من الذي يعرقل السلام في اليمن.. ولماذا؟
موقع أنصار الله ||مقالات || زيد الشُريف
لم يعد هناك شك لدى أحد في أن صنعاء وقيادتها وجيشها حريصة وجادة وصادقة في تحقيق السلام الشامل والعادل في اليمن وأنها تبذل أقصى الجهود في سبيل تحقيق ذلك وقد كشفت الأحداث والمتغيرات والمواقف للجميع حقيقة من هو الطرف المعرقل للسلام في اليمن المتمثل في الولايات المتحدة الأمريكية التي تقود العدوان على اليمن وتعيق أي جهود تعمل من أجل السلام في اليمن عبر مبعوثها ومنظومتها السياسية التي تعمل بكل الطرق والوسائل الخبيثة على إعاقة وعرقلة أي جهود إقليمية تهدف إلى إحلال السلام في اليمن، وهذا لا يعني أن السعودية والإمارات طرفان مغلوبان على أمرهما وأنهما أبرياء من عرقلة السلام فلديهما أهداف استعمارية وسياسية تستهدف اليمن وان ظهرا في وسائل الإعلام انهما حريصان على السلام في اليمن ولكنهما يتعذران بأن أمريكا تمارس الضغوط عليهما وتحول دون تحقيق ذلك وهذه كذبة سياسية سخيفة فلو كانوا جادين وصادقين لعملوا على كشف ذلك للعالم عبر وسائل الإعلام ولأعلنوا وقفهم للعدوان على اليمن وبهذا يكونون قد وضعوا أمريكا في موقف محرج أمام الرأي العام العالمي واثبتوا للجميع أنها هي من تقود العدوان على اليمن وتعرقل السلام ولكنهم يمارسون لعبة خبيثة مشتركة تهدف إلى الاستمرار في تمرير مشاريعهم الاستعمارية باسم السلام.
لقد تكشفت الكثير من الحقائق وبات اغلب أبناء المجتمع اليمني والعربي بل والعالمي يدركون حقيقة اللعبة السياسية القذرة والمخادعة التي تمارسها دول تحالف العدوان باسم السلام حيث يستطيع كل متابع للأحداث في اليمن أن يقارن بين الواقع وبين التصريحات السياسية التي تتغير بين الحين والآخر بحسب تغير الخطط التي ترسمها دول العدوان وهي تواصل عدوانها ولكن بطرق مخادعة تحت عنوان السلام فمن خلال تلك التصريحات الكثيرة والمكثفة التي تصدر من جهة قادة تحالف العدوان سواء بشكل مباشر أو غير مباشر أو عبر الأمم المتحدة ومبعوثها أو عبر مجلس الأمن والتي تتحدث عن ضرورة تحقيق السلام في اليمن ثم لا يترافق معها أي متغيرات أو معطيات ميدانية تثبت مصداقية تحالف العدوان، يستطيع الجميع الوصول إلى حقيقة لا غبار عليها وهي أن تحالف العدوان يريد تحقيق ما فشل في تحقيقه بالعدوان والطغيان والإجرام عبر السلام والحوار والمفاوضات المزيفة المجردة من الجد والمعطيات ويؤكد ذلك أن الأعمال والمشاريع الاستعمارية لتحالف العدوان في اليمن مستمرة بنفس الوتيرة وان تلك التصريحات المكثفة والملونة والمتقلبة تكشف حقيقة النوايا المبيتة المخادعة التي تقول للشعب اليمني عليك أن تعي حقيقة أن العدوان مستمر والحصار قائم وان السلام الذي تتحدث عنه وسائل الإعلام ليس سوى كذبة يتحركون من خلاله لمواصلة مشوارهم الاستعماري الخطير في اليمن وهذا ما يجب أن يتوقف.
إن الكم الهائل من المبادرات والتحذيرات والنصائح التي قدمتها صنعاء لتحالف العدوان على لسان قادتها بدأ من السيد القائد عبدالملك الحوثي إلى الرئيس المشاط إلى وزير الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة والوفد الوطني المفاوض خلال السنوات الأخيرة الماضية، تلك التحذيرات يجب أن تدخل حيز التنفيذ لأن مماطلة العدو وتسويفه واستمراره في ممارسة سياسة المكر والخدع والمد والجزر تؤكد انه ليس جاداً في تحقيق السلام في اليمن وانه صار يتعامل مع تلك النصائح والتحذيرات بسخرية غير مدرك أن صنعاء وقيادتها وجيشها إنما تضبط نفسها حرصا منها على إتاحة الفرصة لإحلال السلام في اليمن وانها ليست ضعيفة ولا جاهلة بما يمارسه العدو من مكر وخداع وان تحذيراتها ونصائحها للعدو ليست مجرد أقوال خالية من المصداقية وانها مبنية على توجه جاد لا مناص فيه خصوصا في حال استمر العدو في مماطلته وهو مستمر وهذا ما يعني أن تلك التحذيرات سوف تترجم إلى أفعال ومواقف قوية فقد استهلكت صنعاء كل ما لديها من صبر وحرص ولم يبق أمامها سوى تفعيل خياراتها الرادعة من أجل تحقيق السلام.
لم يعد هناك شيء يمكن إخفاؤه عن الشعب اليمني أو حتى عن العالم بشكل عام بشأن المستجدات والمتغيرات في اليمن لأن الواقع يخبر عن نفسه رغم تعتيم وسائل الإعلام فقد تكررت الكثير من التبريرات والكثير من الأقوال حتى صارت محط سخرية الناس فمن يتحدث عن السلام بكل ما يدور حوله من مكر وخداع بعد كل هذا الوقت وبعد كل تلك الجولات التفاوضية يجب عليه أن يخجل من نفسه وان يدرك أن الناس يسخرون منه فهم يريدون أفعالاً لا أقولاً وهم يريدون حقائق ومعطيات لا أوهاماً وتبريرات وأكاذيب وخزعبلات لأن الأمور قد اتضحت وتكشفت ولم يعد لدى السياسة شيء جديد يمكن أن تخدع الناس به فأمريكا تعرقل السلام بشكل واضح ومكشوف وتبني قواعد عسكرية في حضرموت والنظام السعودي يلعب دور الضحية ويواصل عدوانه بطرق متنوعة والنظام الإماراتي مشغول بتشييد قواعده العسكرية على تراب الجزر والمواقع الحساسة في اليمن وصبر صنعاء وانتظارها زاد عن حده وتحذيراتها يجب أن تدخل حيز التنفيذ بكل قوة ولديها القدرة على وضع حد لمهزلة تحالف العدوان وإجباره على الرضوخ للسلام، ولله عاقبة الأمور.