السيد نصرالله: نحن أمام فرصة حقيقية لتحرير كل شبر من أرضنا
أعداء اليمن بُهتوا مما يقوم به في البحر الأحمر
موقع أنصار الله – لبنان – 23 جمادى الآخرة 1445 هجرية
أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، أن الساكتين من الأنظمة التابعة للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة بُهتوا مما يقوم به اليمن في البحر الأحمر.
وفي كلمة له بمناسبة ذكرى مرور أسبوع على رحيل النائب اللبناني السابق، والمعاون التنفيذي للأمين العام لحزب الله، محمد حسن ياغي، أوضح السيد نصرالله أن حكومة صنعاء وأنصار الله لم يعودوا فئة داخلية بل جزءا من معادلة دولية يقف العالم أمامها على رجل ونص.
ولفت إلى أن الخروج المليوني في اليمن قدم رسالة يجب أن تفهمها الإدارة الأمريكية، مفادها: “أنتم لا تواجهون حكومة أو فئة بل تواجهون العشرات من ملايين الشعب اليمني بتاريخه المليء بالانتصارات وإلحاق الهزائم بالمعتدين”.
ونوه بأن اليمن ثبّت حضوره في المعادلة الدولية، وأمريكا انكشفت مع إعلان تحالفها البحري، مؤكدا أن اليمن العزيز يزداد عزة وهذه من بركات الجهاد والوقوف إلى جانب المظلومين في فلسطين.
670 عملية لحزب الله
ووأعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن “المقاومة الإسلامية نفّذت ما يزيد عن 670 عمليةً خلال 3 أشهر، كما تم استهداف 48 موقعاً حدودياً أكثر من مرة”، أي منذ 8 تشرين الأول/اكتوبر بعد يوم واحد على عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/اكتوبر.
وفي السياق أكد أن “المقاومة الإسلامية نفّذت 494 استهدافاً بينها 50 نقطةً حدوديةً استهدفت أكثر من مرة”، مشيراً إلى أن “المقاومة الإسلامية استهدفت أيضاً التجهيزات الفنية والاستخبارية على طول الحدود وتم تدميرها بالكامل”.
وكشف سيد المقاومة أن “الجنود الإسرائيليين هربوا بعدها من المواقع في اتجاه المستوطنات خشيةً من تقدم المقاومين في اتجاه المواقع واحتلالها”، معلناً أنه “تمّ تدمير عدد كبير من الآليات والدبابات على طول الحدود أيضاً”، وأن “العمليات كانت مستنزفة جداً للعدو الذي مارس تكتماً شديداً على خسائره الكبيرة”. وهنا أشار السيد إلى أن “العدو لا يعترف لا بقتيل ولا بجريح وهذا جزء من سياساته في التكتم العام على خسائره”.
وعن هذه الخسائر، لفت السيد إلى أن “خبراء إسرائيليون يقدرون خسائر العدو بثلاثة أضعاف الرقم المعلن عنه”، مضيفاً أن “ما يجري عند الحدود الجنوبية وصفه أحد وزراء الحرب السابقين أنه إذلال”.
وعن الإصابات في صفوف جنود العدو، قال سيد المقاومة إنه “من 8 مستشفيات في الشمال هناك احصاء لألفي إصابة من جبهة الشمال فقط”، متابعاً أن “بعض مصادر العدو تنقل أن عدد الجنود المصابين بإعاقات قد يصلون إلى ١٢ ألف جندي في جبهة غزة وجبهتنا”.
وشدد الأمين العام إلى أنه يتم “استهداف أهداف عسكرية وضباطًا وجنودًا، وإذا ضربنا بيوتًا فهو ردٌ على استهداف المدنيين”، مذكراً بأنه “منذ البداية قلنا إن هدف الجبهة في الجنوب هو الضغط على حكومة العدو لوقف العدوان على غزة وتخفيف العبء عن المقاومة فيها”، مضيفاً أن “المعركة التي تجري في جنوب لبنان ثبّتت موازين الردع”.
إلى ذلك، توجه سيد المقاومة إلى مستوطني الشمال، قائلاً إن “الحل هو في أن يتوجهوا إلى حكومتهم لمطالبتها بوقف العدوان على غزة”، متابعاً “أقول للمستعمرين والمستوطنين أن خيار الحرب على لبنان خاطئ وأول من سيدفع ثمن هذا الخيار هو أنتم في مستعمرات ومستوطنات الشمال”.
وتساءل السيد نصر الله “هل المقاومة التي تقوم بهذا الحجم من العمليات يومياً مردوعة؟”، مشيراً إلى أنه “من النتائج المهمة لفتح الجبهة الجنوبية هو تثبيت قواعد الاشتباك مع العدو وما يجري على هذه الجبهة هو سابقة منذ عام 1948”.
وفي السياق نفسه، تابع السيد، قائلاً إنه “بعد 60 يوماً من القتال، يتم العمل على تثبيت معادلات الردع التي أسست لها لمقاومة وهو يفتح فرصة جديدة للبنان بأن يتمكن بعد انتهاء هذه المعركة من تحرير بقية ارضه وتثبيت معادلة تمنع فيها العدو الاسرائيلي من اختراق اجواءنا وبحرنا وحدودنا”، مؤكداً أننا “أمام فرصة حقيقية لتحرير كل شبر من أرضنا اللبنانية ومنع العدو من استباحة حدودنا وأجوائنا”.
وهنا رأى الأمين العام لحزب الله أن “بعض السياسيين في لبنان إما جهلة أو يتجاهلون أو لم يقرأوا التاريخ منذ عام 1948″، لافتاً إلى أن “الإسرائيليين يقولون لأول مرة إن الكيان يبني حزاماً أمنياً في الشمال، وذلك بعدما كان الحزام الأمني في جنوب لبنان”.
هذا ووصف السيد نصر الله عملية اغتيال القيادي في حركة حماس الشيخ صالح العاروري بأنه “خرقٌ كبير وخطير”، مؤكداً أن نتيجة السكوت عنه هو أن “يصبح لبنان مكشوفاً”، لذلك فإن “الرد آتٍ لا محالة”.
العراق أمام فرصة حقيقية للتخلّص من المحتلّ الأمريكي
أمّا عن العمليات العسكرية للمقاومة العراقية، أكد السيد نصرالله أن “السبب الحقيقي لها هو إسناد غزة”، موضحاً أن “الإدارة الأمريكية قلقة منها وهي تواجه مأزقًا في أوكرانيا، إذ إنها أمام هزيمة استراتيجية كبرى هناك”. وهنا رأى السيد أن “الولايات المتحدة لا تريد توسعة الحرب في المنطقة”.
هذا وأشار السيد إلى أنه “من بركات قيام المقاومة الإسلامية في العراق في فتح جبهتها نصرةً لغزة، أن العراق أمام فرصة حقيقية للتخلّص من المحتلّ الأمريكي”، مضيفاً أنه “اليوم هناك فرصة تاريخية أمام الحكومة العراقية ومجلس النواب والشعب العراقي ليُغادر المحتلّ الذي سفك دماء العراقيين والإيرانيين وشعوب المنطقة”.
وهنا أكد السيد أن “العراق لا يحتاج الى الأمريكيين لقتال داعش”، متسائلاً “من الذي يرعى داعش اليوم في سوريا؟”، مجيباً “فتشوا عن القوات الأمريكية”. واستطرد الأمين العام إلى أن “من يُقلّل من شأن أعمال محور المقاومة اليوم هم الذين لم يقدّموا شيئًا منذ بدء العدوان على غزة”، مؤكداً أن “الجهاد يجلب العزّ والقعود عنه يجلب الذلّ”.
“أما الصامدين في القرى الأمامية وللبيئة التي تدفع الثمن المباشر ببيوتها وأرزاقها”، قال الأمين العام إن “هذه بيئة صابرة مُحتسبة وصاحبة بصيرة وتعلم ماذا تعني هذه المعركة”.
وتوجه إلى هذه البيئة بالقول “يا أهلنا في الجنوب لو كان قُدّر للعدو أن يهزم المقاومة في غزة ويُهجّر أهلها، لكانت النوبة بعد غزة في جنوب لبنان وتحديدًا في جنوب الليطاني”، مضيفاً “أنتم الذين كسرّتم أطماعه”.
السيد نصر الله توجه أيضاً “للمُقاتلين الشجعان عشّاق الشهادة”، قائلاً “تصلني من الجبهة رسائل عن حوادث معنوية وروحية، المقاتلون يقاتلون في منطقة باردة وتحت المطر وتحت القذائف ويتقدّمون ويُهاجمون مواقع وتجمّعات العدو وهم الذين سيردّون على خرق الضاحية الخطير”.
وتابع السيد “نتوجّه إلى المقاتلين بالتحية والتقدير والتكريم والدعاء لهم بالثبات والنصر وأن يسدّد الله رميتهم وكل رمياتهم، وأن يوفقّهم ليصنعوا بدمائهم وسهر الليالي وتعب الأيام هذا النصر للبنان وفلسطين وكلّ الأمة”.
تجديد العزاء بشهداء كرمان وشهداء الحشد الشعبي في العراق
من جهة ثانية، جدد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله العزاء للامام الخامنئي والشعب الايراني بشهداء التفجيرين الارهابيين الذين استهدفا محافظة كرمان الايرانية، سائلاً لهم “علو الدرجات”، وللجرحى الشفاء العاجل.
هذا وتوجه السيد نصرالله إلى الشعب العراقي وفصائل المقاومة في العراق والحشد الشعبي وحركة النجباء بالتبريك بشهادة الأخ طالب السعيدي، اثر عدوان اميركي مباشر.
وعن فقيد المقاومة الحاج أبو سليم، قال السيد إنه “منذ بداية شبابه كان فاعلاً ومؤثراً في محيطه في مدينة بعلبك”، مضيفاً أن “شهادتي بالحاج أبو سليم شهادة حسيّة، إذ عرفتُه منذ أن كنّا شبانًا عام 1978 ومنذ الساعات الأولى نشأت علاقة أخوة ومحبّة وصداقة وثقة كاملة”، موضحاً أنه التقى بالفقيد في “أول مجموعة تنظيمية في بعلبك”.
ولفت الأمين العام لحزب الله أن “الملهم الأول للحاج أبو سليم كان سماحة السيد موسى الصدر”، لافتاً إلى أن “هذا المسير للحاج أبو سليم مع الإمام الصدر والسيد عباس الموسوي والسيد محمد باقر الصدر، هذا الطريق يوصل إلى قيادة الامام الخميني التاريخية”.
وتابع السيد في هذا السياق “عملنا سويًا لأكثر من 40 سنة وتقدّمنا معًا في تحمّل المسؤولية”، مضيفاً أنه “في حزب الله كان قدرُنا أن نكون ونعمل سويًا في بداية حزب الله في البقاع عندما تأسّست قيادة منطقة البقاع، وكان أبو سليم معاونًا ومُعينًا وسندًا ومُساعدًا وحاضرًا لأداء التكليف في أيّ من المواقع على طول هذه المسيرة، وقد كان لديه ثبات ورسوخ في الخط والمسيرة والبصيرة”.
المصدر: موقع المنار