عندما يغيب الإيمان يتحول العلم إلى معول هدم للبشرية
موقع أنصار الله | من هدي القرآن |
تجد الله سبحانه وتعالى كيف أنه فيما خلقه وفيما صنعه كيف كانت سنن هذه الحياة كلها قائمة على الحفاظ على البيئة، ترى مثلًا مخلفات الحيوانات أليست هي مما يساعد على تخصيب التربة؟ تتلاشى تلقائيًا ثم تتحول من جديد إلى فوائد للتربة، لكن حاول أن تغير زيت سيارة عند مزرعة ما الذي سيحصل؟ تسكب هناك الزيوت أليست نفايات السيارات ستترك أثرها فتحرق المزرعة وتتلفها؟ لأن المؤمنين حينها سينطلقون ليتخلقوا بأخلاق الله سبحانه وتعالى فيكونون حريصين على أن يحافظوا على البيئة فهم من كان سيعمر الحياة ويعمر النفوس ويتجلى على أيديهم المعرفة الواسعة لله تعالى، فما الذي حصل؟
عندما أصبح الإنتاج بأيدي الآخرين وكان الآخرون هم المبدعون وهم المخترعون وهم من طوروا علوم الصناعات وطوروا الصناعات وغيرها، ما الذي حصل؟ جاء اليهود ليستخدموا الثورة الصناعية فاستغلوها في الجانب الثقافي أن يقدموا للمسلمين بأن عليكم أن تتخلوا عن دينكم حتى تكونوا كمثلنا فتلحقوا بركابنا، استغلوها أيضًا في الجانب الاقتصادي فملأوا الدنيا ربا، استغلوا الاقتصاد السياسي في الهيمنة على الشعوب واستنزاف ثرواتها.
أليس اليهود هم الذين استفادوا من الثورة الصناعية؟ أليسوا هم من مسخ وجه العالم؟ لو كان المؤمنون هم من سبقوا لقُدِّم العالم بشكل آخر، لكن مشكلتهم أنهم تخلّوا عن أول رجل بعد رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) كان يقول: ((إن هاهنا لعلمًا جمًا لو أجد له حملة)) من كان يقول: ((علمني رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ألف باب من العلم كل باب يفتح ألف باب)) من كان يقول: ((سلوني قبل أن تفقدوني)) وتولوا آخرين؛ لأن ذاك يتركع ألف سجدة، أو لأنه يقرأ القرآن في سجدة، أو أنه اشترى للنبي جملا وهو يهاجر، أو عبارات من هذه.
وهل هذا هو ما كان يهم النبي (صلوات الله عليه وعلى آله)؟ هو مراعاة للجَمَل الذي شراه أبو بكر أن يقلده قيادة الأمة هذه؟ وهي هذه الأمة التي أراد القرآن أن تكون على هذا النحو، ما هو العلم الذي يحمله حتى يمكن أن يكون جديرًا بقيادة الأمة؟
الأمة ضاعت من أول يوم بعد موت الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) وهكذا تعززت عوامل الضياع، تعززت على طريق ما قدمه الآخرون لنا من ثقافات مغلوطة تحول الآيات القرآنية إلى غير المجال أو تحول توجهنا نحن من خلال تأويل الآيات القرآنية إلى غير ما يراد منا في واقع الحياة.
لو كانت المسألة هي فقط أن نعرف الخلاصة التي قالوا من أجلها عرفنا من خلال المحدثات أن هناك محدثا وأن هناك صانعا، لو انطلقنا هذا المنطلق لكان يكفي الناس واحد من ألف أو اقل من هذه النسبة مما في هذا العالم من أصناف؛ لأن شجرة واحدة ممكن أن تقوم بهذه المهمة، شجرة واحدة محدثة أليس لها محدث؟ طيب هذه الشجرة نراها ورقها وسيقانها وزهورها وثمرها محكمة، أليست تدل على أن هناك قادرا وحكيما؟ تقضي على أن فاعلها عالم، وتدل على أنه حي؟ شجرة واحدة أمكن أن تقوم بالمهمة التي انشغل حولها [المعتزلة] والأصناف الهائلة هذه هل كلها من أجل تحصيل العقائد الصحيحة كما يقولون على النحو الذي قدموه لنا، الذي كان يكفي لها شجرة واحدة أو نعجة واحدة أو حيوان واحد من أي صنف كان.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
سلسلة دروس معرفة الله (2 – 15)
الدرس الثاني
ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: 19/1/2002م
اليمن – صعدة