نشيد الخلود
الشاعر/ ماجد المطري
ذكرى الشهيدِ لكلِّ جُرحٍ بَلسمُ
من وحيها أرواحنا تترنمُ
قف للشهيدِ محبةً وكرامةً
إنَّ الشهيدَ هو الأعزُّ الأكرمُ
حياً مدى الأزمانِ يبقى مَعْلَماً
تمضي السنينُ بنا ويبقى المَعْلَمُ
نالَ الخلودَ وليسَ يفزعُ حينما
في الحشرِ تُعرَضُ للعبادِ جهنَّمُ
ورقى إلى العلياءِ روحاً خلَّفت
أرواحَنا في إثرهِ تَتلَهجَمُ
دمهُ المُصَفى شبَّ في عُقمِ الثَّرى
عزاً .. صموداً .. أُمَّةً لا تُرغَمُ
ومعينَ بذلٍ بالفضيلةِ زاخراً
يروي العِطاشَ وللجراحِ يُلَملِمُ
للَّه درُّكِ أنفُساً معطاءةً
أضنى جيوشَ المُعتَدي منها الدمُ
عرَّى غُرورَ ممالكِ النفطِ التي
كانت تظنُّ بأنها لاتُهزَمُ
حتى مضَت والعارُ يجري خلفها
تشكوا “لأمريكا”.. بُلينا فادعموا
يا أيها الشهداءُ أبلجتُم لنا
نصراً تكلَّلَهُ السبيلُ الأقومُ
يا أيَّها العظماءُ تلكَ رياضُكم
تهدي كما تهدي السُّراةَ الأنجمُ
تروونَ أسرارَ الزكاءِ لأنفسٍ
جاءَت تزورُ رياضَكُم تستَلهِمُ
صدقَ الولاءِ وتستقي معنى الفدا
حيثُ المكارمُ للكرامِ تُتَرجَمُ
لاغرو أنَّ الفجرَ بعضٌ نقائِهِم
فالفجرُ من نورِ الشهادةِ يُرسَمُ
مازالَ دفاقُ الدماءِ مُزمجراً
كالسَّيلِ يجتاحُ الغزاةَ ويَدهَمُ
جمراً وبركاناً متى شِئنا بهِ
نشوي وجوهَ المعتدِينَ ونُضرِمُ
الطفُّ والطوفانُ فيهم جُمِّعا
ثأراً يطوفُ وللعروشِ يُدَمدِمُ
غوثَ الضعافِ ونصرةً للمبتلى
كانوا وتنكيلاً يراهُ المُجرمُ
هم أصدَقُ الأنصارِ بل هُم كلُّهُم
ما كانَ أنصارٌ هُنا لولاهُمُ (و)
هُم خيرُ من حجُّوا الى معراجِِهِم
بذلاً ومن ساحِ البطولةِ أحرَمُوا
إذ شاءَ ربُّ الطيبِِ للأطيابِ أن
يَهْنَوا بمن صلَّوا عليهِ وسلَّمُواا
من بعدما زادوا بهِ وبآلهِ
وعياً يُبَصِّرُهُ الكتابُ المُحكَمُ
لمَّا تلَوا في الذكرِ قولَ (وجاهدوا)
هبُّوا .. بأمرِ اللَّهِ من ناداهمُ(و)
لمَّا تَلَوا قولَ الكريمِ انِ “إنفروا”
كالشُمِّ قاموا والبرايا نوَّمُ
صلَّوا صلاةَ الباذلينَ نفوسَهُم
وبِنقعِ (صِفِّينَ) الطهورِ تيمَّمُوا
ثاروا فثارَت من ثراهُم أُمَّةٌ
تطوي كما كانوا الحُروبَ وتَحسِمُ
وعلى عواتِقُها الوفاءُ فريضةٌ
كيما ترُدَ جميلِ ماهُم قدَّموا
ينسابُ بالأبطالِ بوحُ فَخارِها
فالصمتُ في حرَمِ الشهيدِ مُحرَّمُ
والقولُ أقصرُ عن نبا آثارهِم
وخطىً تأسَّاها اللبيبُ الضَّيغمُ
بَكِمَ المفوُّهُ عن إحاطتهِم فماً
وشدا بمدحَهُمُ الجمادُ الأبكمُ ؟؟!
من قالَ ماتوا فليمُت في غيظهِ
ما ماتَ إلا نحنُ والأحيا همُ(و)
للَّهِ ما أبقى نَداهُم آيةً
للأرضِ من علِّينَ يتلوها فمُ
ونشيدَ خُلدٍ طافَ بالأنواءِ أنْ
فازَ الدمُ الزَّاكي وخابَ الدرهَمُ