الهيمنة الأمريكية تتوارى خلف جزر المارشال!!

خالد النواري – 25 شعبان 1445هـ

تقدم الولايات المتحدة الأمريكية نفسها للعالم بأنها القوة التي لا يمكن مضاهاتها أو الوقوف أمامها لتمارس تحت هذه اليافطة عربدتها وهيمنتها على العالم في ظل حالة من الخنوع والاستسلام والتفريط بسيادة الدول في المنطقة والاستجابة لكل المطالب الامريكية تحت مسميات الحماية وتقديم الدعم والاسناد.

الهيمنة من أجل فرض الوصاية

الهيمنة الأمريكية امتدت لتطال أغلب الدول التي ارتضت بالانطواء تحت الوصاية الأمريكية والتبعية والانقياد للمستعمرين الجدد الذين يعملون من أجل تحقيق سياسة القطب الواحد وفرض السيطرة المحكمة على منابع الثروة من خلال ضمان الولاء من قبل الأنظمة السياسية العميلة والتابعة للإدارة الأمريكية خدمة لأهداف الحركة الصهيونية العالمية.

وتجلت صور التبعية للسياسة الأمريكية ، الهرولة العمياء من قبل العديد من الأنظمة العربية نحو التطبيع مع كيان العدو الإسرائيلي وتقديم العديد من التنازلات بدون أي مقابل من أجل إرضاء النفوذ الأمريكي ولو على حساب كرامة الشعوب المستضعفة.

اهتزاز الأسطورة الأمريكية

الصورة الذهنية لـ “الأسطورة الأمريكية” تحطمت تحت وقع الضربات المسددة التي نفذتها القوات الصاروخية اليمنية والطيران المسير والتي كان مسرحها العملياتي المياه الإقليمية في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن ، والتي كشفت حالة الضعف الأمريكية وهشاشتها حينما هرعت الولايات المتحدة إلى حشد التحالفات لإنقاذها من العمليات الصاروخية اليمنية ، تحت ذريعة تأمين الملاحة البحرية وسارعت لإعلان حلف حارس الازدهار الذي ضم عدة دول بعضها سرعان مع أعلنت انسحابها خشية استهداف سفنها في البحرين الأحمر والعربي.

وجسد قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي –يحفظه الله- حقيقة الولايات المتحدة الأمريكية بأنها أوهن من بيت العنكبوت معلقا على إقدامها بتشكيل حلف الازدهار قائلاً بأن “السفن الأمريكية تتستر خلف علم جزر المارشال” من أجل تفادي الضربات الصاروخية اليمنية ، متسائلا “كيف يمكن لأمريكا أن تحمي سفن الآخرين في الوقت الذي لم تتمكن من حماية سفنها!!”.

محاولات التأجيج وعسكرة البحر

حديث السيد القائد عبدالملك الحوثي جاء رداً على المساعي الأمريكية لعسكرة البحر الأحمر وكشف حقيقة المحاولات الأمريكية الحثيثة لتأمين خطوط الملاحة البحرية لإمداد الكيان الصهيوني بكل السلع القادمة من الشرق والغرب ، في الوقت الذي يحاصر فيه الشعب الفلسطيني ويموت جوعاً وظمأ في قطاع غزة الذي يشهد حرب إبادة وجرائم مروعة لم تشهد لها البشرية حتى في الحرب العالمية الأولى والثانية في ظل حالة من الجنون والإمعان في القتل الجماعي من قبل آلة الحرب الصهيونية المدعومة أمريكيا بـ الأسلحة المحرمة والقنابل العنقودية الفتاكة.

لقد أوصل السيد القائد رسالة واضحة لا تقبل التأويل بأن اليمن لا تهدد الملاحة البحرية وقال “لتعبر السفن بسلام شريطة الكشف عن هويتها ووجهتها وعدم ارتباطها بالكيان الإسرائيلي” ليؤكد عدم استهداف أي سفن في البحرين الأحمر والعربي ما لم تكن مرتبطة بكيان العدو واشترط إيقاف العمليات البحرية بفك الحصار عن الشعب الفلسطيني وإدخال المساعدات ووقف العدوان الغاشم من قبل الكيان الصهيوني.

موقف مبدأي تجاه القضية الفلسطينية

ووصف السيد القائد التصرف الأمريكي بالأحمق حينما أقحمت نفسها في هذه المعمعة وقامت بشن عدوان غاشم على الشعب اليمني الذي لا يخاف أمريكا ولا أي قوة في العالم لأنه يؤمن بـالقضية الفلسطينية العادلة كموقف مبدأي ثابت يستلزم مناصرة الشعب الفلسطيني المظلوم والمعتدى عليه من منطلق ديني وأخلاقي ، كما بعث برسالة طمأنة للداخل والخارج بأن معنويات الشعب اليمني عالية ولن تخيفه الضربات الأمريكية وسيواصل مناصرة الشعب الفلسطيني حتى النهاية.

تبخر مخططات الوصاية

غرق السفينة البريطانية روبيمار في أعماق البحر الأحمر لم يكن مجرد حادث عرضي ولم يقتصر الأمر على ضربات باليستية كشفت الجرأة اليمنية والعنفوان في كبح جماح الغرور الغربي والتمترس خلف البوارج المحتشدة في المياه الإقليمية مثل حاملة الطائرات إيزنهاور ، فقد تعدى ذلك إلى غرق الأحلام الأمريكية والبريطانية وتبخرها في ظل وجود قوة صاعدة في المنطقة تتمثل في حركة أنصار الله التي تعبر عن إرادة الشعب اليمني الحر إلى جانب كل فصائل محور المقاومة المناوئة لـ الوصاية الأمريكية والرافضة للخضوع والهيمنة والداعية إلى أحقية الشعوب في الاستقلال دون التدخل في سيادتها وحقها الكامل في تقرير المصير.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com