المرتزِقةُ مع العدوان على اليمن وغزة.. تاريخٌ سيِّئٌ ملطَّخٌ بالعار

موقع أنصار الله ||مقالات ||محمد علي الحريشي

ابتُليت الشعوبُ عبر التاريخ بصنفٍ من أبنائها تشرَّبوا العمالةَ والخيانة في دمائهم ضد بلدانهم، ولا تستقرُّ لهم حياةٌ إلا بممارسة العمالة والارتزاق وبيع الأوطان رخيصة للأعداء والمتربصين، هكذا هو حالُ مرتزِقة اليمن الذين بالأمس ارتموا في أحضان تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ على اليمن، ومارسوا كُـلّ أشكال الارتزاق والخيانة مقابل أحقاد خبيثة تملأ صدورهم ونزوات شيطانية تحملها نفوسهم الشريرة ضد أبناء جلدتهم، ومقابل أطماع مادية تُشبع بها رغباتهم المريضة.

مرتزِقة اليمن ارتموا في أحضان الأمريكي والسعوديّ في عام 2015م وهم من طالب بتدخل القوات السعوديّة لغزو اليمن ونهب خيراته وإذلال شعبه، وتسببوا في إشعال حرب مدمّـرة شنها تحالف العدوان على اليمن من يوم 26 مارس عام 2015م نتج عنها قتل مئات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ اليمنيين، قتلهم تحالف العدوان بطريقة مباشرة نتيجةً للقصف والدمار والغارات الجوية التي دمّـرت المدن والقرى على رؤوس ساكنيها، وقتلهم بطريقة غير مباشرة نتيجةً للحصار والتجويع الممنهج ونشر الأوبئة وغيرها من وسائل الموت التي مارسها العدوان الأمريكي الصهيوني على الشعب اليمني، مرتزِقة اليمن يمكن تقسيمهم إلى ثلاث فئات رئيسية:

الفئة الأولى هم: الذين فقدوا مصالح غير مشروعة اكتسبوها إبَّان تسلطهم وممارستهم للفساد المالي والإداري في أجهزة الدولة القيادية في عهد النظام السابق، هم فقدوا السلطة ويحلمون بالعودة إليها.

الفئه الثانية: هم من تشبعوا بفكر “الإخوان المسلمين” والفكر الوهَّـابي السلفي، الذين حاولوا على مدى العقود الماضية نشر الأفكار الوهَّـابية والإخوانية في أوساط الشعب اليمني، مدتهم المخابرات السعوديّة بالمال وبنوا لهم المعاهد الإخوانية والمراكز السلفية، أُولئك المرتزِقة هم من نشروا الفكر الوهَّـابي في اليمن، هذا الصنف من المرتزِقة هم الأشد حقارة وعداوة لليمن، منهم من أصدر الفتاوى الدينية المدلّسة التي تجيز قتل اليمنيين والاستعانة بأعداء الأُمَّــة من اليهود والنصارى لقتل الشعب اليمني، هم من استدعوا العدوان على اليمن عام 2015م وطالبوا بفرض الحصار ونقل البنك المركزي من صنعاء وهم من مارس الاغتيالات والتفجيرات عامي 2012 وَ2013م في العاصمة صنعاء وعدد من المدن اليمنية، هم من أشعل أربع جبهات قتالية على محافظة صعدة عام 2013م تنفيذاً لمخطّطات أمريكية وسعوديّة وعملوا على إفشال اتّفاق السلم والشراكة بين المكونات السياسية اليمنية عام 2014م، هم من كانوا يتهيؤون لمبايعة رجب طيب أردوغان خليفة «للمسلمين»، هذا الصنف من المرتزِقة تحَرّكهم قناعات فكرية سوداوية تماهت في نفوسهم ومشاعرهم واختلطت بدمائهم، فهم يحلمون بخلافة إسلامية افتراضية رسمتها في مخيلاتهم أفكار ونظريات زرعتها المخابرات البريطانية ومستمدة من القواعد والأفكار والنظريات الماسونية والصهيونية، هذا الصنف من المرتزِقة هم الأشد عداوةً وجاهزون لبيع اليمن لألد الأعداء مقابلَ تحقيق أحلامهم المريضة.

الصنف الثالث من المرتزِقة: هم الحالمون بدولة في جنوب اليمن، هم قلة قليلة تشبعوا بالعمالة واستمرأوا الارتزاق، لديهم ارتباطات وثيقة بالمخابرات الأمريكية والسعوديّة والإماراتية وينفذون أجنداتها، هي من تحرضهم وتمولهم وتقدم لهم الوعود بحكم دولة انفصالية في جنوب اليمن، هذا الصنف من المرتزِقة لديهم الاستعداد للمضي في خط الخيانة والعمالة إلى ما لا نهاية ولديهم الاستعداد للارتماء في الأحضان الصهيونية مقابل تلبية مطالبهم بالانفصال، هذه الأصناف الثلاثة من المرتزِقة وقفوا بجانب العدوان الأمريكي السعوديّ على اليمن، واليوم يمارسوا نفس الأدوار من التآمر والارتزاق والخيانة مع العدوان الأمريكي البريطاني الجديد على اليمن، ويطالبون على كُـلّ المستويات السياسية والإعلامية بتدخل أمريكي بريطاني لغزو اليمن واحتلاله.

اليوم يتباكون ويظهرون ندمهم على عدم مقدرتهم من احتلال مدينة الحديدة عام 2018م، يدعون كذباً أن أمريكا حالت بينهم وبين دخول مدينة الحديدة في تلك الفترة، اليوم يستغلون وقوف اليمن مع الشعب الفلسطيني المظلوم وفرض الحصار على مرور السفن التجارية المتجهة إلى موانئ الكيان الصهيوني عبر البحر الأحمر، ليتقربوا إلى العدوّ الأمريكي والبريطاني ويعرضون خدماتهم والوقوف بجانبهم في العدوان الجديد على اليمن، عرضوا على أمريكا انضمامهم في تحالف «حارس الازدهار»، لم تردعهم أَو تحَرّك في مشاعرهم الدماء الفلسطينية التي تسفك في قطاع غزة والدمار الكبير الذي حَـلّ بمدنها ومخيماتها.

المرتزِقة ليس لهم وجود مؤثر في أوساط الشعب اليمني، تحطمت أحلامهم على صخرة الوعي الذي يمتلكه اليمنيون وأصبحوا مثار سخرية من قبل الجميع، حتى العدوّان الأمريكي والبريطاني لديهما المعرفة بمدى هشاشة وضعف أُولئك المرتزِقة وعدم مقدرتهم على إحداث تأثيرات في واقع الأحداث التي تجري في البحر الأحمر والبحر العربي وباب المندب، تحالف العدوان الأمريكي جربهم على مدى تسع سنوات من العمالة والارتزاق، مدهم بكل وسائل القوة العسكرية والمالية والإعلامية، لكنهم فشلوا وخسروا وولوا الأدبار هاربين مهزومين أذلةً صاغرين، سوف يلاقون نفس المصير من الخيبة والخسران في العدوان الأمريكي الجديد، تلاحقهم لعنات الشعب اليمني جراء ما اقترفوه من خيانة في حق اليمن، لذلك ليس من المستغرب تجاهل العدوّ الأمريكي والبريطاني للمرتزِقة وعدم الالتفات إلى عروضهم المقدمة وخدماتهم الجديدة التي حاولوا تقديمها من أول يوم دخلت فيه اليمن خط المواجهة العسكرية مع الكيان الصهيوني والعدوّ الأمريكي البريطاني في البحر الأحمر.

أما قادة اليمن فقد عاهدوا الله على الوقوف مع الشعب الفلسطيني حتى ينتهي العدوان ويرفع الحصار عن قطاع غزة، يؤيد ذلك التوجّـه ويسنده الشعب اليمني العظيم الذي يخرج أسبوعياً بالملايين في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء ويخرج في أكثر من مِئة ساحة وميدان في المدن والمحافظات اليمنية للوقوف مع الشعب الفلسطيني والوقوف أمام تحالف ثلاثي الشر والإجرام أمريكا وبريطانيا و”إسرائيل”، فليمت المرتزِقة بغيضهم وأحقادهم وسوف تنتصر فلسطين واليمن رغم كيد المجرمين وخبث اللئام الحاقدين.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com