السيد القائد: أمر مؤسف أن تتحرك بعض الأنظمة العربية لحماية العدو الإسرائيلي
صمود المجاهدين في غزة دليل على إيمانهم ووعيهم وثباتهم
موقع أنصار الله – صنعاء – 7 ذو الحجة 1445هـ
ألقى السيد القائد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي ، اليوم الخميس، كلمة حول تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة والإنجاز الأمني الكبير بضبط شبكة التجسس الأمريكية ،والمستجدات الإقليمية.
وقال السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي : “بين العرب ووسط العالم الإسلامي تحدث جريمة القرن وتستمر مظلمة العصر لـ251 يوماً، و لثمانية أشهر قضت وللأسبوع الـ36 والعدو الإسرائيلي يستمر في الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني بغزة، حيث بلغ عدد المجازر الجماعية أكثر من 3340 مجزرة وعدد الشهداء والجرحى والأسرى في القطاع والضفة قرابة 147 ألف معظمهم من الأطفال والنساء”.
ولفت السيد إلى أن العدو الصهيوني ارتكب في هذا الأسبوع أكثر من 35 مجزرة أسفرت عن استشهاد وجرح أكثر من 2500 فلسطيني، موضحا أن المجزرة التي ارتكبها العدو في مخيم النصيرات بمشاركة أمريكية مباشرة نفذ العدو فيها 250 غارة على نحو 90 منزلاً ، مضيفا أن العدو الصهيوني قام باقتحامٍ بري لمخيم النصيرات منطلقا من الرصيف البحري العائم، مؤكدا أن استخدام الرصيف البحري العائم في العدوان الصهيوني على النصيرات يكشف حقيقة أنه عبارة عن قاعدة أمريكية.
المساندة العربية والأمريكية للعدو الإسرائيلي
وقال السيد : فيما مضى وقبل عقود كانت مأساة المسلمين في البوسنة والهرسك وكانت المشكلة الأكبر البعد الجغرافي وصعوبة الإمداد، ولكن الشعب الفلسطيني شعب في وسط العالم الإسلامي وفي محيط عربي وإسلامي يستطيع أن يدعم ويساند لكن هناك تقصير واضح، مؤكدا أن من الإساءة للقرآن والإسلام ولرسول الإسلام أن يتضور الشعب الفلسطيني جوعا إلى درجة الوفيات، وأضاف: ليتذكر الحجاج أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة حُرم من الحج إلى بيت الله الحرام.
وأوضح أن من المؤسف جداً أنه مع كل ما يحدث تتجه بعض الحكومات وبعض الأنظمة العربية لتشارك في مناورات تحت الإشراف الأمريكي مع العدو الإسرائيلي، موضحا أن المناورات تحت إشراف أمريكي وباشتراك للعدو الإسرائيلي من عناوينها “الأسد المتأهب” و”الغضب العارم” و”الأسد الأفريقي”، وأضاف: “عندما نأتي إلى تلك العناوين “الأسد” أي أسد والدول العربية تتفرج على الشعب الفلسطيني وهو يقتل في إبادة جماعية؟”.
وأضاف: “أمر مؤسف أن تتحرك بعض الأنظمة العربية لتجعل من نفسها مترساً لحماية العدو الإسرائيلي بدلا من أن تُسهم من أجل الشعب الفلسطيني، لماذا هذا التواطؤ والتعاون مع العدو الإسرائيلي والتخاذل الكبير من أكثر الأنظمة والحكومات، لافتا إلى أن واقع العدو الإسرائيلي والواقع الأمريكي ليس إلى درجة أن نتوقع أن تلك الأنظمة رأت نفسها في وضعية ليس أمامها أي خيار آخر، مشيرا إلى ؟”، مشيرا إلى أن أكثر الشعوب تتعاطف بقلبها ولكنها لا تتحرك على المستوى العملي على نحو فاعل حتى في الخطوات البسيطة المتاحة.
وحث السيد تلك الأنظمة على أخذ الدروس أولا من صمود المجاهدين في غزة بالرغم من الإبادة الجمعية والقتل اليومي والتجويع، فالمجاهدين في غزة بإمكاناتهم المحدودة يتصدون للعدو الإسرائيلي على مدى 8 أشهر في معركة مستمرة، وأضاف: “لماذا لا يأخذون الدرس ويستفيدون من موقف جبهات الإسناد المشرف ومن ضمن ذلك موقف شعبنا اليمني الذي وقف على المستوى الرسمي والشعبي وهو درس لكل الأنظمة وبلدنا بالرغم من معاناته الكبيرة جدا والحرب والحصار والهجمة الشاملة ضده يقف الموقف المشرف المعبر عن إنسانيته وأخلاقه.
وخاطب السيد الأنظمة قائلا: لماذا تتخاذلون إلى هذه الدرجة ثم لا تكتفون بالتخاذل، بل تساهمون مع العدو الإسرائيلي في حمايته وطمأنته، مؤكدا أن من العار أن يتحرك البعض بالدافع الإنساني في أمريكا وأوروبا وأستراليا ثم لا يرقى مستوى موقف الدول العربية إلى إتاحة التحرك الشعبي.
وأشار السيد أن في الغرب بالرغم من منع وصول الغذاء للطلاب المعتصمين فإنهم مستمرون ونشطون ومصرون على مواصلة تحركهم بالدافع الإنساني.
وأكد العرب ماتت الإنسانية لديهم ومات الضمير الإنساني والشعور الإيماني والإسلامي وتلاشت القيم والأخلاق، موضحا أن العرب لم يستفيدوا من موقف بعض الدول اللاتينية والأوروبية التي اتخذت خطوات عملية وقطعت علاقاتها مع العدو، لافتا إلى أن العدو الإسرائيلي لم يتمكن من إنهاء تحرك المجاهدين في قطاع غزة ولا من القضاء عليهم ولم يستعد أسراه و بعد 8 أشهر من العدوان والإجرام تمكن العدو من استعادة 4 أسرى بمشاركة أمريكية واستعادة 4 أسرى بمشاركة أمريكية بعد 8 أشهر ليس نجاحا وبهذه الطريقة يحتاج العدو الإسرائيلي لسنوات طويلة لاستعادة أسراه.
صمود المجاهدين في غزة
وأوضح السيد أن صمود المجاهدين في غزة آية من آيات الله ودليل على إيمانهم ووعيهم وثباتهم وإنسانيتهم، مشيرا إلى أنه لوحظ في هذا الأسبوع بمحور رفح تنفيذ عمليات نوعية في التنكيل بالعدو واستمرار الرشقات الصاروخية تجاه “غلاف غزة” و ما تظهره مشاهد الفيديو هو شيء قليل مما يجري في الميدان من اشتباك مع العدو الصهيوني والتنكيل به.
ولفت السيد أن من أهم ما يجري في قطاع غزة هو مستوى التعاون والتنسيق والتوحد، بين الفصائل الفلسطينية المجاهدة بالقطاع، مضيفا أن حالة التباين والاستقالات الإسرائيلية من أعلى المستويات تبين حقيقة ومآلات الوضع الراهن الإسرائيلي في فشل وإخفاق حقيقي.
جبهة المقاومة
وتطرق السيد إلى جبهة حزب الله التي هي جبهة متقدمة وفاعلة، والأكثر تأثيرا في جبهات الإسناد، وهي مستمرة في التصعيد الكبير ضد العدو، مضيفا أن جبهة حزب الله تستخدم القصف الصاروخي المكثف، ومن ضمن ما يستخدم في قصف العدو صاروخ بركان الذي يُلحق تدميرا قويا بالعدو الإسرائيلي وينكل به ويترك دمارا هائلا في قواعده وثكناته العسكرية، كما أن الطائرات المسيرة التي يطلقها حزب الله على العدو الإسرائيلي تخترق إمكانات الحماية لدى العدو.
وأكد السيد أن حزب الله نجح في استهداف منصات القبة الحديدية للعدو الصهيوني، وتتم الإصابة لها والتأثير عليها بشكل مباشر، موضحا أن العدو الإسرائيلي في حيرة من أمره تجاه جبهة حزب الله، لأنها جبهة فاعلة ومؤثرة وموجعة، مؤكدا أن تورط العدو الإسرائيلي في حرب شاملة مع حزب الله، فهو يدرك العواقب الخطيرة و المدمرة التي يتحدث عنها كثير من قادته.
كما أكد السيد أن هناك تأثير مهم جدا من جهة حزب الله في جبهة الإسناد بلبنان لدعم الجبهة الفلسطينية.
وفيما يتعلق بالمقاومة الإسلامية في العراق فأوضح السيد أنها تمكنت من تنفيذ 5 عمليات في هذا الأسبوع ضد أهداف حيوية للعدو الصهيوني في فلسطين المحتلة.
وقال السيد: في الجولان هناك أيضا المسار المهم الذي هو في إطار المرحلة الرابعة من التصعيد وهو العمليات المشتركة بين إخوتنا الأعزاء المجاهدين في المقاومة الإسلامية في العراق والجيش اليمني ونفذ في هذا الأسبوع عمليتان مهمتان جدا بعدد من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة، واستهدفت أهدافا مهمة مؤثرة على العدو الصهيوني.