من أهم ما في الإسلام أنه دين العزة والحرية

 

 إن الإِسْلَام أتى ديناً ليحررنا، هذا من أهم ما في الإِسْلَام، وبدون ذلك هو إِسْلَام لا حقيقة له لا أصل له، إِسْلَام مفرَّغ، إِسْلَامٌ للطغاة للمجرمين والمستكبرين، من أهم ما في الإِسْلَام هو هذا أنه يحررنا من العبودية لكل أحد إلا لله رب العالمين، إنه دينٌ لإقامة العدل في الحياة وأولئك جعلوه عناوين يمارسون من خلالها كُلّ أشكال الظلم وكل أنوع الجرائم وأفظع الجرائم، والعياذ بالله أولئك أرادوا للإِسْلَام أن يكونَ قناعاً للطغاة والمجرمين والمفسدين وأن يكون ثوباً، لهم منه لونه، أما الحقيقة فمفرغة تَمَاماً منه.. نحن بحكم قيمنا بحكم فطرتنا بحكم مبادئنا وأَخْلَاقنا لا يمكن على الإطلاق أن نقبل بأن نخسر الدنيا والآخرة بأن نسبّب لأنفسنا سخطَ الله تعالى في مقابل الاسترضاء والإذعان والخنوع والعبودية للمجرمين الطغاة المفسدين المستكبرين.

لا يمكنُ أبداً، ولا يمكنُ بأي حال من الأحوال أن نُذعِنَ وأن نخنعَ لمَن ارتكب أبشع الجرائم بحقنا كشعب يمني مسلم بالغِيرة الإنْسَانية بالفطرة الإنْسَانية، قتلوا منا كشعب يمني الآلافَ من أَطْفَالنا ونسائنا وكبارنا وصغارنا، وأَكْثَر القبائل اليوم أَكْثَر المناطق اليوم لها مقابر شهداء قتلوهم بالطائرات، وقتلونا في كُلّ مكان قتلونا في بيوتنا قتلونا في مساجدنا قتلونا في أَسْوَاقنا، قتلونا في طرقاتنا، قتلوا التاجر وقتلوا الفلاح وقتلوا العامل وقتلوا المصلي وقتلوا الطبيب والمريض في المستشفى وقتلوا الكبير والصغير لم يرعوا أيّ حُرمة، واستباحونا بكل أشكال الاستباحة وبكل احتقار وطغيان وتكبُّر وتعالٍ، بعد كُلّ هذا وبعد كُلّ الذي فعلوه بنا هل يمكن إلّا أن نزدادَ ثباتاً وقناعةً في موقفنا، هل يمكن إلّا أن نكونَ اليوم أَكْثَر قناعة وإيْمَـاناً وأَكْثَر وعياً وبصيرة في ضرورة التصدي لهم؛ لأنهم قد كشفوا عن حقيقتهم لنا بكل ما هم عليه، كشفوا عن حقيقتهم السيئة جدًّا والقبيحة جدًّا عن أنهم ظالمون مجرمون متكبرون متغطرسون وأنهم لا يرعون لهذا الشعب بكل أبنائه حرمة ولا أي قدر ولا أي اعتبار أبداً، الاستهتار بهذا الشعب بلغ منتهاه، هذه حقيقة واضحة، كُلّ الشواهد عليها دامغة وبيّنة ولا التباس أبداً في ذلك، بعد كُلّ هذا الذي يُفترَضُ بنا كشعب نقول عن أنفسنا ونفتخر بما قاله الرَّسُـوْل فينا إننا يمن الإيْمَـان، أن نتحرّك بصلابة، أن نكسب من عزم الحسين “عَلَـيْهِ السَّـلَامُ” عزماً قوياً حتى نحمل الإرَادَة التي لا تنكسر أبداً مهما بلغ الجبروت ومهما بلغ حجم الطغيان والظلم مهما فعلوا ومهما عملوا، بحكم هذا الإيْمَـان علينا أن نكونَ عند قول الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”: {فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}[آل عمران: من الآية175]، (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)، فهذا الذي يجب أن نكون عليه، أن لا نخاف منهم وَأن لا نبالي بهم ولا بجبروتهم وَأن لا نكترث لهم أبداً وَأن نتحرّك بكل جدية وبكل إباء وبكل عزم وبكل استبسال في مواجهتهم؛ لأننا بذلك ندافع عن مبادئنا عن قيمنا عن أَخْلَاقنا عن حريتنا عن إنْسَانيتنا عن كرامتنا عن عزتنا وإلّا لو نذعن لو نخنع لو نستسلم لو نتهاون حينها نكون قوماً بلا كرامة قوماً بلا شرف قوماً بلا عزة قوماً لا خير فيهم رضوا لأنفسهم بالدونية رضوا لأنفسهم بالاستسلام رضوا لأنفسهم بالعجز رضوا لأنفسهم بالذل.

 

الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام

 

السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

ذكرى عاشوراء 1438 هـ

قد يعجبك ايضا