طوفان الأقصى ـ بداية مشوار التحرير الشامل لفلسطين
موقع أنصار الله ||مقالات||زيد الشُريف
الاسم والمضمون والمعطيات والنتائج لعملية “طوفان الأقصى” خلقت واقعاً جديداً في تاريخ الصراع الفلسطيني مع الكيان الصهيوني المحتل غيّرت الموازين وفرضت معادلات عسكرية جديدة ومنحت الأمة الإسلامية وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني الأمل الكبير بالتحرير الشامل لفلسطين وفي نفس الوقت كشفت إسرائيل على حقيقتها وأثبتت أنها مجرد كيان هزيل ضعيف جبان لا حول له ولا قوة أمام قوة الله تعالى وقوة المجاهدين في سبيله من أبطال المقاومة الذين استعانوا بالله وتحركوا لمواجهة أعدائه، فمنحهم من قوته ومن نصره ومن تأييده، فكانت النتائج كبيرة والثمار عظيمة والانتصارات والإنجازات مذهلة، حيث كان اليوم الأول من عملية طوفان الأقصى بمثابة الصاعقة على الكيان الصهيوني الذي وجد جيشه ومستوطنيه يهربون في جميع الاتجاهات يلاحقهم الموت ويتملكهم الرعب والخوف حين وجدوا رجال المقاومة يحيطون بهم ويدمرون آلياتهم ودباباتهم العسكرية ويقتلون ضباطهم وجنودهم ويحكمون السيطرة على قواعدهم ومعسكراتهم حينها وصل الصهاينة إلى قناعة تامة أن مصيرهم هو الهلاك والزوال. كانت المعطيات الميدانية لعملية طوفان الأقصى في يومها الأول كبيرة ومذهلة، عدد من المستوطنات سقطت من يد إسرائيل وتحررت على أيدي المقاومة الفلسطينية وكان حجم الخسائر البشرية في صفوف الجيش الصهيوني كبيراً، حيث سقط الكثير من القتلى والجرحى والأسرى، بينهم ضباط وجنرالات على مستوى رفيع، بالإضافة إلى تمكن عناصر المقاومة من السيطرة على عدد من القواعد والمعسكرات الصهيونية في مستوطنات غلاف غزة المحتلة وتدمير عدد كبير من دبابات الميركافا والمدرعات والآليات وتحطيم السياج الأمني التي كانت إسرائيل قد أحاطت المستوطنات به ظناً منها أنه سيحميها، وكذلك هروب جماعي للمستوطنين الصهاينة مشياً على الأقدام، وغير ذلك الكثير والكثير من الإنجازات والانتصارات الكبيرة والعظيمة التي تحققت بفضل الله خلال الساعات الأولى من العملية، وهذا يعني أن المقاومة الفلسطينية تمكنت بعون الله تعالى من هزيمة إسرائيل بشكل لم يسبق له مثيل عملية طوفان الأقصى العسكرية هي عملية متعددة المهام ليست عملية دفاع فحسب بل عملية تحرير هجومية استهدفت الكيان الصهيوني على أكثر من صعيد على المستوى الأمني والعسكري والاستخباراتي، وهي عملية استثنائية بكل المقاييس حيث تمكنت فيها المقاومة الفلسطينية من مباغتة كيان العدو فوجد نفسه وسط جحيم نيران المقاومة دون أي علم مسبق، وهذا يعني فشل الاستخبارات الصهيونية، ومن أبرز معطيات وحيثيات العملية أنها كانت عملية عسكرية شاملة براً وجواً وبحراً حيث شاركت في تنفيذها عدد من سرايا وفصائل المقاومة على مستوى الهجوم البري وعلى مستوى الهجوم الجوي بطائرات مسيرة وطائرات شراعية وكذلك هجوم صاروخي ومدفعي أمطر المعسكرات والقواعد الصهيونية بصليات من الصواريخ والقذائف المدفعية فكان التكتيك العسكري لسرايا القدس وفصائل المقاومة الفلسطينية قوياً وعنيفاً وفتاكاً وحقق نتائج كبيرة وعظيمة جعلت كيان العدو الصهيوني يفقد صوابه ويحس ويشعر في أعماقه بالهزيمة النفسية والمعنوية وبالهزيمة العسكرية والأمنية. يمكن القول أن عملية طوفان الأقصى تعيد رسم الخارطة الفلسطينية وتعمل على تحرير جغرافيتها من الكيان الصهيوني المحتل، فهي عملية جهادية عسكرية هجومية وعملية تحرير ديموغرافي لفلسطين الأرض والإنسان، وهي كذلك انتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني التي طال أمدها وانتصار لقدسية المسجد الأقصى الذي ينتهكه الصهاينة باستمرار على مدى عقود من الزمن. ونستطيع القول أن عملية طوفان الأقصى فتحت آفاقاً جديدة لمسار معركة التحرير الشاملة لفلسطين وفتحت أبواب الجحيم على إسرائيل وجيشها الذي ظهر هزيلاً وضعيفاً جداً وأثبتت بالقول والفعل والمعطيات أن تحرير فلسطين ممكن وأن الانتصار على إسرائيل حتمي وقريب وليس مستحيلاً أمام الله وجنوده وإرادته وعزيمة المجاهدين في سبيله، ومسؤولية استكمال مشروع تحرير فلسطين الذي بدأته عملية طوفان الأقصى هي مسؤولية جماعية على عاتق كل العرب والمسلمين وفي المقدمة محور المقاومة، وقد أعلن السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمته بالأمس عن موقف الشعب اليمني المساند والداعم لفلسطين وشعبها ومقاومتها وعن الاستعداد للمشاركة في المعركة في حال تدخلت أمريكا عسكرياً، وعلى أساس كل هذه المؤشرات والدلائل والمعطيات الملموسة التي تبشر بالنصر الكبير نصل جميعاً إلى قناعة بضرورة استمرار عملية طوفان الأقصى حتى تستكمل مشروعها الكبير والشامل وهو تحرير فلسطين بكلها وما ذلك على الله بعزيز.