النظامُ السعوديّ وخطورةُ استخفافه بالملف اليمني
موقع أنصار الله ||مقالات || فضل فارس
راهناً، النظامُ السعوديّ في قمّةِ الاستخفاف الرهيب بما تقولُه صنعاء عن استعداداتها الميدانية ومفاجآتها الصارخة، والتي حتماً ولا محالةَ ستحل عليه، إن هو لم يستجب للمطالب المحقة.
للسعوديّ ومن يقوده ويقتاد خلفه: مخاطرُ الاستخفاف ستكون عليكم وبيلةً وأليمةً؛ فستكون تأثيرات الرد الذي به أنتم تستخفون عليكم قاسيةٌ ومريرة، وستعم يومَذاك المنطقة بكاملها، وحينها لا مناص لكم من تحمل الأعباء، وهذا قول السليل من لا يقول إلَّا حكمة.
لديك الآن وبين يديك الحل؛ فسارِعِ الخطى وَقبل فوات الأوان، بِأن ترضخ وبدون مماطلة وانتظار باستخفاف لما يمليه عليك الأمريكي والبريطاني في إعطاء ودفع الاستحقاقات اللازمة لإحلال السلام وتصفية ما يتعلق بالمشاكل العالقة في الملف اليمني، والتي كنت أنت السبب الرئيسي في وجودها، وأولها -والتي ليست في الأَسَاس منّةً من أحد أن يعطيها ويهبها لليمنيين-: فك الحصار، وإنهاء الاحتلال، وأَيْـضاً صرف المرتبات لجميع موظفي الدولة دون استثناء، وذلك حقهم المكفول من نفطهم وغازهم الذي ولسنواتٍ مرّت وهو إلى مخزونك سائر.
وعليك وقد آن الأوان أن تدرك أن صنعاء وخلال حربِها معكم لثماني سنوات خلت إنما كانت بالنسبة لها تجربة محارب ليس إلَّا.
إن ما شهدته من عزم وصلابة وبأس اليمنيين خلال فترة الحرب ليس إلَّا غيض من فيض، وقادم الأيّام حبلى بالمفاجآت التي -بعون الله- سَتذهل العالم برمته.
وتجاه هذا الواقع الذي هو الله من يهيئه وسننُ الله في ذلك كثيرة -لكن لمن ينظرون بعين البصيرة- لا يجدر بك كنظام لدولةٍ أُخرى الاستخفافُ والتلاعُبُ بحياة ومصير بلد مستقلٍّ بكامل شعبه وحكومته.
وَفي كلتا الحالين إن أنت ممن يفقهون لست مصيباً، فظلمك وتجبرك وإجرامك اللامنتهي بحق أبناء بلد مسلم وجار لك أَسَاساً هو عند الله في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى، وأنت عنه يومئذ مسؤول ولكن في يوم لا ينفع فيه لا مال ولا بنون.
وعنه أَيْـضاً اليمني لن يسكت ويغض الطرف كَثيراً، فعنده وبقوة الله ما يردعُ الظلمَ ويحقّقُ العدالة، وحكمةُ القيادة في كُـلّ ذلك جلية.
ولكن ما عليك استيعابُه أن صبرَها وصبرَ اليمني تجاه هذا الاستخفاف والتحايل لن يدومَ طويلاً، وفي هذا عليكم -لو أن فيكم رجلاً رشيداً- أن تكونوا منصفين في التجاوب بجدية، وذلك قد يخرجكم من مستنقعٍ مظلِمٍ كثيفِ المخاطر.