صنعاء تواصل عملياتها: تضرّر الشحن الصهيوني في «المتوسط»
|| صحافة ||
على أكثر من جبهة، صعّدت قوات صنعاء عملياتها العسكرية ضد الكيان الإسرائيلي، خلال الساعات الماضية. وبعد تأكيد الناطق باسمها، العميد يحيى سريع، تنفيذ عملية مشتركة مع المقاومة العراقية ضد هدف حساس في أم الرشاش (إيلات) بطائرات مسيّرة، أعلنت «هيئة عمليات التجارة البحرية» البريطانية، أمس، تعرّض سفينة تجارية في البحر العربي لواقعة استهداف، وقالت، في بيان، إنها تلقّت بلاغاً عن وقوع انفجار بالقرب من سفينة تجارية على بعد 180 ميلاً بحرياً شرقيّ منطقة نشطون التابعة لمحافظة المهرة شرق اليمن، ونقلت عن قبطان السفينة تأكيده أن طاقمها لم يتعرّض لأذى.
وفي السياق نفسه، ذكرت شركة «ميرسك» العالمية للشحن البحري، أن سفينتها «ميرسك سنتوسا» أبلغت عن استهدافها بجسم طائر في أقصى شمال خليج عدن، في الساعات الأولى من صباح أمس.
وقال متحدث باسم الشركة التي تتخذ من كوبنهاغن مقراً لها، إن السفينة كانت ترفع علم الولايات المتحدة وتبحر لمصلحة «شركة ميرسك لاين» المحدودة التابعة لها. ووفقاً لمصادر ملاحية في صنعاء، فإن استهداف السفينة في نشطون لم يكن الأول من نوعه، بل سبقه استهداف سفينة مماثلة مرتبطة بإسرائيل على خلفية كسر قرار منع مرور السفن التجارية إلى موانئ الكيان الإسرائيلي عبر البحر المتوسط. وأشار إلى أن مكان الهجوم يقع ما بين البحر العربي والمحيط الهندي، وهو ما يؤكد قدرة القوات البحرية التابعة لصنعاء عاى استهداف أي سفينة في أبعد نقطة بحرية.وفي أعقاب انحسار القوات البحرية العاملة في إطار تحالف «حماية الازدهار» بقيادة أميركا في البحر الأحمر، بعد انسحاب حاملة الطائرات الأميركية «آيزنهاور»، وتأجيل إبحار حاملة الطائرات البديلة «روزفلت» إلى شمال البحر الأحمر، سلّمت الولايات المتحدة، أمس، مصر مهام قيادة «فرقة العمل المشتركة 154» المتمركزة هناك.
وفي هذا الإطار، أفادت «القيادة المركزية الأميركية»، في منشور على «إكس»، بأن العميد البحري المصري، هيثم خليل، تسلّم قيادة الفرقة التي شكّلتها أميركا وتتبع الأسطول الخامس بمشاركة 44 دولة حليفة لها، بما فيها إسرائيل، عام 2023، بهدف تنفيذ عمليات اعتراض وإنقاذ في الممرات الملاحية المهمة في البحر الأحمر وخليج عدن. ورأى مراقبون في صنعاء أن قرار أميركا تسليم مهام قيادة أهمّ بعثة عسكرية في المنطقة إلى دول مطلّة على البحر الأحمر ليس مجرد تداول للقيادة، بل له أبعاد تتعلّق بالصراع في البحر الأحمر وخليج عدن.
الفرقاطة «هامبورغ» إلى البحر الأحمر وسط ذعر طاقمها
وعلى خط موازٍ، ولأول مرة منذ انسحاب الفرقاطة الألمانية «هيسن»، أواخر نيسان الماضي، من البحر الأحمر، أعلنت البحرية الألمانية توجه الفرقاطة «هامبورغ» إلى البحر ذاته للمشاركة في حماية السفن التجارية كجزء من مهمة الاتحاد الأوروبي «أسبيدس»، وقالت، في بيان، إن «الفرقاطة أبحرت بالفعل من ميناء فيلهلمسن وعلى متنها 240 عسكرياً». وكشفت صحيفة «نورد دويتشر روندفونك» الألمانية أن قرار ألمانيا الدفع بالفرقاطة «هامبورغ» للمشاركة في المهمة الأوروبية، أثار ذعر طاقمها، مضيفة أنها ليست مخصّصة لمواجهة الصواريخ الباليستية ولا تملك حتى جهاز رادار لرصدها، وهو ما يضاعف المخاطر على البحارة. وأكدت الصحيفة أن «طاقم السفينة يشعر بعدم الارتياح»، ناقلة عن عدد من أفراده وصفهم للمهمة بـ«الانتحارية».
وكانت الفرقاطة «هيسن» قد تعرّضت لعمليات هجومية مكثّفة من قبل قوات صنعاء البحرية في نيسان الماضي، ما دفعها إلى الانسحاب الإجباري من نطاق العمليات العسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن.
إلى ذلك، أكد موقع «ريليف ويب» التابع للأمم المتحدة أن الهجمات المشتركة بين قوات صنعاء والمقاومة العراقية أثّرت بالفعل على الشحن في شرق البحر الأبيض المتوسط. ولفت إلى أنه «تم تسجيل استهداف ناقلة المنتجات النفطية “والر” في البحر الأبيض المتوسط، حيث قامت بإيقاف تشغيل نظام التعريف الخاص بها أثناء وجودها في المياه المحيطة بحيفا لإخفاء مسارها نحو إسرائيل».
الاخبار اللبنانية: رشيد الحداد