منبر القدس/ العامري: الشعب العراقي يواسي شعب غزة بارواحه ودمائه

 

موقع أنصار الله – متابعات – 24 رمضان 1445 هـ

قال الأمين العام لمنظمة بدر العراقية، هادي العامري، إن يوم القدس العالمي هو يوم إعلان سنوي لتجديد عهد الوفاء والنصر والتضحية، للشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى، مؤكدا ان الشعب العراقي يواسي شعب غزة بارواحه ودمائه.

موقف العامري جاء في كلمته اليوم الأربعاء، خلال الاحتفال الجماهيري تحت عنوان “منبر القدس”، والذي تُقيمه اللجنة الدولية لإحياء يوم القدس في قاعة رسالات في بلدية الغبيري.

ووجّه العامري “تحية لشهداء فلسطين وشهداء غزة”، وتحية “لقيادات ورجال المقاومة الفلسطينية الأبية، صناع ملحمة طوفان الأقصى الذين قضوا على طريق التحرير”.

كما وجّه تحية “لكل الأحرار في العالم الذين ساندوا قضية غزة، وصولتها المنصورة، وملحمتها البطولية” الذين يخرجون في “هذا اليوم بحرًا بشريًا، متلاطمًا في كل أنحاء العالم، غاضبين، رافضين نهج النازية الصهيونية، نهج الإبادة والقسوة والوحشية”، مبرهنين بموقفهم “هذا، إن العالم ما زال قادرًا على تذوق أخلاقية الرحمة، وتبنّي القيم العليا والفضيلة، ومنطق العدل، وإنصاف المظلومين”.

وأشار العامري إلى أن معركة “طوفان الأقصى” شكلت “منعطفًا حقيقيًا في مسار القضية الفلسطينية، وأعادت القضية إلى الصدارة، بعد أن أرادت دول الاستكبار العالمي، ومن ساندها، تجاهل هذه القضية وطمسها، حيث تجلى ذلك التحول في مسيرة المقاومة واضحًا ومذهلًا، ليكون المجاهدون هم أصحاب المبادرة وهم من يقودون المسار التاريخي لهذه القضية المقدسة، ويصنعون فصولها في الحاضر والمستقبل، وينتزعون الانتصارات، ويفرضون معادلات جديدة في القضية الفلسطينية وقضية الأمة المصيرية، وليدفعوا الكيان الغاصب صاغرًا إلى منحدر الهزيمة والإدبار التاريخي المحتوم”.

وأكد العامري أن ذلك ظهر في أحاديث كبار مفكرين ومنظرين إسرائيليين ومراكز الأبحاث الصهيونية، الذين يؤكدون “عدم إمكانية استمرار هذا الكيان الغاصب، فتتصاعد دعواتهم لإعادة النظر في كل متبنياتهم، لأنهم يواجهون تحديات مصيرية ووجودية”، مشيرًا إلى أن “كل أكاذيب العدو ومسمياته الدعائية الزائفة، كمقولة الجيش الذي لا يقهر، ومقولة القبة الحديدية، ومقولة التطبيع والتوسع” قد تكشّفت.

وشدد على أن عملية “طوفان الأقصى” أبطلت “تلك المقولات ليجرف ويعرّي ركامًا من أوهام التطبيع وهيمنة اللوبيات الصهيونية في العالم”، بعد أن “انطلقت تظاهرات الاحتجاج في كل أنحاء المعمورة لتعبّر عن رفض أحرار العالم لوجود هذا الكيان اللقيط الذي أصبح رمزًا للجريمة والانحطاط”، وفضحت “الأوهام والأساطير التي اتخذها العدو غطاءًا لطغيانه طيلة العقود الماضية”.

وأدان كل القوى الاستكبارية التي تدعم وتساند الكيان الصهيوني، التي أصبحت “في دائرة الإدانة والتقريع والرفض، باعتبارهم شركاء في النهج الإجرامي”، موضحًا أن “أمريكا والغرب هم الذين يقفون خلف جرائم الكيان الصهيوني، ويمدونه بالمال والسلاح والرجال، وإدارة المعركة، ويقفون أمام كل قرار لمجلس الأمن لوقف هذا الإجرام”.

وحول الوعي العالمي تجاه القضية الفلسطينية، قال الأمين العام لمنظمة بدر العراقية، هادي العامري ان العالم “يتجه اليوم إلى محاكمة الصهيونية ورموزها وفكرها المأزوم، ومحاكمة كل الدول الشريرة التي ساندتها بالمال والسلاح والدعم السياسي والإعلامي”، مشيرًا إلى أنه “لا بد من إعادة النظر في المنظومة الدولية الظالمة التي تحكم العالم حاليًا”.

وأضاف العامري أنه “لا بد من التركيز، في هذه المناسبة، على درس صمود المقاومة الإسلامية في فلسطين الممتد لأكثر من ستة أشهر مقابل الطغيان الصهيوني المدعوم من أمريكا والغرب”، إذ رغم ذلك، لا تزال “المقاومة صامدة، وتدير المعركة بكل حكمة وحنكة وقوة، حتى بات الأمريكان يعترفون اليوم إن القضاء على حماس هو ضرب من الخيال، بفعل الصمود الأسطوري، الذي قل نظيره في العالم، وبفعل العقيدة الراسخة، والإرادة الصلبة، والعزيمة التي لا تلين، وتأييد والتفاف الشعب الفلسطيني حول مقاومته البطلة”.

وأشاد العامري بالمقاومة التي امتدت إلى “بلاد الإسلام العريقة في عقيدتها وانتمائها، وبدأت جبهة المقاومة تتسع وتتحفز وتقتحم، وقد أبى الرجال في كل بلدان محور المقاومة أن يترك فلسطين لوحدها، فكان موقف العراق، ولبنان واليمن، والدور الكبير للجمهورية الإسلامية في إيران”، مؤكدًا أنه لن “تستطيع أعتى قوة في العالم من الرجال الصادقين من أهل البصيرة، والمروءة، من النهوض بدورهم المشرف في نصرة غزة، والاستجابة لاستغاثتها، وهي تواجه آلة الإبادة والتدمير والتجويع، والتهجير القسري”.

وتحدث العامري عن دور المقاومة العراقية في العراق وعن موقفها المبدئي المتوقع، التي شاركت “في ثورة الحق المشرفة لإنقاذ المستضعفين من أهالي غزة، وردع العدو ومنعه من تنفيذ المذبح الشاملة، ولم تكن صولة العراقيين في مواجهة العدو الصهيوني جديدة أو مستحدثة في تأريخهم الوطني، بل كانت امتدادًا لمسار جهادي متواصل سجل فيه أبناء الرافدين بصماتهم واضحة منذ المعارك الأولى مع هذا الكيان الغاصب في نهاية العقد الرابع من القرن الماضي، وما زالت أضرحة شهداء الجيش العراقي ماثلة في الأراضي الفلسطينية”.

وأشار إلى أن فتاوى المراجع في العراق كلها “تدعو إلى الجهاد من أجل تحرير فلسطين، مبشرة بالشهادة لمن يُقتل في هذا الجهاد المقدس”.

وأكد العامري أن ما يجري اليوم في “غزة الصمود والإباء من مخطط إجرامي قد كشف حقيقة أمريكا والغرب، وهم الداعمون الحقيقيون للكيان الصهيوني وجرائمه”، وأن “موقف الشعب العراقي الكريم والشجاع اتجاه الاحتلال الأجنبي موقف ثابت ومبدئي، إذ يرفض الشعب العراقي كل أنواع الاحتلال”.

وأوضح أن موقف الشعب العراقي الثابت والمبدئي كان “رافضًا للاحتلال في ثورة الـ20، وكذلك موقفهم الرافض اتجاه الاحتلال الأمريكي للعراق بعد عام 2003، حيث قاوم العراقيون الأبطال هذا الاحتلال حتى تحقق الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية من العراق في 31 ديسمبر/كانون الأول عام 2011. وتم تحقيق السيادة الوطنية الكاملة، وقد عاد الاحتلال ومن دون أي غطاء شرعي إلى العراق تحت ذريعة محاربة الإرهاب”.

وشدد العامري على أن “الانحياز الأمريكي الغربي إلى الكيان الصهيوني في معركة غزة، جعلنا أكثر إصرارًا وتأكيدًا على خروج هذه القوات ولا عودة عن هذا القرار، واليوم الحكومة العراقية الموقرة والشعب العراقي والمقاومة الإسلامية هم أكثر إصرارًا على خروج هذه القوات وتحقيق السيادة الوطنية الكاملة”.

ووجّه العامري رسالة إلى الفلسطيينيين قائلًا: “يا أهلنا في غزة.. إن قلوبنا مفجوعة بمصابكم، ومحزونة لفقدان الأحبة، أفواجًا من الشهداء من النساء والأطفال، تعانق أرواحهم الطاهرة أنوار المسجد الأقصى”.

وختم بالقول: “إن بيت المقدس يعيش كربلاءه الدامية، وعاشوراءه الحزينة. إن ثأركم هو ثأر الله، ولا مفر للقتلة الأراذل من غضب الله تعالى. ونحن نواسيكم بأرواحنا ودمائنا، إذ نسمع نداء الموحدين الخالد: هل من ناصر ينصرنا؟ لم يخذلكم شريف مؤمن صاحب بصيرة، بل خذلكم الأنذال والجبناء والمطبعون”.

 

المصدر: وكالة يونيوز

قد يعجبك ايضا