يوم القدس العالمي يوم من أجل قضية الأمة المركزية
في ظل الأحداث الجارية والتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، يأتي يوم القدس العالمي ليسلط الضوء على أهمية الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني ودعم قضيته. في هذا اليوم، يتجدد النداء للتذكير بالقدس كرمز للصمود والتراث الإنساني، وكذلك للتأكيد على رفض أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية، سواء عبر سياسات التطبيع أو العدوان المستمر على غزة وتهجير الفلسطينيين. يوم القدس العالمي هو تذكير بأن القضية لا تزال حية في وجدان الأمة وأن العدالة والسلام لا يمكن تحقيقهما إلا بإنهاء الاحتلال وإعادة الحقوق لأصحابها.
وقد كان للإمام الخميني رحمه الله الفضل الكبير وراء تحديد يوم عالمي من أجل القدس وفلسطين وأختار أن تكون آخر جمعة من شهر رمضان يوماً لنصرة القدس سماها: (يوم القدس العالمي) دعا من خلالها كل المسلمين في مختلف أقطار الدنيا إلى إحياء هذا اليوم وتخصيصه لخلق الوعي في صفوفهم وتهيئة أنفسهم ليكونوا بمستوى المواجهة لأعداء الإسلام، ففي العشرين من شهر رمضان عام 1399 هـ الموافق 15/8/1979 م، أعلن الإمام الخميني هذا المقترح في بيانٍ عام وجهه للمسلمين جميعاً قال فيه: ( إنني أدعو كافة المسلمين في جميع أرجاء العالم والدول الإسلامية إلى أن يتحدوا من أجل قطع يد هذا الغاصب-يعني إسرائيل ـ ومساعديه و أدعو جميع المسلمين في العالم أن يعلنوا آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك الذي يعتبر من أيام ليالي القدر(يوم القدس العالمي)، ويمكنه أن يلعب دوراً مهماً في مصير الشعب الفلسطيني وأن يعلنوا ضمن مراسم هذا اليوم اتحاد المسلمين بجميع طوائفهم في الدفاع عن الحقوق القانونية للشعب الفلسطيني المسلم) روح الله الموسوي الخميني رحمه الله.
أهمية المناسبة ودلالاتها
تأتي أهمية مناسبة يوم القدس العالمي من أهمية القضية الفلسطينية التي يمثلها، لأنها قضية تمس كرامة الأمة، ومقدساتها، وحقوقها، وعزة أبنائها، ولأهمية هذا اليوم قال عنه الإمام الخميني ( إن يوم القدس يوم يقظة جميع الشعوب الإسلامية، إن عليهم أن يحيوا ذكرى هذا اليوم فإذا انطلق المسلمون جميعاً، وانطلقت جميع الشعوب الإسلامية في آخر جمعة من رمضان المبارك في يوم القدس للمظاهرات والمسيرات فسيكون هذا مقدمة لمنع المفسدين إن شاء الله وإخراجهم من البلاد الإسلامية) وقال: (إنني أرجو جميع المسلمين أن يعظموا يوم القدس وأن يقوموا في جميع الأقطار الإسلامية في آخر جمعة من الشهر المبارك بالمظاهرات، وإقامة المجالس والمحافل والتجمع في المساجد ورفع الشعارات فيها، إن يوم القدس يوم إسلامي، ويوم للتعبئة العامة للمسلمين).
وفي هذه السنة نؤكد أنه يمتلك أهمية أكبر في ظل هذه المحرقة الصهيونية التي تفتك بالشعب الفلسطيني عامة وفي قطاع غزة خاصة، محرقة تجاوزت كل الخطوط، فمن لم يقتل بالقنابل والصواريخ وغيرها من آلات ووسائل القتل الإسرائيلية والأمريكية والأوربية، فسوف يقتل بالأمراض والأوبئة، أو سيموت جوعا وعطشاً، بسبب الحصار الخانق والفاتل لأكثر من 2 مليون مواطن.
وعلى هذا الأساس يعتبر يوم القدس يوماً عالمياً في مختلف المناطق الإسلامية؛ يجب إحياؤه استجابة للإمام الخميني رحمه الله؛ ولما له من أثر مهم في خلق وعي في أوساط المسلمين، ولما يحمل من رؤية صحيحة للمخرج مما تعانيه الأمة، ثم إن إحياء هذا اليوم يعتبر عبادة، وإن إحياءه يعتبر أيضاً ممارسة جهادية في سبيل الله.
وفي هذا الظرف المفصلي يقف الأعراب والكثير من المسلمين-للأسف-مواقف مخزية ومشينة، بدءاً من الساكت وكأن الأمر لا يعنيه، ومرورا بمن طبع مع العدو، بل وصل ببعضهم الأمر إلى المشاركة بالدعم والإسناد للعدو، على حساب دماء النساء والأطفال في الضفة والقطاع.
وفي الطرف المقابل نرى صنفاً تعاطى مع القضية بشيء من الجدية لكنه لا يمتلك الرؤية السليمة والمنهجية الصحيحة للتعاطي مع العدو فكانت النتيجة هي فشله وهزيمته، فوصل بهم الأمر إلى فقدانه للثقة في إمكانية التغلب على العدو.
أما الصنف الثالث فقد امتلك الإرادة الإيمانية الصادقة والرؤية القرآنية الواضحة في مواجهته لليهود، وأدرك عوامل الصراع معهم، فهو يواجهُهم بجدارة، ويحقق نجاحات كبيرة، مع أنهم قلة قليلة من أبناء الأمة، ويمثَّلَ هذا الصنف (محور المقاومة) ويشمل حركات الجهاد والمقاومة في الداخل الفلسطيني، وحزب الله اللبناني [سادة المجاهدين كما أسماهم الشهيد القائد رضوان الله عليه] إضافة إلى الحركات الجهادية في اليمن والعراق وإيران وسوريا.
ومن هنا تتضح أهمية إحياء هذا اليوم، ولعل أبرز جوانب الأهمية لمثل هذا اليوم ما يلي:
1- العودة بالقضية المركزية الأولى للمسلمين وللعرب إلى الواجهة مجددا وبكل قوة. يوم الـقُـدْس العالمي هو يومٌ لإعَادَة القضية المحورية للأُمَّـة إِلَـى موقعها الصحيح في الاهتمام الشعبي حتى لا تبقى هذه القضية أسيرةً للإهْمَـال الرسمي وللحسابات والمزايدات السياسية والصفقات بين الأنظمة الرسمية وأَمريكا والغرب.
2- توسيع إطار القضية الفلسطينية من الإطار المحلي والإقليمي، إلى الإطار العالمي، وجعلها قضية تهم كل الأحرار والشرفاء وأصحاب الضمائر الحية في العالم.
3- مناسبة مهمة على المستوى التوعوي والتعبوي للأمة، لإشعارها بمسؤوليتها، وتذكيرها بواجبها الكبير تجاه قضيتها الأولى (قضية فلسطين).
4- فرصةٌ مهمة للحديث عن هذه القضية من حيث الخطورة، ومستوى الخطورة على الأمة من جانب عدو لدود وصولا إلى تبني الحلول اللازمة والصحيحة للتعاطي بجدية مع هذا العدو المغتصب.
5- يوم للتعبئة العامة وإطلاق كلمة الحق وموقف الحق في وجه الاستكبار العالمي نصرة للمستضعفين.
6- مناسبة للتذكير بأهمية مقدساتنا في ثقافتنا الإسلامية، لأن المقدَّسات من الركائز التي تتمحور حولها الأمة، لما لها من رمزيتها الكبيرة التي تحفظ للأمة قوتها ووحدتها، وهويتها وانتماءها الديني والقومي.
7- يومٌ للتذكير بالمسؤولية، من حيث الرؤية اللازمة التي ينبغي أن تتحرك على ضوئها الأمة بحسب مسؤوليتها.
8- مناسبة مهمة لفضح العملاء والمطبعين (وخاصة الأنظمة الحاكمة) الذين يسعون إلى تضييع القضية، حتى يؤثِّروا على الموقف العملي للأمة تجاه هذه القضية أولا، وتجاه قضاياها الأخرى ثانياً، والرد عليهم بما يتناسب معهم.
9- يوم عالمي لفضح اليهود، وكشف نواياهم، وتعريتهم على حقيقتهم في عدائهم للبشرية جمعاء.
10- ولذلك فإن استشعار أهمية هذه القضية، ومستوى حجمها، وخطورتها هو ما يجب أن نستغله في هذه المناسبة.
11- مناسبة جامعة تلتقي حولها الأمة بكل أطيافها ومشاربها ومذاهبها، فالقضية الفلسطينية ليست حصرا على الفلسطينيين، ولا دول الجوار، بل تخص كل المسلمين في كافة أنحاء العالم.
12- محطة سنوية للأمة لأن تعيد النظر في واقعها السيئ، وأن تفتش على أخطائها وأسباب فشلها وضعفها، وتبحث عن الحلول التي تمكنها من استعادة مجدها والنهوض بمسؤولياتها تجاه دينها وكيانها وتجاه البشرية ككل.
دلالات مناسبة يوم القدس العالمي
أولاً/ قدسية القضية، وجذرُها الديني: فقد هدف الإمام الخميني-رضوان الله عليه-من اختيار ذلك التوقيت إعطاء القضية الفلسطينية ما تستحقه من القداسة والأهمية، من عدة نواحي أبرزها:
-القدسية المكانية: لأن فلسطين لها صلة بمقدسات الأمة، وعلى رأسها “الأقصى الشريف” أولى القبلتين، وثالث الحرمين، ولأنها مهبط الكثير من رسالات الله، وموطن الكثير من أنبيائه.
-قدسية الدم المسلم: لأن الشعب الفلسطيني شعب مسلم: وهو جزء من الأمة الإسلامية، ولا ينبغي لهذه الأمة أن تتجاهل مظلوميته، ولا أن تغض الطرف عن مأساته.
-القدسية الزمانية: للاستفادة من أجواء شهر رمضان المبارك، وبركات العشر الأواخر منه، وبركات ليلة القدر، بكل ما فيها من روحانية، وزيادة إقبال إلى الله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى-من خلال الاستجابة العملية ليكتب الله، ويقدر للأمة ولشعب فلسطين- إن شاء الله- التوفيق في القيام بالمسؤولية، والنصر على العدو الإسرائيلي.
قدسية الانتماء للإسلام: الذي يدعو إلى إحياء الشعور بالمسؤولية كالتزامٍ دينيٍ وإسلامي تجاه القضية المركزية للأمة: فلسطين (شعباً، وأرضاً، ومقدسات)، واعتباره كسائر الالتزامات الدينية التي أنت مسؤول عنها أمام الله- سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى- ومحاسبٌ عليها يوم القيامة.
ثانيا الدلالات
“يوم القدس العالمي” يوم لا يخص “الأقصى” فحسب، نقيم ذكرى النكبة، أو نرسم صوراً للقبّة.
“يوم القدس العالمي” يوم لا يخص فلسطين فحسب، نتبرع فيه لهم بالنقود، ونبني ما هدمه اليهود.
“يوم القدس العالمي” يوم لا يخص العرب فحسب، نستذكر فيه ماضينا، ونبكي مآسينا.
“يوم القدس العالمي” ليس يوما للمسلمين فحسب، يقيمون ذكراه في الجوامع، ويتظاهرون في الشوارع.
يوم القدس العالمي يشمل الأقصى والمسرى، والكعبة والمسعى، والسيادة والقيادة، والعرب والمسلمين والإنسانية، وكل أحرار العالم، وكل الضمائر الحية.
“يوم القدس العالمي” يحمل في طياته الكثير والكثير من الدلالات أهمها:
-الدلالة على تنامي وعي الأمة في كثير من بلدانها وشعوبها، وأن نقْصه في بعض بلدانها إنما يأتي بسبب أنظمتها العميلة المتسلطة، وإلا فإن فيها من الأحرار من لا يتنازل عن دينه ومقدساته.
-الدلالة على الوعي بخطورة الاستهانة بهذه القضية، وخطورة عدم التفاعل معها بقدر المستطاع لأن معناه الرضا بما يقوم به العدو الإسرائيلي من تهجير وقتل وتدمير وحصار وتجويع بحق الشعب الفلسطيني المنكوب (من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم ومن سمع يا لَلمسلمين فلم يجب فليس بمسلم).
-رسالة قوية للعدو الصهيوني والأمريكي والغرب الكافر، ومن لفّ لفّهم من المطبعين أن فلسطين ستبقى عربية إسلامية وأننا لن نتنازل عن شبر واحد من أراضي أمتنا الإسلامية وأن يوم النصر قريب إن شاء الله، (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
-رسالة للأحرار في شعب فلسطين “أن اصمدوا واثبتوا، فهنا أمة لن تنساكم ولن تنسى قضيتكم وسيأتي اليوم الذي تتظافر فيه جهود الجميع لطرد هذا الغاصب اللعين (لستم وحدكم).
-رسالة للأمة الإسلامية بالعودة الجادة إلى القرآن الكريم لأنه وحي الله وهديه الذي يقدم للأمة أرقى رؤية في تشخيص العدو، طرق المواجهة، والانتصار الأكيد على الأعداء مهما بلغ مكرهم وخبثهم.
-رسالة للأمة الإسلامية بالالتفاف حول القيادة الحقيقية من أعلام الهدى من آل بيت رسول الله -صلوات الله عليه وآله- لأنه لن يُهزم اليهود إلا تحت قيادة آل البيت-عليهم السلام-، وفي غزوة خيبر ما يثبت حقيقة ذلك.
-حماية لشعوبنا من استغفال هذا العدو، وتحصين لها من التدجين المستمر، فهي مناسبة توعوية و تعبوية فهي تبعث على اليقظة والحذر من أساليب الاستهداف الممنهج على كافة الأصعدة فكريا وأخلاقيا وعسكريا واقتصاديا وصحيا و…الخ.
أهل الكتاب وسعيهم لتطويع الأمة وتحذير القرآن من توليهم
أتى التحذير في القرآن الكريم بشدة من التولي لهم، والطاعة لهم، وهذه أول نقطة في الصراع معهم، وأول مفصل مهم في الصراع معهم، مسألة التولي لهم، والطاعة لهم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}، {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}.
أبرز مظاهر سعيهم للتطويع
أولاً-العمل على مسح حالة العداء، وتغيير النظرة إليهم كأعداء، وأن ننظر إليهم كأصدقاء، وأن نتقبل ما يأتي من جانبهم، وهذا بهدف تسهيل مهمتهم في السيطرة علينا، من دون أن يكون هناك عوائق أمامهم؛ لتفادي كلفة ردة الفعل (ماديًا، وبشريًا):
-على المستوى البشري: لأنهم خوّافون جدًّا من الكلفة البشرية، لا يتحملون أن يُقتل منهم الآلاف، تهتز كياناتهم بالتظاهرات، وتمتلئ أجواؤهم بالرعب، من أحداث بسيطة، أو خسائر محدودة، تؤثر عليهم بشكل كبير.
-على المستوى المادي: هم بخلاء، لا يريدون أن يخسروا خسارات باهظة جدًّا، هم يريدون-بدلًا من أن يخسروا في إطار حربهم على الأمة- أن يربحوا، أن تكون الأمة هي من يمِّول تلك المؤامرات، من ينِّفذ ويدفع التكاليف، وفي نفس الوقت يقدِّم لهم ما يربحون، مثلما يحصل في أسلوبهم في الحروب بالوكالة، على المستوى العسكري.
ثانياً- السعي لحرف بوصلة العداء عن الأعداء الحقيقيين: سعي بجهد جهيد لحرف بوصلة العداء عن العدو الأساسي والحقيقي للأمة، الذي أخبر الله- وهو الأعلم بأعدائنا- أنهم أعداء، وأنهم {أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً}، إلى من يتصدى لهم من أبناء الأمة: إلى المجاهدين في فلسطين، ضد حزب الله في لبنان، ضد أحرار الأمة بشكلٍ عام.
ثالثاً- السعي لإضلال الأمة في كل المجالات
بعد أن تكون الأمة متقبِّلةً منهم ما يقدمونه: من رؤى، من سياسات، يسعون لإضلال الأمة، ويقدمون بدائل عن القرآن الكريم، بدائل مضلة، تُتَوِّهُ الأمة، تضيع بالأمة، تغيّر واقع الأمة نحو الأسوأ، تعيق الأمة عن بناء أي نهضة حضارية إسلامية راقية مميزة{يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ}، {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ}.
وهم يتحركون في كل المجالات، ضلالهم يصلنا في كل مجال كأمةٍ مسلمة:
في المجال السياسي:
-يحرقون المصاحف.
-يسيئون لرسول الله “صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِه”.
-يتجهون بالأمة إلى إزاحة هدى الله، وتعليماته بشكلٍ تام، من نظام حياتها، وإدارة شؤونها، وهذه ضربة قاضية على الأمة؛ لأن البدائل عن ذلك هي بدائل تتوِّه الأمة، وتخسر بسببها الأمة.
-يسعون- وهذا ما لاحظناه مؤخرًا، وهي خطوة خطيرة جدًّا- إلى منع سيادة الإسلام في بلداننا، يُفرِّخون وينشئون ديانات جديدة، ينشرونها في مجتمعاتنا: البهائية، الأحمدية، ديانات أخرى غريبة على مجتمعاتنا، مخالفة للإسلام، ثم يحاولون أن يفرضوا لها حقوقًا،
-يسعون إلى تمكين الطغاة، والسفهاء، من السيطرة على رقاب الأمة.
-يتجهون لمحاربة كل صوت حر من أبناء هذه الأمة، يسعى إلى عزة هذه الأمة، وإلى تحقيق الحريّة لها، والاستقلال لها، وإلى الدفاع عن كرامتها، وعن حقوقها المشروعة.
-يسعون إلى بعثرة الأمة، وتمزيقها، وتفكيكها، وإغراقها بالاختلافات السياسية؛ لإعاقتها من تحقيق أي نهضة حضارية إسلامية.
في المجال الاقتصادي:
-حوّلوا الأمة الإسلامية إلى سوق استهلاكية لبضائعهم، تُدِرّ لهم الأرباح والدخل الهائل، وتسلِّمُهم المواد الخام بأبخس الأثمان، يكسبون الأموال الهائلة جدًّا، وجزءٌ منها يمولون به مؤامراتهم علينا، واستهدافهم لنا، من جيوبنا، بدلًا من أن نكون أمةً منتجة، تزرع، وتصنع، وتنتج احتياجاتها الأساسية.
-وأدخلوا الربا في تعاملاتنا البنكية والمصرفية، ومعاملاتنا التجارية.
-وربطوا الأمة بالاعتماد على الدولار؛ لتكون الأمة الإسلامية، والدول العربية والنفطية، هي من أكبر من ساهم في ربط الاقتصاد العالمي بالدولار، وقدَّم بذلك خدمة كبيرة جدًّا في الهيمنة الاقتصادية الأمريكية على الأمة.
-وهم يعيقون أي توجه لبناء الأمة اقتصاديًا، لأن تتحول إلى أمة منتجة، لأن تكون السياسات الاقتصادية سليمة، وصحيحة، وبنّاءة.
-يتجهون أيضًا إلى منع أي نهضة- لهذه الأمة- اقتصادية، تقوم على أساس صحيح.
-يحاربون هذه الشعوب بالحصار، بالسياسات المدمرة لكل شيء: للاقتصاد، للبناء، لكل شيء.
في مجال التعليم:
يعملون على أن يكون التعليم في بلداننا غير مفيد، ولا مثمر، لا في الدين، ولا في الدنيا، ولا في أثره في بناء الإنسان، وأن تكون مخرجاته لصالحهم.
في مجال الإعلام:
يسعون إلى السيطرة عليه، والتأثير عبره على الرأي العام، والسيطرة على التوجهات، والاهتمامات، والتصورات، وحتى الانطباعات والمشاعر.
في المجال الاجتماعي:
-يسعون إلى تفكيك المجتمع، وتحويله إلى كيانات متباينة، وأن يبنوا أيديولوجيات سياسية مبنية على أساس هذا التقسيم.
-يعملون على فصل المرأة عن كيانها وأسرتها، هدفهم من كل ذلك: التتويه للأمة، وإعاقتها عن أي نهضة حضارية إسلامية.
في المجال العسكري:
-يسعون إلى امتلاك أخطر وأفتك أنواع الأسلحة، حتى السلاح النووي، الأسلحة البيولوجية، الأسلحة الجرثومية، كل أنواع الأسلحة التي تفتك بالبشر بشكلٍ جماعي، وتبيد أكبر قدر ممكن من الناس.
-يحاربون الشعوب المستضعفة؛ لكيلا تمتلك، ولا تقتني حتى أبسط الأسلحة للدفاع عن نفسها.
-يرسخون في الذهنية العامة، في أوساطنا أن الشيء الحضاري لأمتنا، أن تكون أمة ضعيفة، عزلاء، لا تمتلك القدرات في الدفاع عن نفسها.
-يسعون إلى تجريد الأمة من كل عناصر القوة، على المستوى العسكري، والاقتصادي.
-يقتلون أبناء الأمة الإسلامية، ويستبيحون دماءهم.
-يحتلون الأوطان.
-ينهبون الثروات.
-يفرضون لهم قواعد عسكرية لإذلال الأمة، والسيطرة عليها، في كل المواقع الاستراتيجية، في البحار، في المضائق.
-يعملون بشكلٍ دؤوب في الإضلال والإفساد.
رابعاً-حركتهم في الإفساد من خلال نشر الجرائم والفواحش
{وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}، وهو عنوان واسع، إفساد للحياة في كل شيء، ومن ضمن ذلك:
الفساد الأخلاقي: يسعون بشكلٍ مكثف لنشر جريمة وفاحشة الزنا، وعناية شديدة، بكل العوامل والمقدمات، التي تجر إلى تلك الجريمة والفاحشة ومن تلك العوامل:
-يدفعون بشكل عجيب جدًّا بالناس إلى الاختلاط الفوضوي.
-يدفعون بشكل عجيب وبشكل ملفت إلى الربط بالعلاقات المحرمة، بين الرجال والنساء.
-يسعون بشكلٍ مكثف إلى كسر الحواجز الفطرية والإيمانية المهمة.
-يسعون بشكلٍ مكثف إلى دفع النساء إلى التبرج، وإلى محاربة وتشويه الاحتشام والعفة.
-يروجون لذلك بالمشاهد الخليعة، والإباحية، والضخ لمواد مفسدة ومؤثرة تأثيرا سيئًا؛ لإفساد زكاء النفوس.
-يسعون بشكلٍ شنيعٍ وفاضح، ومُخزٍ، لنشر جريمة الفاحشة المثلية، الشنيعة، القبيحة، ويسعون لقوننتها، وحمايتها بالقانون.
-نشر المخدرات والخمر والمنتجات الضارة وهدفهم من ذلك:
-الإفساد للشباب، الإفساد للمجتمع (كبارًا، صغارًا، رجالًا، نساءً).
– تدمير صحة الشباب، وصحة أبناء المجتمع؛ لأن لكل ذلك أضرارًا صحية رهيبة جدًّا، وأضرارًا أيضًا بالاقتصاد.
-نشر مرض الإيدز في المجتمع: وهدفهم تدمير الوضع الاقتصادي، مع اهتمامهم أيضًا بتدمير الوضع الصحي في بلداننا بشكل عام.
نشر الأمراض عبر الغازات والمبيدات: التي تصنع عندهم هم، على أساس الاستفادة منها في الزراعة، فتتحول من مبيدات حشرية إلى مبيدات بشرية، تفتك بالناس، تقتلهم، تنشر الأمراض القاتلة في أوساط الناس.