“الشجاعية”.. المقاومة تغرق “جيش” العدو الصهيوني
||صحافة||
من جديد، عاد جيش الاحتلال “الإسرائيلي” ليغرق في الشجاعية شرق غزّة. الحي الذي أراد الثأر منه بعد المقتلة التي تعرض لها جنود غولاني عام ٢٠١٤، ثمّ المقتلة الثانية أواخر عام ٢٠٢٣.
في الرابع من كانون الأول/ديسمبر ٢٠٢٣، وقف وزير الحرب “الإسرائيلي” “يوآف غالانت”، عند مشارف غزّة، بين جنوده، وتوعد حيّ الشجاعية وجباليا قائلًا: “مقاتلو جولاني يعودون إلى هنا لإغلاق الدائرة، ولن يغادروا قبل تدمير البنية التحتية الإرهابية”.
يومها، خاض لواء غولاني اشتباكات ضارية مع مقاتلي القسام والفصائل الأخرى، وكان الرد على غالانت بـ”صورة السيلفي” الشهيرة لمقاوم قسامي إلى جانب ناقلة جند تلتهمها النيران بعد ضربها من قبل المقاومين. يومها أيضًا وقعت قوات في كمائن الموت وقتل ما لا يقل عن عشرة بين جنديّ وضابط وفق اعترافات رسمية، ناهيك عن قتلى من ألوية ووحدات عسكرية أخرى.
في السادس من كانون الأول/ديسيمبر، أي بعد يومين من تصريح غالانت، وصفت صحيفة معاريف مشهد المعارك في حيّ الشجاعية وجباليا بالأعنف منذ بدء العملية البرية قبل مدة.
لم تستمر المعارك طويلًا، حيث تراجع جيش الاحتلال زاعمًا تحقيق منجزات وتفكيك كتائب لحماس، وهو ما دحضته الوقائع، وكذلك معلومات غربية و”إسرائيلية” عن إعادة المقاومة تشكيل قواتها في كامل شمال القطاع.
قبل العلمية العسكرية في رفح، ومع تراجع جيش الاحتلال في خان يونس، اختبر جنود العدوّ جباليا مجددًا، ما أوقعهم بمقتلة كبيرة، تصدرت مشاهدها شاشات التلفزة، وشهد الميدان تطوّرًا في عمل المقاومة التي خبرت تكتيكات العدوّ وتكيفت معها، كالعادة دخول ثمّ تراجع.
يوم الخميس، أطلق جيش العدوّ عملية عسكرية في حيّ الشجاعية، الحي الذي فشل فيه أواخر العام الماضي، بحجة ضرب كتائب القسام وسرايا القدس التي عادت إلى المنطقة، وفق توصيف جيش الاحتلال.
منذ الخميس، تعترف هيئة البث “الإسرائيلية” بوقوع أربعين اشتباكًا مسلحًا بين جيش الاحتلال ومقاومين فلسطنيين، توزعت بين كمائن معدة سلفًا واستهداف جنود وضباط قنصًا، واستهداف آليات عسكرية، وتحصينات. من جديد، المشهد يشبه سابقاته من حيث ضراوة المواجهة والخسائر في صفوف الضباط والجنود.
في الواقع، يعود جيش الاحتلال للغرق هناك، وما العودة إلا مؤشر على الفشل في السابق، حيث تحدث قادة العدوّ عن إنجازات، يتبين اليوم أنها زائفة.
لكن أسئلة تطرح حول ماهية المغامرة “الإسرائيلية” من جديد، والاستعداد لدفع الثمن. هنا، لا بد من الإشارة إلى أمور عدة أبرزها محاولة تهيئة الأرضية لـ “منطقة عازلة”، في حال لم يتم التوصل لاتفاق وقف نار، وكذلك البحث عن منجز في منطقة تشكّل حساسية لدى الجيش “الإسرائيلي” وكذلك جمهوره.
حتّى الآن، ووفق الوقائع الميدانية، يبدو واضحًا أن منجزًا يعتد به صعب المنال في الشجاعية، خصوصًا أن المقاومة حاضرة وقد طورت في عملها إلى حد لا يمكن لجيش الاحتلال السيطرة، مع إبقائه ضمن إطار العلميات الخاطفة التي لا يمكن صرفها، ومنعه من التثبيت والاستقرار في منطقة عمرانية، كما هو حال باقي مناطق القطاع.
يبقى القول إن رمال حيّ الشجاعية لا تختلف عن رمال كامل القطاع، وإغراق جيش الاحتلال فيها أمر مفروغ منه، وهو ما يعقد المشهد على الطاقمين العسكري والسياسي ويضعهما أمام خيار واحد هو وقف الحرب وإلا دفع الثمن.
العهد الاخباري: خليل نصر الله