عشرة جنود وضباط في “جيش” العدو الصهيوني انتحروا بعد السابع من أكتوبر
موقع أنصار الله – متابعات – 6 ذو القعدة 1445هـ
سلّطت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية الضوء على حوادث الانتحار التي حصلت وسط جنود جيش العدو وضباطه، بعد عملية “طوفان الأقصى” في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
الصحيفة قالت إن المعطيات التي حصلت عليها من جيش العدو تشير إلى أن عشرة جنود قد انتحروا، بينهم ضباط برتبة رائد ومقدم، واعتُرف بهم أنهم قتلى، ورفض الجيش الإفصاح عن تفاصيل أخرى.
ونقلت الصحيفة عن رئيس مركز أبحاث الانتحار والألم النفسي في المركز الأكاديمي “روفين”، البروفيسور يوسي ليفي – بيلز قوله: “هذا الأمر كان مفاجئًا جدًا، فنحن لسنا معتادين على حوادث انتحار خلال القتال”، موضحًا أن: “حوداث كهذه كانت تحدث غالبًا في نهاية المعارك، وبين أشخاص يعانون أزمة ما بعد الصدمة بالأساس، ويعانون الاستيقاظ المستمر كلّ صباح على مشاهد عنف، إضافة إلى الشعور بالذنب. وهذه الحوادث النادرة من شأنها أن تدل على شدّة ما حدث في غلاف غزّة في السابع من أكتوبر، وتأثيرها على الوضع النفسي لأولئك الذين كانوا حاضرين”.
وتحدّثت صحيفة “هآرتس” إلى خبراء ضالعين في هذا الموضوع، فأكّدوا أن: “معظم حوداث الانتحار في الجيش هي عادة في صفوف جنود شبان، لكن تعيّن على الجيش الآن التعامل مع حوادث انتحار في أوساط جنود وضباط في الخدمة الدائمةـ وفي الاحتياط في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر”.
الصحيفة أشارت إلى ضابط من الذين انتحروا، وهو في الخدمة الدائمة، عُثر عليه في سيارته بعد أن أطلق النار على نفسه، بعد أسبوعين على عملية السابع من أكتوبر البطولية.
ويدّعي جيش العدو عدم التوصل إلى قاسم مشترك بين حوداث الانتحار هذه، وبين ما حدث في 7 تشرين الأول/أكتوبر، إلا أن أفرادًا من عوائل جنود انتحروا أفادوا- بحسب “هآرتس”- بأن: “قسمًا من الجنود القتلى عانوا ضائقة نفسية تسببت بها الفظائع التي واجهوها في غلاف غزّة”؛ على حد تعبيرها. وتابعت الصحيفة: “معطيات الجيش الإسرائيلي تشير إلى انتحار عشرة جنود وضباط، منذ بداية الحرب وحتّى 11 أيار/مايو الجاري، جميعهم اعتّرف بهم أنهم قتلى حرب، لكن الجيش يرفض ذكر أي أسماء، وهي محفوظة حتّى الآن في سجلات الجيش فقط. في البداية، قالت مصادر في الجيش إن الضرورات الميدانية لم تسمح بالتحقيق في كلّ حادثة من هذه الحوادث، وعلى الأقل مرّة واحدة تبين بعد فوات الأوان أن جنديًّا عُثر على جثته ونُشر اسمه على أنه قتيل في المعركة، بينما هو عمليا قد انتحر. وفي أعقاب ذلك، تقرر الاعتراف بالجنود الذين انتحروا على أنهم قتلى، بما في ذلك نشر تفاصيل عنهم، لكن من دون الإشارة إلى أسباب الموت”.
وقال مصدر في شعبة “القوى البشرية” للصحيفة: “اعتقدنا أن الإعلان عن ذلك من شأنه المسّ بمعنويات الجمهور، واعتقدنا أنه لا حاجة إلى إثارة أمر كهذا بسبب حوادث لم يمت فيها جنود في معركة أو بسبب حادثة عملياتية”. وأفادت الصحيفة بأن: “قائمة الجنود الذين انتحروا لا تشمل جنودًا أقدموا على الانتحار بعد تسريحهم من الخدمة العسكرية، وبينهم رجل في الثلاثينات من عمره عاد من الخدمة في قوات الاحتياط في قطاع غزّة، وأشارت إفادات إلى أنه كانت لديه أعراض ما بعد الصدمة، وانتحر داخل سيارته الشهر الفائت في “غان يفنه””.
ولفتت الصحيفة إلى أن الجيش أخفى في الماضي معطيات عن انتحار جنود، ورفض طوال السنين الماضية الكشف عنها، واستمر في التعتيم على هذا الموضوع. وأضافت إنه بعد أن قدمت طلبًا للحصول على معطيات بهذا الخصوص بموجب قانون “حرية المعلومات”، تبين أنه منذ العام 1973 انتحر 1227 جنديًّا. إلا أن الصحيفة نقلت عن مصادر مختلفة قولها إن: “عدد الجنود الذين انتحروا أعلى من ذلك، لأنه طوال سنين حوفظ على سريّة حوادث موت كثيرة، ووصفت بأنها حوادث أسلحة وليست انتحارًا، وأحيانًا جرى ذلك بطلب صريح من عائلات القتلى”.