السيد القائد: العدوان الإسرائيلي على اليمن لن يعيد له الردع وعلى “الإسرائيليين” أن يخافوا ويقلقوا أكثر من أي وقت مضى
موقع أنصار الله – صنعاء – 15 محرم 1446هـ
ألقى السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، اليوم الأحد، كلمة بشأن العدوان الإسرائيلي على اليمن ، أوضح فيها أن العدو الإسرائيلي شن عدوانا مباشرا على خزانات شركة النفط وخزانات مؤسسة الكهرباء في الحديدة، موضحا أن اختيار العدو لهذه الأهداف يأتي في سياق الاستهداف للاقتصاد اليمني بهدف الإضرار بشعبنا العزيز ومعيشته، كما فعل الأمريكي قبله يشن الحرب اقتصادية والعسكرية على شعبنا العزيز وحرك أيضا أدواته وعملاءه لزيادة مستوى الحصار.
وأضاف أن العدو الإسرائيلي استهداف المازوت والديزل الذي يجلبه التجار لبيعه للمواطنين هو من أجل الاستعراض مع مشاهد النيران المشتعلة فالعدو الإسرائيلي يريد أن يصور لجمهوره الغاضب والخائف من مشاهد النيران أنه حقق إنجازا كبيرا ووجه ضربة موجعة لليم.
ولفت السيد إلى أن استراتيجية العدو الإسرائيلي من بعد عملية طوفان الأقصى أن يلقي بكل ثقله وإمكاناته العسكرية ضد الشعب الفلسطيني ومجاهديه في غزة وتكفل الأمريكي بمواجهة أي مخاطر تهدد العدو أو تحرك جبهات لإسناد الشعب الفلسطيني من أي بلد عربي ومسلم، كما اتجه الأمريكي بإمكاناته الضخمة لحماية كيان العدو وجلب حاملة الطائرات والبوارج الحربية لتمكينه من التفرد بغزة، مؤكدا أن أول ما أثر على الاستراتيجية الصهيونية هو جبهة الإسناد في لبنان التي ضغط فيها حزب الله بشكل مستمر فجبهة حزب الله ساخنة ومؤثرة، في استهداف المواقع والقواعد والمغتصبات الصهيونية وساهمت في التخفيف عن الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن جبهة الإسناد في يمن الإيمان والحكمة في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس فاعلة ومؤثرة على العدو الإسرائيلي و عندما بدأت عملياتنا البحرية لمنع الحركة الملاحية للعدو كانت فاعلة ومؤثرة وقوية منذ السيطرة على سفينة إسرائيلية و توالت العمليات اليمنية الفاعلة على العدو بشكل واضح وكبدته خسائر كبيرة وصولا إلى إعلانه الرسمي إفلاس ميناء أم الرشراش.
وأوضح أن عمليات الإسناد من اليمن، ثم المسار المشترك مع المقاومة العراقية مثلت إسنادا مهما للشعب الفلسطيني ومؤثرا في المعركة.
التصعيد وتدشين المرحلة الخامسة
وأكد أن العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن منذ أول يوم له لم يتمكن من إيقاف عمليات بلدنا ولا الحد منها ولا إضعافها وقد اعترف العدو بتطوير قدراتنا وبالتكتيكات والتقنيات والوسائل الجديدة التي أثرت بشكل كبير وعجز العدو عن إيقافها
وأوضح أنه و مع استمرار الإبادة الجماعية في غزة والتجويع بالحصار فقد اتجه بلدنا إلى التصعيد، وتوسيع نطاق العمليات إلى المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط ومسارنا العملياتي منذ بدايته كان يتجه إلى مراحل في كل مرحلة، إضافة نطاق عملياتي جديد وأسلحة طُورت لأداء المهام القتالية، لافتا إلى أن العدو الإسرائيلي مع الوصول إلى الشهر العاشر، يحتاج إلى المزيد من الضغط والردع من أجل إجباره على إيقاف عدوانه.
وقال السيد: “اتجهنا في المرحلة الخامسة من خلال عملية يافا المباركة إلى استخدام سلاح جديد و طائرة “يافا” هي مسيرة متطورة ذات قدرة واضحة على المستوى التكتيكي والتقني، وذات مدى بعيد وقوة تدميرية جيدة تفوق أي طائرة أخرى، وأضاف: “الله سبحانه وتعالى من علينا بالتسديد، والعملية نجحت ووصلت الطائرة إلى مدينة يافا ما يسميها العدو “تل أبيب” وتركنا للأخوة في المقاومة الفلسطينية اختيار الاسم للطائرة التي استهدفت عمق العدو الإداري وأطلقوا عليها “يافا”.
معادلة جديدة
وأكد السيد أن وصول الطائرة “يافا” إلى مركز إداري أساسي لكيان العدو كان مزعجا له ويعتبر معادلة جديدة ومرحلة جديدة، وأضاف: “نعلن أن استهداف يافا بداية للمرحلة الخامسة من التصعيد ونعتبرها معادلة جديدة ستستمر وتتثبت بإذن الله وتأييده”.
وأوضح أن الاختراق كان مؤثرا على العدو الإسرائيلي ووصل الخطر والقلق والتهديد إلى عمق الكيان، لافتا إلى أن التهديد لم يكن متوقعا ولا مألوفا في الواقع الإسرائيلي من خارج فلسطين، موضحا أن مقاومة غزة وجهت الكثير من الرشقات الصاروخية إلى يافا لكن من خارج فلسطين فعملية اليمن سابقة لمثل هذه العمليات.
وأكد أن عملية يافا شكلت ضربة معنوية كبيرة للعدو، وحالة الهلع والقلق عمّت أوساط كيان العدو في المدينة والحي المستهدف والقنصلية الأمريكية، مضيفا أن حجم الضربة وتأثيرها وصداها كان واضحا ويفوق أي محاولات للتقليل من أهميتها وشأنها.
وشدد السيد على أن طائرة ” يافا ” هي تصنيع يمني وأطلقتها قوة يمنية، وليست كما يسميها البعض بأنها صنعت في بلدان أخرى، أو أُطلقت من بلدان أخرى، لافتا إلى أن البعض لا يطيق الاعتراف بدور اليمن وفاعليته، وقدرة الشعب اليمني وتأثير جيشه وقواته المسلحة لأسباب مرضية، وأضاف: “الحقائق تفرض نفسها، ويؤمن بها كل الناس الطبيعيين الذين هم سالمون من الأمراض النفسية والاختلال العقلي الذي يفقد الكثير رشدهم ويتحولون إلى حمقى وشبه مجانين”.
الكيان الصهيوني يفقد أمنه
وأوضح السيد أن المركز الأساس الذي يعتمد عليه العدو بمستوى عاصمة تحول إلى منطقة خوف وقلق، والأمن مفقود حتى في “تل أبيب” و وصل الخطر والتهديد سيستمر بإذن الله في “تل أبيب” والمعادلة الجديدة تدل بكل وضوح على فشل تام لكل حماة العدو الإسرائيلي وعملائه، مؤكدا أن الأمريكي والبريطاني وحلفاء الأمريكي من الأوروبيين وعملائهم العرب فشلوا في منع وصول التهديد إلى كيان العدو.
ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي وجد نفسه في مأزق حقيقي ومشكلة خطيرة، وأمام معادلة جديدة ذات تأثير كبير عليه، مؤكدا أن استمرار العدوان على غزة وإبادته الجماعية للشعب الفلسطيني ترتد عليه بمخاطر إضافية ومشاكل غير مسبوقة.
تآكل الردع الصهيوني
وقال السيد: “العدوان على اليمن ليس من واقع مريح للعدو الإسرائيلي ما اضطره لتجاوز استراتيجية التفرد بغزة ومقاومتها، وضمان الحماية من الأمريكي والعملاء”.
وأكد السيد أن قوة الردع الصهيونية تآكلت وفشلت كل التشكيلات التي كان الأمريكي يحيط الكيان بها لحمايته ، مؤكدا أن العدوان على اليمن لن يفيد العدو شيئا أو يوفر له الردع ولن يمنعنا من الاستمرار في المرحلة الخامسة من التصعيد لمساندة غزة و لو كانت الغارات والاعتداءات واستهداف المنشآت المدنية في بلدنا تؤثر على شعبنا العزيز لكانت أثرت عليه غارات عملاء أمريكا على مدى 8 سنوات مستمرة فالغارات على بلدنا نُفذت بقنابل أمريكية كما هو الحال في فلسطين لاستهداف منشآت مدنية ومدنيين، مؤكدا أن استهداف بلدنا من السعودي بإشراف أمريكي وإسهام أمريكي لم يتوقف، وشعبنا لم يغير خياره ولا قراره ولا تمسكه بالقضية الفلسطينية.
وجدد التأكيد على أن شعبنا العزيز لن يتأثر أبدا، ولن يتراجع عن موقفه وقراره وخياره وقد رفع راية الجهاد لمناصرة الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن العدو الإسرائيلي لن يمتلك الردع، ولن يستعيده تجاه عمليات الإسناد من جانب بلدنا والنتائج ستكون المزيد من التصعيد والاستهداف، مضيفا أن تطوير الإمكانات والقدرات والتكيف مع مستوى التحدي سيستمر مثلما كان الحال مع بدء العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن.
وأكد أن قدرات قواتنا المسلحة تطورت أكثر فأكثر وعملياتنا تزداد قوة وفاعلية والنتيجة كانت تورط الأمريكي والبريطاني دون تحقيق هدفهما المعلن، مضيفا أن العدوان الإسرائيلي على بلدنا سيساهم في تصعيد عملياتنا ضده أكبر وفي تطوير قدراتنا كذلك والعدو سيخسر ويجر على نفسه المزيد من المخاطر.
وقال السيد: “على الإسرائيليين المغتصبين لفلسطين أن يخافوا ويقلقوا أكثر من أي وقت مضى وأن يدركوا أن قادتهم الحمقى يجرون عليهم المخاطر أكثر وأكثر”.
مستبشرون بالمواجهة المباشرة مع العدو الإسرائيلي
وأكد السيد أننا سعداء جدا بالمعركة المباشرة بيننا وبين العدو الإسرائيلي وكذلك الأمريكي لأن سياستهما كانت مقاتلتنا عبر العملاء، فالأمريكي والإسرائيلي كانوا يقومون بدور الإشراف والتوجيه وتقديم العمليات وجني المال والأرباح مقابل مواقفهم العدوانية والإجرامية، فأن تكون المعركة مباشرة مع الأمريكي والإسرائيلي هو فشل كبير جدا للعملاء ويتضح في بياناتهم مدى حمقهم وغضبهم.
فضيحة للمنافقين
ولفت السيد إلى أن البعض عبر في بياناته عن إصراره على الاستمرار في القتال ضد الشعب اليمني ليظهر مدى المرارة والشعور بالفشل، مؤكدا أن العملاء مفضوحين في هذه المرحلة أكثر من أي وقت مضى بمواقف الانحياز للإسرائيلي والتعبير عن العداء الشديد لشعبنا، مؤكدا أن من أهم فوائد الأحداث ونتائجها هي التجليات التي تفرز وتكشف الناس على حقيقتهم.
وأشار إلى أن دخول العدو الإسرائيلي في العدوان المباشر على بلدنا يعتبر فرصة لمعرفة من هو المنافق، الذي يحقد على شعبنا ويظهر نفسه متجندا لخدمة الإسرائيلي، لافتا إلى أن البعض أدان العدوان بطريقة مؤدبة وأعقبها تعبير عن عداء شديد بنفس المنطق الإسرائيلي في توصيف الموقف اليمني.
وجدد التأكيد على أن موقفنا كشعب يمني واضح ونحن نخوض معركة مقدسة وليست عبثية ومن يشكك في موقفنا فليقف بمثل ذلك أو بأكثر، موضحا أن ترديد منطق العدو الإسرائيلي في توصيف موقف شعبنا العزيز يكشف مدى العمالة والخيانة والتبعية لهذا العدو، مؤكدا أن الحديث عن أي موقف مساند للشعب الفلسطيني بأنه من أجل إيران هو منطق الإسرائيلي، ومن يقول ذلك فهو عميل للإسرائيلي ويسيء للشعب الفلسطيني.
وقال السيد: “شعبنا في الموقف المشرف والحق الذي يرفع الرؤوس شامخة علية ويبيض الوجوه في الدنيا والآخرة”، موضحا أن قضية الشعب الفلسطيني واقعية وصداها ملأ كل أرجاء الأرض ولا يمكن لأحد تحول إلى ببغاء للعدو أن يغطي على هذه الحقيقة.
وأضاف: “نحن سعداء بأن المعركة اليوم مباشرة بيننا وبين العدو وسعداء منذ بداية الإسناد بالمواجهة المباشرة ضد الأمريكي والبريطاني”.
العدو الإسرائيلي في ورطة
وأوضح السيد أن العدو الإسرائيلي تورط، ولم يتمكن من البقاء على استراتيجية الانفراد بالشعب الفلسطيني ومجاهديه وانشغل المعركة هنا وهناك.
وكشف السيد أن التعاون بيننا وبين بقية جبهات الإسناد وثيق وقوي وهناك تنسيق يتطور أكثر فأكثر، وله ثمرته وأهميته في إفشال العدو الضغط عليه وهذا المحور هو محور الأقصى والقدس، ويتمحور حول مظلومية الشعب الفلسطيني والمقدسات، مضيفا أن جبهة محور الأقصى هي لنصرة الشعب الفلسطيني ومساندته وهو الموقف الصحيح الذي ينبغي أن تكون عليه كل الأمة.
وأشار إلى أن الأمريكي والإسرائيلي يحاولان صرف العرب والمسلمين عن الاهتمام بالقضية الفلسطينية وإغراق الجميع في مشاكل وصراعات أخرى، ولكن بفضل الله ورغم كل المؤامرات أصبح هناك جبهة حاضرة وقوية لمناصرة الشعب الفلسطيني بالقتال والمال والإعلام وبكل شيء والتنسيق مع محور الجهاد مفيد في خدمة القضية الفلسطينية، وفي تعزيز الموقف العام ضد العدو الإسرائيلي.
وتوجه السيد بالشكر والتقدير للمواقف المشرفة التي صدرت من عدة جهات رسمية وشعبية في العالم العربي والإسلامي، موضحا أن موقف مفتي سلطنة عمان حفظه الله، المتضامن مع اليمن مميز، ويمثل نموذجا يمكن للآخرين الاستفادة منه لا سيما في أوساط العلماء، مؤكدا أن الموقف الصحيح والطبيعي لكل أبناء الأمة في إدانة العدوان الإسرائيلي والوقوف الصادق مع غزة ومساندة أي موقف مساند لها، موضحا أن أي موقف مساند لغزة هو موقف مشرف ينبغي أن يحظى بالتقدير والمساندة لأنه يستهدف أعداء هذه الأمة.
وقال السيد: “موقف الشعوب العربية والإسلامية واضح في تعاطفه مع الشعب اليمني والفلسطيني وهو الشيء الصحيح وكان واضحا في مواقع التواصل الاجتماعي مستوى التعاطف والتضامن الشعبي مع شعبنا تجاه العدوان الإسرائيلي.
موقف شعبنا المتميز
وأكد أن شعبنا اليمني هو سعيد بأنه في مواجهة مباشرة ضد العدو الإسرائيلي وهو شعب ثابت وشجاع، وأضاف : “أنا أشعر وأعرف هذا الشعب العزيز، هو شعبي أنا أعرفه جيدا، هو سعيد بأنه في مواجهة مباشرة ضد العدو الإسرائيلي وهو شعب ثابت وشجاع”.
وأكد السيد أننا في هذه المعركة أقوى من أي مرحلة مضت والقدرات تتطور باستمرار لمواجهة التحديات بأي مستوى كانت والعدو الإسرائيلي هو الفاشل والخاسر ولن يستعيد الردع أبدا وعملياتنا مستمرة بما يرضي الله وشعبنا ويدخل الفرح إلى قلوب الشعب الفلسطيني المظلوم.
وأضاف: ” نؤكد على الاطمئنان، ولا قلق نهائيا نحن نخوض المعركة معتمدين على الله وثقتنا به” مؤكدا أن شعبنا المجاهد ليست هذه الأحداث جديدة عليه ولا غريبة، ومن المراحل الماضية اكتسب القدرة والخبرة واعتاد على الظروف الصعبة و المعاناة إن شاء الله لن تكون بأكثر مما قد كانت والشعب اليمني متمرس وواثق بالله ومعتمد على الله.
قدراتنا أكبر من أي وقت مضى
وأكد السيد أن القدرات في هذه المرحلة أكثر من أي وقت مضى، وأفقها واسع نحو ما هو أكثر نكاية وتأثيرا بالعدو، وأكثر نجاحا في تجاوز تقنياته وإمكاناته في الاعتراض والتشويش، وأضاف: “نؤكد على أبناء أمتنا أن يدركوا أن هذه المرحلة مهمة جدا والمواجهة ساخنة مع العدو الإسرائيلي، لافتا إلى أن مجاهدي غزة من قلب المعركة قدموا نموذجا رائعا وعظيما في الثبات والاستبسال.
وأكد أن هذه المرحلة مهمة وفيها بشائر كبيرة للنصر والفتح الموعود ومؤشرات واضحة على أن العدو الإسرائيلي يتجه نحو الانهيار، كما اتجه العدو نحو الزوال، بدلا من أن يكون مساره متصاعدا إلى أن يكون أكثر قوة وأكثر استقرارا، مضيفا أن العدو يتجه في مسار عكسي نحو الانهيار والتراجع ونحو تآكل الردع وحالة الهجرة المعاكسة.
وأكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن التأثيرات الكبيرة لهذه المعركة على العدو من الداخل حالة واضحة يعترف بها قادته ويعترف بها خبراؤه بما يعبرون عنه بـ “التهديد الوجودي”.