الكيان الصهيوني | نصرالله عدو صعب وخطابه صاروخ من نوع آخر
|| صحافة || المنار
على وقع صمت شبه تام من المسسؤولين الرسميين، استمر الاهتمام الإعلامي الصهيوني بالكلمة التي ألقاها الأمين العام لحزب الله، سماحة السيّد حسن نصرالله، الاثنين الماضي، في الذكرى الـ 17 لانتصار تموز 2006 (حرب لبنان الثانية).
في المقابل، استفاض المسؤولون السابقون، لاسيّما كبار الضباط منهم، والخبراء والمُعلّقون في تقديم قراءات وطرح تقديرات بشأن خلفيات مواقف سماحة السيّد وتداعياتها، فرأوا أنّ سيطرة السيّد نصرالله على التفاصيل في الكيان الصهيوني “مثيرة جداً للإعجاب”، وهي جزء من حربه النفسية على الكيان . ووصف بعضهم السيّد نصرالله بأنّه “الخبير الأكبر بإسرائيل في المحور الشيعي الذي تقوده إيران”. وأضافوا إنّ سماحته “عضو بارز في هذا المحور، وهو لا يتلقى أوامر، بل تتمّ استشارته”.
الصمت شبه التام ساد لدى المسؤولين في الكيان الصهيوني من المستويين السياسي والعسكري – الأمني، حيال تهديدات السيّد نصرالله بإعادة الكيان الصهيوني إلى العصر الحجري.
على المستوى الرسمي، لم يصدر الا رد من وزير الحرب، يوآف غالانت جاء خلال جولة له على قاعدة وحدة الشييطت 13، اعتبرته تقارير عبرية رداً على كلام السيّد نصرالله، أكّد فيه غالانت أنّهم يستعدون لكلّ السيناريوهات في مواجهة الاعداء برا وبحرا وجوا.
وعلى المستوى الأمني، لم يصدر أيّ موقف أو تعليق، بل فقط إشارة تقارير عبرية إلى أنّهم في المؤسّسة الأمنية، يأملون أن يدوم الهدوء عند الحدود الشمالية وأن لا يحدث أي خطأ يكلف الجميع ثمنا باهظا.
في موازاة الإقتضاب من التعليق على كلمة السيّد نصرالله، من قبل المسؤولين الصهاينة (السياسيين والعسكريين)، استفاض ضبّاط سابقون في طرح تقديرات في خلفيات مواقف الأمين العام لحزب الله وتداعياتها. وفي هذا السياق، قال الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات في الجيش الصهيوني (أمان)، ومدير معهد أبحاث الأمن القومي، اللّواء احتياط تامير هايمن، أنّ السيّد نصرالله هو “عضو بارز في المحور، وهو ليس من يتلقّى أوامر، بل يتمّ استشارته”، كما أشار الى إنّ السيد نصرالله “عدوّ صعب لإسرائيل ويُمنع الاستخفاف بقدراته ويجب الإصغاء إلى تهديداته والتعاطي معها بجدية”.
وبدوره، اعتبر نائب رئيس هيئة الأركان العامة سابقاً، قائد المنطقة الشمالية في جيش العجو الإسرائيلي، يائير غولان، ان ترداد كلام السيد نصرالله وتكراره هو بالضبط ما يريده نصر الله لان ذلك يخدمه في حربه النفسية ضد الكيان.
اما قائد الفيلق الشمالي الأسبق في الجيش الصهيوني (إبان حرب 2006)، اللّواء احتياط إيال بن رؤوفين، قال إنّ السيّد نصرالله “يستمع لقنوات إسرائيل ووسائل إعلامها، وهو يعرف كيف يستفيد منها ليحافظ على علاقته مع الجمهور في لبنان وكذلك للضغط على الجمهور في اسرائيل”.
بدوره، قال مؤسس ما تسمّى حركة “الأمنيين” العميد احتياط أمير أفيفي في مقابلة مع القناة الـ13 إنّ السيد “نصرالله يستمدّ الثقة من صواريخه الدقيقة، والتي تشكّل ميزان رعب وتهديدًا استراتيجيًا على إسرائيل معالجته”.
مواقف اعلامية
اعلاميا استمرّ الاهتمام بالكلمة التي ألقاها السيّد نصرالله،، فرأى مُعلّقون أنّه أثبت أنّه يتابع ما يحدث في الكيان الصهيوني عن كثب. وأضافوا ” أنّ من يسمع كلام نصرالله، يسمع واقعاً الصحف والتحليلات في إسرائيل، إذ يبدو أنّه يقرأ طوال اليوم ما يرد في وسائل الاعلام الإسرائيلية”. مُعلّقون لفتوا إلى أنّ سيطرة السيّد نصرالله على التفاصيل في الكيان الصهيوني”مثيرة جداً للإعجاب”، وهي جزء من حربه النفسية .
ووصف المحلّل في القناة الـ13 تسيفي يحزكلي السيّد نصرالله بأنّه “الخبير الأكبر بإسرائيل في المحور الذي تقوده إيران”. وأضاف “أنّه أكثر من يعرف إسرائيل، فهو يقرأ ما يُكتَب وما يُلقى من خطابات في إسرائيل”.
ولفت مُعلّقون إلى أنّ السيّد نصرالله يدرك في أيّ معضلة موجود الكيان المؤقت، لذا يقول “لنرسل لهم صاروخاً من الخوف؟”. وأضاف مُعلّقون ” أنّ نصرالله يحاول، كعادته، استغلال الفرص، وهو يُشخّص أنّ السياق الذي تعيشه إسرائيل حالياً غير عادي”.
وتوقف معلّق الشؤون الأمنية والسياسية في القناة الـ12 أمير بار شالوم عند حديث سماحته عن قانون “التجنيد في إسرائيل”، وقال “إنّهم في إسرائيل اعتادوا على تهديدات نصرالله العسكرية، لكنّ الأمر الغريب والصادم هو أنّ أكبر زعيم في لبنان يركّز على الدين الإسرائيلي المحلّي وعلى قضية رسمية”.
ودعا مُعلّقون إلى التوقّف عن محاولة تحليل ما الذي يريد حزب الله فعله، والبدء بالتفكير بما يمكن فعله (في مواجهة حزب الله)، وحذّروا من أنّ “إسرائيل لا يمكنها السماح لنفسها بأن تبقى طوال الوقت بحالة تأهّب بسبب تهديد (خارجي)”.
في الخلاصة ، فان التعامل مع كلمات السيد نصرالله يعتبر امرا معقدا عند المسؤولين والمحللين الصهاينة فخبرة الامين العام لحزب الله بالداخل الصهيوني، وبحسب المعلقين الصهاينة انفسهم تمكنه من اطلاق صواريخ حرب نفسية عبر خطاب واحد ودون الحاجة لحملات اعلامية ولا لدفع ملايين الدولارات، كما انه يضع اكبر العقول في الكيان الصهيوني في حالة عجز تام عن التعامل مع التهديدات التي يطلقها.