ما القلق السعودي الذي عاد به كيري إلى واشنطن ؟

موقع أنصار الله  ||مقالات ||  طالب الحسني

 

عاد وزير الخارجية الامريكي جون كيري من جولته الاخيرة الى الرياض ومعه التصور الاخير للسعودية بشأن اليمن وقلق بالغ من تداعيات الفشل العسكري ، التصور السعودي واضح انه يحمل في مضمونه عدم قناعة السعودية أن تخرج من هذه الحرب التي جلبت لها دعما عربيا واسلاميا وافريقيا واوروبيا وامريكيا بملخص ما قدرت عليه الجهود السياسية والامريكية على الاخص المتمثل في خارطة الطريق التي قدمها اسماعيل ولد الشيخ وهي خليط مما استنطبه الاخير خلال جلسات التفاوضات وتحركاته بين صنعاء والرياض ومسقط طوال الشهور الماضية وجزء كبير من مقترحات كيري التي اطلقها شفهيا لمرتين قبل ان تصاغ في ما يعرف باتفاق مسقط 15 نوفمر ووقع عليه التحالف السعودي الاماراتي والقوى الوطنية اليمنية ( تحالف انصار الله وحلفائهم والمؤتمر الشعبي العام حزب الرئيس الاسبق عليه صالح وحلفائه ) ولكنه لم يرى طريقه إلى التنفيذ بسبب تعنت السعودية التي أوعزت إلى هادي وحكومته ابداء عدم الموافقه عليه الرباعية الدولية التي عقدت في الرياض بحضور وزراء خارجية امريكا وبريطانيا والسعودية والامارات واضيف إليهم هذه المرة على غير العادة مسقط وربما اوحى هذا الحضور العماني رغبة امريكية وضعها كوسيط خرجت القمة باهتة بقليل من الامل ، وما برز منها هو القلق السعودي من تنفيذ هذه الخارطة ، لخص كيري تماما القلق السعودي ونقله بدقة في قال انه يجب أن ننهي هذه الحرب بشكل يضمن أمن السعودية ، وهذا كل ما بقي من الرباعية الدولية .

 

هذه الخارطة التي يبدو أن السعودية قلقة منها ولا تملك سوى القلق تشمل تسوية سياسية بين كل الاطراف يتم خلالها استبعاد هادي مرحليا وابعاد علي محسن الاحمر رجل السعودي القديم الحديث مبدئيا ونقل صلايحات الرئاسة إلى نائب رئيس توافقي واجراءات أمنية وعسكرية تفترض انسحابات وتسليم الاسلحة الثقيلة لطرف اخر توافقي من عدد من المحافظات من بينها العاصمة صنعاء ،قبل كل ذلك واثناءه وبعده ايقاف العدوان ورفع الحصار .

 

إنه اسوأ خيار فكرت به السعودية منذو اكثر من اربعة عقود . فالسعودية التي دخلت بعنجهية إلى هذا العدوان كانت تتصور نتائج مختلفة تماما نتائج لا تضمن لها أمنها فقط بل ونفوذها السياسي والمذهبي .

 

أبعد نقطة يمكن ان تنظر إليها السعودية الآن بعد قرابة 21 شهرا من العدوان الضروس والحرب العبثية على اليمن هي الحسم العسكري وهذا الاخير وحده فقط ما تعتقد السعودية انه سيبعث لديها الاطمئنان ولكنه بعيد المنال ولا تمتلك القدرة على ذلك وخصوصا بعد تفكك تحالفها وتكالب الازمات عليها .

 

تموضع التحالف السياسي والعسكري القائم بين انصار الله وحلفائهم والمؤتمر الشعبي العام وحلفائه ومعهم ومن خلفهم مشائخ القبائل اليمنية الذي فشلت السعودية في استمالتهم ( كل الذين قدموا لها تصورا بان مشائخ القبائل سيقفون إلى صفها ضللوها وهرب بعضهم بل اكثرهم إلى تركيا وقطر ) بقوة في التسوية السياسية والمستقبل في اليمن وخروجهم منتصرين في هذه الحرب الكونية الظالمة عليهم سيبقي القلق السعودي قائم لعقود قادمة .

 

بقاء هذا التحالف قويا وفشل السعودية في اختراقه وتغييره يحدد مستقبل اليمن السياسي بعد العدوان اذ لم يحدث تاريخيا ان تخرج السلطة عن هذا المربع القوي والمتماسك واقراؤا تاريخ اليمن.

قد يعجبك ايضا