صحيفة عبرية: الوضع في البحر الأحمر يكشف تآكل الهيمنة الأمريكية في المنطقة
موقع أنصار الله – متابعات – 1 صفر 1446هـ
قالت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية، إن واقع المواجهة بين الولايات المتحدة وقوات صنعاء في البحر الأحمر وخليج عدن يسلط الضوء على “تآكل الهيمنة البحرية الأمريكية في المنطقة”، ويرسل رسالة مفادها أن الولايات المتحدة يتم ردعها، بدل أن تقوم هي بردع أعدائها.
ونشرت الصحيفة، الأحد، تقريراً” تناولت فيه أنباء قيام الولايات المتحدة بإرسال قطع حربية بحرية إلى المنطقة، وقالت إنه “في حين قد يعالج هذا الانتشار التهديدات المباشرة، فإنه لا يفعل الكثير لمعالجة الضرورة الاستراتيجية الأوسع نطاقاً، وهي استعادة الهيمنة الأمريكية في الممرات البحرية”.
وقالت الصحيفة إن “العام الماضي شهد إضعافاً لموقف الولايات المتحدة، وخاصة بسبب افتقارها إلى استجابة جريئة وقوية بما فيه الكفاية لردع الحوثيين”.
واعتبرت أن هذا “سمح بتآكل النفوذ الأمريكي في منطقة يعتبر فيها التفوق البحري أمراً بالغ الأهمية”.
وذكر التقرير أن “البحرية الأمريكية كانت تاريخياً ركيزة من ركائز القوة الأمريكية”، ولكن “الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط، وتحديدا الاستجابة العاجزة للتهديد الحوثي، سلطت الضوء على حقيقة مثيرة للقلق وهي: تآكل الهيمنة البحرية الأمريكية في المنطقة”.
واعتبرت الصحيفة أن “الاستجابة الأمريكية” لعمليات قوات صنعاء في البحر الأحمر وخليج عدن لم ترقَ إلى مستوى “عمل عسكري حاسم ومستدام”.
وقالت إن هذا الوضع الذي وصفته بـ”التقاعس” له عواقب، منها أنه “يرسل رسالة مفادها أن الولايات المتحدة هي التي يتم ردعها”، معتبرةً أن ذلك “يقوض مصداقية أمريكا ويضعف قدرتها على الدفاع عن مصالحها وحلفائها”.
وأضافت أن وضع الولايات المتحدة في البحر الأحمر “يخلق حالة من عدم اليقين بين الحلفاء الإقليميين مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، الذين قد يشككون في مصداقية الدعم الأمريكي ويسعون إلى ترتيبات أمنية بديلة، ربما مع قوى منافسة مثل روسيا أو الصين”.
اليمن مشكلة عنيدة لأمريكا
وقبل أيام ذكرت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية، أن محاولات إخضاع الجيش اليمني من خلال القصف لن تنجح، وإن من وصفتهم بالحوثيين يكسبون التفافاً جماهيرياً كبيراً حول دعمهم للفلسطينيين، كما يمتلكون قدرة على تحمل الحملات العسكرية الجوية، بالإضافة إلى تطوير قدراتهم، مشيرة إلى أنه حتى لو تم قصف جميع المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات صنعاء، فإن ذلك لن يوقف هجماتها ضد إسرائيل وفي البحر الأحمر.
ونشرت المجلة، تقريراً جاء فيه: “لقد أثبت الحوثيون أنهم مشكلة عنيدة بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها”.
وأضافت المجلة: “إن أفضل جهود التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لكبح جماحهم فشلت، وبعد تباطؤ وجيز في أبريل ومايو، تصاعدت وتيرة هجمات الحوثيين في البحر الأحمر بشكل كبير في يونيو، مسجلة أكبر إجمالي منذ ديسمبر الماضي، ولم تؤكد هجمات يوليو إلا على إصرار مجموعة لا تبدو مستعدة للتراجع”.
وبحسب التقرير فإن “محاولات إخضاع الحوثيين بالقصف لن تنجح، لأنهم يستطيعون أن يتحملوا حملة كبيرة وأن يستمروا في شن الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل”.
وبحسب التقرير فإن “الولايات المتحدة لا تملك سوى خيارات قليلة جيدة عندما يتعلق الأمر بالرد على الحوثيين، فحتى الآن، فشلت الضربات العسكرية، والعقوبات التي تستهدف قيادتهم، في وقف الهجمات، ومن غير المرجح أن يؤدي تصعيد نطاق وشدة الضربات التي تقودها الولايات المتحدة إلى تغيير حسابات الحوثيين أو تغيير الديناميكيات العسكرية للصراع بشكل كبير”.
وأضاف: “يستطيع الحوثيون استخدام التكنولوجيا المنخفضة التكلفة، بما في ذلك الطائرات بدون طيار في الجو والبحر، وبعد عقود من الحرب، أصبحوا ماهرين في نقل وإخفاء أصولهم، وحتى لو أسقط التحالف الذي ترعاه الولايات المتحدة القنابل في جميع أنحاء أراضي الحوثيين، فإن مثل هذا الهجوم لن يقلل من القدرات العسكرية للحوثيين إلى الحد الذي يوقف هجماتهم”.
واعتبر أن “الأسوأ من ذلك هو أن حملة القصف المتسارعة من شأنها أن تزيد من خطر التصعيد وسوء التقدير”، لافتاً إلى أنه “من المرجح أن يؤدي توسيع الضربات الجوية إلى قتل المزيد من المدنيين وإلحاق الضرر بالبنية التحتية المدنية، الأمر الذي يعيد الولايات المتحدة إلى نفس الفوضى التي واجهتها عندما دعمت تدخل التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن في عام 2015. فقد أدانت العديد من البلدان والمؤسسات الدولية هذا التدخل- والدور الأمريكي في تمكينه- بسبب الخسائر المروعة التي خلفها من الضحايا المدنيين والكارثة الإنسانية التي أعقبت ذلك”.
ورأت المجلة أن “أفضل فرصة للولايات المتحدة لردع هجمات الحوثيين هي إيجاد السبل اللازمة لإدارة حملة إعلامية خاصة بها لمواجهة رسائل الحوثيين”، معتبرة أن “تحييد الدعاية الحوثية هو أفضل وسيلة لردع هجمات الجماعة”.
ومع ذلك أكد التقرير أن “الطريقة الأكثر مباشرة هي التوصل إلى وقف إطلاق نار مستدام في غزة”.