قرار تمديد العفو العام.. خطوة هامة تترجم شعار “وطن يتسع للجميع”
موقع أنصار الله || صحافة محلية _الثورة || تحقيق: احمد السعيدي
*ارتكز على توسيع خارطة الاستفادة للمغرر بهم وكشف حقيقة شعارات العدوان والمرتزقة
*مفرج عنهم :العفو العام منحنا فرصة ودرسا مفاده: ان أعيش حراً فقيراً في بلادي خير وشرف كبير مقارنة بخزي الوقوف مع العدوان
في خطوة ايجابية تجسد شعار ” وطن يتسع للجميع ” وتصب في صالح حقن الدماء ورأب الصدع بين أبناء الوطن الواحد والمصالحة الوطنية الشاملة قرر المجلس السياسي الاعلى تمديد فترة العفو العام ليتمكن المغرر بهم من الاستفادة من هذا العفو الذي يعزز معاني التسامح وتوحيد الصف الداخلي ضد العدوان الخارجي الذي عمد إلى تمزيق النسيج الاجتماعي اليمني..
صحيفة (الثورة) عمدت في هذا التحقيق إلى قراءة أهمية قرار التمديد.. كاشفة عن قصص انسانية لحالات مختلفة من المغرر بهم.. كما تعرض ما أثمرته خطوة قرار التمديد من استفادة كبيرة لحالات مختلفة عادت إلى الصف الوطني والى رشدها بسلامة وأضحت تمارس حياتها الطبيعية في المجتمع.. وفي وطن يتسع الجميع… إلى التفاصيل:
استند المجلس السياسي الأعلى في قرار تمديد العفو العام على معطى وطني أكثر انسانية مفاده أن صعوبة الحياة والضروف المعيشية التي فرضها العدوان الجائر على الشعب اليمني أفرزت نتائج كارثية أهمها توسيع رقعة الفقر ومحاربة المواطن في قوته ومصدر رزقه.. ليتم تباعا لذلك الاستفادة من وراء هذا الواقع عبر جر الفقراء من اليمنيين إلى الانضمام إلى صفوف المرتزقة الذين يعملون مقابل المال السعودي على تخريب الوطن دون يستشعروا بخطر ما يرتكبون إلا قليل منهم استيقضت ضمائرهم حين صدمتها مفارقات الفكر والسلوك على أرض المعركة الخاسرة ضد اليمن.. فمنهم من غادر أرض المعركة بصمت ومنهم من بقى على مضض كأداة تحركها الحاجة للمال لمقاومة الفقر..
لكن تمديد قرار العفو العام فجر صمت كثير من أولئك الصامتين ليعودوا عن غيهم نادمين بصوت عالٍ لا خوف فيه.. وهذا ما عكسته قصة المواطن مروان الزبيري أحد المغرر بهم المستفيدين من قرار تمديد العفو العام ليعود لأهله سالماً من الأذى نادما على الخطأ.. الزبيري-الذي تم استدراجه إلى معسكرات الغزاة في محافظة الجوف روي لنا القصة كاملة للاستفادة والعبرة حيث قال : “أنا مروان محمد الزبيري من محافظة المحويت متزوج ولي ستة أطفال كنت أعمل في ورشة لحام وبعدما افلست الورشة وتوقفت عن العمل بحثت عن مصدر رزق آخر اعول به أسرتي ولكني لم أجدها بعدها تواصلت عبر الفيسبوك مع أحد الاصدقاء القدامى والذي اختفى منذ فترة ولا أعلم أين ذهب وعندما سألني عن أحوالي شكيت له ما اصابني وبعد يومين اتصل بي وعرض علي أن اذهب وانضم للمقاومة وأغراني بالفين ريال سعودي راتب وذكرني بموهبتي في القنص التي شاهدها في عرسه قبل أربع سنوات عندما كنا في رحلة ” النصع ” في محافظة المحويت ، في البداية لم اوافق حتى هو لم يعطيني تفاصيل أكثر حتى عن مكان تواجده وبعدها بشهرين وبعد تفكير طويل وتردد واستياء حالتي المعيشية وافقت على الانضمام وعندما ابلغته موافقتي طلب مني السرية التامة وفرمتة تلفوني والسفر مباشرة إلى محافظة الجوف مديرية المتون والالتقاء بمسئول عسكري اسمه منصور الضالعي وهو سيقوم بالتوصية كونه في محافظة مارب فذهبت بأسرتي إلى بيت عمي واخبرتهم اني مسافر السعودية للبحث عن عمل ووصلت مديرية المتون “…
يواصل الزبيري حديثه قائلاً: “ما ان وصلت مديرية المتون حتى سألت عن (الفندم) منصور الضالعي فدلوني عليه وكان معروفا باعتباره قائد مجموعة كبيرة، الضالعي بعد ان اخبرته اني مرسل اليك من فلان صارحني في البداية أني سأخضع للتدريب شهرين إلى ثلاثة بدون مرتب بعدها سوف استلم 900 ريال سعودي فقط كغيري من الجنود وما شاهدته في الجوف تمييز مناطقي بغيض فكان المدعو الضالعي يعتمد لابناء بلدته راتبا من أول انخراطهم حتى انهم كانوا يتسلحون ويهربون بسلاحهم إلى مناطقهم بعدها عرفت ان الضالعي هذا يقوم بتخزين الاسلحة والذخيرة في محافظة الضالع عبر هكذا احداث وان همه الاكبر هو الارتزاق فقط ولا يملك قضية يحارب من اجلها وهو من دعاة الانفصال عندها استشعرت الخطر وقررت العودة “.
أما عن سؤال كيف كانت العودة فيضيف الزبيري قائلاً : “من خلال تصفحي الانترنت هناك قرأت خبر تجديد العفو العام الذي اعلنه المجلس السياسي الاعلى ولم اكن اعلم بالقرار من قبل فقمت بالبحث عنه وفهمت وتواصلت مع ابو البراء مسئول في لجنة العفو في محافظة المحويت واخبرته وحينها نسق لي وعدت إلى قريتي بسلام بعدما بعت المسدس الذي اعطوني عهدة ومع ان أهل المنطقة يعرفون اني عدت من معسكرات الغزاة الا أني لا أجد مضايقة من أحد خصوصاً بعد ان قمت بالتبصيم عند اللجنة انني كنت أحد المغرر بهم من قبل مرتزقة العدوان..
الارتزاق بدل التعليم
في قصة أخرى أشد قسوة من غيرها لقيام الغزاة بالتغرير بالشباب وتجنيدهم لصالح العدوان ومشروعه الحاقد على اليمن، بطل هذه القصة هو طفل يدرس في الصف التاسع أنه اسامة الحرازي من مديرية حراز يسكن في أمانة العاصمة اجبره عمه على ترك التعليم والالتحاق بمعسكرات الغزاة عبر حيلة سخيفة لكن الطفل اسامة كان أكثر عقلانية من عمه المرتزق العميل .. حدثنا أسامة عن عمه الجاحد انه كان بالنسبة له القدوة الحسنة فهو من قام بتربيته بعد وفاة والده وهو في التاسعة من عمره فتولى عمه تربيته والانفاق عليه وعندما بدا العدوان السعودي على اليمن قام عمه بالسفر إلى محافظة مارب للقتال في صفوف المرتزقة وواصل يرسل إلى صنعاء تكاليف معيشته ودراسته ولكن في الفترة الاخيرة طلب من اسامة الالتحاق بما يُسمى بالمقاومة الشعبية وعندما رفض اسامه الذي احب ان يكمل تعليمه قام عمه بقطع المصروف عليه لاجباره الذهاب إلى مارب فقرر اسامة الذهاب على الاقل للالتقاء بعمه والعيش بجواره ولم يفكر في القتال أو التجنيد وعندما وصل إلى مارب كانت المفاجأة واكتشف اسامة ان عمه ليس في محافظة مارب وإنما في السعودية ولكنه قام بالاتصال ببعض القيادات العسكرية لاستقبال اسامة والاهتمام به فما كان من أولئك المرتزقة إلا أن قاموا بتسليحه والزج به مباشرة في جبهة صرواح للقتال .. اسامة الذي لم يتسلح يوما سوى بالعلم خاف من مشاهد القتل والدماء فقرر الهروب وتسليم نفسه لإحدى النقاط العسكرية التابعة للجيش واللجان الشعبية الذين بدورهم تواصلوا مع لجنة العفو العام واستقبلت اسامه واعادته إلى داره سالما.. ”
ضمير حي
” قررت الذهاب إلى محافظة تعز بمحض ارادتي طمعا في التسليح والاموال السعودية التي سمعت عنها إذ ستساعدني في الزواج من خطيبتي التي خطبتها قبل عدة سنوات ولم استطع الزواج بها ووصلت محافظة تعز وقاتلت في صفوف ما يسمى بالمقاومة ثلاثة اشهر ورغم اني لم اشاهد الا اموال يمنية ودماء يمنية تسفك الا اني استمريت بالقتال وكنا نبيع الذخائر ونصرف على انفسنا وشجعني الحماس القتالي لبعض الشباب فكانت سبب ما جعلني ابقى هناك..”..
بهذا الوصف لم يستمر حال حديثه عن نشوة المال والسير وراء شعارات زائفة جعلت من الحرب في صف العدوان فرصة عمل للشباب العاطلين من أبناء الفقراء، فالشاب (و. م. ن) أحد ابناء محافظة إب الذي أسعده الحظ بأن يكون احد المستفيدين من قرار تمديد العفو العام الذي اعلنه المجلس السياسي الاعلى – شعر بغصة أثناء حديثه ليستدرك ذلك الوصف المنتشي بتغير صوته تعبيرا عن ندمه الذي أيقضته مواقف صادمة للعقل والضمير.. حيث يقول: بعد ذلك الانسجام حدثت لي واقعتين جعلتني أعيد النظر وأراجع حسابي وضميري الذي صحى وندمت وقرّرت العودة والاستعانة بلجنة العفو العام وهاتين الواقعتين كفيلة لاي بشر ان لا يقف بجوار العدوان والواقعة الاولى هي غارة لعدوان التحالف ابادت اسرة خالي كاملة في محافظة إب وبعدها بايام قلائل وصلني خبر استشهاد اعز اصدقائي الذي كنت اعتبره اكثر من اخ وقدوتي الذي كان مثالا في الاخلاق واستشهد هذا الصديق في محافظة تعز التي اقاتل فيها وكان مع الجيش واللجان الشعبية فقلت ربما اكون انا من قتله وهو لا يستحق الموت ولا يمكن ان يكون على باطل كما اوهمونا فكان لهاتين الحادثتين الاثر الاكبر في نفسي وقررت العودة إلى محافظة إب واكمال دراستي الجامعية وحمدت الله على هدايتي ومعرفتي الحق ونسقت مع لجنة العفو لتأمين وصولي واستقراري ”
درس الوطنية
وفي محافظة ذمار اقرت اللجنة الفرعية لتنفيذ قرار العفو بقيادة محافظ المحافظة اطلاق سراح 74 سجيناً من المغرر بهم المضبوطين على ذمة مساندة العدوان وتبني اعمال عدائية تستهدف امن واستقرار الوطن وذلك في إطار الخطوات التنفيذية لقرار تمديد العفو العام الصادر عن المجلس السياسي الاعلى.. وفي هذا السياق يقول مرتضى الورقي-احد الشباب المفرج عنهم – متحدثا عن قصته : “في البداية استطاع احد الأصدقاء التغرير بي للذهاب إلى محافظة مارب للتجنيد في صفوف العدوان ووافقت بسبب البطالة وطمعت في الراتب السعودي الذي توقعت أنه سيحل جميع مشاكلي فاتفقنا ان نلتقي في يوم محدد للذهاب وكنا عشرة اشخاص وبينما نحن في اول نقطة عسكرية تابعة لانصار الله خارج محافظة ذمار تم ضبطنا وايداعنا السجن في ذمار وبقينا هناك اكثر من شهر حتى زارتنا لجنة العفو وحققت معنا ثم اطلقوا سراحنا لنتعلم درس مهم هو ان العيش حراً فقيراً في بلادي مرفوع الراس اهون من خيانة الاوطان وان اكون عبداً ذليلاً للدرهم والدينار فالحمد لله على توفيقه لي”..
معطيات وطنية هامة
مراقبون وأعضاء لجنة تنفيذ قرار العفو العام .. أكدوا أن أهمية تمديد قرار العفو العام تكمن في منح كل يمني غرر به وصار أداة يتحرك مع العدوان والمرتزقة غصباً عنه-بعد ما استشعر حجم المؤامرة التي تحاك ضد الوطن لتحوله إلى فتن طائفية كالعراق وليبيا وأطلال خرائبية كحلب- فرصة التفكير والقراءة الجيدة لحجم وخطر هذه المؤامرة، وهو ما تحقق بشكل واضح وجلي في تكّشف حقائق مؤلمة جدا في مسار المغالطات الدنيئة من قبل العدو السعودي ومرتزقته الذين يحملون مشاريع تمزيقية انتقامية واضحة وحقيرة، من خلال التغرير بالشباب والمواطنين واستغلال حاجيتهم لمتطلبات العيش الكريم.
قرار التمديد كان يتمحور على قاعدة الحرص على توسيع دائرة الفائدة لكل مواطن يمني مدرك للحقيقة لكنه خائف من المساءلة القانونية على خطئه الكبير في السير وراء من أراد دمار واحتلال اليمن وتمزيقه.. وكان هذا الحرص جلياً في خارطة العمل السياسي لتنفيذ القرار ومعطيات وعوامل تمديده، إذ تم تشكيل لجان فرعية في كل محافظة، بقيادة محافظي المحافظات ووكلائها واعضاء لجنة العفو.. ومنظمات المجتمع المدني والقوى السياسية المناهضة والرافضة للعدوان.. وتكررت الاجتماعات لهذه اللجان الفرعية وتم النزول الميداني للسجون لتفقد أحوال السجناء والإطلاع على قضاياهم والشروع في تنفيذ قرار العفو العام والإسراع في استكمال اجراءات اطلاق سراح المغرر بهم.. وقامت تلك اللجان الفرعية بتشكيل لجان مساعدة على مستوى المديريات بهدف استفادة المغرر بهم من قرار العفو العام وتوسيع المشاركة المجتمعية للاستفادة من هذا القرار ووضعت الخطة الميدانية للتهيئة لتنفيذ هذا القرار والتي تتضمن آلية عمل وتدقيق المعلومات وتشكيل لجان مناصحة وتواصل مع اقارب المغرر بهم والشخصيات الاجتماعية وكذا آلية الاستقبال وتأمين عودة المغرر بهم لمناطقهم بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي..