الواقع الداخلي للامة
موقع أنصار الله || من هدي القرآن ||
الواقع الداخلي للأمة الإسلامية أيضاً له أثر كبير جداً في إضعاف موقف الأمة وفي أن تكون الشعوب في واقعها الداخلي أشبه ما تكون بمكبلة ومقيدة عن أي تحرك جاد في مستوى المسؤولية وفي مستوى المظلومية الكبرى للشعب الفلسطيني العزيز وفي مستوى المسؤولية تجاه المقدسات بكل ما للمقدسات من رمزية ومكانة وأهمية كبيرة في الوجدان الإسلامي وفي المشروع الإسلامي الكبير.
الواقع الداخلي للشعوب العربية والإسلامية – في الأعم الأغلب – واقع ملؤه الظلم والمعاناة والشقاء، واقع يسوده حالة كبيرة من التفرق، حالة كبيرة من غياب الوعي، لا يوجد مشروع يبني الأمة بناءً سليماً صحيحاً، غياب الهدف في واقع الأمة، حكومات أقامت واقعها على الاستبداد والظلم وبالتالي كان كل همها إضعاف شعوبها لتكون هي القوية والأقدر على التحكم بشعوبها لتمارس الاستبداد وتمارس الظلم وتستطيع أن تبقى في موقع الحكم، في موقع الدولة، في موقع المسؤولية.
هذا الواقع المؤلم الذي يعود جزء كبير من سببه إلى الحكومات نفسها، الحكومات المستبدة والظالمة التي سعت ولا زالت تسعى وتواصل السعي على قهر الشعوب، على إذلالها، على استهدافها في عزتها في إبائها؛ لتكون مدجّنة، لتكون عاجزة، لتكون مستسلمة ليستمر للحكومات الهيمنة والاستبداد.
عاملان مهمان ورئيسيان وأسهما بدور كبير في إضعاف موقف الأمة، مع أن الشعوب العربية في وجدانها، في عمق مشاعرها تحمل التعاطف والألم للشعب الفلسطيني، والحال الغالب على الجمهور العربي هو أنه يتألم كلما يشاهد المآسي والمجازر، كلما يشاهد المظلومية بكل أشكالها داخل الشعب الفلسطيني، يتألم وهو يرى الأقصى الشريف، القدس الشريف رهينة تحت سيطرة العدو الإسرائيلي.