“يافا” اليمن.. هُنا فلسطين!
موقع أنصار الله ||مقالات ||سند الصيادي
بعد خطاب القائد، عصر الأحد، وعملية الجمعة، وجريمة السبت، يبدو أن الكيان قد اختار الانسياق إلى مزالق خصم عنيد عازم أن يجرجره إلى المهلكة، وعلى طريقها سيذيقه الويل وَيهشم ما تبقى لديه من الصورة النمطية للهيبة والردع والتفوق، ليس بعملية واحدة وإنما بحزمة عمليات تراتبية متكرّرة ومتصاعدة وصادمة.
لم ينجر الكيان إلى هذا المنزلق ترفاً، إنما مجبراً يجر شعور الخيبة، بعد هزيمة الأدوات أمام الخيارات اليمنية وَفشل الحماية الأمريكية رغم استماتتها وحشد بوارجها وأساطيلها وحاملات طائراتها، إلَّا أنها لم تسمن ولم تُغْنِ، ولم تطعمه من جوع أَو تؤمنه من خوف.
كما أن التصعيد اليمني لم يكن ترفاً، فعلى أعتاب الشهر العاشر، وَمع استمرار العدوّ الإسرائيلي في العدوان على غزة، والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة، والتجويع بالحصار الشديد، ومنع دخول الغذاء والدواء إلى قطاع غزة، واستمرار المواقف المخزية والمهينة لأنظمة العار العربي التي تزداد تكشفاً في حجم خِذلانها وتواطؤها وَانعدامًا لقوميتها ودينها وَإنسانيتها، تزداد التزامات اليمن وأحرار الأُمَّــة، الالتزامات المنطلقة من النزعة الدينية والقومية والإنسانية الدافعة إلى الإقدام على المزيد من الضغط والردع لإجبار الكيان على إيقاف عدوانه.
كانت العملية اليمانية رمزية بامتيَاز، إلى جانب كونها حدثاً احتل خارطة الاهتمام الإعلامي والسياسي الدولي، في هدفها وفي أداتها وَفي ارتداداتها، وفي حصيلة الخوف والقلق الذي حصدته، وهي تستهدف المركز الأَسَاسي الذي يعتمد عليه العدوّ وعاصمته المزعومة المسجورة بالقباب والمقاليع والدروع، والصدى الذي أحدثه وصولها وانفجارها، وسحب الدخان الذي تصاعدت وقرأ المستوطنون عنوانها العريض، الأمن والأمان بات مفقوداً.
مثلت “يافا” الفتية اليمنية كليًّا نكسة في المعنويات الإسرائيلية، باسمها الذي تركت اليمن لرفاق الجهاد فخر توثيقه في السجل العسكري، وبشظاياها التي أعادت اسم “يافا” العربية الفلسطينية على واجهة النشرات، بمثابة ولادة لمرحلة جديدة من التحالفات القوية، كما كانت تدشيناً لخامسة التصعيد، ملامح بداياتها ومؤشراتها تبدو قاسية وتنذر عما بعدها، والعلاقة طردية بين توسع نطاق العمليات اليمنية، وارتفاع وتيرتها تدميرياً ودقةً وَطولاً في المسافات.
أما عن الداخل اليمني، فسعادة غامرة عامرة بالآمال والتطلعات غير المرتابة وغير القلقة، فقد وفقنا الله أخيرًا ونلنا ما تمنينا، أن نواجه العدوّ مباشرة، بعد سنوات طويلة من الصراع مع خدامه، وخدام خدامه.