضلال والفساد؛ فهو يُريد من شعبِ الحكمة والإيمان، أن يكون تحت الحربِ الناعمة والاستهداف المُباشر للأطفال.
المراكز الصيفية كسفينة نوح ومن التحق بها فاز في الدُّنيا والآخرة؛ فهي حصانة للأجيال من كُـلّ أنواع الفساد، فلتعلمِي أختِي وأخِي العزيز أن التحاق أبنائنا بالمراكز الصيفية له الدور الكبير في التربية الحسنة التي تجعل منهم جيلًا قُرآنيًّا واعيًا ذا قيم وأخلاق وبصيرة ووعي عالٍ، لا يمكن أن يتزحزح مع مرور الزمن؛ فهو منهج قرآني رباني متكامل، يُربي روحًا تهوى خالقها ولا ترضى بسواه بديلًا.
وهنا المراكز هي أَسَاس التحصين ضد شلل الغواية والضلال الذي يُسيطر على أطفالنا فيفتك بِهم، ومن لم يحصّن أبناءه بالمراكز فَــإنَّ الخطورة كامِنة في الضياع الاجتماعي والأخلاق السيئة والتعرض لِلأوبئة التي تُسيطر على عقليات وسلوكيات الأطفال؛ فيتحول الفرد فيها من صالح فعّال في المجتمع إلى شخص لا يُبالي بما كان وما سيكون، وهنا نخاف من الخسران في الدنيا والآخرة، فلنركب سفينةَ نوح.