البحرية اليمنية تفرض حصاراً بحرياً على العدو الصهيوني

تقرير

 

لهذا السبب كانوا يحاربون اليمن ولأجل هذه اللحظة التاريخية أثخنوه قتلاً وأوجعوه حصاراً ودماراً وأمراضاً وأوبئة، لثمان سنوات، وقبلها عاش اليمن عقودا في سجون اللاموقف خلف قضبان الهيمنة السعودية كأداة للسطوة الأمريكية، وحين ثار مارسوا عليه أصناف العدوان عقاباً وإرغاماً له على العودة الى مربع الارتهان، فتحمل اليمن تكاليف القيام وقاوم وجاهد ليصل إلى حيث يجب عليه أن يكون، وأن يتموضع في قلب معادلة الصراع وفي رأس الحربة منها.

في أول موقف له -رغم سنوات العدوان وأعباء الحصار – ينبري اليمن المحاصر والمحارب مسجلاً أول موقف وأقوى موقف لدولة عربية مع فلسطين وبما يستطيع ويتمكن فيشارك وبقوةٍ ويرمي على العدو الإسرائيلي من الأسلحة مالم يرمها في ذروة معركة الدفاع عن نفسه في وجه أشقائه العرب؛  فماذا لو استتب له الوضع؟ وكيف لو أُتيح له المجال؟! وقبل ذلك هل أدرك الغافلون أو المتغافلون من نخبة الأمة وفلاسفتها ومنظريها، من النافخين في رياح عاصفة الحزم حجم المكيدة وخبث المقصد وقد بانت في حقيقة “التحالف العربي الكبير” اليوم؟!

تدرك القيادة اليمنية ممثلة بالسيد القائد أبعاد معركة طوفان الأقصى وحجم المخاطر الوجودية لها ولقوى وفصائل المقاومة، وبالتالي تداعياتها على مشروع تحرير فلسطين كعنوان لتحرر الامة عمومًا في معركة لا تحتمل أقل من النصر لما يترتب على نتائجها من مخاطر تطال المنطقة برمتها ولن يكون أحد بمنأى عنها.

 فبالرغم من محدودية جغرافيا المعركة المحتدمة في غزة إلا أن حدودها كجبهة تبدأ من المحيط إلى النهر، وسط هذا المشهد بالغ التعقيد والصعوبة رفع العدو الصهيوني عقيرته مستدعيا الغرب ومستجلبا أساطيله وسفنه ودعمه وقد لبّى الأخير وعلى رأسهم أمريكا فمنحوا “إسرائيل” من الدعم السياسي والعسكري والاقتصادي والنفسي ما لم تحض به منذ تأسيسها ولا في أي الحروب التي خاضتها من قبل، وفي المقابل وجدت غزة نفسها وحيدة في المعركة ومحاصرة ومخذولة من أشقائها، وأوغل العدو الإسرائيلي في القتل وارتكاب المجازر والمذابح مستغلاً الدعم الغربي غير المشروط لما يسميه هو والغرب والمجتمع الدولي ب “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”.

لم يكن العالم يأبه بما يجري فالمجتمع الدولي بين معلن لدعمه للصهاينة أو متواطئ مع جرائمهم وقد اختارت الأنظمة العربية التواطؤ في أسوأ خذلان واجهته فلسطين منذ نكبتها في ال ٤٨.

موقف متميز

تفرز الشدائد مواقف ملونة وملتوية وقليلة منها المستقيم، ويتجلى فيها معادن الناس؛ أفراداً ومجتمعاتٍ ودول (ليميز الله الخبيث من الطيب) وقد تمخضت المعركة عن جبال أضحت سراب ورجال بانَ فيهم خيط النفاق بما فاق التصورات وطار عن توقعات المستشرفين والمحللين الأذكياء، أما في اليمن فلم يكن قرار المناصرة الذي أعلنه السيد عبدالملك بدر ادين الحوثي   ـ يحفظه الله ـ في الأسبوع الأول من عملية الطوفان صادما للعدو ولا مفاجئا للصديق حيث القضية متأصّلةً في صميم المشروع الثوري وحاضرة في وجدان الثوار وجداول الأعمال وأجندات الملفات والقضايا، كان لافتاً للبعض ربما أن سقف المناصرة الذي أعلنه السيد القائد هو ذاته المرتفع منذ بدايات المشروع امتداداً لصوت الشهيد القائد مطلع القرن الحالي، الذي وضع فلسطين نصب عينيه وقدّمها على كل القضايا الداخلية، وكانت عنوانا ومضمونا لأول محاضرة ألقاها في سلسلة دروسه المقدمة بعنوان (من هدي القرآن)؛ بهذا القدر من الوضوح في الرؤية نمى المشروع وتوسع ثباتاً وإيماناً نقيا من المزايدة وخال من المتاجرة والمفاخرة، حتى استوى ظاهرُ شعاراتنا مع باطن مشروعنا القرآني على بينة من الحق وحق من البينة.

وهكذا اختارت القيادة في اليمن المضي في الطريق الواضح المعلن مدركةً كلفة الموقف وأكلاف الثبات عليه، ولم تكتف بأسراب الطائرات المسيّرة وصليات الصواريخ البالستية والمجنحة بل ذهبت إلى البحر فاتحة جبهة هي الأخطر على العدو وبمستويات من المواجهة قابلة للتصعيد بما لا يقوى عليه الأمريكي ولا يحتمله كيان العدو الإسرائيلي، واضعا بذلك حدا لهمجية التوحش الغربي في حربه الصليبية الجديدة ضد الإسلام.

جاءت عملية الـ19 من نوفمبر البطولية مكملة مشهدية الحضور اليمني، وهي الضربة التي يصفها خبراء من الغرب بالقاصمة التي أنزلت العدو من شجرة أهدافه المعلنة إلى واقع ضعفه المزري، ليعيش مرارة الهزيمة من حيث لم يحتسب وليستشرف موته المقترب وزواله الأقرب، وقد بات لغزة حدود تبدأ من لبنان شمالاً وتمتد جنوباً إلى البحر الأحمر وإلى باب المندب المغلق في وجه “إسرائيل”.

تفاصيل العملية

في الـ19 من نوفمبر الجاري وتنفيذاً لتوجيهاتِ قائدِ الثورةِ السيدِ القائدِ عبدِالملكِ بدرِ الدين الحوثي ـ يحفظه الله ـ، واستجابةً لمطالبِ أبناءِ شعبِنا اليمني العظيمِ، وكلِّ الأحرارِ من أبناءِ الأمةِ، وانطلاقاً منَ المسؤوليةِ الدينيةِ والإنسانيةِ والأخلاقيةِ تجاهَ الشعبِ الفلسطينيِّ المظلومِ وما يتعرضُ لهُ من حصارٍ ظالمٍ واستمرارِ المجازرِ المروعةِ والبشعةِ من قِبَلِ العدوِّ الإسرائيلي.. فقد نفذتِ القواتُ البحريةُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ بعونِ اللهِ تعالى عمليةً عسكريةً في البحرِ الأحمرِ كان من نتائجِها الاستيلاءُ على سفينةٍ إسرائيليةٍ واقتيادُها إلى الساحلِ اليمنيِّ.

وجددت القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ تحذيرَها لكافةِ السُّفُنِ التابعةِ للعدوِّ الإسرائيلي أو التي تتعاملُ مَعَهُ بأنها سوفَ تصبحُ هدفاً مشروعاً للقواتِ المسلحة.. مهيبة بكلِّ الدولِ التي يعملُ رعاياها في البحرِ الأحمرِ بالابتعادِ عن أيِّ عملٍ أو نشاطٍ مع السفنِ الإسرائيليةِ أوِ السفنِ المملوكةِ لإسرائيليين.

كما أكدت القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ استمرارَها في تنفيذِ العملياتِ العسكريةِ ضدَّ العدوِّ الإسرائيلي حتى يتوقفَ العُدوانُ على قطاعِ غزةَ وتتوقفَ الجرائمُ البشعةُ على إخوانِنا الفلسطينيينَ في غزةَ والضِّفةِ الغربية، كما تؤكدُ أن من يهددُ أمنَ واستقرارَ المنطقةِ والممراتِ الدوليةِ هو الكيانُ الصهيوني، وعلى المجتمعِ الدَّولي إذا كان حريصاً على أمنِ واستقرارِ المنطقةِ وعدمِ توسيعِ الصراعِ أن يوقفَ العدوانَ الإسرائيلي على غزة.

إن عملياتِ القواتِ المسلحةِ لا تهددُ إلا سفنَ الكيانِ الإسرائيلي والمملوكةَ لإسرائيليين كما أشرنا إلى ذلك في بيانٍ سابق.

وبَثَّ الإعلامُ الحربي اليمني، مشاهدَ للعملية العسكرية النوعية للقوات البحرية على السفينة الإسرائيلية وكيف تمت السيطرة عليها واقتيادها إلى الساحل اليمني.

وأظهرت المشاهدُ السفينةَ الإسرائيلية وهي في عُرض البحر وهبوط طائرة مروحية هيلوكوبتر يمنية مثبَّتًا عليها العَلَمَان اليمني والفلسطيني، على سطح السفينة بسلاسة وانتظام، ثم نزول عدد من أفراد القوات البحرية من على متن الطائرة والانتشار على سطح السفينة، ثم تمكّنهم من الدخول إلى غرفة عمليات السفينة، مردّدين عبارات “ثابِتْ ولا حركة”، والطلب من طاقمها بالجلوس وعدم المقاومة.

كما أظهرت المشاهدُ جنودَ القوات البحرية وهم ينتشرون داخلَ السفينة، مردِّدين هُتافاتِ الحرية (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام) وهُتاف (لبيك يا قدس، لبيك يا قدس، لبيك يا قدس) وَ(فوقهم فوقهم).

ثم أظهرت المشاهدُ لحظةَ اقتياد السفينة إلى الساحل اليمني، ومن حولها عددٌ من الجنود، موزِّعين على زوارقَ بحرية ترافق السفينة وهي بطريقها إلى الساحل اليمني، وعلى متن الزوارق ترفرفُ الأعلامُ اليمنية والفلسطينية، في دلالة على واحدية القضية والمصير.

كما رفرف العَلَمُ اليمني وبجواره العَلَم الفلسطيني بشموخ في منتصف السفينة وهي متجهةٌ إلى الشاطئ اليمني وقد تم الاستيلاء عليها من قبل القوات البحرية اليمنية.

تعقيدات العملية

لم يكن صدفة أن تتمّ عملية احتجاز السفينة الإسرائيلية «غالاكسي ليدر» في البحر الأحمر، والتي تُعدّ الأولى من نوعها في منطقة مكتظّة بالبوارج والسفن البحرية العسكرية الأجنبية، بعد ساعات من التحذير الذي أطلقه المتحدث باسم القوات المسلّحة، يحيى سريع، من أن القوات المسلحة سوف تستهدف السفن الإسرائيلية التي تعبر بابَ المندب أو البحر الأحمر.

وكانت البحرية اليمنية على علم بعبور السفينة، على رغم أن الأخيرة أُحيطت من قِبل القوات البحرية المشتركة المتعدّدة الجنسيات بأطواق من الإجراءات «التمويهية» و«التضليلية». على أن العملية لم تكن سهلة؛ إذ أن دخول القوات البحرية اليمنية في عمق المياه تطلّب إجراءات عسكرية معقّدة في بيئة تُعتبر معادية ومستنفرة.

واستغرق سحب السفينة إلى السواحل اليمنية ساعات طويلة، بينما كانت الأسلحة التابعة للقوات البحرية اليمنية، من صواريخ بحر – بحر، وبر – بحر، والمُسيّرات الجوية، والمُسيّرات البحرية، والزوارق السريعة، وغيرها، على أهبة الاستعداد للاشتباك مع أيّ قوة أجنبية تحاول إفشال الهجوم.

 والظاهر أن هذه العملية التي شاركت فيها طائرات إنزال مروحية وأخرى مُسيّرة وزوارق سريعة، لن تكون عملاً وحيداً أو يتيماً، بل من المقرّر أن تعقبها عمليات أخرى في حال لم تحدث، بالإضافة إلى المسارات الموازية (القصف بالمُسيّرات والصواريخ على الكيان الإسرائيلي)، التأثير المطلوب على العدو، من ضمن فعل تراكمي تصاعدي يستهدف إجباره على وقف العدوان على قطاع غزة.

وفي تفاصيل الهجوم، يتبيّن أن «غالاكسي ليدر» سُحبت من قلب الإجراءات التأمينية التي توفّرها القوات البحرية المشتركة للبحر الأحمر، والمكوّنة من تحالف بحري متعدّد الجنسيات تقوده الولايات المتحدة الأميركية، ويدّعي أن من مهامه مكافحة الإرهاب، ومنع القرصنة، والحدّ من الأنشطة غير القانونية، وتعزيز البيئة البحرية الآمنة.. وهكذا، وجدت تلك القوات نفسها في وضع شديد التعقيد أدّى إلى اتّخاذ قرار بعدم التصدّي للقوات اليمنية، لأن ذلك كان من شأنه أن يشعل حرباً كبيرة في البحر الأحمر سيكون من تداعياتها الإغلاق التامّ لمضيق باب المندب، وتوقّف حركة المرور البحرية، وهذا ما ترغب القوى الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة، في تجنّب حدوثه حتى الآن.

 

أهمية العملية

حملت العمليةُ التأريخيةُ النوعيةُ التي نفّذتها القواتُ المسلحة في البحر الأحمر، وتكللت بالاستيلاء على سفينة للعدو الإسرائيلي، الكثير من الرسائل والدلالات الاستراتيجية في كُـلّ تفاصيلها، لكن أبرزها وأكثرها شمولًا وحضورًا في واجهة المشهد وفي حسابات العدوّ بلا شك هي تلك الرسائل والدلالات المتعلقة بدور اليمن في الصراع حاضرًا ومستقبلًا، وتأثير هذا الدور على موازين القوى والحسابات العسكرية والسياسية لمنظومة العدوّ كلها في المنطقة؛ فالعملية غير مسبوقة وجاءت ضمن سياق غير مسبوق، وحقّقت آثارا غير مسبوقة وتنذر بتطورات غير مسبوقة؛ الأمر الذي لا يمكن تجاهله بأي حال من الأحوال في قراءة وضع الصراع وأفقه من أي جانب.

 حصارٌ بحري يمني على الكيان الصهيوني

بالرغم من أن قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ـ يحفظه الله ـ كان قد أعلن بوضوح تفعيلَ معادلة الاستهداف البحري للعدو، وتوعَّدَ بصراحة بالوصول إلى السفن الإسرائيلية، وكشف أن العدوّ يدرك جدية هذا التوجّـه ويلجأُ إلى التهريب، فَــإنَّ ذلك كُلَّه لم يمنَعِ العمليةَ البحرية من أن تكونَ مفاجأةً مدوِّيةً وتحولًا مدهشًا في مسار المعركة بأكملها بشكل عام، ومسار الدور اليمني فيها بشكل خاص.

وسائلُ إعلام العدوّ الإسرائيلي ركّزت عقب العملية على جانب واحد من هذا التحول، يعتبر بحد ذاته كارثةً على كيان العدو، وهو ما يتعلق بالأثر المباشر للعملية وللخطر اليمني في البحر على حركة التجارة البحرية “الإسرائيلية” التي تجلب للعدو 70 % من الغذاء بحسب صحيفة “يسرائيل هيوم”، علمًا بأن عدةَ مواقعَ متخصصة بشؤون النقل البحري كانت قد أكّـدت قبل أَيَّـام أن كُلفةَ الشحن البحري إلى الأراضي المحتلّة شهدت ارتفاعًا كَبيراً، حَيثُ زادت أقساطُ التأمين ضد المخاطر على السفن إلى عشرة أضعاف، وذلك قبل أن تتعرض أية سفينة صهيونية لأي شيء.

وفي هذا الجانب من آثار وأبعاد العملية هناك نتائجُ كبرى يمكن إيجازُها بالقول: إن القوات المسلحة اليمنية فتحت مسارَ “حصار” عملي على العدوّ الصهيوني، من حَيثُ تقييد إمْكَانية إيصال السلع والبضائع إلى الأراضي المحتلّة؛ نتيجة التهديدات المحيطة بالسفن (والتي أصبحت أمرًا واقعًا وملموسًا بفضل اليمن)، وهو أمر ترتبط به العديد من التأثيرات الكبيرة، بدءًا من ارتفاع الأسعار، ووُصُـولاً إلى إصابة الاقتصاد البحري للعدو بالشلل، وهي ربما المرة الأولى في تأريخ كيان العدوّ التي يواجه فيها حربًا اقتصادية كهذه.

وقد أشَارَت وسائل إعلام العدوّ إلى أن السفنَ “الإسرائيلية” والتي لها علاقة بالتجارة مع “إسرائيل” ستضطر للعبور إلى جنوب إفريقيا والدخول إلى حوض المتوسط في مسافة طويلة جِـدًّا؛ بسَببِ التهديدات اليمنية، واللجوء إلى هذا المسار هو أقربُ إلى حَـلٍّ نظري فقط، أما عمليًّا فلا يمكن أن يعتمدَ عليه العدوّ بصورة مُستمرّة؛ لأَنَّه مكلف للغاية.

هذه بالطبع نتائجُ أولية فمع استمرار الصراع، يمكن أن يصلَ الأمر إلى نتائجَ أُخرى غير مسبوقة ومفاجئة للجميع، خُصُوصاً في ظل قُدرة القوات المسلحة اليمنية على تنويع خياراتها والمواءمة فيما بينها لتحقيق أضرار أكبر؛ فالسفن قد تُستهدَفُ عسكريًّا وقد يُضبَطُ عليها صهاينةٌ في حال أصر العدوّ على المخاطرة، وقد تترافق ذلك مع ضرباتٌ متصاعدةٌ ومكثّـفة على مواقعَ حيوية في الأراضي المحتلّة وفي إيلات التي كان العدوّ يعتبرها ملاذًا سواء للحركة التجارية المهدَّدة في بقية الموانئ أَو للمستوطنين الذين فرّوا من أماكن القتال داخل الأراضي المحتلّة؛ وهو ما يعني أن الضرر الاقتصادي الذي يحدثه اليمن في البحر قد يترافق مع أضرارٍ أُخرى اقتصادية وأمنية داخل الكيان نفسه، الأمر الذي من شأنه أن يكون مزلزلًا؛ نظراً لأَنَّ العدوّ ينزف بالفعل اقتصاديًّا وعسكريًّا وأمنيًّا في جبهات أُخرى.

ومُجَـرّدُ امتلاك القوات المسلحة اليمنية -المنخرطة في المعركة بكل قوة- لخياراتٍ مستقبلية تصعيدية على مستويات متنوعة يمثل خطرًا “وجوديًّا” مُستمرًّا لا يمكن أن يتجاهلَه العدوّ الإسرائيلي في أَيٍّ من حسابات الصراع، فهو لا يستطيعُ أن يضبطَ إيقاعَ العمليات اليمنية على المستوى الذي يستطيعُ “تحمله”، ولا يستطيع أن يتوقعَ حجم ونوع الضربة القادمة التي سيتلقاها في ظل استمرار العدوان على غزة، الأمر الذي يجعل محاولةَ تجاهل التهديد اليمني بمثابة مخاطرة انتحارية.

وبعبارة أوضح يمكن القول: إن اليمن اليوم له نصيبٌ كبير من إجبار العدوّ على تجنب خيارات تصعيدية يريد أن يذهب نحوها، وهو لاعب أَسَاسي في معادلة “خروج غزة منتصرة” التي أصبحت أمرًا واقعًا لا بديلَ عنه سوى حرب إقليمية كبرى تُنهِي وجودَ الكيان الصهيوني وتوجّـه ضربة تأريخية للوجود الأمريكي في المنطقة، وهي حربٌ سيكون اليمنُ أَيْـضاً فيها لاعبًا أَسَاسيًّا.

اليمن لاعب دولي

ما كشفته العمليةُ البحريةُ اليمنيةُ من تأثير كبير للدور الذي يلعبه اليمن في المعركة، لا يقتصر فقط على القتال الدائر الآن؛ فهذا القتال نفسه هو محور معركة أكبر نتائجُها حتمية التحقّق وفقًا لكل المؤشرات، وأبرز هذه النتائج هو سقوطُ الهيمنة الأمريكية على المنطقة.

الكثير من الخبراء الأجانب الذين علّقوا على العملية البحرية ركّزوا بشكل كبير على احترافية تنفيذها على مسافة بعيدة من الشواطئ اليمنية (يقدِّرُها البعض بـ200 كيلو) وفي ظل ازدحام حركةِ النقل البحري في البحر الأحمر، وبدون إحداثِ أية أضرارٍ جانبية تُضِرُّ بالملاحة الدولية؛ فهذه التفاصيل تعني ببساطة أن القوة البحرية اليمنية تمتلك قدرات نوعية للرصد والمتابعة والتدخل وتنفيذ العمليات بسرعة ودقة، وهو ما يتضمن بالضرورة استعدادًا عاليًا لمواجهة أية عوائق أَو تحديات، والحديث هنا ليس عن عوائقَ عادية بل عن الوجود العسكري المكثّـف للقوى الغربية في البحر.

يرى الخبراء أن ما حدث يسلِّطُ الضوءَ على إمْكَانية ما يمكن أن يُحْدِثَه اليمن من تأثير على حركة الملاحة، لكن هذا تعبيرٌ غيرُ دقيق يحاولُ التغطيةَ على حقيقة أن اليمن اليوم أصبح قادرًا ومصمِّمًا على لعب دور في الإشراف على حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر وباب المندب بعد عقودٍ من الهيمنة الغربية شبه المطلقة على هذه الساحة.

وهذه ليست مبالغةً؛ فالاستيلاء على سفينة “إسرائيلية” في البحر الأحمر واقتيادُها إلى الشواطئ اليمنية في الوقت الذي تشهدُ فيه المنطقة توترًا غيرَ مسبوق ومعركة محتدمة تنخرط فيها الولاياتُ المتحدة بأساطيلَ ومدمّـرات تنتشر في الممرات المائية، ليس مُجَـرّدَ حدث عابر، خُصُوصاً وأن القوات المسلحة تتوعدُ بالمزيد من العمليات.

إنه تحوُّلٌ تأريخيٌّ وبدايةُ مرحلة جديدة تتضاءل فيها هيمنةُ الولايات المتحدة والغرب على الممرات المائية في المنطقة، وبالتالي يتضاءل نفوذها المؤثر الذي كاد يحوِّلُ المنطقة برمتها إلى مستعمرة مستباحة.

ولعلَّ “ضبطَ النفس” المزيَّفَ الذي تحاول الولايات المتحدة أن تُبديَه اليوم لتجنب الاشتباك مع اليمن، برغم كُـلّ التهديدات، دليلٌ واضحٌ على أن هناك معادلاتٍ إقليميةً مختلفة وجديدة ساهم اليمن بشكل أَسَاسي في صنعها بالطريقةِ التي تفقدُ معها الولاياتُ المتحدة حريةَ البطش المطلقة التي تعوَّدت أن تملكَها لفرض هيمنتها.

وبإدخَال هذا التحول في كافةِ سيناريوهات وحسابات مستقبل الصراع مع العدوّ الصهيوني ومع الولايات المتحدة، فَــإنَّ كُـلَّ شيء يتغيّر بصورة مدهشة، حَيثُ ترتفعُ بشكل كبير احتمالاتُ سقوط وهزيمة كيان العدوّ وزوال الهيمنة الأمريكية، في مقابل وصعودِ قوىً جديدةٍ مؤثرة تُعيدُ تشكيلَ المنطقة وموازينَها من جديد، وأبرزُ هذه القوى اليمن.

أصداء العملية

تردَّدت أصداءُ عملية السيطرة على سفينة صهيونية والتي نفَّذتها القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ بالبحر الأحمر، في كافةِ أرجاء العالم، وتصدرت عناوينَ وسائل الإعلام الغربية والصهيونية التي عبرت بصورة واضحة عن اندهاش كبير من احترافية العملية، وعن مخاوفَ أكبرَ من تطورات هذا الجبهة المخيفة التي فتحها اليمن، على مستوى المرحلة الراهنة وفي المستقبل، خُصُوصاً وأن العملية قد حقّقت تداعيات فورية كبيرة، حَيثُ أجبرت سفينتين تابعتين لنفس الشركة “الإسرائيلية” على تحويل مسارهما بعيدًا عن البحر الأحمر.

وقد نقلت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية عن مسؤول دفاعي أمريكي قوله: إن “هذا شيء لم نره من قبل”، مُشيراً إلى أن ما تم عرضه يحمل دلائل على احترافية القوات التي نفذت العملية.

وبعد ساعات قليلة من نشر المشاهد، قالت وكالة رويترز: “إن سفينتين مرتبطين بالشركة التي تملك السفينة التي تمت السيطرة عليها قبالة اليمن، قامتا بتحويل مسارهما بعيدًا عن منطقة البحر الأحمر”، مشيرة إلى أن “إحدى السفينتين كانت قد حدّدت مسارًا للإبحار إلى الجنوب من ميناء نشطون في اليمن عندما حوّلت رحلتها وعادت من حَيثُ أتت”.

هذا الخبرُ أكّـد بوضوحٍ أن المعادلةَ التي فرضها اليمنُ والمتمثلةَ بإغلاق البحر الأحمر وباب المندب أمام حركة التجارة “الإسرائيلية” قد أصبحت أمرًا واقعًا لم يعد بالإمْكَان تجاوُزُه، وأن اليمن أصبح لاْعبًا مباشرًا في الصراع وبأوراق استراتيجية لا جدوى من محاولة إنكارها أَو التقليل من شأنها.

وهذا أَيْـضاً ما أكّـدته صحيفة “معاريف” العبرية، الثلاثاء، في تقرير اعتبر أن “السيطرة على سفينة غالاكسي ليدر تمثل فتح جبهة أُخرى في البحر ضد إسرائيل”.

وأشَارَت الصحيفة إلى أن هذه الجبهة الجديدة تضع الكيان الصهيوني أمام ضغط جديد إلى جانب جبهة جنوب لبنان، حَيثُ رجح التقرير أن “تحاول إسرائيل احتواء هذه الجبهة كما تحاول احتواء الجبهة الشمالية لعدم الإضرار بالجهد الرئيسي في قطاع غزة”، في إشارة إلى محاولة تجنب التصعيد الذي قد يؤدي إلى استنزاف أكبر لإمْكَانات جيش العدوّ وقدراته؛ وهو ما يؤكّـد أن دخول اليمن على الخط وفتح مسار الضغط البحري قد مثّل ثقلًا إضافيًّا كَبيراً أربك حسابات العدوّ وجعل الأمور أكثرَ صعوبة عليه.

وأشَارَت “معاريف” إلى أن هذا التحدي الجديد لا يقتصر على الوقت الراهن، حَيثُ قالت: إنه “من المرجح أن يظل التهديد (اليمني) قائمًا وأن يرافق إسرائيل حتى بعد انتهاء القتال في غزة” وهو تأكيد واضحٌ على أن دور اليمن ومعادلاته أصبحت ثابتةً في كافة الحسابات المستقبلية للصراع.

وأضافت الصحيفةُ العبرية في هذا الشأن أنه “على إسرائيل أن تقوم بصياغة سياسة واستراتيجية للتعامل مع هذا التهديد” مشيرة إلى أن “التطورات الأخيرة في البحر الأحمر تجبر المؤسّسة الأمنية والبحرية الإسرائيلية على إجراء تقييم للوضع فيما يتعلق بمسار العمل الواجب اتِّخاذه لمنع هذا النوع من العمل في المستقبل”.

مع ذلك فلن يكون الأمر بهذه البساطة؛ إذ تقول الصحيفة: إنه يجب على الكيان الصهيوني “صياغة سياسة للمنطقة في مجالات التجارة البحرية وحرية الملاحة وأمنها، واستخدام المجال البحري لتحقيق أهداف إسرائيل الاستراتيجية”، وهو هدف صعب التحقّق عمليًّا، بل إنه يؤكّـد أن المعادلة التي فرضها اليمن قد وضعت الكيان الصهيوني في مأزق استراتيجي كبير يحتاج للخروج منه إلى فرض واقع إقليمي جديد كليًّا، وأنى له ذلك!

وحاولت الصحيفة أن تقدم مسارًا محتملًا للاستراتيجية الصهيونية (الإقليمية) في التعامل مع التهديد اليمني، حَيثُ قالت: إنه “يجب على إسرائيل تسخير عوامل إضافية لهذه الحملة مثل مصر” وهي إشارة واضحة إلى محاولة تفعيل خط دفاع مصري في البحر الأحمر، وهو طرحٌ يعبر بوضوح عن التخبط والإفلاس؛ لأَنَّه يمثِّلُ ببساطة محاولةً للهروب من التهديد القائم إلى افتعال صدامات إقليمية حتى لو حدثت لن تلغيَ الخطر الذي يواجهه الكيان من جهة اليمن.

ما نشرته صحيفة “معاريف” يعبر بوضوح عن سقوط كافة محاولات التقليل من أثر العملية العسكرية اليمنية في البحر الأحمر، من خلال ادِّعاء أن السفينة “ليست إسرائيلية”، فإلى جانب تأكيد العشرات من وسائل الإعلام الغربية والعبرية على أن السفينة التي تمت السيطرة عليها مملوكة (جزئيًّا أَو كليًّا) لشركة “إسرائيلية” تتبع رجلَ الأعمال الصهيوني أبراهام (رامي) أونغر، يبدو بوضوح أن محاولة إنكار هُـوِيَّة السفينة لم تعد لها أية قيمة؛ لأَنَّ الجبهة البحرية اليمنية قد فُتحت وتداعياتها قد بدأت بالظهور سريعًا على كافة المستويات.

وفيما سلّطت “معاريف” الضوء على التداعيات الاستراتيجية الدائمة والمتعلقة بالصراع، فَــإنَّ التداعيات الاقتصادية المباشرة لا زالت تتصاعد حَـاليًّا، حَيثُ أشَارَت وكالة “ستاندرد آند بورز” للتصنيف الائتماني إلى أن عملية السيطرة على السفينة “غالاكسي ليدر” في البحر الأحمر ستعقد حركة الشحن “الإسرائيلية”.

ونقلت الوكالة عن لوف منغاني، السمسار لدى شركة دبي بلوبيك للسلع والشحن، قوله: “باعتباري وسيط سفن، سيتعين عليَّ القيامُ بالمزيد من الإجراءات عندما أعرض على موكلي سفينة؛ وذلك لمعرفة ما إذَا كانت هناك أية ملكية إسرائيلية في هذه السفينة”.

وكانت مواقع مختصة بالنقل البحري قد كشفت خلال الأيّام الماضية أن أقساط التأمين على حركة الشحن من وإلى “إسرائيل” قد ارتفعت عشرة أضعاف قبل أن يتم الاستيلاء على السفينة في البحر الأحمر؛ وهو ما يعني أن التكاليف سترتفع أكثر بعد العملية، هذا في حال استطاع الكيان أن يجدَ طريقًا للشحن عبر البحر الأحمر، أما الطريق البديل المقترح (عبر رأس الرجاء الصالح) فهو بمثابة كارثة على التجارة البحرية الصهيونية أصلًا.

ووفقًا لكل ما سبق، يتضح بشكل جلي أن القوات المسلحة قد هزت بضربة واحدة كُـلّ الحسابات الاستراتيجية للعدو الصهيوني، سواء فيما يتعلق بالصراع الجاري الآن أَو بالمستقبل، وأن اليمن قد حجز موقعًا ثابتًا ومتقدمًا ومؤثرًا في كُـلّ معادلات أمن واستقرار وموازين القوى في المنطقة، وبرغم أن العدوّ لا يزال يحاول “احتواءَ” الدور اليمني -حسب تعبير “معاريف”- فَــإنَّ كُـلّ الخيارات المتاحة أمامه لفعل ذلك لا تُحقِّقُ النتائجَ المرجوَّةً؛ فحتى محاولة “تدويل” الأمر وتحشيد المواقف الدولية تحت عنوان حماية الملاحة لن تؤديَ في أفضل نتائجها سوى لتصعيد يخلق تهديدات أكبر على الكيان الصهيوني.

صدمة في كيان العدو الصهيوني

وحسب مواقع إخبارية إسرائيلية فإن السفينة المحتجزة هي «Galaxy “Leader المخصصة لنقل السيارات وتحمل علم جزر الباهاما، وتتبع السفينة شركة Ray Shipping”” المملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي رامي أونغر الذي يرتبط بالموساد الصهيوني ويعمل في المعهد القومي لكيان العدو الصهيوني، ووفقًا لبيانات ملاحة السفن في البحر الأحمر فإن آخر مكان معروف ظهرت فيه السفينة كانت قبالة سواحل اليمن، وأظهر موقع الملاحة Marine Traffic أن السفينة كانت في البحر الأحمر يوم 18 نوفمبر، وكانت متجهة جنوبًا قبالة السواحل اليمنية.

وعلق جيش العدو الصهيوني على ذلك بأنه حدث خطير عالميًا، إلى ذلك أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية خشيتها من تبعات تنفيذ اليمن عملية احتجاز لسفينة في البحر الأحمر، متحدثة عن أنّ “اليمن هدد ونفذ تهديداته”، مؤكدة أنّ «هذا الأمر يعدّ تجاوزاً واضحاً، ويلحق الضرر بالتجارة البحرية الإسرائيلية».

مشكلة تصعب مواجهتها

من الناحية الاقتصادية، قال المعلق العسكري في القناة 12، نير دفوري: إنّ «هذا الحدث من شأنه أن يؤثر على الاقتصاد وعلى تأمين شحن البضائع الذي سيرتفع، لذا إسرائيل تقول إن هذه مشكلة عالمية»، أما المحلل للشؤون الخارجية في القناة 12 نداف أيال، فاعتبر أنّه «يجب أن تكون هذه مشكلة دولية، لكنّها مشكلة أيضاً لنا بشكل خاص».

كما اعتبر عاميت سيغل، المعلق السياسي في القناة 12، أنّ «الحدث اليمني هدفه رفع الخطر ضد التجارة الإسرائيلية، ولإسرائيل تجربة سيئة في هذا الموضوع، فقد حصلت معركة بحرية بين الحروب مع إيران، وتمت مهاجمة عدة سفن إسرائيلية».

القادم أعظم

لقد فرض اليمن قواعد اشتباك جديدة في سياق الحرب المستمرّة على قطاع غزة، بالسيطرة على سفينة «غلاكسي ليدر» المملوكة للملياردير الإسرائيلي، أبراهام أونغر (الملقّب برامي أونغر)، واقتيادها إلى حيث يجب، وهو ما فرض نفسه كتحدٍّ استراتيجي أمام مؤسّسات القرار السياسي والأمني في كلّ من واشنطن وتل أبيب، واضعاً إيّاها أمام معادلةٍ عنوانها: «أمن الملاحة البحرية الإسرائيلية في البحر الأحمر هو من أمن غزة، وإنْ لم تفهموا ذلك الآن، فستفهمون لاحقاً».

 ولذا، فإن أيّ رهان على احتواء ما حدث وتجاهل رسائله، سيؤدي إلى مواصلة تلك العمليات، بل والارتقاء بها، وفق ما كان تعهّد به قائد الثوة السيد عبدالملك الحوثي ـ يحفظه الله ـ  حين قال: «(إنّنا) سننكِّل بالإسرائيليين في حال واصلوا إجرامهم ضدّ أهل غزة». ومن هنا، سيكون على الإسرائيليين أن يُوطِّنوا أنفسهم على أن يتجنّبوا البحر الأحمر، تحت طائلة تحوّله إلى ساحة لاستهدافهم، وفي كلتا الحالتَين، فهم معرّضون لتداعيات أمنية واقتصادية واستراتيجية خطيرة. بتعبير أوضح، إذا سلّمت واشنطن وتل أبيب بالأفق المفتوح أمام عمليات محور المقاومة من لبنان إلى اليمن مروراً بالعراق وسوريا، وتراجعتا عن مواصلة الحرب – وهو ما لا يزال مستبعداً إلى الآن -، تكون المنطقة قد تجنّبت مواجهة كبرى ستتجاوز تداعياتها ساحة فلسطين، وستطال الأمن القومي الإسرائيلي في ساحات جغرافية أبعد أيضاً.

 أمّا إذا تمسّكتا برهاناتهما وخياراتهما الحربية، فهما ستعمّقان بذلك المخاطر، التي سيتّسع نطاقها والحال هذه ليشمل المزيد من المصالح الأميركية والإسرائيلية في المنطقة، بما لا يستثني تحوّل البحر الأحمر إلى مكان غير آمن لكلّ ما يتعلّق بكيان العدو، إضافة إلى الكثير من المفاجآت الأخرى.

وفي هذا المجال، أقرّ أحد جنرالات الجيش الإسرائيلي، وهو غابي سيبوني، بأن «الحوثيّين لديهم قدرات غير قليلة بفضل مساعدة إيران… يجب عدم الاستخفاف بها»، معتبراً في الوقت نفسه أن «الردّ الإسرائيلي سيكون محدوداً، وسيتطلّب الأمر التنسيق مع الأميركيين».

 

قد يعجبك ايضا