التعبد لله يكون بتقديسه لا بنسبة الفواحش إليه
موقع أنصار الله | من هدي القرآن |
الله يريد منا أن نتعبد له بقدسيته، بنـزاهته، فنأتي لنتعبده بماذا؟ بالنقص، نتعبد له بنسبة الفواحش إليه، نتعبد له بالسوء، أليس هذا من الباطل؟ الباطل الذي يعتبر باطل مضحك [وشر البلية ما تضحك].
نجد كذلك التسبيح مما أمر به أولياء الله، والرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) يقول الله له: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ} (الطور:48 – 49).
وحتى في حالة الشدة كما حدث لنبي الله يونس وهو في بطن الحوت ماذا قال؟ {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ} (الأنبياء: من الآية87) ألم يقل سبحانك؟ أنزهك {إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} (الأنبياء: من الآية87) فأن تكون أنت مؤمن بهذه القاعدة بشكلٍ واعٍ، وفي كل الحالات؛ لأنها قاعدة إيمانية في كل الظروف لا يمكن لحظة واحدة من لحظات حياتك تقول فيها: أما هذه ما تنـزه فيها.. أما هذه ما تنزه فيها.. لا يصح إطلاقًا. في كل الظروف في كل الحالات، في كل الشدائد، في حالة الشدة والرخاء، وحالة السراء والضراء، لا بد أن تكون قاعدة لديك ثابتة.
نبي الله يونس ألم يسبِّح وهو في بطن الحوت {سُبْحَانَكَ}؟ هذه لها أثرها الكبير، أنك دائمًا سترجع إلى نفسك في كل حدث تواجهه في الحياة، وأنت تعمل في سبيل الله، وأنت ترى نفسك بأنك تسير على نهج أولياء الله، لا ترد اللوم على الله أبدًا، حتى وإن كان من عنده ما أصابك فإنما ذلك إما لأنك أنت كنت جديرًا بأن صدر منك ما تستوجب به أن يحصل عليك هذا الشيء، وإما لأن في ذلك مصلحة لك، وحكمة، حكمة من الله أن تلاقي تلك الشدة، أو تحصل عليك تلك المصيبة، لمصلحتك أنت
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
معنى التسبيح
ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: 9/2/2002م
اليمن – صعدة