العشاء الأخير لـ ” الشيطان الأكبر “
الشاعر/ جميل الكامل
تفوِّجُ أمريكا الأساطيل …نعلمُ
ذروها بِوأدِ الحق في الأرض تحلم
ذروها تخوض البحر.. لله حكمةٌ
بإصرارها والله أعلى وأعلم
فمن قبلها فرعون قد خاضه.. غداً
كإسلامه.. في قعره سوف تسلم
ذروها تظن الأرض ملكا لأمها
تضم إليها ما اشتهت أو تأمم
فقد غرها ماغر من خر قبلها
وقد طال حتى ظن أن ليس يهدم
إلى حيث أفنى الله عاداً…سرى بها
لطغيانها جهرا.. مصيرٌ محتم
إلى حضرموت الأمس ساقوا قواهُمُ
وجالوا وكنا حيث جالوا وقد عموا
نراقبهم ، ندري بهم ، نحن حولهم
وأين غدوا ، راحوا ، أناخوا ، تقدموا
وندري بما ينوونه من مجيئهم
كأنا لما ندريه من شأنهم هموا
أساطيلهم مرصودة وانتقالها
تحركها ، كم جاء فيها ، ومن همُ
وندري بما تبدي وتخفي وإنها
لمكشوفة سيان تبدي وتكتم
وندري بما فوق الأساطيل ظاهرا
، وما تحتها مما علينا تُعَتِّم
ففي بحرنا للماء عقل ، وأعينٌ
وفي برنا للصخر سمعٌ ، له فم
فأين إذاً يمضون من بأسنا إذا
غداً وجّه المولى لنا أمره احسموا
كأنا هنا مما أحطنا بمن أتى
إلى أرضنا منهم سوارٌ ومعصم
فأنا لأمريكا بأن تستبدنا
وتحكم أرضا شعبها لا يسلِّم
وتحتل ارضا من حنايا جنوبها
ومن حيث قد أقعت ستأتي جهنم
لتأتي لعل الله من فرط ما طغت
يطهر عدلا هذه الأرض منهم
وقد شاء أن تأتي إلينا بكبرها
ضحى ليريها جهرة كيف يقصم
وشاء على أيدي اليمانين أن ترى
وتوقن أن الله بالعدل يحكم
فيتركها عصفا على البحر عبرة
لمن ظن يوما أنه ليس يهزم