حَفاوَةُ الإجْلالِ بِذِكرَى مَولِدِ الأنْوارِ
الشاعر/ د.نبيل محمد الحضرمي
قفْ بالحفاوةِ فجرَ يومِ المولدِ
في مُجتلَى الأنوارِ والعبقِ الندي
واهتف بأصداءِ الوجودِ معظماً
إشراقةَ الدُّنيا بنورِ مُحمَّد
وانظم على جِيدِ الزَّمانِ قلائداً
عصماءَ من تبرِ البيانِ العسجدي
لتصوغَ آياتِ المَهابةِ من سَنا الـ
أرواحِ باقاتٍ بأقدس مولد
في موكبِ الإجلالِ يستوحي النهى
صفحاتِه من كلِّ سطرٍ أبجدي.
وبخيرِ مُنتظَرٍ أطلَّ هلالُه
يكسو العوالمَ بالضيا المتجدِّد
ياخاتَمَ الرُّسلِ الكرامِ شريعةً
بيضاءَ في صبحِ الخلودِ الأمجدِ
فجَّرت من قدمِ البعيرِ ينابعاً
تروي بموردِ فيضِها القلبَ الصدي
ونسجت صحراءَ الرِّمالِ حدائقاً
بربيعِ إشراقٍ وعهدٍ أسعد.
وصنعت وحدةَ عالَمٍ في ظلِّه
أسمى التآخي في عظيمِ توحُّد
فتبلورت قيَمُ التآخي كلُّها
في خيرِ دستورٍ وأعظمِ مقصد
وسموّ أخلاقٍ تكاملَ عندَها
سقفُ البناءِ إلى ذراهُ الأبعد
فلِمَ الضياعُ بفرقةٍ وتنازُعٍ
وقطيعةٍ همجيةٍ وتعدُّد ؟
ولمن يساومُ في دمارِ بلادِه
في حربِ بعضِ البعضِ كلّ مشرَّد
والمسجدُ الأقصى على وحلِ البغا
زمناً ينادي الحق ؛هل من منجد؟
وشعوبُنا غرقى بسيلِ دمائها
ما بين مجزرةٍ وأفظعِ مشهد
ولو اعتصمنا بالَّذي قد جاءنا
صبح الوجود على الصِّراطِ الأرشد
وتوحدَّت أشلاؤنا في مهجةٍ
جسداً على كفٍّ بوجهِ المعتدي
لغدَتْ ربوعُ الأرضِ واحةَ جنَّةٍ
بالفتحِ والمجدِ العظيمِ الأرغد
يامن بذكراه المواكبُ أقبلت
من كلِّ إقبالٍ يروحُ ويغتدي
صنعاءُ . إبُّ نسيجُ حلةِ سندُسٍ
بترابِها اليمني الشروق ضحى الغد
وعلى قناديلِ القلوبِ ضفافُها
تجلو سماءَ الكونِ كالغيثِ الندي
وبكلِّ أنسامٍ يمانِيَةٍ على
صلواتِنا ريحانُ مولدِ أحمدِ
والآل صفوته الكرام ومن غدا
في نهجِه المثل المقدَّس يقتدي