الإمام زيد(مظلوما)

 

الشاعر هادي حسين الرزامي

 

اذا ضاق الثرى برا وبحرا

بجثمان يفوح نداه عطرا

 

فما ضاق الفؤآد عليه يوما

وكيف يضيق قلب صار قبرا

 

لحدنا في الصدور له مقاما

واحييناه منهاجا وفكرا

 

وكفناه اضلعنا ليبقى

بنبض المؤمنين هدى وذكرى

 

فإن كرهتك يازيد قلوب

فأضعاف سواها فيك مغرى

 

وما الأرض التي ضاقت بزيد

ولكن أصبحت ملكا وحكرا

 

بأيدي الظالمين فلا سواهم

له حق الحياة  ليستقرا

 

ألا لهفي عليه فكيف ضاقوا

به ذرعا فلم يولوه قدرا

 

لأنك لم تداري أي طاغ

لقد باينتهم سرا وجهرا

 

لأنك من نهيت ولم يكونوا

لينهوا من سواك…رأوك نكرا

 

بمعروف أمرت وقد تناسوا

بأنك.. أهلها.. نهيا وأمرا

 

نعم ضاق الطغاة به ولم لا

يضيق هشام من رجل تبرأ

 

من الطغيان والطغيان ظلم

أيرضى ان يعيش العمر قهرا

 

نعم ضاقوا بزيد حين نادى

بأمة جده سرا وجهرا

 

لأنك سيدي علم منار

ستهدي أمة في الأرض حيرى

 

لأنك… ثائر … حر …أبي

وماكانوا يرون سواك حرا

 

أخفت الظالمين فلم يناموا

وكانوا غارقين هوى وسكرى

 

لقدنغصت عيشتهم عليهم

لقد زلزلت بالقرآن كفرا

 

أبيت الضيم لم ترضى هوانا

رأيت بقاءهم في الأرض نكرا

 

دعوت إلى كتاب الله فيهم

لتحيي سنة وتميت أخرى

 

من البدع التي أضحوا عليها

ورسخها بنو سفيان قسرا

 

أرادوا أن تموت بها وتفنى

إذا ما أحرقوا جسدا وذرا

 

فقد نبشوا ثراه ليصلبوه

وقد صلبوه في جذع ليعرى

 

فماتوا قبل موتك يابن طه

بقيت الحي في دنيا وأخرى

 

تضيئ دروب عميان أرادوا

بأن لا يصبحوا للظلم أسرى

 

فصرت وقود ثورة كل جيل

وسوف تظل للثوار فجرا

 

فمنك أتى الحسين وفي يديه

شعار من طغاة الأرض يبرأ

 

صرخنا ثم واجهنا فسادا

وواجهنا مع الطوفان كفرا

 

نجاهد كل محتل ونمضي

مع عبد المليك ثرى وبحرا

 

بفتح كان موعودا ووعدا

علينا نستحق عليه نصرا

 

نحث إليك ياأقصى خطانا

بطائرة وصاروخ فبشرى

 

لمن لبى وجاهد مستحلا

بمال أو بنفس واستمرا

 

حليف الذكر ياعلما تسامى

على أعدائه دنيا وأخرى

 

إليك سلامنا يازيد يهدى

عقودا بين موج النهر درا

 

لقد ناديت أن لا ظلم يبقى

وحقك من طغاة الأرض تبرأ

 

أعدت لهم هتاف الطف نأبى

ويأبى الله إذلالا وقهرا

 

لقد اسمعتهم (هيهات )حتى

رأوا فيك الحسين هدى وفكرا

 

كسرت حواجزاً للصمت كانت

تخال موانعا في النفس  كبرى

 

لذلك ادرك الحكام حقا

بأن عروشهم ستكون قبرا

 

فهبوا كلهم وبنوا على أن

تموت فلم تمت نهجا وذكرا

 

أراد هشام أن يبقى وتفنى

فدك الأرض طغيانا وكبرا

ليسكت صوتك العالي حتى

يرى عرش الجبابر مستقرا

 

فكنت لهم كحيدر يوم بدرٍ

بسيفك طاعناً طولا وشزرا

 

اطحت رؤسهم في الأرض صرعى

ونلت وسامها شرفا وفخرا

 

فإن قتلوك أو صلبوك ظلما

وان ذروا رماد الجسم ذرا

 

بقيت الحي في الأجيال حتى

أضأت دروب عميان وحيرى

 

فكنت وقود ثورة كل جيل

وسوف تظل للثوار فجرا

 

حليف الذكر ياعلما تساما

على أعدائه دنيا وأخرى

 

تعيش  وكلهم ماتوا جميعا

صنعت من الدم الزاكي نصرا

 

لقد شيدت بالأشلاء مجدا

وتاريخا يفوح صداه فخرا

 

فما هانت ولا وهنت جموع

قفت بخطاك واحتسبتك ذخرا

 

فلولا أنت ماثرنا بطاغ

ولا صرخ ابن بدر الدين جهرا

 

لقد جاء الحسين بنهج زيد

فلبيناه… إيمانا… وبرا

 

أتانا بالشعار فقال هذا

سيكشف باطلا ويذل كفرا

 

وربانا على القرآن حتى

رأى الأعداء هَديَ الله ضرا

 

فقام الظالمون عليه بغيا

فشنوا حربهم ظلما وجورا

 

أعادوا كربلاء الطف حتى

غدى مران (عاشوراء )أخرى

 

ومن ثم استمات على يقين

فخط من الدم العلوي نصرا

 

فحطم صمت أمتنا سنينا

وشق الدرب قرآنا وفكرا

 

لقد هزم الطغاة ونال أرقى

وسام حازه دنيا وأخرى

 

فلا زال ابن بدر الدين حيا

يشق هتافه برا وبحرا

 

نسير مع أخيه وفي خطاه

جهادا صرخة عسرا ويسرا

 

مع عبد المليك نسير صفا

جميع الشعب لايخشون كفرا

 

صمدنا للتحالف في ثبات

نصد جحافلا ونذود أخرى

 

قوى نجد وأمريكا تداعوا

لسحق الشعب عدوانا وكبرا

 

فياوطني تصدى في ثبات

لشر تحالف غدرا ومكرا

 

وثق بالله لاترجو سواه

وزد جلدا وإيمانا وصبرا

 

وياجيشا يدافع عن حمانا

ليوث الحرب تزأر فيه زأرا

 

بهم ولجان هذا الشعب صرنا

نطاول غيرنا شرفا وفخرا

 

فأصغركم  بعين الخصم وحش

وأكبركم..كعزرائيل… عزرا

 

يرون جهامكم  شبحا مخيفا

يطاردهم فينهلعون ذعرا

 

طحنتم حلفهم  في كل ارض

بأيديكم  غدوا قتلى واسرى

 

عتاد الطامعين غدى حطاما

بضربات الرجال يطير نثرا

 

لأجل الله أرخصنا نفوسا

حمينا شعبنا ليظل  حرا

 

لأن ثراك ياوطني عزيز

نراه لآلئا دررا وتبرا

فدم حرا عزيزا مستقلا

لكل الطامعين تظل قبرا

 

بأعلام الهدى نحمي حمانا

ومن عاد الهداة يموت قهرا

 

فمن مأساة يوم الطف جئنا

كبركان على الطاغين طرا

 

ومن منهاج زيد ثار شعبي

على الجبروت كالإعصار سعرا

 

وأضحى صامدا في وجه حلف

يشق من الصمود اليوم نصرا

 

فقولوا للتحالف سوف نبقى

ولن يبقى لهم في الشعب أثرا

 

على زيد سلام الله يهدى

عقوداً من يدي حبا وفخرا

 

عسى في مثلها ألقى نجاتي

أراها يوم جمع الناس ذخرا

 

أرى فيها غنى فقري إذا ما

حشرت  بساحة الفقراء حشرا

 

قد يعجبك ايضا