الكيان الصهيوني وأمريكا.. شراكة فعلية بالمجازر والإبادة وجرائم الحرب في غزة
||صحافة||
تدعم الولايات المتحدة الأمريكية والغرب بشكل سافر كيان العدو الصهيوني سياسيا واقتصاديا وعسكريا وإعلاميا وفي جميع المحافل الدولية في العدوان الأخير على قطاع غزة وهو ما يعتبر مشاركة فعلية في الجرائم والمجازر والإبادة الجماعية المروعة التي لم تبق ولم تذر في القطاع المحاصر.
وينتقد الساسة في العالم والخبراء والمراقبون والناشطون الازدواجية الواضحة في سياسة واشنطن إزاء ما يحدث في غزة من مجازر يرتكبها كيان العدو الصهيوني بحق المدنيين الفلسطينيين.
ويعتقد بعض المراقبين أن كل هذا الرعب الذي يجري تحت أنظار العالم أجمع في قطاع غزة لم يكن ليحدث أصلاً لو كان العالقون داخل القطاع من خلفية عرقية مختلفة مقربة من أمريكا أو الغرب أو أن لواشنطن مصالح هناك.
ويراقب العالم اليوم ما تفعله إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من تقديم كل أشكال الدعم والمشاركة الفعلية للكيان الغاصب في المجازر التي تحدث في غزة بينما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أنها لن تضع حدا أو تقييدات لما سيفعله كيان الاحتلال بالأسلحة الأمريكية التي تصل في شحنات ضخمة متتالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر الماضي.
ولقد كشفت المجازر المروعة التي ترتكبها آلات الحرب والقنابل الأمريكية في غزة للعالم أجمع عن الوجه الحقيقي للولايات المتحدة فهو وجه سفاح آخر، بعيدا عن قناع الديمقراطية والدفاع عن الحريات المزيف الذي تحاول إبقاءه لتغطية بشاعتها.
وجاءت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن ومن قبله تصريحات جو بايدن، بدعم حق الكيان الغاصب للأراضي الفلسطينية في الدفاع عن نفسها ضد حماس لكنه يتنافى في الواقع مع حق الدفاع عن النفس طبقا للميثاق الأممي.
فقد علق محللون سياسيون على تصريحات بلينكن التي أدلى بها على هامش لقائه بعدد من وزراء الخارجية العرب حول موضوع غزة، بـأن “العالم كله بما فيه الأمم المتحدة وكل المنظمات الإنسانية يرى حتمية وقف إطلاق النار في غزة، باستثناء كيان العدو الصهيوني والولايات المتحدة، اللتان تريان أن القضاء على حماس له الأولوية على احتمال التضحية بحياة الآلاف من المدنيين، في تفسير يتنافى مع حق الدفاع عن النفس طبقا لميثاق الأمم المتحدة وبالمخالفة الصارخة لأحكام القانون الدولي الإنساني”.
وقد أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية أن “الإدارة الأمريكية والدول الغربية توفر الغطاء للعدوان”.
وفي تصريحات لاحقة شدد هنية على أن “شعوب العالم قالت كلمتها، الحرية لفلسطين والمقاومة مشروعة والاحتلال إلى زوال”.
وتعمل إدارة بايدن على تعطيل مشاريع قرارات في مجلس الأمن تطالب بوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية.
وقد قدمت واشنطن مشروع قرار بمجلس الأمن يؤكد دعم واشنطن لكيان العدو الصهيوني ويتجنب الدعوة إلى وقف إطلاق النار بعد أن استخدمت حق النقض ضد نص صاغته البرازيل الأربعاء 10/18 كان يدعو إلى هدنة إنسانية.
واقترحت الولايات المتحدة السبت 10/21 مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يعتبر أن حق للكيان الغاصب في الدفاع عن نفسها ثابت لكنه يدعو في نفس الوقت إلى حماية المدنيين.
هذه الخطوة وفق مراقبين، تمثل محاولة جديدة من واشنطن لتأكيد وقوفها ودعمها المطلق لكيان العدو الصهيوني، خاصة وأن نص المشروع يبدأ بتأكيد حق (إسرائيل) بالدفاع عن نفسها.
ويري المراقبون بروز مصطلح “حماية المدنيين”، يؤكد مشروع القرار على ذلك، لكنه يضيف عبارة، “الذين يحاولون النجاة بأنفسهم” وهو ما يعطي الضوء الأخضر لموافقة أمريكية على تهجير أهالي قطاع غزة لسيناء وفقا لمخططات صهيونية.
وكان هدف مشروع القرار الأمريكي الذي تعاطى بانحياز مع أحد طرفي الحرب على حساب الآخر هو إفشال مشروع قرار روسي حول نفس الملف يدعو الى وقف فوري لإطلاق النار.
وفي وقت سابق، كانت قد طرحت البرازيل مشروع قرار “يدين بشكل لا لبس فيه جميع أشكال العنف ضد المدنيين، ويدعو إلى إطلاق سراح الرهائن بشكل فوري وغير مشروط”. لكن واشنطن حالت دون اعتماده.
من جانبه، اتهم مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا “الولايات المتحدة بالنفاق وعدم الوقوف وراء المبادئ في مجلس الأمن”.
وفي سياق متصل، يطالب مسؤولو الوكالات الأممية منذ شهر تقريبا بوقف إطلاق النار في قطاع غزة لدواعي إنسانية وإدخال المساعدات الطبية والغذائية للقطاع.
وأصدر مسؤولو الوكالات الرئيسية التابعة للأمم المتحدة بيانا مشتركا أبدوا فيه غضبهم بسبب عدد الضحايا المدنيين في غزة، مطالبين بـ”وقف فوري إنساني لإطلاق النار في الحرب على غزة”.
وكتب رؤساء الوكالات الأممية “منذ شهر تقريبا، يراقب العالم الوضع الحاصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة بصدمة ورعب إزاء العدد المتزايد من الأرواح التي فقدت ودمرت”.
وأعرب مسؤولو 18 منظمة، بينها يونيسف وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية، عن أسفهم لعدد الشهداء في العدوان الصهيوني منذ بدء العدوان السابع من أكتوبر الماضي.
وجاء في بيان مسؤولي الوكالات أنه في غزة “يتعرض شعب بكامله للحصار والهجوم، ويحرم من الوصول إلى العناصر الضرورية للبقاء على قيد الحياة، ويقصف السكان في منازلهم وفي الملاجئ والمستشفيات وأماكن العبادة. هذا أمر غير مقبول”.
وأضافوا أنه يجب السماح بدخول مزيد من الغذاء والماء والدواء والوقود إلى قطاع غزة لمساعدة السكان. وكتبوا في البيان “نحتاج إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية. لقد مر 30 يوما. هذا يكفي. يجب أن ينتهي هذا الآن”.
كما دعت منظمة “أنقذوا الأطفال” إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
وكشفت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة السبت أن كيان العدو الصهيوني يقتل طفلين ويصيب عشرة أطفال كل عشر دقائق خلال عدوانه المستمر على قطاع غزة.
وقالت إن “الاحتلال قتل 3900 طفل وأصاب 8067 من الأطفال بجراح مختلفة منذ بدء العدوان على القطاع”.
وأشارت إلى أن 1250 طفلا لايزالون مفقودين تحت الأنقاض بسبب القصف الصهيوني منذ بدء العدوان على القطاع.
ودخل العدوان الصهيوأمريكي على غزة يومه الـ31 منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر الماضي حيث يواصل العدو الصهيوني قصف القطاع في ظل مخاوف دولية من اتساع رقعة النزاع في الشرق الأوسط.
وفي حصيلة غير نهائية، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، عن ارتفاع حصيلة الشهداء والجرحى الفلسطينيين نتيجة العدوان المتواصل على قطاع غزة، إلى أكثر من عشرة آلاف شهيدا، وأكثر من 24 ألف جريح، أكثر من ثلثيهم من الأطفال والنساء والمسنين.
سبأ: عبد العزيز الحزي