غزة المأساة الفاضحة
موقع أنصار الله || مقالات ||مرتضى الجرموزي
ما يحدث في غزة هي مأساة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، لم تر البشرية جريمة كهذه التي تُرتكب بحق أبناء غزة.
فرعون لم يصل طغيانه بحق أصحاب موسى وبني “إسرائيل” لهذه الدرجة، بني أمية لم يصل جبروتهم بحق آل البيت لهذه الدرجة التي وصلها الصهاينة، النمرود لم تصل جرائمه كهذه التي تُرتكب اليوم بحق أبناء غزة.
ولو عُدنا وفتشنا كُـلّ جرائم الأمم بحق بعضها لما وجدناها ترتقي لما وصلت إليه جرائم الصهاينة، لقطاء الإنسانية ضد وبحق الأهالي في غزة، وسط صمت وتغاض عربي وإسلامي عرّاهم في الدين وفي القومية العربية والدفاع العربي المشترك المكذوب، والذي كان ولا يزال حبراً على ورق.
جريمة مكتملة الأركان، مجرم دنيء، داعم وممول خبيث وبدرجة شيطان، شعوب وأنظمة صامتة خانعة، منظمات حقوقية ومؤسّسات عالمية إنسانية ذليلة لا ثقل ولا تأثير لها في ردع العدوّ الصهيوني وثنيه عن جرائمه الكارثية بحق غزة الأرض والإنسان والعقيدة، علماء ومشايخ الدين حقراء.
حجم الكارثة في غزة لا يستوعبها عقل، حجم الكارثة أكبر مما يتصوره أَو يتخيله عقل أَو منطق.
لستم بحاجة إنزال جوي للمساعدات، لستم بحاجة لإنشاء ميناء بحري عائم، لستم بحاجة لمطالبة العدوّ الإسرائيلي بفتح المعابر وإدخَال المساعدات للأهالي.
أنتم بحاجة وحدة الموقف أيها العرب، أيها المسلمون.
أنتم بحاجة لوحدة الصف والهدف واستعادة الحق المغتصب.
أنتم بحاجة لتكبحوا جماح الكيان الصهيوني وإخراجه من غزة وفلسطين صاغراً ذليلاً، قبل أن يمتد إليكم فسوف لن يرحمكم ولن يوفر لكم الوقت لتبكوا أَو تتباكوا أَو تندبوا حظكم.
هو خطر يحدق بالأمة، دينها وعقيدتها وأرضها قبل أن يداهمكم، هو غدة سرطانية استأصلوه قبل أن يتوسع في كامل الجسد العربي والمسلم.
لا جدوى ولا أمل إلّا بالتحَرّك الجاد والفاعل.
من يناشد أمريكا أَو يطالبها لإيقاف العدوان الصهيوني عن غزة ورفع الحصار عنها فهو شخص جاهل جاحد، لا يعرف الله ولا يثق بالله ولا يؤمن.
فهل يؤمل من الشيطان التوبة والعمل بما فيه الحق والعدل والإنسانية؟
إذا كنّا كذلك فأين سنذهب بقوله تعالى: “وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا”.
وهل يؤمل من الشيطان أي خير للأُمَّـة، وهو القائل سبحانه وتعالى: (مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أهل الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ، وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ، وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ).
أمريكا هي الشيطان و”إسرائيل” هي الغدة السرطانية؛ فكيف إذَاً نصدقهم ونثق بهم ونسهب الحديث في إنسانيتهم وحمايتهم لحقوق وحريات الإنسان.
وبخصوص العدوان والحصار المفروض على غزة والذي تسبب في كارثة إنسانية لم يسبق لها التاريخ مثيلاً، فهي بمثابة وصمة عار ومأساة فاضحة لأبواق ودعاة الدين وزعامات عربية وقوانين ومؤسّسات حقوقية وإنسانية، وهي التي أُنشئت؛ بهَدفِ الدفاع عن الإنسانية بمختلف صورهم وأشكالهم ومناطقهم.