الرد اليمني المرتقب.. يشعل الإعلام العبري ويؤرق الصهاينة
موقع أنصار الله الرسمي- محمد المطري
“الرد اليمني على العدوان الصهيوني في الحديدة آت لا محالة” بهذه الجملة القصيرة توعد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله الكيان الصهيوني المؤقت.
وبالجملة ذاتها تسود حالة من الرعب والقلق الشديد كافة الأوساط السياسية والأمنية والعسكرية والمجتمعية داخل كيان الإحتلال الإسرائيلي إزاء الرد اليمني المرتقب.
منذ استهداف” تل أبيب” تخصص وسائل الإعلام العبرية بمختلف أنواعها مساحات كبيرة من تغطيتها الإخبارية لتدارس الرد اليمني المرتقب وأثره على الكيان.
ويصف محللون سياسيون وعسكريون وأمنيون وخبراء صهاينة، اليمن بالعدو العنيد والخطير للغاية، مؤكدين أن امتلاك اليمن لأحدث الأسلحة تؤهله لشن هجوم متواصل على إسرائيل”مؤكدين أن اليمن يسعى لأحكام الخناق على الكيان الصهيوني وإغراقه تماماً، و أن “إسرائيل” لا تقوى على مواجهة اليمن والتصدي لضرباته الموجعة.
تحليلات وتساؤلات ورؤى عديدة تؤرق الصهاينة وترعبهم وتخفيهم عن قادم الأيام التي يصفونها بالنكبة والمشؤومة والغير مسبوقة في تاريخ الكيان المؤقت.
وفي تقرير صحفي ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أن من الممكن أن يرد أنصار الله بإطلاق النار من اليمن باتجاه أهداف حساسة ويشمل ذلك أهدافا في” تل أبيب” يافا المحتلة وحيفا و”إيلات”.
وأفاد التقرير أنه يمكن شن هجمات باستخدام أسلحة جديدة وبأن هناك احتمال أخر وفق التقديرات الأمنية للرد اليمني وهو هجوم مشترك مع المقاومة الاسلامية في العراق ضد حقول الغاز ومحطات الكهرباء داخل الكيان المحتل.
أزمة وجودية في الكيان
وعن احتمالات المرحلة القادمة يؤكد المختص في الشأن الإسرائيلي محمد زحايكي نشوء أزمة قريبة تسهم في تفاقم الوضع الإسرائيلي وتزيد من تدهوره.
ويشير إلى أن الأزمة القادمة ستؤدي إلى تفريغ الكيان الإسرائيلي من عناصره ومن جمهوره وصولاً إلى أزمة حقيقية يواجهها منذ قيامه حتى الآن”.
بدوره نشر معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي أن “الحوثيين” مجهزون في الواقع بصواريخ بالستية متوسطة وبعيدة المدى وصواريخ كروز وصواريخ بحر بحر وطائرات مسيّرة هجومية وانتحارية وأسطول من الطائرات بدون طيار.
أما وكالة “بلومبرغ” الأمريكية فنقلت عن وزير الخارجية في حكومة الكيان الإسرائيلي “يسرائيل كاتس” قوله ” إن اليمنيين سيستمرون في الهجمات، وهم يعملون مع حزب الله وكذلك الجماعات في العراق “.مضيفاً ” نفضل أن يتولى التحالف بقيادة الولايات المتحدة الحرب ضد اليمن.
واعتبرت وكالة “بلومبرغ” أن ” قدرات إسرائيل محدودة بسبب المسافة التي تفصلها عن اليمن ، بينما اليمنيون تحدوا الهجمات في حربهم مع السعودية وصمدوا بوجه الضربات الأمريكية البريطانية “.
اليمن أكثر جرأة في ضرب إسرائيل
” اليمنيون لا يخشون إسرائيل وهم مصممون على مواصلة هجماتهم “. بهذه العبارات يستهل موقع “والا” العبري حديثه عن تداعيات الرد اليمني.
ويؤكد موقع أن إسرائيل تواجه تحديًا كبيرًا في مواجهة اليمنيين وهم أكثر جرأة وقدرة على تنفيذ هجمات ضد إسرائيل”.
وفي تقرير أخر لذات الموقع يكشف “والا” عن مخاوف صهيونية كبرى إزاء الرد اليمني الكبير والواسع على مدينة “أم الرشراش” التي يطلق عليها العدو الصهيوني تسمية “إيلات”.
وبحسب الصهاينة فأن مدينة “إيلات” المغتصبة لم تكن ساحة حرب في الماضي، عندما كانت تندلع مواجهات بين الصهاينة وفصائل المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة، أو حتى في الحرب مع حزب الله اللبناني، الأمر الذي جعل الصهاينة آنذاك يفضلون النزوح إليها مع بداية أي مواجهة.
لكن الأمر تغير الآن، فمدينة “أم الرشراش” تعاني الآن من ضربات موجعة، تأتي من اليمن، وعمليات يتبناها الجيش اليمني، وهو ما لم يكن في حسبان الكيان المؤقت والمستوطنين على الإطلاق.
ويشير موقع “والا” العبري إلى أن أهم معضلة تواجه سكان مغتصبة “إيلات” هي الرعاية الطبية، إذ أن الكيان المؤقت ركز على تكثيف الرعاية الطبية في المناطق التي تشهد مواجهات ساخنة سواء في غزة أو في المناطق الشمالية مع حزب الله، مؤكدا أن “إيلات التي استقبلت عشرات آلاف من النازحين الإسرائيليين لن تصمد أمام التحدي الطبي في لحظة الحقيقة وهي تقديم المساعدة إلى جميع المُصابين”.
ويلفت الموقع إلى أن الجيش الصهيوني يعاني من نقص في القوة البشرية وفي الموارد، وهي جزء من الاستعدادات للسيناريو المتطرف، طبقًا لأقوالها.
ويذكر الموقع أن السيناريو الآخر الذي يستعد له الكيان المؤقت هي الحرب الشاملة مع لبنان، والمقاومة الإسلامية هناك ممثلة بحزب الله.
ويرى “والا” أن الحرب قد تدفع مئات الآلاف من الصهاينة للهجرة إلى الجنوب، ولا سيما “إيلات”، وهو ما سيشكل أعباء جديدة على المدينة.
ترقب للرد
وفي السياق ذاته تقول القناة العبرية الرابعة عشرة “إنه وبعد أسبوع من الهجوم على ميناء الحديدة، تستعد المؤسسة الأمنية لرد كبير وسريع”.
وتشير إلى أن المؤسسة الدفاعية والأمنية في كيان العدو تترقب “هجوماً كبيراً في المستقبل القريب” من قبل القوات المسلحة اليمنية.
وتلفت القناة إلى أن “إسرائيل في حوار مستمر مع حلفائها في المنطقة من أجل إحباط الهجوم المحتمل”.
اليمن ستغرق “إسرائيل”
وتداول القلق الصهيوني المتصاعد إزاء الرد اليمني المرتقب لم يقتصر على أبرز وسائل الإعلام العبرية كالقناة 14 وصحيفة يديعوت أحرونوت وإنما العديد من قنوات وصحف ومواقع العبرية تداولت في تقارير تحليلية تداعيات المرحلة المقبلة من المواجهة الحتمية مع اليمن وهو ما تؤكده صحيفة “ماكورريشون” العبرية بالقول ” القوات المسلحة اليمنية ستسعى في المرحلة المقبلة إلى إطباق ما وصفته بحلقة النار على كيان الاحتلال وإغراقه من خلال مسارات التنسيق مع محور المقاومة وتصعيد الحصار البحري.
ونشرت الصحيفة العبرية، تقريراً حاولت فيه تحديد ملامح المرحلة الخامسة من التصعيد متسائلة: “ماذا يخطط لنا الحوثيون بعد طائرة يافا التي هبطت في قلب تل أبيب الأسبوع الماضي، وما الذي يمكن فعله ضدهم حتى دون الذهاب إلى شواطئ اليمن؟ “.
وتابعت “لقد أعلنوا هذا الأسبوع أنه في أعقاب هجوم الجيش الإسرائيلي على ميناء الحديدة، دخل الصراع مرحلته الخامسة، ما هي هذه المرحلة؟ وكيف سيكون شكل المرحلتين السادسة والسابعة؟” معتبرة أنه “ليس هناك فائدة كبيرة في محاولة فك رموز ما وراء هذه الكلمات البليغة، ومن الأفضل التركيز على الاتجاهات الواضحة جداً في الميدان”.
واعتبرت الصحيفة التنسيق والارتباط والتعاون مع محور المقاومة بغرض “تعزيز القدرات وتنفيذ ما يعرف بحلقة النار حول إسرائيل، الاتجاه الرئيسي الأول في التصعيد اليمني ضد الكيان الصهيوني.
أما الاتجاه الثاني، فترى الصحيفة إنه يتمثل في “توسيع الحصار البحري من منطقة البحر الأحمر إلى البحر الأبيض المتوسط وتغطية كامل المنطقة بالنيران والصواريخ”.
وأضافت أنه “من خلال الربط بين هذين الاتجاهين، يهدف الحوثيون إلى خنق إسرائيل بحلقة من النار وإغراقها”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “اتجاه التنسيق كان واضحا في الميدان لعدة أسابيع” مذكرة بإعلان قائد الثورة السيد عبد الملك في خطاب سابق عن مسار العمليات المشتركة مع المقاومة الإسلامية في العراق، وقالت إن الرغبة في هذا التنسيق “تأتي من الجانبين”.
ضرب “تل أبيب” شبيها بالسحر
وفي تقرير بعنوان تأثيرات العملية النوعية للقوات المسلحة اليمنية التي استهدفت “تل أبيب” بطائرة يافا المسيرة،توضح صحيفة “كالكاليست” العبرية أن قوات العدو بمختلف تشكيلاتها كثفت جهودها وخاصة بالقرب من منصات الغاز الطبيعي وذلك بعد فشل منظومة الدفاع الجوي في اعتراض الطائرة المسيّرة من اليمن على “تل أبيب”، وتهديد “الحوثيون” بالرد على ضرب الحديدة.
وتؤكد أن هجوم صنعاء على “تل أبيب” يشبه خطوات “السحر” في تجاوزه لأنظمة الرصد والدفاع الأمريكية والإقليمية والإسرائيلية.
وكشفت أن العملية اليمنية خلقت وضعاً روتينياً مخادعاً للبحرية الأمريكية ثم أرسلت طائرة متطورة جديدة عبر مسار مختلف لتفاجئ “الإسرائيليين “في النهاية بهجوم غير مسبوق.
وقالت الصحيفة ” لقد تمكن اليمنيون من اختراق دفاعات سفن البحرية الأمريكية وكذلك نظام الكشف الإسرائيلي، وأجهزة الاستشعار السعودية والمصرية لقد فوجئ العالم كله وليس “إسرائيل” فحسب حيث لم يتمكن أي عدو من ضرب “تل أبيب” من هذه المسافة”.
وأضافت “إسرائيل” المحمية بتقنيات الكشف الأكثر تقدماً على هذا الكوكب، بالإضافة إلى دفاعات حاملة الطائرات الأمريكية والبوارج التابعة لها، وأجهزة الاستشعار السعودية والمصرية.، وبكل براءة اختراع تمكن الرأس اليهودي من اختراعها والجيب اليهودي من شرائها اخترقتها طائرة يمنية بعملية ذكية”.
وأشارت صحيفة ” كالكاليست“ إلى أن في اليمن قيادة منظّمة تعرف كيف تستفيد من القليل الذي لديها وتنجح في تحقيق الاستفادة القصوى من المواقف المستحيلة.
التحالف الغربي فشل في ردع اليمن
وأكدت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن الجيوش الغربية فشلت في مهمة ردع القوات المسلحة اليمنية وإيقاف العمليات البحرية المساندة لغزة، معتبرة أن عملية “يافا” النوعية والتأريخية تعتبر تصعيداً كبيراً للتحدي الصعب الذي يمثله اليمن لكيان العدو وحلفائه الغربيين.
ونشرت الصحيفة، تقريراً بعنوان “الجيوش الغربية عاجزة عن وقف هجمات الحوثيين”، أكدت فيه أن “عمليات نشر السفن الأميركية والأوروبية في البحر الأحمر، وكذلك الغارات الجوية الأميركية والبريطانية على اليمن فشلت في ردع القوات اليمنية عن مواصلة عملياتها”.
واعتبر التقرير أن “الغارة التي نفذت بطائرة مسيرة، وأودت بحياة شخص وإصابة أربعة آخرين في تل أبيب، على مرمى حجر من القنصلية الأميركية، يوم الجمعة 19 يوليو، مثلت تصعيداً جديداً في التحدي الذي تشكله القوات اليمنية لإسرائيل وحلفائها الغربيين، وقد وجاء هذا العمل رداً على القصف الإسرائيلي لغزة” مشيراً إلى أن تأثير العمليات الغربية في البحر الأحمر يبدو “محدوداً للغاية حتى أن بعض المصادر الرسمية تتساءل الآن عما إذا كان ينبغي مراجعة النهج المتبع حتى الآن”.
وأشار التقرير إلى أن “صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية نقلت قبل أسبوع رسالة مثيرة للقلق أرسلها الجنرال مايكل كوريلا قائد القيادة المركزية الأمريكية إلى وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، وفي هذه الرسالة، وفقاً لمسؤولين أميركيين نقلت عنهم الصحيفة، دعا الجنرال كوريلا إلى زيادة الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية ضد “الحوثيين”، نظراً لأن الإجراءات المتخذة في البحر على مدى الأشهر السبعة الماضية فشلت في رأيه”.
ونقل التقرير عن هيلويز فاييه، خبيرة شؤون الدفاع في الشرق الأوسط بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية قولها إنه “بعد أشهر من إطلاق عملية حارس الرخاء بقيادة الأمريكيين والأوروبيين وعملية أسبيدس التابعة للاتحاد الأوروبي، فإن كل المؤشرات حمراء” في إشارة إلى عدم تحقيق أي نتائج.