شبكة التجسس الأمريكية تستهدف الواقع الشعبي والاجتماعي من خلال(الشباب – المرأة – القبيلة – المجالس المحلية)

موقع أنصار الله – صنعاء – 8 محرم 1446هـ

ضمن سلسلة الاعترافات التي أدلى بها عناصر شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية، كشفت الأجهزة الأمنية اليوم عن اعترافات خلية التجسس في استهداف الواقع الشعبي والاجتماعي لليمن من خلال استهداف الشباب وتجنيدهم واستهداف المرأة اليمنية وضرب هويتها، إضافة إلى استهداف القبيلة اليمنية ومشائخ اليمن، وفئات المجتمع اليمني ومن ضمنهم أحفاد بلال” المهمشين”، بالإضافة لاستهداف المجتمعات والمجلس المحلية ومنظمات المجتمع المدني.

وأكدت الاعترافات أن الاستهداف الأمريكي للواقع الشعبي والاجتماعي كشف حقيقة العداء ومستواه الكبير حيث لم يكتف الأمريكيون بسيطرتهم على النظام العميل، بل أرادو النفوذ إلى المجتمع على كل المستويات وكافة الفئات، وعملوا على التأثير على توجهاته وقراراته وتحركه بما يخدم أجندتهم الخبيثة.

كما كشفت اعترافات عناصر الخلية التجسسية أن الأمريكي حرص على استهداف الشباب واستغلال طاقاتهم وتوظيفهم لخدمة مشاريعه وأجندته التخريبية لاستهداف حاضر اليمن ومستقبله.

وأشارت إلى أن استهداف الأعداء للمرأة يأتي من منطلق إدراكهم لأهمية دورها وتأثيريها الكبير على مستوى الأسرة والمجتمع بشكل عام، ومحاولة لإثارة الصراع بينها وبين الرجل وصناعة نماذج وقيادات نسائية تعمل على تنفيذ المشاريع والأجندة الأمريكية ضد المرأة اليمنية.

وتطرقت إلى أساليب ووسائل استهداف العدو الأمريكي الممنهج للمرأة اليمنية لمسخها عن هويتها واستقطابها للعمل لصالحه.

وبحسب اعترافات ووثائق شبكة التجسس فإن مشاريع أمريكا التي تتجه نحو المرأة اليمنية ليست من أجل تخفيف أعباء الحياة عنها أو إيجاد تعليم وتثقيف وتأهيل حقيقي يمكن المرأة من النهوض بمسؤولياتها تجاه أسرتها ومجتمعها، وإنما تهدف في الحقيقة لتحويلها إما ساخطة على شقيقها الرجل ومجتمعها ودينها وهويتها وعاداتها وتقاليدها أو إفسادها أخلاقيا لتصبح مجرد سلعة لا قيمة لها.

وأكدت الاعترافات أن تركيز العدو الأمريكي على استهداف القبيلة اليمنية هدفه ضرب دورها المهم والمؤثر تاريخيا في التصدي للغزاة والحفاظ على هوية اليمن واستقلاله.

وأشارت إلى أن استهداف القبيلة واستقطاب المشايخ والوجهات الاجتماعية كان يتم في السابق من خلال النظام السعودي ولجنته الخاصة بذلك بما يصب في مصلحة المشروع الأمريكي، ومع بداية الألفية الثالثة اتجهت أمريكا بشكل مباشر إلى استهداف القبيلة اليمنية ومحاولة اختراقها وتجنيد بعض المشايخ والشخصيات المؤثرة عليها مع التركيز على القبائل الواقعة في المناطق الجغرافية الهامة أو القريبة من الثروات النفطية.

وبحسب الاعترافات فإن الأمريكي عمل على استهداف الكثير من منظمات المجتمع المدني وتحويلها إلى رافعة وواجهة لتنفيذ مشاريعه التجسسية واستغلالها في النفوذ إلى المجتمع.

وبينت أن الأمريكي عمل على اختراق الواقع الشعبي من خلال مشاريع ذات أجندة تجسسية تستهدف المجالس المحلية وأعضاءها وأنشطتها كسلطة لا مركزية وذات علاقة مباشرة مع المجتمع.

كما أكدت الاعترافات الاستهداف الأمريكي الممنهج للأقليات وأحفاد بلال بهدف عزلهم عن المجتمع وتعقيدهم وتعبئتهم ضده وتحريكهم ضد المجتمع والدولة.

 

استهداف شبكة التجسس للشباب

 

وكشفت اعترافات عناصر خلية التجسس الأمريكية الإسرائيلية، عن الأنشطة التخريبية التي استهدفت الشباب في اليمن، واستغلالهم لخدمة الأجندة والمصالح الأمريكية.

حيث أوضح الجاسوس هشام الوزير، أن مشاريع كل من “الميرسي كورب” و”الأميدست” عملت بشكل مباشر على استقطاب الشباب والشابات للعمل لصالح السفارة الأمريكية، بحيث يداروا مباشرة من قبل “سابرينا فايبر” التي تنقل معهم إلى السفير الأمريكي ونائبته من خلال لقاءات يتم الترتيب لها، وكذلك إلى مدير الوكالة الأمريكية للتنمية ونائبة مدير الوكالة.

وذكر أنه كان هناك مشروع آخر تابع لمنظمة “أرضية مشتركة” بدأ أثناء فترة مؤتمر الحوار وهو عبارة عن مشروع لبناء ما يسمى قدرات الشباب والشابات في مجال حل النزاعات، وكان يستهدف عدة محافظات من ضمنها صنعاء وتعز وعدن وجزء من لحج.

وبين أنه ومع إعادة تفعيل المشروع مرة أخرى لصالح منظمة “أرضية مشتركة” لخدمة العدوان تم إلغاء صنعاء خصوصاً بعد تشكيل المجلس السياسي الأعلى وتم التركيز فقط على تعز وعدن، وتحديداً تعز بدرجة أساسية.

وأشار الجاسوس الوزير إلى أن المشروع يعمل في المناطق التي يسيطر عليها العدوان في تعز، ويتكفل بتوفير منحة مالية للمساعدة على حل مشكلة معينة مثل رصف طريق في مديرية الشمايتين، حيث يتم توفير منحة مالية، وإنشاء لجنة مشتركة من الشباب والشابات لتتولى تنفيذ الخدمة وحل الاشكالية.

وأكد أن أهم ما كان يجنيه الأمريكيون بشكل خفي من هذا المشروع هو عملية الاستقطاب وتجنيد الشباب والشابات ونشر الأفكار والقيم الغربية وضمان النفوذ للشخصيات الاجتماعية وتحديدها على مستوى المديريات، وهي تقوم من وقت لآخر بأعمال خاصة للإدارة العامة للوكالة من ناحية مثلاً عمل التقييمات والدراسات الميدانية أو دراسات تخص الشباب وأوضاعهم واحتياجاتهم والمشاكل التي يواجهونها، وتوجهاتهم، وعملية قياس الرأي الخاص بهم، تقوم بها منظمة أرضية مشتركة لصالح الوكالة الأمريكية للتنمية في مناطق سيطرة العدوان في كل من جنوب البلاد وتعز.

فيما أوضح الجاسوس محمد الوزيزة، أنه تم إنشاء شبكة الشباب وهي شبكة مكونة من 100 شاب متواجدين في المحافظات الخمس المستهدفة من المشروع وهي عدن وحضرموت ومأرب وإب وصنعاء.

وذكر أن هذه الشبكة سميت لاحقاً بشبكة “قادة للتنمية” وكانت تعرف في مؤسسة “رنين” بشبكة قادة للتنمية، ولاحقاً تمت الإشارة إليها بشبكة “قادة للتنمية واحد”، وقامت مؤسسة “رنين” ضمن المشروع بتقديم مجموعة من الورش التدريبية لبناء القدرات، وكان واحد منها إعداد مقترحات المشاريع، وكان مطلوب من هذه الشبكة تنفيذ حملات مناصرة.

وبحسب الجاسوس الوزيزة، كان من أنشطة هذا المكون، تنفيذ لقاء لعينات أو مجموعات من هذه الشبكة بحيث يحضر أربعة أشخاص من كل محافظة من أصل عشرين داخل المحافظة.. مبينا أنه تم عقد اللقاء في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت، لمدة يومين إلى ثلاثة أيام، وتم خلاله الحديث عن آلية التواصل ما بين الأشخاص الموجودين في الشبكة وكيف يتواصلوا مع بعضهم في المحافظات، وداخل كل محافظة عدا صنعاء، كما يوجد ضمن المشروع منسق للشبكة، إلى جانب استشاري لكل مجموعة في كل محافظة.

 

 

 

استهداف شبكة التجسس للمرأة اليمنية وهويتها

وأظهرت اعترافات جديدة لعناصر خلية التجسس الأمريكية الإسرائيلية، عن أساليب ووسائل الاستهداف الأمريكي للمرأة اليمنية لمسخها عن هويتها واستقطابها للعمل لصالحه.

وأكدت اعترافات عناصر الشبكة التي نشرتها الأجهزة الأمنية اليوم، أن استهداف الأعداء للمرأة يأتي من منطلق إدراكهم لأهمية دورها وتأثيرها الكبير على مستوى الأسرة والمجتمع بشكل عام، ومحاولة لإثارة الصراع ما بينها وبين الرجل، وصناعة نماذج وقيادات نسائية تعمل على تنفيذ المشاريع والأجندة الأمريكية ضد المرأة اليمنية.

وفي هذا السياق أوضح الجاسوس عبد المعين عزان، أن برنامج المرأة في المعهد الديمقراطي الذي كانت تديره خبيرة هولندية تدعى “فلور بيومنغ” كان يظهر أنه يقدم الدعم للمرأة والقيادات النسوية ويساعد المرأة على المشاركة في الحياة السياسية والحياة العامة وغيرها، إلا أن طبيعة عمله في الحقيقة كان مخابراتي يستهدف المرأة من خلال الدفع بأجندة أمريكية، وأجندة غربية تتضمن مفاهيم تتناقض مع الأسلاف والأعراف والتقاليد اليمنية وحتى مع الدين الإسلامي واستخدم في سبيل ذلك وسيلة استقطاب قيادات نسوية.

وذكر أنه كان يتم خلال الفعالية التي كان ينظمها برنامج المرأة مثلا أو برنامج الأحزاب وغيرها، استقطاب النساء اللاتي يحضرن، وأحيانا يتم حتى ربط علاقات شخصية بين قيادات البرنامج مع القيادات النسوية وعمل دعوات وعزائم وغيرها ومن خلالها تم ترميز شخصيات.

وأكد أنه ومن خلال هذه الشخصيات التي تم ترميزها والأشخاص الذين تدربوا لدى هؤلاء النساء استطاع البرنامج الترويج لمفاهيم ومبادئ غربية وأمريكية تنافي القيم والأخلاق اليمنية والقيم والشرع الإسلامي.

الجاسوس عبد القادر السقاف أوضح أن من ضمن وسائل استهداف المرأة برامج أو أفكار حول التمكين للمرأة، وحرية المرأة، وأنه يجب أن تشارك في الحياة السياسية والاجتماعية في البلد، وكان يتم تشجيعهن على هذه الأفكار عبر منظمات خاصة بهم.

ولفت إلى أنه كان هناك منظمات وجدت منذ فترة، مثلا منظمات شبابية صغيرة ومنفلتة، تديرها المرأة ويشتغل فيها الشباب والشابات مع بعض.

استهداف المرأة كان أحد أهداف العدو الأمريكي حيث أوضح الجاسوس جمال سلطان، أن استهداف المرأة كان يتم من خلال برامج كثيرة مثل تبني برامج ودعم وتمويل برامج تحت مفهوم تمكين المرأة وتقويتها في المجتمع وبناء قدراتها ومهاراتها سواء مهارات اللغة والإدارة وحقوق الإنسان ونشاطها على المستوى السياسي أو الحقوقي أو المجتمعي من خلال المنظمات.

وأشار إلى أن من وسائل استهداف المرأة، البرامج التعليمية التي يتم من خلالها التركيز عليها منذ أيام المدرسة، وإنشاء برامج خاصة بها، والاهتمام بها بشكل حثيث، وعمل برامج خاصة تستهدفها تحت مسمى المواطنة ومساوة المرأة بالرجل و”الكوتا النسائية”.

وبحسب الجاسوس سلطان، فإن من ضمن الأهداف الأمريكية في البلد استهداف المرأة ومسخها عن هويتها من خلال دورات تدريبية مع الرجل، والمشاركة مع الرجل في تدريبات عدة في مجال تمكينها ودعمها في مشاريع مثلا فنية ومهارات حياتية من خلال المنظمات المحلية، ومن خلال تمكينها في كل المجالات الحياتية.

وذكر أنه عمل مع القيادات الشابة وكان منسق لمشروع يهدف لتدريب 15-30 شابا وشابة في المجالات التنموية والمهارات الحياتية والتخطيط الاستراتيجي الشخصي، وكلها كان يتم فيها الاختلاط، وتخدم الأهداف الناعمة لمسخ هوية الشباب، وتمكين المرأة بثقافة الانفتاح والبعد عن العادات والتقاليد المجتمعية، وسلخها عن مجتمعها المحافظ.

فيما أوضح الجاسوس هشام الوزير، أنه تم التركيز على النساء بشكل كبير باعتبارهن أكبر شريحة في المجتمع، وتضررن كثيرا من الحرب وأصبحت الكثير منهن مسؤولات عن إعالة أسرهن، ولذلك يتم التركيز عليهم بشكل كبير.

ولفت إلى أن الأهم من ذلك هو استخدام الأمريكي للنساء في تثوير المجتمع من ناحية اجتماعية في البيوت من خلال اللقاءات الاجتماعية، ونشر الأخبار والإشاعات، والأخبار المغرضة.

بدوره كشف الجاسوس شايف الهمداني، أنه كلف من قبل الوكالة الأمريكية للتنمية بأن يكون نقطة الوصل فيما يتعلق بموضوع “الجندر” أو النوع الاجتماعي بعد مغادرة الشخصية التي كانت تتولى هذا الملف وهي السيدة “حياة كليكسنر” التي كانت تعمل في عمًان، وكان الهدف الرئيسي حضور اجتماعات لجنة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي أو ما تسمى باللجنة الدولية لتنسيق شؤون المرأة أو تنسيق النوع الاجتماعي.

وبين أن هذه الاجتماعات كانت تتم برئاسة قسم المرأة في الأمم المتحدة وكذلك الاتحاد الأوروبي الذي كان من المحركين الرئيسيين لهذا الملف، ويحضر هذا الاجتماع عدد كبير من المانحين، منهم السفارات الأمريكية، والهولندية، والبريطانية والدنماركية، ومكاتب التنمية في السفارة الألمانية مثل KFWGIZ وكذلك منظمات الأمم المتحدة.

وذكر أنه كان يتم في هذه الاجتماعات بحث تقوية وضع المرأة في اليمن ودعمها بشتى الوسائل، بحجة أنها تستحق أن تأخذ حقوقها في المجتمع، بينما الهدف الرئيسي هو تثوير المرأة وجعلها تتمرد على أسرتها وبالتالي إيجاد شرخ في المجتمع يؤدي إلى تفسخه وتفككه والدعوة إلى الحرية للمرأة.

وأوضح الجاسوس الهمدني أن هذا كان من الأهداف الرئيسية لهذه الاجتماعات التي كان يحضرها ويكتب عنها محاضر ويشاركها مع مدير مكتب البرامج أولاً وبقية موظفي الوكالة الأمريكية للتنمية، وكانت تعقد هذه الاجتماعات كل ثلاثة إلى أربعة أشهر.

وأكدت اعترافات ووثائق شبكة التجسس أن مشاريع أمريكا التي تتجه نحو المرأة اليمنية ليست من أجل تخفيف أعباء الحياة عنها أو إيجاد تعليم وتثقيف وتأهيل حقيقي يمكنها من النهوض بمسؤولياتها تجاه أسرتها ومجتمعها وإنما تهدف في الحقيقة إلى إثارة سخطها على شقيقها الرجل وعلى مجتمعها ودينها وهويتها وعاداتها وتقاليدها وإفسادها أخلاقيا لتصبح مجرد سلعة لا قيمة لها.

 

استهداف شبكة التجسس للقبيلة اليمنية

وأكدت اعترافات عناصر خلية التجسس الأمريكية الإسرائيلية، أن العدو الأمريكي على استهداف القبيلة اليمنية بهدف ضرب دورها المهم والمؤثر تاريخيا في التصدي للغزاة والحفاظ على هوية اليمن واستقلاله.

وكشفت اعترافات عناصر الخلية التي نشرتها الأجهزة الأمنية اليوم، أن استهداف القبيلة واستقطاب المشايخ والوجاهات الاجتماعية كان يتم في السابق من خلال النظام السعودي ولجنته الخاصة بذلك بما يصب في مصلحة المشروع الأمريكي، ومع بداية الألفية الثالثة اتجهت أمريكا بشكل مباشر إلى استهداف القبيلة اليمنية ومحاولة اختراقها وتجنيد بعض المشايخ والشخصيات المؤثرة عليها مع التركيز على القبائل الواقعة في المناطق الجغرافية الهامة أو بالقرب من الثروات النفطية.

حيث أوضح الجاسوس عبد المعين عزان، أن برنامج حل النزاعات أو ما كان يسمى ببرنامج القبائل داخلياً، كان تحت إشراف موظفة يمنية اسمها “ندى الدوسري” وكان البرنامج على أساس أنه يستهدف الفعاليات القبلية المشايخ القبليين المحكمين الوسطاء القبليين.

ولفت إلى أن الهدف الظاهري المعلن للبرنامج أنه يستهدف مساعدة المجتمع اليمني الذي لديه تاريخ عريق في حل النزاعات، على كيفية حل نزاعاته المحلية والقبلية، لكن الهدف المخابراتي والخفي لبرنامج “حل النزاعات” كان أولًا جمع المعلومات وإعداد الدراسات عن القبائل اليمنية وتركيبتها وأسباب النزاعات في اليمن ووسائل حلها التقليدية.

وأكد الجاسوس عزان أن ومن خلال البرنامج وكهدف مخابراتي أيضاً تم استقطاب عدد كبير من مشايخ القبائل ومن رجال الدين ومن الوسطاء وأكاديميين، وتم استقطاب مجموعات كبيرة من هؤلاء الأشخاص وبعضهم عمل في إعداد هذه الدراسات.

فيما أوضح الجاسوس عبد القادر السقاف، أن هدف الأمريكي من التقرب إلى مشايخ القبائل والوجهاء هو دراسة التركيبة القبلية اليمنية، ومعرفة مكامن الضعف والقوة للقبائل لكي تتناولهم، لينخرطوا فيما بعد وتغذية النزاعات الداخلية البينية سواءً نزاعات قبلية، قبيلة لقبيلة ونزاعات حزبية في هذه القبائل ونزاعات مذهبية.

ولفت إلى أن المهم كان أي مدخل لخلخلة التركيبة القبلية القوية لكي تضعف ويسهل للأمريكان أن يقوموا بالدور الذي يريدونه في الدخول إلى القبائل والوطن بشكل عام والهيمنة والسيطرة، لأن العائق الكبير الذي يرونه هو القبائل والتركيبة القبلية.

وأكد أن الدور الأمريكي فيما يخص القبائل اليمنية كان دور سلبي ومعروف، بهدف إيجاد صداقة مع شخصيات القبائل اليمنية شخصيات فاعلة في المجتمع القبلي ووجاهات لها دور مسموع والهدف الأساسي والرئيسي هو أيضا كونهم يعرفوا أن المجتمع اليمني مجتمع مسلح والقبائل هي الأساس.

وقال” الهدف كان بقدر الإمكان كسب الشخصيات هذه الهامة والدخول في مسألة نزع السلاح من المجتمع اليمني وأولهم القبائل لأنه هذا يعيق أي هدف قادم أمريكي، بمعنى إيجاد شعب قابل للتبعية بما يمكن من الهيمنة على البلد بشكل عام، هيمنة على الثروات الموجودة في البلد والسيطرة أو الاستيلاء على الثروات لأن القبائل منشرين في كل الأماكن التي فيها ثروات”.. لافتا إلى أن الدور الأمريكي كان يهدف لكسب صداقات هؤلاء وإقامة علاقة وطيدة معهم لكي يكسبوهم ويمرروا أهدافهم.

فيما كشف الجاسوس هشام الوزير، عن الأمريكي كان يركز بدرجة أساسية على المشايخ المتواجدين في مناطق إنتاج النفط، بهدف التعرف على أكبر قدر ممكن من هؤلاء المشايخ، ربطهم بعلاقة مباشرة بالسفارة الأمريكية، والاستفادة منهم في عملية ربطهم حتى بالشركات الأمريكية والأجنبية العاملة في المناطق النفطية بحيث يساهموا في عملية حمايتها بالإضافة للحماية الرسمية.

وذكر أن الضابط “رولاند” كان مهتما فيما يخص الجانب القبلي بالتعرف على أكبر قدر ممكن من المشايخ القبليين في اليمن خصوصاً المشايخ الذين لهم علاقة بالصراع في ذلك الوقت، يعني الصراع على النفوذ والسلطة، المشايخ المحسوبين على عفاش والمحسوبين على علي محسن وآل الأحمر وحزب الإصلاح كان ينسق بين الطرفين، والتقى بحسين الأحمر وبهاشم الأحمر ويحافظ على علاقة بالذات مع هاشم الأحمر وكان على علاقة منتظمة بحميد الأحمر ومشايخ مثل محمد بن ناجي الشايف الذي كان على ارتباط قوي ووثيق برولاند.

ولفت الجاسوس الوزير إلى أن الأمريكيين فيما يخص الجانب القبلي كانوا يقدمون أنفسهم على أساس أنهم مستعدين لدعم مشاريع التنمية في مناطقهم، ويرفعوا بالاحتياجات التنموية لهذه المناطق إلى علي عبد الله صالح والحكومة، على أساس أنهم مهتمين بهذه المناطق ويتابعوا احتياجاتها، وكذا عبر مشاريع تابعة لهم مثل المشاريع التي كانت تنفذها لهم “ندوى الدوسري” عبر منظمة شركاء عالميون والمعهد الـ NDI يحلون النزاعات في المناطق القبلية عبر منظمات تابعة لهم مثل الـ NDI وشركاء عالميون ومؤسسات محلية.

وذكر أن أي شخص يرتبط بعلاقة مع “رولاند مكي” والسفارة يمر مباشرة حتى إلى الـ CIA، ويكون في علاقة بينهم خاصة في الأمور الحساسة التي يسميها الأمريكيين في ذلك الوقت ملف مكافحة الإرهاب.. مؤكدا أن الأمريكيين كانوا يركزوا على المشايخ للحصول على أي معلومات تفيدهم في مناطق في مأرب والجوف والبيضاء، ويتابعوهم ويربطوا معهم العلاقات وينسقوا لهم حتى مع اللجنة الخاصة بالسعودية، ويرفعوا من مخصصاتهم ومن مكانتهم عند السعوديين.

فيما اعترف الجاسوس عبد المعين عزان، أن “جوان” بدأت توكل إليه مهام لصالح المخابرات الأمريكية المركزية وهذه المهام كانت مستقلة عن عمله الروتيني “ميبي” أو عمل “ميبي” الذي كان أيضاً له طابع مخابراتي.

وذكر أن من أبرز المهام أو من أول المهام التي أوكلت إليه من ناحية مخابراتية من قبل “جوان” هو التحقق حول موضوع أن هناك مجموعة من المشايخ في المنطقة الوسطى يريدوا أن ينشؤوا تحالف قبائل “مذحج” لكن الموضوع طلع في الأخير أنه لم يكن ذا قيمة، ولكنه تحقق منه من خلال بعض المصادر وسأل عنه وأعطها بعض المعلومات عن الموضوع.

الجاسوس جمال سلطان أكد في اعترافاته أن الأمريكي كان له دور مهم في معرفة القبائل بشكل عام، ومن خلال مراكز البحوث التي يمولها ويدعمها، كمركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، ومراكز دراسات أخرى، مثل المركز التابع لندوى الدوسري التي كانت تعمل فيه لقاءات مع القبائل.

ولفت إلى أنه من خلال هذه المراكز والأبحاث كان يعرف الأمريكي دور القبائل سواء في قضايا معينة أو من خلال مراكز تعمل لقاءات مع القبائل ومناصرة قضايا مجتمعية أو مناصرة مكونات وموقعها سياسيا واجتماعيا، لأن المجتمع اليمنى هو مجتمع قبلي والقبيلة منتشرة في كل المحافظات، وهذا مكون مهم يعتمد عليه أو يعتمد على معرفة التفاصيل الموجودة أو الدور القبلي الموجود فيه سواءً كان سياسيا أو اجتماعيا.

 

نشاط خلية التجسس في الدراسات و المسوحات

أكدت اعترافات عناصر خلية التجسس الأمريكية الإسرائيلية، أن الدراسات والمسوحات الواسعة تعد من أبرز الأنشطة والوسائل التي استخدمها العدو الأمريكي لاستهدف اليمن وخدمة أهدافه الاستخباراتية.

وأقر الجاسوس عبد المعين عزان في الاعترافات التي نشرتها الأجهزة الأمنية اليوم، بالأنشطة الاستخباراتية التي قام بها مع شركة “لابس” في اليمن.

وقال” من الأنشطة الاستخباراتية التي قمنا بها في شركة “لابس” في اليمن كان إعداد الدراسات والمسوحات الواسعة والشاملة عن المجتمع اليمني، وأحد أبرز هذه الدراسات كانت متعلقة بالعادات الغذائية للأم والطفل في الألف اليوم الأولى ونفذت بتمويل من منظمة اليونيسف وشريك منفذ كان المركز اليمني لقياس الرأي.

ولفت الجاسوس عزان إلى أن الدراسة استهدفت المحافظات اليمنية كلها، وكانت على أساس أنها تعمل استبيانات وأسئلة متعلقة بالعادات الغذائية للمرأة والطفل بما يخدم هدف المشروع والبرنامج، ولكن الدراسة توسعت، بينما الجانب الخفي والمخابراتي في الموضوع أن الدراسة كانت أوسع من ذلك بكثير، وجمعت معلومات واسعة وشاملة سياسية واقتصادية واجتماعية وغيرها.

وأضاف” على سبيل المثال عندما ما كان هناك أسرة مبحوثة يتم الوصول لها وعمل البحث والاستبيان عندها، وكانت الدراسة تطرح أسئلة حول كم عدد سكان الأسرة وكم عدد الرجال بالمقارنة إلى عدد النساء، هل هناك نساء عانسات أو متزوجات، ومستوى دخل الأسر والمستوى التعليمي لأفرادها وكم عدد الشباب الموجودين وما هي الأنشطة التي يعملون فيها والأعمال والحرف التي يمارسونها”.

ولفت الجاسوس عزان، إلى أن الدراسة كانت تستهدف المنطقة نفسها أيضا من خلال جمع معلومات حول النشاط التجاري لأبناء المنطقة، وكم عدد الأطفال مقارنة بعدد كبار السن، والأنشطة والمنتجات الزراعية لأبناء المنطقة وغيرها من التفاصيل الكثيرة.

وأكد أن لابس كشركة استخباراتية كانت تقوم بإرسال هذه المعلومات بدرجة أساسية للمخابرات الأمريكية، وكانت تستفيد منها أيضاً لأي أعمال مخابراتية، وأي أعمال تهدف من خلالها إلى التأثير على الرأي العام وعلى المواطن اليمني وعلى تغيير قناعاته.

فيما أشار الجاسوس عبد المعين عزان، أنه مع بداية العام 2018 بدأ العمل في منظمة دار السلام وهي منظمة محلية، ومن الخطوات الأولى التي قام بها كمدير تنفيذي وقتها للمنظمة هو التواصل مع منظمتين دوليتين كان لهما ارتباطات مع المخابرات المركزية الأمريكية، إحدى المنظمات تسمى المجلس الدبلوماسي لحوار الأديان والثانية منظمة “تانين باوم”.

ولفت إلى أن سيدة تدعى “جاكي تشارلي” طلبت منه في مناسبات مختلفة عمل تحليلين أحدهما عن الوضع في اليمن والنزاعات في اليمن وعن ارتباط مشاكل أزمة أو شحة المياه كما يسموها في اليمن بالنزاعات.

وأشار إلى أن الدراسة الثانية كان لها علاقة بالوضع الذي كان سائد وقتها وحل النزاع الواسع الكبير والصراع والحرب في اليمن وعما إذا كان هناك أي خلفيات طائفية ومدى تأثير الخلفيات الطائفية في النزاع الحاصل في اليمن.. مبينا أنه كتب تحليلات وتقارير عن الموضوعين وأرسلهما لجاكي تشارلي في منظمة تانين باوم.

وذكر الجاسوس عزان أن منظمة “تانين باوم” رتبت للقاء بمسؤولين وسفراء ودبلوماسيين أمريكيين كانوا يعملون في جمعية تدعى لجنة العلاقات الخارجية الأمريكية، لكنها جمعية تضم السفراء الأمريكان ولها تأثير داخل أمريكا، وعلى أساس أن الهدف من هؤلاء الناس أن دار السلام كانت ستحصل على تمويل، ولكن لم يتم أي تمويل من هذه المنظمات وإنما عقدنا اتصالين معهم في مناسبتين مختلفتين.

وقال” كان اهتمامهم بالدرجة الأساسية حول موضوع هل ما زالت دار السلام نشطة ولديها قاعدة بيانات ومقدرة على التواصل مع الأشخاص في قاعدة البيانات التي كانت دار السلام قد أنشأتها من سابق لرجال الدين ورجال القبائل ومشايخ القبائل والأكاديميين والمثقفين المعنيين وعن مقدرتها على الدفع مثلا بعملية السلام”.

ولفت الجاسوس عزان إلى أنه كان هناك وعد أنه بناء على ذلك سيكون هناك مشروع وتعاون، مبينا أنه كان يحضر هذه الاتصالات سفراء أمريكيين سابقين منهم السفير فايرستاين والسفير ستيفن سيش.

 

 

 

استهداف منظمات المجتمع المدني

كشفت اعترافات جديدة لشبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية، عن استهداف منظمات المجتمع المدني في اليمن واستقطابها لتنفيذ الأهداف الاستخبارية الأمريكية.

وبحسب الاعترافات الشبكة التي نشرتها الأجهزة الأمنية اليوم، فقد جهزت الاستخبارات الأمريكية عدداً من البرامج لاختراق منظمات المجتمع المدني المحلية وحرف مسارها بما يخدم الأمريكيين.

وفي هذا السياق أشار الجاسوس عبد المعين عزان، أن برنامج المنظمات في المعهد الديمقراطي كانت تديره موظفة يمنية اسمها بشرى اللسواس، وكان البرنامج ظاهرياً أنه يساعد على إنشاء وتعزيز دور منظمات المجتمع المدني المحلية في الحياة العامة في اليمن وتقوية دورها

وقال “ولكن أيضاً من الناحية المخابراتية والجانب الخفي لعمل البرنامج يكمن في استقطاب عدد كبير من منظمات، أو قيادات منظمات المجتمع المدني، والجمعيات المحلية في اليمن، ومن دون شك أيضاً أن هذه المنظمات لعبت دوراً كبيراً بعد أن تم تفريخها بشكل كبير”.

ولفت إلى أن المعهد لعب دور في تفريخ هذه المنظمات وعدد كبير منها في الساحة اليمنية عملت بقوة للدفع بالأجندة والأهداف الأمريكية في اليمن وترتيب الأولويات، حتى غيرت ترتيب الأولويات التي يحتاجها المواطن اليمني بما يتوافق مع أولويات السفارة الأمريكية.. مبينا أن هذا العدد الكبير من الشخصيات التي تم استقطابها وفروا مصدر للمعلومات أيضاً سواءً للمعهد أو لاحقا للسفارة أو للمخابرات الأمريكية.

وأشار إلى أن هناك قيادات كثيرة وناس تم إبرازهم، ومنظمات عديدة كان لها باع لاحقا، وهذه المنظمات كان للمعهد دور كبير في إنشاءها.

فيما تطرق الجاسوس محمد الوزيزة، إلى مشروع حوكمة منظمات المجتمع المدني والذي كان ممول من منظمة الـ “جي آي زد” وهي منظمة ألمانية، وكان عبارة عن إعداد دليل يتضمن المعايير والإجراءات لحوكمة أو معايير إدارة منظمات المجتمع المدني بحيث تكون ذات معايير موحدة.. لافتا إلى أنهم طلبوا منه عقد ورشة لعشر منظمات اختاروها من محافظات مختلفة.

وأشار إلى أن العاملين في المشروع هم عاصم العشاري، وإلهام البعداني.. مبينا أن الورشة تضمنت تدريب الحاضرين من المنظمات التي تم اختيارها من المحافظات ومن بينها صنعاء على المعايير التي حددت في الدليل الذي كتبه استشاري خارجي من خارج المؤسسة وهو الذي عمل تدريب للورشة.

وقال” كنا نطلب من المنظمات بعد الانتهاء من الورشة اختيار 10 منظمات داخل المحافظات وتدريبهم على نفس الدليل ووصل الأمر إلى ما بعد الورشة، وبعدين ساعدت إلهام في متابعة بعض المنظمات التي كانت تقيم الورش، وكان دوري في بعض المنظمات الموجودة في صنعاء، وكنا نحضر الورشة للعشر المنظمات التي اختاروها وكيف أنهم يشرحوا الدليل الذي هم تدربوا عليه أصلا”.

اختراق وتجنيد منظمات المجتمع:

بدوره تطرق الجاسوس هشام الوزير إلى أهم الأنشطة المخابراتية لاختراق منظمات المجتمع المحلية، حيث أشار إلى أن مشروع الـ RGP من أهم أعماله المخابراتية عملية اختراق منظمات المجتمع المحلي ويشاركه في هذا الدور الـ NDI ومبادرة الشراكة الأوسطية وذلك من خلال تمويلها والدفع بها للعمل على تحقيق الأجندات الخاصة بالـ CIA وكذلك ارتباط شخصياتها بهؤلاء المعنيين في قسم الـ CIA عبر الدبلوماسيين الأمريكيين أنفسهم.

ولفت إلى أنه إذا تم تمويل منظمة مثلا في مأرب لعمل مشروع عن حقوق المرأة يتم لاحقاً الاستفادة من رئيس هذه المنظمة واستدعائه من قبل الـ CIA لتحويله إلى مخبر لتحديد أماكن ما يسمى بتنظيم القاعدة أو تحديد مشايخ يمكن تجنيدهم للعمل مع الأمريكيين.. مبينا أن هذه هي الطريقة التي كان يتم الاستفادة بها من هؤلاء الأشخاص تحت غطاء المشاريع أو المساعدات أو التوظيف أو أي غطاء آخر.

مهام استخباراتية لمبادرة الشراكة الشرق أوسطية:

فيما أوضح الجاسوس عبد القادر السقاف، أن مبادرة الشراكة الشرق أوسطية التي كانت تعنى بالتعامل المباشر مع منظمات المجتمع المدني، كانت تحاول عبر هذه المنظمات أن تكسب الناس والتعامل مع الشباب والشابات وإقامة دورات، وكان لهم مكتب خاص يتعامل مع هذه المنظمات، عن طريق برنامج يدعى شراكة الشرق أوسطية “ميبي” وكان الدور نشر وعي مخالف، والتحرك وسط المجتمع المدني بين الشباب والمرأة، وهذا كان من الأدوار السلبية التي كانت تقوم بها السفارة الأمريكية.

ولفت إلى أن الدور الأمريكي وعمل المنظمات في الظاهر أنه مساعدات، لكن أتضح فيما بعد أنه لا مساعدات من الذي تتكلم عنها مع الحكومة اليمنية في التنمية، ولم يلمس الجميع أي تقدم في هذا المجال، فقط التدهور يستمر.

وفي السياق أقر الجاسوس عبد المعين عزان في اعترافات بأدواره ومهامه الاستخباراتية من خلال مبادرة الشراكة الشرق أوسطية، حيث أشار إلى أنه من خلال عمله كمسؤول إداري لها عمل على الحفاظ على العلاقات بشكل جيد مع الناس الذين قد كان تم استقطابهم من ممثلي منظمات المجتمع المدني والجمعيات المحلية والمؤسسات في المناطق المختلفة في اليمن والذين كان قد تم ربطهم أيضاً بالسفارة الأمريكية واستمرار التواصل معهم بغرض الحصول على المعلومات منهم بحسب ما يطلبه القسم السياسي وتطلبه السفارة.

ولفت إلى أنه قام أيضاً بتجنيد شخصيات وممثلي منظمات جديدة واستقطابهم، للحصول على معلومات منهم بحسب ما يتم الطلب من السفارة الأمريكية.. مبينا أن عملية الاستقطاب كانت تتم بدرجة أساسية للمنظمات والشخصيات الممثلة للمنظمات التي كانت تتلقى منح مالية من المبادرة.

وعن الآلية التي تعمل عليها مبادرة الشراكة شرق أوسطية يقول الجاسوس عزان: “أولاً في البداية تم أخذ المنحة المالية، ويبدأ التواصل معه أو مع الشخص المسؤول عن المنظمة، أو الشخص المسؤول عن المشروع، ويتم التواصل معه بخصوص المشروع لفترة معينة، وتتقوى العلاقة، ويتم استقطابهم بعد اجتياز عدة مراحل، ويتم ترشيحهم للزائر الدولي وغيرها، وللمشاركة في مؤتمرات أو فعاليات كانت يعني مثلاً منظمة شريكة من المنظمات الدولية الميبي تطلب فيها ترشيحات من فاعلين ممثلين منظمات محلية”.

فيما أوضح الجاسوس شايف الهمداني، أن “هناك أشخاص وأفراد في منظمات المجتمع المدني تم بناؤها من مراحل مبكرة جداً شاركوا في برنامج الزائر الدولي شخصيات معروفة فيما يتعلق بالمجتمع المدني وأيضاً تدرجوا في مناصب بالسلم الحكومي حتى وصلوا إلى وزراء في حقوق الإنسان ويستطيعوا أن يجمعوا ويسيطروا على عدد كبير من منظمات المجتمع المدني في الجمهورية كاملة فكان يتم الاستثمار في هذه الشخصيات بين مختلف مكاتب ووكالات السفارة الأمريكية”.

الجاسوس عبد القادر السقاف أشار إلى أن بعض اللقاءات التي كانت تتم في صنعاء من خلال دورات أو ورش أو حتى لقاءات خاصة في المقرات مع قيادات المجتمع المدني ومنظمات حقوقية، كان يتم إرسال البعض إلى دورات أو زيارات برامج، وزيارات استطلاعية إلى أمريكا ويتم هناك أيضا تكثيف اللقاءات والتقارب إلى أن يتم استقطابهم وتجنيدهم في مجالات معينة، لكي يرجعوا ليقوموا بأدوار مطلوب منهم في أوساط المنظمات في المجتمع المدني الذي يعملوا فيها، فتبدأ الصراعات تكثر والنزاعات.

مشروع المساءلة المجتمعية:

بدوره تطرق الجاسوس محمد الوزيزة، إلى مشروع المساءلة المجتمعية الممول من الصندوق الوطني لدعم الديمقراطية.. مبينا أن المشروع كان يتضمن تدريب خمس منظمات مجتمع مدني في خمس محافظات على الدليل الذي تم إعداده، وعلى الأداة التي تم إعدادها وهي إقامة جلسات الاستماع المجتمعية والتي كان يدور فيها أنه كيف تقدر أنت كمنظمة تعقد جلسة استماع مجتمعية.

ووثق تسجيل صوتي للجاسوس الوزيزة، حديثه مع منظمة حول قدرتها على تنفيذ الأنشطة وما هي هذه الأنشطة، وهل هي في إطار المشروع نفسه، وقدرتها على جمع البيانات.

وأشار إلى أنه بعد ذلك يتم تحديد قائمة قصيرة للمنظمات التي ممكن اختيارها والتي لديها الكفاءة وقد اشتغلت في المحافظات أو في جانب المساءلة المجتمعية من سابق، وصولا إلى اختيار خمس منظمات.. لافتا إلى أنه وبعد أن تم اختيار المنظمات تم البدء بالتنسيق لعقد ورشة تدريب على الدليل للمنظمات في محافظة عدن.

وعلى الصعيد ذاته، أظهر تسجيل صوتي للجاسوس رأفت الأكحلي من ورشة لتدريب العناصر على تنفيذ أنشطة المساءلة المجتمعية للجاسوس، حيث يقول “المفهوم الذي احنا اشتغلنا عليه هو محاسبة، ولكن بطريقة ملطفة بطريقة تشاركية وكانت الفكرة أن ينزل الشباب واللجان التي شكلناها للمساءلة المجتمعية، ليلتقوا مع المعنيين مع مدير مكتب التربية في المديرية، ومع مدير الصحة، ويبدأون يشرحون لهم طبيعة العمل مبدئياً”.

وأضاف “قبل أن تعمل أي حاجة ابدأ وضح له الفكرة أنه أنا جئت لأجل نبني ثقة مع بعض، ونشتغل.. كان في تحفظات كثيرة طبعاً في البداية، وهذا متوقع، ولكن شوية شوية لما الآلية الخاصة بالمساءلة اتضحت، ثم بدأ الناس يثقون، وبدأنا نحصل على المعلومة بسهولة، ليس كل المعلومات طبعاً، ولكن في معلومات كثيرة حصلنا عليها”.

 

 

 

 

استهداف المجالس المحلية

 

كشفت اعترافات شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية، عن الأجندة والمشاريع الأمريكية لاستهداف المجالس المحلية في اليمن واستقطاب وتجنيد أعضائها.

وأكدت الاعترافات الجديدة التي نشرتها الأجهزة الأمنية ، أن الأمريكي عمل على اختراق الواقع الشعبي من خلال مشاريع ذات أجندة تجسسية تستهدف المجالس المحلية وأعضاءها وأنشطتها كسلطة لامركزية وذات علاقة مباشرة بالمجتمع.

وفي هذا السياق أوضح الجاسوس هشام الوزير، أن من أهم وأكبر مشاريع الوكالة الأمريكية للتنمية التي كانت مقررة في قطاع الديمقراطية والحكم الرشيد أثناء فترة العدوان، هو مشروع مجتمعات عالمية المنفذ من منظمة “قلوبل كومينيتيز” منظمة مجتمعات عالمية، والذي ينص على العمل مع المجالس المحلية على مستوى المحافظات وكان مقرر له أن يتم في الشمال والجنوب.

ولفت إلى أن الوكالة الأمريكية حاولت التفاوض مع المجلس الأعلى بصنعاء عن طريق منظمة مجتمعات عالمية للحصول على تصريح للمشروع، لكن لم تؤدي المفاوضات إلى نتيجة، حيث كان للمجلس الأعلى اشتراطات رأت الوكالة أنها غير مناسبة وغير قابلة للتنفيذ، وقررت عدم التنفيذ في صنعاء واكتفت بالتركيز على الجنوب فقط وتحديدا على محافظات عدن وجزء من أبين وجزء من لحج وجزء بسيط من محافظة حضرموت في المكلا تحديدا.

المشروع عبارة عن دعم للمجالس المحلية المتواجدة في تلك المناطق من خلال بناء قدراتها ومساعدتها في توفير الخدمات العامة من خلال جانب مالي يقوم المشروع بتوفيره.

وبحسب الجاسوس الوزير ” من الأهداف الخفية لهذا المشروع هو عملية الاستقطاب وتجنيد للشخصيات الاجتماعية المتواجدة في هذه المناطق بحيث ترتبط بالوكالة الأمريكية للتنمية وبالحكومة والسفارة الأمريكية، وضمان إيجاد نفوذ وموطئ قدم للأمريكيين في هذه المديريات بما يخدم مصالح وأجندات الحكومة الأمريكية، وتوفير غطاء مدني لتواجد القوات الأمريكية العسكرية في الجنوب وتحديدا في مدينة عدن والمكلا”.

وقال” الميزانية المقررة لهذا المشروع كانت في حدود خمسة ملايين دولار، والمشرف على عليه مباشرة هو مسؤول الديمقراطية والحكم الرشيد، وكانت “سيبل زيقلر” ولاحقا “سوفيا كسادا” وأنا كنت أنوب عنها في حالة غيابها”.

بدوره أوضح الجاسوس عامر الأغبري أن مشروع تحسين المجتمعات المحلية الممول من الوكالة الأمريكية وبعض المنظمات الدولية عبر البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة كان من ضمن شروط الدعم في هذا المشروع الذي استهدف أربع محافظات هو إدخال الفساد الأخلاقي في المكونات الصغيرة في بعض المشاريع.

وأضاف” عملنا في محافظات المحويت والحديدة وعدن وحضرموت، وبالنسبة للمحويت عملنا على إنشاء مراكز لتعليم الشباب والشابات الطباعة على الكمبيوتر، وكان من ضمن الشروط أن تكون هذه المراكز مختلطة بهدف انتشار الفساد الأخلاقي في هذه المراكز، وهذا كان من الشروط التي تم طرحها من قبل المخابرات الأمريكية لتمويل مشروع تنمية المجتمعات المحلية”.

وأشار إلى أن مشروع الحديدة المتمثل في معمل للرجال لإنتاج المعاوز، كان الشرط الأساسي للتمويل إدخال العنصر النسائي للعمل لزيادة دخل المرأة لكن الهدف هو نشر الفساد الأخلاقي وهذه كانت أهداف استراتيجية للاستخبارات الأمريكية.

فيما أشار الجاسوس هشام الوزير، إلى أن دعم المشاريع الخاصة بالديمقراطية والحكم الرشيد يتم بحيث تعمل في هذا الاتجاه، إشراك عناصر تكون قريبة من المنظمات الدولية والغربية والأمريكية في عمل المجلس المحلية وذلك من خلال اقتراحهم كمراقبين عن مجتمعاتهم أو كأشخاص يأتوا لمناصرة قضايا المجتمع، وعادةً ما يكون هؤلاء من فئات الشباب والبنات ومنظمات المجتمع المحلي والقيادات الدينية والمشايخ من العناصر الاجتماعية الفاعلة.

ولفت إلى أن القضايا التي تركز عليها هذه المشاريع هي المناصرة لقضايا مجتمعية محددة كثل قضايا تزويج الفتيات الصغيرات، والمساءلة المجتمعية وغيرها.

وقال” حتى في الجانب الإنساني يتم استخدام هذه الجزئية فمثلاً تأتي منظمات لتقوم بتوزيع قمح أو أي مساعدات إنسانية أو إعادة تأهيل شبكات المياه وتقوم بالارتباط بالمجلس المحلي مباشرة وتشكل لجان على هذا الأساس بنفس الطريقة، وهذا العمل منظم ودقيق ومدروس تقوم به الوكالة الأمريكية للتنمية والخارجية الأمريكية وكذا الوكالة الألمانية للتنمية ويقوم به البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة وتقوم به منظمة اليونيسف وبرنامج الغذاء العالمي.

وأشار الجاسوس الوزير إلى أن المناطق الواقعة تحت سلطة صنعاء صعب القيام بهذا الدور من ناحية الدعوة إلى اجتماعات عامة تنظم في المجلس المحلي أو في المديريات، فيتم استخدام شبكات الانترنت ومجموعات الواتس آب بشكل مكثف.

فيما أكد الجاسوس شايف الهمداني، أن الهدف الرئيسي للوكالة الأمريكية للتنمية في اليمن هو الوصول إلى قواعد المجتمع على مستوى المواطن والدولة بشكل عام، من خلال جمع البيانات عن آرائهم والتأثير على حياة الفرد والمجتمع، وجمع المعلومات التي لا تستطيع الأقمار الاصطناعية جمعها وبالتالي السيطرة على سلوك ورأي المواطن.

وقال” تتركز اهتماماتنا في الوكالة الأمريكية على جمع البيانات والمعلومات التي تتمكن من خلالها الحكومة الأمريكية من تطويع البلد، كما أن من الأهداف تحسين نظرة الشعب اليمني تجاه أمريكا، من خلال التركيز على وضع شعار الوكالة مساعدات من الشعب الأمريكي للشعب اليمني في جميع المشاريع التي تقوم بتنفيذها، حيث كانت الوكالة تركز بشكل كبير على المناطق التي ترفض شعار الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية”.

 

الاعترافات كاملة 

 

 

قد يعجبك ايضا