لنثقف أنفسنا بثقافة القرآن قبل أن يثقفنا اليهود

موقع أنصار الله | من هدي القرآن |

نحن نريد أن نثقف أنفسنا بثقافة القرآن الكريم، وأن تتسع أعمالنا في الدنيا بسعة المجالات التي تناولها القرآن الكريم، فمن يمنعنا ممن يحمل اسم إسلام فليس بمسلم، من يعمل ضدنا ونحن نتحرك لنثقف أنفسنا بثقافة القرآن قبل أن يثقفنا اليهود – أكثر مما قد حصل – بثقافتهم، فإنه من أولياء اليهود، من يحاول أن يحول بيننا وبين ذلك.

أو لنقول لأنفسنا من الآن بأننا غير مستعدين أن نكون جادين في هذه المسألة، هل أحد منا مستطيع أن يقول: لا. أنا لست معكم؟

أنتم – أيها الإخوة – في هذه القاعة هل أحد مستعد أن يقول: أنا لست جادا معكم في هذا؟ ولا أريد أن أتثقف بثقافة القرآن، أنا سأبحث لي عن مجال آخر، أو وسيلة أخرى، أو سأنطلق انطلاقة أخرى؟ كلنا نقول: لا. كلنا نقول: لا. ويجب أن نقول: لا. وإلا فماذا وراءنا؟ بالله عليكم ماذا وراءنا؟

أليس الحديث عن جهنم هو ما ملأ صفحات القرآن الكريم؟ أليس الحديث عن الذلة والشقاء وظنك المعيشة في الدنيا هو ما امتلأت به آيات القرآن الكريم؟ ليعِد من يعرضون عن ذكره، من ينبذون كتابه وراء ظهورهم، أليس هذا هو ما نعرفه في القرآن الكريم؟ إذًا لا مجال من أن ننطلق لنثقف أنفسنا بالقرآن الكريم قبل أن يثقفنا الآخرون.

ونحن نثقف بهذه المفسدة الرهيبة مسألة: [الإشتراء بآيات الله ثمنا قليلًا] أسألُ أيَّ واحد منكم الذين يتساءلون بأنه لا يلمس أن هناك نفوذًا لليهود داخل نفسه؟ عندما سمعت أنت عندما زار المسئول الأمريكي اليمن وسمعته يعد الرئيس بتنمية اليمن أو بأن تسهم أمريكا في مجال التنمية هل تبادر إلى ذهنك أن هذا هو من الإشتراء بآيات الله ثمنا قليلًا؟ لا.

وإنه لمن أشهر وأعظم المصاديق لهذه الآية، وإنها النفس اليهودية التي نفذت إلى كبيرنا وصغيرنا، حتى ربما قد يكون بعضنا يفرح، بماذا يمكن أن تفرح؟ أنت تنسى في نفس الوقت أن الله قال لك عن اليهود: {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ} (البقرة: من الآية105). فالتنمية هذه التي تسمع عنها، تنمية، هل تعتقد أنها تنمية حقيقية؟ هم يحذرون من أن يعطوك تنمية حقيقية تعطيك بنية اقتصادية حقيقية تقف على قدميك فوق بنيانها أبدًا.

لا تخرج تنميتهم عن استراتيجية أن تبقى الشعوب مستهلكة، ومتى ما نمت فلتتحول إلى أيد عاملة داخل مصانعهم في بلداننا، لإنتاج ماركاتهم داخل بلداننا، ونمنحها عناوين وطنية[إنتاج محلي] والمصنع أمريكي، المصنع يهودي، والمواد الأولية من عندهم، وحتى الأغلفة من عندهم. التنمية لهم هنا، وفروا على أنفسهم كثيرًا من المبالغ لأن الأيدي العاملة هنا أرخص من الأيدي العاملة لديهم في بلدان أوربا وأمريكا وغيرها من البلدان الصناعية، إذًا فليكن [الدخان] هنا منتجًا محليًا [صنع في اليمن]، [سمن البنت صنع في اليمن، صابون كذا صنع في اليمن]، لكن بترخيص من شركة من؟ زر المصنع وانظر أين يصنَّع حتى الغلاف، وانظر من أين تأتي المواد الأولية، لترى في الأخير من الجميع يعملون معه؟ إنهم يعملون مع اليهود والنصارى. هل هذه تنمية؟!

عد إلى واقع الحياة، أين التنمية الزراعية، أين الزراعة؟ أين قوت الناس الضروري؟ ألم يكن قد غاب؟ ألم يغب نهائيًا؟ لقد غاب فعلًا، هل يملك اليمن الآن ما يكفيه شهرًا واحدًا من إنتاج أرضه، من قوته من الحبوب؟ لا يوجد. هم يعملون أشياء أخرى ولكن لن تجد نفسك أكثر من متجول في سوق كبيرة تستهلك منتجاتهم، ولن تجد نفسك تتجول داخل مصانع يمنيه.. المصانع تتحرك، والأيدي العاملة تتحرك وتحركها، كلها تعمل معهم، ليس هناك تنمية؟

القروض التي يعطوننا قروضا منهكة، مثقلة. وهل تعتقدون أن القروض تسجل على الدولة الفلانية، أو على الرئيس الفلاني، وعلى رئيس الوزراء الفلاني؟ تسجل على الشعب، وهي في الأخير من ستدفع من أجساد الشعب نفسه في حالة التقشف التي مرت بها بلدان أخرى أنهكتها القروض، يفرضون حالة من التقشف. ألسنا متقشفين؟ ستفرض حالات أسوأ مما نحن فيها تحت عناوين أخرى، ستدفع أنت ثمن تلك القروض من شحمك ولحمك أنت وأبناؤك، تذبل أجسامنا من سوء التغذية، فندفع تلك الفوائد الربوية، من أين؟ من شحمنا ولحمنا ودمائنا، ألستم تسمعون بأن هناك بلدانا كالبرازيل وبلد كتركيا أصبحت الآن مشرفة على أن تعلن عن حالة التقشف؟ واليمن ألستم تسمعون كل شهر قروض؟

قروض بعد قروض، كنا في مجلس النواب لا يكاد يمر أسبوع واحد ليس فيه قروض، وهم يصادقون عليها، قروض بالملايين من الدولارات، قروض شهر بعد شهر، سنة بعد سنة، قروض [للتنمية، للتنمية] نموا هم، أما نحن فما نزال جائعين، أليس كذلك؟ المسئولون هم من نموا، هم من غلظت أجسامهم، وعلت بيوتهم وقصورهم، هم من نموا، ونمت شركاتهم، من نما أولادهم، من نمت أرصدتهم في البنوك، والشعب هو من سيدفع ثمن ذلك كله؛ لأنه كله من القروض.

إذًا يجب – أيها الإخوة – أن نفهم، وهذه الحقيقة مما أردت أن أقولها في هذا اليوم: حقيقة {يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} (آل عمران: من الآية77) {اشْتَرَوْا بِآياتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا} (التوبة: من الآية9) أنها من الحقائق التي كشفت بشكل مرئي في هذا الزمن.

حقيقة النفس اليهودية التي أصبحنا نراها في كبيرنا وصغيرنا، وأصبحنا لا نعود إلى القرآن الكريم عندما يقول الله فيه بأنهم لا يودون لنا أي خير، فمتى ما وعدونا بخير صدقناهم، أليس كذلك؟ ألسنا نصدقهم؟ أو يصدقهم الكبار في هذا البلد، أو ذلك البلد، الحكومات تصدقهم! إن تصديقهم تكذيب للقرآن.

ولتروا الأمر صادقًا انظروا إلى أي بلد عربي هل هناك تنمية؟ داخله تنمية حقيقية؟ هل هناك أي بلد عربي أهله أصبحوا يكتفون بأنفسهم فيما يتعلق بقوتهم وحاجاتهم الضرورية؟

لم نعد كأولئك العرب، ألم يكن هناك أسلاف لنا في هذا الشعب، وفي ذلك الشعب من قبل مئات السنين، ألم يكونوا يعيشون؟ أصبحنا الآن لا نمتلك أن نعيش كأولئك الذين عاشوا قبل ألف سنة، هل تفهمون هذا؟

أصبحنا الآن غير قادرين على أن نعيش كأولئك من أجدادنا الذين عاشوا قبل ألف عام؟ إذا ما قطع كلما يأتينا من عند أعدائنا. فهل هذه التنمية أم هذا خنق للأمة؟ خنق للشعوب؟

إذًا نقول: لا تخدعونا، لا تخدعونا بالتنمية؟ فتجندون أنفسكم لمكافحة الإرهاب، ليس في بلدنا إرهاب فلا تخدعونا، نحن ننظر إلى كل كلمة تقولونها من وجهة نظر القرآن الذي نزله من هو عليم بذات الصدور {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ} (المائدة:53).

ويجب علينا – أيها الإخوة – أن يستقر في قرارة أنفسنا، وأن يعمل كل واحد منا على أن يوصل هذا الوعي إلى الآخرين، بأن ننظر لليهود والنصارى من منظار القرآن، فهم من ملأت أخبارهم صفحات القرآن، وهم من أوضحهم الله لنا أوضح بيان، فمتى ما وعدوك بتنمية، لا تصدق.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا

ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي

بتاريخ: 24/1/2002م

اليمن – صعدة

قد يعجبك ايضا