سناك انتصارات

الشاعر/ علي النعمي

 

سناك انتصاراتٌ من اللهِ توهبُ

ولقياك عيدٌ واحتفاءٌ مهذَّبٌ

 

وذكراك في الحربِ الضروسِ سكينةٌ

وأنت رسولُ اللهِ واللهُ يغلبُ

 

وأنت الهدى والنورُ والخيرُ إنَّما

على قدرِ تطبيقِ الهدى يترتبُ

 

قدومُك بشرى الأنبياءِ وإنَّما

بأحمدَ طبوا قومَهم وتطيَّبوا

 

بُعثت امتداداً للرسالات وارثاً

فأنت ختامُ الأنبياءِ المقرَّبِ

 

وأشرفُ مبعوثٍ وأعظمُ قائدٍ

وأكملُ إنسانٍ وأزكى وأطيبُ

 

وأنت الذي أُرسلتَ للنَّاسِ رحمةً

وقد فقدتَها الأمُّ والإبنُ والأبُ

 

ترقرقْتَ إنسانيَّةً إذ تحجَّرتْ

محاجرُهم والناسُ جفُّوا وأجدبوا

 

تفانيت إحساناً فحيثُ مُحمَّدٌ

يحلُّ ترَ الحرمانَ والبؤسَ يغربُ

 

تلألأتَ أخلاقاً نصعتَ قداسةً

وطبتَ أفانيناً وكلُّك طيِّب

 

نهضت بمشروعِ الهدى متوكلاً

على اللهِ لا تخشى ولا تتهيَّبُ

 

نظرتَ إلى الدُّنيا وقد سيطرَ العمى

وفي كلِّ شيئٍ من حواليك غيْهَبُ

 

ضلالٌ مبينٌ حيرةٌ مدلهمةٌ

نقاطُك تهديدٌ محيطٌك مرعبُ

 

فأقبلتَ كالأنسامِ تدعو بحكمةٍ

بأسلوبِك الأخَّاذِ للنَّاسِ تجذبُ

 

بمشروعِك الأسمى وأخلاقِك العلا

وترعاك عينُ اللهِ حيثُ تصوبُ

 

فأشرقتَ نوراً تحملُ الشمسَ والضُّحى

إذ الليلُ يغشى والأسنَّةَ تلهبُ

 

دمغتَ أضاليلاً طغتْ وتراكمتْ

دفعتَ أباطيلاً تصولُ وتلجبُ

 

وعن يدِكَ المستضعفون تحرَّروا

وذلَّ الطواغيتُ الذين تنكَّبوا

 

وشمرتَ في ذاتِ الإلهِ مجاهداً

شديدَ القوى للهِ تَرضَى وتَغضبُ

 

وتغدو إلى ساحِ النزالِ مبوِّئاً

مقاعدَ فيها للقتالِ ترتِّبُ

 

تُعلِّمُهم تتلوْ الكتابَ مسيرةً

جهاديَّةً والعلمُ بالفعلِ يكتبُ

 

فتصنعُ أبطالاً وتبني نماذجاً

رسولاً جهادياً تعدُّ وترهبُ

 

وبالسَّيفِ حققتَ السَّلامَ بعزَّةٍ

مُراغَمةً والسِّلمُ بالسَّيفِ يُطلبُ

 

وفي هامشٍ منك اليهودُ أذقتَهم

نكالاً وهم خانوا العهودَ وألَّبوا

 

وعن حَسَدٍ صاروا أشدَّ عداوةً

وقد عرفوا ما أنكروهُ وكذَّبوا

 

ملأتَ العدى رُعباً ورهباً فأصبحوا

وليس لهم إلا إلى الحقِّ مهربُ

 

فغيَّرتَ وجهَ الكونِ كالشَّمسِ أشرقت

وكالأرضِ تحيا بالحياءِ وتخصبُ

 

وأخرجتَ  بالقرآنِ أعظمَ أمةٍ

إلى الخيرِ تدعو للمكارمِ تكسبُ

 

وأسَّست بالإسلامِ أسمى حضارةٍ

بأخلاقِها تسمو وللعدلِ تنصبُ

 

أساسُ الحضاراتِ النفوسُ إذا زَكَتْ

وغايتُها الإنسانُ يُبنى ويُخربُ

 

فماذا يعيبُ الغربُ منك وما عسى

وأنت سماءٌ لا يدانيك كوكبُ

 

ولا وزنَ للإنسانِ في الغربِ إنَّه

أضلُّ من الأنعامِ يشقى ويعطبُ

 

فأيَّةُ إنسانيةٍ جاء باسمِها

يخادعُنا ضبعٌ وذئبٌ وثعلبُ

 

ألم يأكلوا أشلاءنا دونَ رحمةٍ

أليس دمُ الأطفالِ في الغربِ يُشربُ

 

ألا إنَّ دينَ اللهِ أسمى حضارةً

وأرقى نظاماً للحياةِ وأنسبُ

 

وإنَّك يا طَه لَأعظمُ نعمةٍ

وأعظمُ هادٍ والهدايةُ مطلبُ

 

لئن جحدَ الأعرابُ ذكراك جفوةً

وأذنابُ إسرائيلَ فيها تذبذبوا

 

وقال الظلاميونَ شركٌ وبدعةٌ

فكلُّ ظلاميٍّ على الغربِ يحسبُ

 

وهم صنعُ أمريكا تشوِّه دينَنا

بهم وتُضلُّ المسلمين وتضربُ

 

أمستغربٌ أن نحتفي بمحمَّدٍ

لَعمري توليكم لصهيونَ أغربُ

 

وإن زعموا ذكراك شركاً فإنَّهم

لطاعةِ إسرائيلَ سنوا وأوجبوا

 

أتعظيمُ مولانا الرسولِ ضلالةٌ

وتعظيمُ مولاكم ترامب تقربُ

 

أمن تحت أقدامِ اليهودِ يعيبُنا

عميلٌ سلوليُّ الرؤى وهو أعيبُ

 

ويشهدُ قولاً إنَّ طه لَمرسلٌ

ويشهدُ ربي إنَّه لَلمكذبُ

 

كذلك مَن والى اليهودَ فإنَّه

سيبغضُ من والى النبيَ ويثلُبَ

 

وليس غريباً أنْ تعادي محمَّداً

قلوبٌ بأمريكا وصهيونَ تَطْرَبُ

 

فشاهت وجوهٌ للرَّسولِ تنكَّرت

وتبَّت ملوكٌ كالبهائم تُحلَبُ

 

لئن سارعت نحو اليهودِ عواصمٌ

فقد سارعت صنعا إليك تَأَوُّبُ

 

مع اللهِ والمختارِ صنعاءُ طبَّعت

وهم مع إسرائيلَ في النارِ كُبكِبوا

 

وفي يمنِ الإيمانِ يا خيرَ مُرسلٍ

لذكراك أنصارٌ وأهلٌ ومرحبُ

 

يضيئُ ابتهاجاً في قدومِك شعبُنا

وتخضَّرُّ صنعا والعواصمُ تُجدِبُ

 

ففي كلِّ ميدانٍ وفي كلِّ منزلٍ

بذكراك حفلٌ واحتفاءٌ مكوكبُ

 

تحنُّ لها منَّا القلوبُ وإنَّها

إليك لَمن أحداقِنا تتوثَّبُ

 

بحبٍّ يمانيٍّ وشوقٍّ ولهفةٍ

وصدقِ ولاءٍ بالدماءِ يخضَّبُ

 

ونحن بنو الأنصارِ أوسٌ وخزرجٌ

ورثناك أخلاقاً بها نتهذَّبُ

 

إليك تطلَّعْنا اتِّباعاً وطاعةً

وفيك اجتمعْنا فالمذاهبُ مذهبُ

 

وفيك ارتبطْنا أمةً ومسيرةً

فنحن بفضلِ اللهِ أقوى وأصلبُ

 

وها نحن في ذكراك في كلِّ ساحةٍ

وها أنت فينا للصهائنِ تُرعِبُ

 

لنا قائدٌ من آل بيتِك سابقٌ

قرينٌ مع القرآنِ سِبطٌ مقربُ

 

عليه يُربينا وفيه يقودُنا

فطاعتُه مجدٌ وفخرٌ ومكسبُ

 

بنهجِك نمضي شامِخين أعزةً

ونحن إذاً للهدي أوعى وأوعبُ

 

وتعلو بمشروعِ الرسولِ جباهُنا

ويشقى بمشروعِ اليهودِ المذبذبُ

 

فلو حاربتْنا الجنُّ والإنسُ كلُّهم

وجاءَ طغاةُ الأرضِ شرقٌ ومغربُ

 

إذن لحَطَمْناهم بقوةِ حبِّنا

ونحن بربِّ العرشِ أقوى وأغلبُ

 

وإن عذَّبونا في هواك وحاصروا

فكلُّ عذابٍ في رضائك يعْذُبُ

 

بحبِّك داوينا الجراحَ تبلسمت

وحلَّ على العدوانِ يومٌ عصبصبُ

 

ألا يا بني الأنصارِ طبتُم وبُورِكتْ

بلادٌ لأنصارِ الرسالةِ تنجبُ

 

ويا شعبَنا استمسك بطه وآلِه

وأبشر بنصرِ اللهِ فالنصرُ أقربُ

 

ويا أمةً تحت اليهودِ ترنَّحت

تُداسُ بأقدامٍ وتُغزَى وتُنهَبُ

 

إلامَ سنبقى في ضلالٍ وحيرةٍ

يعذِّبُنا ربُّ السماءِ ويضربُ

 

ضحايا ثقافاتٍ وأسرى عقائدٍ

محرَّفةٍ أضحت إلى اللهِ تُنسَبُ

 

هلُمَّ إلى النورِ الرسولِ لعلَّنا

نُتمِم به الأخلاقَ فهو المهذبُ

 

هلُمَّ نصحِّحْ نهجَنا بمُحمَّدٍ

أيا أمةَ الإسلامِ لا! أين نذهبُ

 

فما بعدَ هذا الخزي إلا جهنَّمُ

لظاها على هذا الشقا مترتبُ

 

أفيقوا أفيقوا إنَّها جاهليِّةٌ

وأميِّةٌ كبرى وجهلٌ مركبُ

 

وما في سوى القرآنِ والآلِ مخرجٌ

فإن لم تكونوا واثقين فجربوا

 

أليس رسولُ اللهِ قد قالَها لنا

حديثاً رواهُ أعجميٌّ ومُعرِبُ

 

تركتُ كتابَ اللهِ فيكم وعترتي

فحتامَ عن نهجِ الهدى نتنكَّبُ

 

أفي كلِّ يومٍ يُستباحُ نبيُّنا

ويشتمُه كلبٌ من الغربِ أجربُ

 

أقولُ لمايكرون أبشرْ بلعنةٍ

إلهيَّةٍ تأتي لروحِك تَسلُبُ

 

تسيئُ إلى طه وطه نبيُّنا

لك الويلُ يا هذا أبالنارِ تلعبُ

 

ألا يا بني الإسلامِ ثوروا لأحمدٍ

وثوروا على التطبيعِ للهِ واغضبوا

 

ولا تسمعوا أهلَ النفاقِ فإنَّهم

بحبِّ العجولِ السامريِّةِ أُشرِبوا

 

وصلى عليك اللهُ يا خيرَ مرسلٍ

مع الآلِ ما هبَّ النسيمُ المُطيَّبُ

 

ألقيت في فعالية المولد النبوي الشريف بمحافظة حجة /م عبس بتأريخ 1442ه‍

قد يعجبك ايضا