سـلامُكم لـيـس إلّا احـتـيال
موقع أنصار الله ||مقالات ||نوال عبدالله
صمتُ الهزيمة يصلُ صداه أرجاء المعمورة، صوتُ الانتصارات اليمنية قد لاح للكون قاطبةً، معادلةٌ مكتملة الأركان: شعبٌ فاز وظفر بالخير كله، وتحالف صهيو أمريكي خسر الرهانَ منذ اللحظة الأولى، انكشف الستار من دول شقيقة إلى عدوة، تتبعثر كراهيتها وتبذل جهدها ومالَها؛ لقتل الإنسان والحيوان دون استثناء، وعلى شيكات فارغة الأرقام يُشترى الصمت الأممي، وتُصرح بنودٌ محرَّمة دوليًّا وتُطمَسٌ حقوقٌ إنسانية، وتستباح الدماء وتُزَفُّ بشارات الضحايا للأمراء والرؤساء بالإنجازات الهائلة وَالدموية.
بعد محاولاتٍ متكرّرةٍ من المملكة ومن تحالف معهم؛ لتدميرِ اليمن السعيد بشتى الوسائل، المحاصَرة بجميع الجوانب لإزهاق أنفاس من على الأرض من العرب والمسلمين؛ لتخلوَ لهم الساحة، والإسراف بالمليارات لتحقيق رغباتهم الاحتلالية، إلّا أن رهاناتهم ذهبت أدراجَ الرياح؛ فمن بعد الوعكة الصحية التي تعرضت لها بلادُنا، جرت خياناتٌ سريةٌ ومعلَنةٌ من بعض أبنائها، فكانت المسيرة القرآنية هي العلاج الكافي للتصدي لمثل هؤلاء الخونة، التوكل على الله والثقة به طوق النجاة وسبب الانتصارات الواضحة؛ لتتحوَّلَ اليمن من دولة ضعيفة إلى دولة مصنعة عسكريًّا، تطمح للاكتفاء الذاتي، ولها السيادة في اتِّخاذ القرارات؛ لأَنَّها دولة مستقلة بعيدة كُـلّ البعد عن الوصاية الأمريكية.
أما دويلة السعوديّة معلقة وتحت الوصاية، مسلوبة الإرادَة، ففي دائرة اللاحرب واللاسلم محصورة بزاوية التهدئة، ولا هدنة تشعر بها، فهي تعيش أصعبَ أيامها وتحت نوبة الهزيمة والضغوطات الخارجية، تتجرعُ مرارةَ الورطة، وتريد الخروج من هذا المأزق، لكن أمريكا تأتي لها بالعقوبات المسبقة، في حال تنفيذ بنود السلام، وما تم الاتّفاقُ عليه هو احتيال وليس سلاماً.
لتستمرَّ عليهم غشاوةُ الوهم أن أمريكا ستحميهم من الضربات البالستية بعيدة المدى، متجاهلين التصريحات القيادة الثورية والسياسية بأن حالة اللاحرب واللاسلم مرفوضة، وأن القوات العسكرية في كامل الجهوزية والقادم سيكون أشد وأنكى.