فتح الطرقات.. العيد عيدان
موقع أنصار الله ||مقالات|| عبد الفتاح البنوس
فتح الطرقات المغلقة، ونزع الألغام، وإزالة العقبات من على الطرقات في عموم أرجاء الوطن الغالي باتت ضرورة ملحة، وخصوصا في ظل الظروف الراهنة، بكل تعقيداتها ومنغصاتها وتداعياتها الكارثية على مختلف الأصعدة والمجالات، المواطنون تجرعوا الغصص والآلام وعانوا الكثير من الويلات والمتاعب جراء قطع الطرقات، وآن الأوان لأن تفتح كل الطرقات المغلقة، للتخفيف عليهم، وخصوصا ونحن نستعد لاستقبال عيد الأضحى المبارك، الذي يحل علينا بعد أيام قلائل .
القيادة الثورية والسياسية كان لها قصب السبق في فتح الطرقات في الحالمة تعز، وطريق البيضاء مارب والتي يعد فتحها من المبادرات الإيجابية التي من شأنها وضع نهاية لمعاناة المسافرين عبر صحراء الجوف التي لا يمكن وصفها، علاوة على الخسائر في الأرواح والممتلكات التي حصدتها، وعلى الأطراف الأخرى أن تتعامل بإيجابية مع مبادرات سلطة صنعاء وتفتح الطرق المغلقة من جهتها وتعمل على معالجة أي إشكاليات بهذا الخصوص من خلال تشكيل لجان مشتركة مع سلطة صنعاء تعمل على معالجتها وقطع الطريق أمام طابور النفاق والدس الرخيص الذين أزعجهم فتح الطرقات ويرون في ذلك تهديدا لمصالحهم ومكاسبهم الرخيصة .
يجب أن تتوفر النوايا الصادقة من قبل الأطراف الأخرى من أجل طي صفحة المعاناة التي كانت قائمة جراء قطع الطرقات، وأن يتعامل الجميع بحكمة ومسؤولية دينية ووطنية وإنسانية وأخلاقية مع هذا الملف الهام الذي طال الأخذ والرد حوله، وخصوصا أننا ندرك جميعا أن لا مصلحة لأي طرف من وراء قطع الطرقات، وأن المواطن هو المتضرر من جراء ذلك، لا نريد أي حماقات أو ممارسات استفزازية وإجراءات قمعية وتسلطية تعكر صفو أجواء ما بعد فتح الطرقات من أي طرف كان، نريد أن تسود الثقة بين مختلف الأطراف، ويتم تجنيب الطرقات مماحكات وسجالات السياسة وما يترتب عليها وما يتصل بها .
إزالة الأذى من الطريق أدنى شُعَب الإيمان كما أخبرنا بذلك الرسول محمد عليه وآله أفضل الصلاة والسلام ، وقد نهانا رسول الله عن مجرد الجلوس في الطرقات، فكيف بنا ونحن نقوم بإغلاقها ، صحيح في ظل العدوان ومجريات المواجهات المسلحة في الجبهات الداخلية تطلب الأمر إغلاق بعض الطرقات من باب الاحتياطات والدواعي الأمنية، وفي حال تلاشي الخطر ووجود تفاهمات ثنائية من شأنها تعزيز الثقة بين الأطراف المحلية، لا أجد أي مبرر لبقاء أي طريق مغلقاً على الإطلاق، لا نريد مواقف متصلبة ومتطرفة ومتشددة، لا نريد الاستمرار في التعاطي مع إملاءات قوى العدوان في ما يتعلق بالاستمرار في قطع الطرقات، يجب أن تتكاتف الجهود وتتضافر من أجل فتح الطرقات، كخطوة أساسية لعودة الثقة بين الأطراف اليمنية، ولتوجيه صفعة لقوى العدوان .
ما أروع أن يحل علينا عيد الأضحى المبارك وقد تنفس اليمنيون الصعداء بفتح الطرقات وإزالة العراقيل والعقبات التي كانت تحول دون تنقلهم بأريحية وحرية مطلقة، سيكون العيد عيدين عند كل اليمنيين، وستكون هذه الخطوة بمثابة بداية لتهيئة الأرضية لتحقيق التقارب اليمني – اليمني المنشود، الذي من شأنه العودة باليمنيين إلى طاولة الحوار اليمني – اليمني بمعزل عن أي تدخلات أو شروط أو إملاءات خارجية، وهذا ما نأمله وننشده ونتطلع إليه، ليتفرغ الجميع لبناء الوطن، الوطن الذي من حقه على الجميع تقديم التنازلات التي تمكنه من النهوض وترميم جسده المثخن بالجراح .