جَذوَةٌ مِن كَوكَبِ النُّورِ
الشاعر/ عبدالرحمن اليفرسي
حَقَّـاً لِمِثلِـي فِيهِ أَن يَتَبَـرعَمَا
وجَزِيلِ شِعري فِيهِ أَن يَتَكَرَّمَا
ولِعَقـلِ طِفـلٍ أَن يَـزِيدَ خَيَالُـهُ
عَن سِنِّـهِ بِالـوَصفِ او يَتَقَـدَّمَا
يَا سَيِّدَاً لِي فِي مَقَامِكَ رَوقَـةٌ
_أَنسَتنِي أَنِّي إِبنُ صِلصَالٍ وَمَاء_ !
يَا مَن أَطَلَّ عَلَى البَسِيطَةِ فَجرُهُ
مُستَأصِلَاً لِسَـــوَادِ عَصرٍ أَظلَمَا
سَبَقَت وِلادَتَـهُ كَـرَامَتُــهُ التي
أَهدَى لَهَـا اللَّهُ القُلُـوبَ وأَلهَمَـا
اللَّهُ أَعطَـاهُ القَبُـولَ فَـأَوشَكَت
أَن تَستَجِيبَ لَهُ الجِبَالُ وتَرحَمَا
حَنَّت لَهُ الأَغصَــانُ ثُمَّ تَعَلَّمَت
مِنهُ الحِجَـارَةُ صَبرَهَا ..وتعَـلَّمَا !
كَـالمَوتِ مَن لا يُؤمِنُونَ بِدِينِهِ
لا يَــدرَؤُونَ قُــدُومَهُ إِن صَمَّمَـا
مِن قَبلِ مَـولِــدِهِ تَــوَلَّدَ نُــورُهُ
لِيُتَــمِّمَ الأَخـــــلاقَ طَـهَ إِنَّمَـــا
وَأَحَاطَ بالمَاضِي وبِالآتي وَمِن
آتٍ إلى مَاسَــوفَ يَأتِي قُـــدِّمَـا
سُبحَـانَ مَن أَهــدَاهُ للدُّنيَـا ومَن
بِهُــدَاهُ مَـنَّ عَلى الحَيَـاةِ وأنعَمَـا
يا خَيــرَ مَبعُــــوثٍ بِقُـــرآنٍ أتَى
وُرَشَـاً لِإِصلَاحِ القُلُـوبِ وأُحكِمَـا !
أَحيَـا بِـهِ جُـثَثَـاً تَعِيشُ كَغَيـرِهَا
لَكِنَّهَا رَأَتِ المَنَـــــاصِبَ مَغــرَمَا !
حَكَمَ الجَمَالُ عَلَى النُّفُوسِ بِحُبِّهِ
ويَدَاهُ مَا حَمَلَت عَصَىً او دِرهَمَا !
يَا سَلطَـةً غَلَّـت أَيَــــادٍ أَسـرَفَت
أَخذَاً ، ومِنهَـا كُـلُّ قَيـــدٍ حُــطِّمَا
بَعَثَ الرَّسُولُ مِنَ الشَّقَاءِ سَعَادَةً
ومِـنَ التَخَلُّــفِ نَهضَـةً وتَقَــدُّمَا !!
ومَضَى عَلَى حَدِّ الأَسنَّـةِ فَاتِحَاً
وطَــرِيقُــهُ بِالمَــوتِ كَـانَ مُلَغَّمَا
وكَأنَّــــهُ زَرعٌ وأَخــرَجَ شَطئَــهُ
نُـوراً وَآزَرَهُ النُّجُـــومُ مِنَ السَّمَاء
طُهـــرٌ تَنَقَّـلَ بَـينَ أَطهَــارٍ ومِـن
نُــورٍ إِلَى نُـــورٍ وفِـي نُـورٍ نَمَـى
لَو لَم يَكُن في(صُلبِ آدَمَ) نُورُهُ
مَـا أسجَـدَ اللَّهُ المَـلائِكَ ، بَينَمـا…!
لَولَم يَكُن فِي(صُلبِ يُونُسَ) نُورُهُ
مَـا ارتَدَّ مِن ظُلُمَاتِ أَسمَـاكٍ وَمَاء..!
لَو لَم يَكُن في (نَهـرِ أَيُّــوبٍ) لَـهُ
نُـورٌ ؛لَمَـا أَشفَى الضَّـرِيرَ وعَقَّمَـا…!
لَو لَم يَكُن في(نُوحِ) مَا لِسَفِينَةٍ
مِن غَيرِ مَثَـلٍ سَابِقٍ ؛ قَد صَمَّمَـا…!
هُوَ “نُورُ إِبرَاهِيمَ” فِي الأُخدُودِ ؛إِذ
سَلَبَت لَهِيبَ النَّـــــارِ لَمَّا أُضــرِمَا…!
هُوَ “رُوحَا عَبدِ اللَّهِ وَاسمَاعِيلَ” مَن
رُدَّ القَضَـاءُ _وَقَد تَنَـزَّلَ فِيــــهِمَا_ !
هُوَ “قَلبُ يَعقُوبَ” الذِي لَولَاهُ مَا
بالصَّبرِ والأَملِ الكَبيرِ استَعصَمَـا…!
وَ (جَمَالُ يُوسُفَ) قَطُّ ….لَولَا نُورُهُ
مَـا أَشغَــفَ امــرَأَةَ العَــزِيزِ وتَيَّمَا..!
لَو لَم يَكُن (مُوسَى) لِيَحمِلَ نُورَهُ
مَا قَالَ :”كَلَّا”… وَالطَّرِيقُ دَمٌ وَمَاء !
لَو لَم يَكُن في (كَفِّ عِيسَى) نُورُهُ
مَا كَــانَ أَبــرَى أَبرَصَــاً او أَبكَمَا…!
هَـذا هُـوَ النُّـورُ الذِي مِن أَجلِـهِ
بالنَّجـمِ والقَمَـرِ المُهَيمِنُ أَقسَمَا
واليَـومَ لَمَّـا بِالرَّسُولِ تَخَــلَّقَت
أَفعَـالُنَا ، عَيـشُ الهَـوانِ تَحَـرّمَا
لَمَّـا انصَهَـرنَا فِي مَحَبَّــةِ أَحمَدٍ
زِدنَا ثَبَــــاتَاً وَارتِبَــاطَاً وَانتِمَــاء
جِئنَـاهُ ذَودَاً عَن حِمَـاهُ وَنُصـرَةً
ويَكَـادُ حَتَّى الرَّملُ أَن يَتَحَـزَّمـا
هَا نَحنُ نَفتَـحُ للـرَّسُولِ قُلُـوبَنَـا
وَالغَيرُ يَفتَحُ فِي الشَّعَائِرِ (سَّينَمَا) !
وَتَرَى (بِصَنعَـاء) كُلَّ عَـامٍ مَــولِدَاً
للمُصطَفَى… وتَرَى (بِمَكَّةَ) مَأتَمَا…!
ظَنَّ الذِي في اللَّيلِ كَانَ مُحَلِّقَـاً
بِـ(سَمَاءِ صَنعَـاء) أَنَّهُ فَوقَ السَّمَـاء…!
فَـرَأَى شَوَارِعَهَا مَجَـرَّاتٍ …ومَن
خَرَجُوا مَصَابِيحَاً تُضِيءُ وَأَنجُمَا !
وَالحُبُّ يَبعَثُ فِي الجَرِيحِ سَعَادَةً
تُنسِيهِ _رَغمَ الجُرحِ_ أَن يَتَـأَلَّمَا !
هَذَا… وَقَد حَالَ القَضَا وَحُضُورَهُ
جَسَدَاً…فَلَوَّحَ فِي الدُّمُوعِ وَفِي الدِّمَا !
لِكَثِيـرِ مَا اكتَـظَّ الفَضَا بِصَلاتِهِم
وسَــلامِهِم ؛ بَـابُ المَعَـارِجِ كَظَّمَا !
ولِفَـرطِ مَـا امتَـلَأَ البُيُوتُ بِذِكرِهِ
كَادَت بِهَـا الأَحجَـارُ أَن تَتَــوَرَّمَا …!
بَرَكَـاتُـهُ جَعَلَت قُلِيلَ الخُبزِ في
بَيــتِ الفَقِيــرِ لِكُـلِّ آتٍ مَطعَمَـا !
وَ(عَتِيدُ) ثُمَّ (رَقِيبُ) وُجِّهَا يَومَهَا
أَن سَجِّلا (اليَمَنِيَّ) طَافَ وأَحرَمَا !
والقَــومُ تَنتَظِـرُ الوُصُولَ كَـأَنَّـهُ
لِلهِجـرَةِ الأُخــــرَى إِلَيهِم أَجـزَمَـا
مَـا أُنقِــصَ المِيــلادُ إِلَّا وَجهَـهُ
أَمَّـا حُـدُوثُ المُعجِزَاتِ فَـأُتمِمَـا !
وإللَّهِ إِنَّ الــرُّوحَ في أَروَاحِنَـا
بَـاقٍ ، وَفي آفَــاقِنَـا قَــد خَيَّمَـا !
شَوقٌ وَفِي أَعمَــاقِنَا مُتَـــدَفِّقٌ
حُــــبٌّ تَكَـــوَّمنَـا بِهِ وتَكَــــوَّمَا
أَكَأَحمَـدٍ نَنسَـاهُ ؟ لا وإللَّهِ لَــو
يَنسَىأُذَينُ القَلبِ أَن يَضُخَ الدِّمَا
يَاسَيِّدي صَـلَّ عَلَيكَ وَفَـــاؤُنَـا
وهُوَ الذي بِحَيَـــاتِنَـا قَد أُبـرِمَا
صَلَّ عَلَيكَ البَيتُ حِينَ تَدَمَّرَت
صَلَّ عَلَيكَ الطِفــلُ حِينَ تَفَحَّمَا
صَلَّ عَـلَيكَ اللَّهُ يا خَيـرَ الـوَرَى
والآلِ مَاطَيــــرٌ شَـدَا او حَـوَّمَا .