“MQ9” الأمريكية في المصيدة اليمنية

|| صحافة ||

في الثاني عشر من كانون الثاني/يناير عام 2024م بدأت أميركا وبريطانيا أولى جولات الاعتداءات ضدّ اليمن، مُستهدفة خمس محافظات يمنية، من ضمنها الحديدة وحجة وصنعاء، دعمًا وإسنادًا للعدو “الإسرائيلي” الذي يخوض حربًا مدمرة ويرتكب جرائم وحشية في غزّة.

وما بعد ذلك التاريخ توالت الاعتداءات وامتدت لتشمل محافظات ومناطق أخرى وصولًا إلى ارتكاب مذبحة دامية راح ضحيتها 16 شهيدًا وأكثر من 40 جريحًا في الحديدة لكن دون أي نتيجة تذكر لناحية حماية السفن “الإسرائيلية”.

تتوهم أميركا أن مردّ فشلها العسكري في تقويض القدرات اليمنية هو الفجوة الأمنية في رصد الأهداف الحساسة ومناطق إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، فنشطت على الصعيد الأمني الاستخباري، ووقع الكثير من الخلايا في قبضة الأجهزة الأمنية، وضاعفت من نشاطها التجسسي عبر الطائرات المسيرة المزودة بأحدث التقنيات الإلكترونية.

وفي إنجاز عسكري هو السادس من نوعه منذ بدء عمليات الإسناد لغزّة، تمكّنت الدفاعات الجوية اليمنية من إسقاط طائرة أميركية من نوع “MQ9” في أجواء محافظة البيضاء هذه المرة، وهي “درون” متعددة الأغراض، تتنوع مهامها بين المراقبة والتجسس وضرب أهداف أرضية، كما تستخدم كقاذفة للصواريخ في ميادين القتال.

الإنجاز اليمني يؤكد ثبات أداء القوات الجوية النوعي طيلة الأشهر الماضية، المستند إلى إمكانات، تتجاوز نطاق عمليات ما تعتبره أميركا مفخرة صناعاتها المسيرة.

أماكن إسقاط الطائرات الأميركية من صعدة إلى الحديدة ومن البيضاء إلى مأرب تؤكد أن القوات اليمنية تمتلك قدرًا كافيًا من المنظومات الجوية الدفاعية محلية الصنع لنشرها في عموم المحافظات، ولديها أيضًا فائض من الصواريخ ذات المديات الفاعلة والمؤثرة.

تكرار تساقط طائرات “MQ9” يتجاوز في بعده العسكري والأمني الخسارة المالية الأميركية، وامتناع كثير من الدول اقتناء هذا النوع من الطائرات بعد سقوطها في أودية اليمن وسهوله وجباله.

مما لا شك فيه أن القوات الأميركية ستقلل من اعتمادها على طائراتها التجسسية خوفًا من الاستهداف وضرب سمعة صناعاتها العسكرية وبالتالي، ستصبح عمياء في رصد الأهداف ورفع الاحداثيات الدقيقة.

اليمن يسير بخطوات ثابتة في بناء قدرات عسكرية نوعية، تشمل كلّ القطاعات، وإذا كانت القوات المسلحة قد حققت طفرة في صناعة الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيّرة في ظروف صعبة، وصلت إلى فلسطين المحتلة، فهي بإذن الله ماضية لمنع العربدة الأميركية في أجواء البلد ليحجز اليمن مكانه المتقدم والمؤثر على الصعيد الإقليمي وبما يخدم القضية الفلسطينية.

العهد الاخباري: اسماعيل المحاقري

قد يعجبك ايضا