الولاية اليهودية تفرض نفسها كبديل عن الولاية الإلهية

موقع أنصار الله | من هدي القرآن |

هذا شيء مؤسف – أيها الإخوة – وإن الأمة لأحوج ما تكون إلى أن تفهم ما هي ولاية الأمر في دينها، ما هي ولاية الأمر في إسلامها، ما هي ولاية الأمر في قرآنها. يجب أن تفهم، وإذا لم نتفهم فسيفهمنا الأمريكيون وعملاؤهم ليقولوا لنا: هكذا ولاية الأمر، وهكذا يكون ولي الأمر، وستراه يهودياً أمامك يَلِي أمرك.

إن الجهل، إن جهل الأمة في ماضيها بولاية الأمر, وأهمية ولاية الأمر هو الذي جعلها ضحية لسلاطين الجور، وإن الجهل الذي امتد من ذلك الزمن، وفي هذا الحاضر هو نفسه الذي سيجعلها ضحية لأن يملك تعيين ولاية أمرها وتثقيفها بمعاني ولاية الأمر فيها, وتعيين من يَلِي أمرها, هم اليهود الصهاينة من الأمريكيين والإسرائيليين.

إن الأمة أحوج ما تكون إلى ثقافة صحيحة بكل ما تعنيه الكلمة، ثقافة ((حديث الغدير))، ثقافة ((حديث الولاية)) ((أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله)). إن هذا الحديث مع تلك الآية القرآنية تعطي ثقافة كاملة لهذه الأمة تحصنها من الثقافة التي تُقَدَّم إليها لتكون قابلة لأن تُفرض عليها ولاية أمْرٍ يهودية.

إن من واجب من يسمون أنفسهم اليوم – وهم في الرمق الأخير – من حكام هذه الأمة الذين تتجه أمريكا وتعلن أنها متجهة لتغييرهم في هذه المنطقة لو أنهم يعملون معروفاً واحداً بعد أن فشلوا في أن يقدموا للأمة أي شيء يدفع عنها خطر ذلك العدو الهاجم عليها، خطر ذلك العدو المحدق بها بعد أن أعلنوا عجزهم عن عمل أي شيء في هذا المجال عسكرياً أو اقتصادياً أو ثقافياً لم يعملوا أي موقف، لو أنهم يعملون قضية واحدة – حتى لا يكونوا ممن يظلمنا في حياتهم وبعد مماتهم – لو يعملوا لهذه الأمة أن يحصنوها حتى لا تُظلم من بعد تغييرهم، وحتى لا يكون في مستقبل هذه الأمة من يلعنهم بعد تغييرهم، أن يثقفوها فيما يتعلق بموضوع ولاية الأمر, بثقافة الإسلام, بثقافة ((حديث الولاية)) الذي هو صحيح عند المسلمين جميعاً.

وإذا لم يعملوا ذلك فما هو المتوقع؟ عندما يغيرون, وعندما يتجه اليهود فيفرضون علينا ولاية أمرهم فإن من يحكمون اليوم على طول البلاد الإسلامية وعرضها سيكونون هم من يتلقون اللعنة من البَر في هذه الأمة والفاجر، البر في هذه الأمة, المؤمن في هذه الأمة سيلعنهم بأنهم هم من هيأ هذه الأمة لأن تصل إلى هذه الوضعية السيئة، وإلى أن يكون في الأخير من يحكمها يهودي، والفاجر في هذه الأمة, والمصلحيُّ في هذه الأمة هو أيضاً من سيلعنهم عندما يأتي اليهود فيديرون أوضاع الأمة بشكل أحسن مما يديره هؤلاء, سيقولون:[والله هؤلاء أحسن من أولئك، أولئك الذين كانوا هم ملاعين، هم الذين كانوا اليهود وليس هؤلاء].

وهذا هو المتوقع أيها الإخوة، وهذا هو المتوقع. إن اليهود اليوم يعملون على أن يقدموا أنفسهم كمخلِّصين للشعوب، ولديهم في الداخل في كل بلد عربي من يعمل على خلخلة مؤسسات أي دولة عربية، على ضعضعة مؤسساتها, على انتشار الفساد المالي والإداري داخل مؤسساتها, حتى يخفق الجميع, وحتى يظهر الجميع عاجزين! ثم بالتالي يأتي اليهودي فيدير أوضاع البلاد بشكل أفضل؛ ليقول للناس, وليقول الناس قبل أن يقول هو: [والله كان الأولين الذين هم يهود ما هم هؤلاء].

أنظروا اليوم في اليمن أليس التعليم متدهوراً؟ والصحة متدهورة؟ والأمن والقضاء وكل قطاعات الدولة لا تجد قطاعاً واحداً تقول أنه يسير على أحسن حال، من الذي يخلخل هذه الوضعية؟ من الذي يعقِّد الناس على بعضهم بعض إلا من يريد أن يحكم الأمة فيما بعد، إلا من يريد أن يقدم نفسه – وهو يهودي – كمخلص للأمة فيما بعد، فتقبله؛ لنقول جميعاً فيما بعد: [هؤلاء الذين هم يهود، هؤلاء الذين كانوا يهود].

عندما يأتوا بمن يحكم اليمن, عندما يأتون بمن يحكم الحجاز سيقول السعوديون، سيقول اليمنيون: [والله كان علي عبد الله هو الذي هو يهودي، وفهد هو الذي كانه يهودي, أما فلان – وقد يكون اسمه غير عربي – انظر ماذا عمل لنا؟]؛ لأن اليهود أولاً ثقفونا بثقافة أن تكون المقاييس لدينا هي الخدمات، فمن قدم لدينا خدمات فليحكمنا، وليكن من كان.

إن هؤلاء يرتكبون جريمة كبيرة إذا ما تركوا هذه الأمور على هذا النحو، إذا ما تركوا التعليم بهذا الشكل مدهوراً, وقطاع الصحة مدهورة, والأمن وكل مؤسسات الدولة تعاني من فساد مالي وإداري. فعندما يظهرون وقد أخفقوا في هذا الموضوع فسيكون من السهل على اليهود أن يغيروهم، وبالتالي سيكون من السهل على الجميع أن يرحبوا بأولئك، وأن يكون من يحكمهم من يريدون هم وليس من يريد هذا الشعب.

أيها الإخوة الأعزاء هذا ما نريد أن نفهمه: أنه يجب على هؤلاء الذين يحكمون هذه الأمة اليوم وقبل أن يغادروا قصورهم, أو قبل أن يغادروا هذه الحياة, يجب عليهم أن يثقفوا الأمة بثقافة ((حديث الولاية))، بثقافة ((القرآن الكريم)) في موضوع أمر ولاية الأمة.

 

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

حديث الولاية

‏ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي

في الاحتفال بعيد الغدير

بتاريخ 18 ذي الحجة 1423هـ

الموافق: 21/12/2002م

اليمن – صعدة

قد يعجبك ايضا