السيد القائد: الرد آت على العدوان الإسرائيلي وتأخره مسألة تكتيكية ليكون مؤثرا
السنوار خير خلف لخير سلف
موقع أنصار الله – صنعاء – 4 صفر 1446هـ
ألقى السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، اليوم الخميس، كلمة عن آخر التطورات والمستجدات على الساحة جراء العدوان الإسرائيلي على غزة، أوضح فيها أن التطورات منذ جريمة استهداف القائد الإسلامي إسماعيل هنية والقائد الجهادي فؤاد شكر تلقي بظلالها على الوضع بكله، لافتا إلى أن جرائم العدو الأخيرة استهدفت قادة من قادة الأمة ومن رجال المسلمين الذين يقومون بدور مميز في حمل راية الجهاد والمواجهة لعدو الإسلام والمسلمين
وقال السيد : “التطورات الأخيرة ألقت بظلالها على الوضع بكله والمعركة في ذروتها مع العدو الإسرائيلي”، وأضاف: “تجلى مع الجريمة الكبيرة التماسك التام لحركة المقاومة الإسلامية حماس فيما كان هدف العدو النيل من صمودها وثباتها والتأثير على قرارها”.
وأكد أن حماس استمرت في نشاطها وتماسكها ولم تبرز مع الجريمة الكبيرة حالات اختلاف أو ضعف أو تراجع في موقفها، مضيفا ان كتائب القسام واصلت رغم الجريمة الكبيرة أداء مهامها الجهادية بكل فاعلية وبتماسك تام وبجدارة عالية.
وقال السيد: “حماس أعلنت اختيار الأخ المجاهد الكبير يحيى السنوار خلفا للشهيد إسماعيل هنية وهو إن شاء الله خير خلف لخير سلف”، موضحا أن الاختيار بإجماع للقائد الكبير السنوار الذي يعرفه العدو والصديق بصلابته وثباته وحِنكته وجدارته القيادية هو بحد ذاته رسالة مهمة للعدو الإسرائيلي.
وأوضح أن الاختيار للقائد الكبير السنوار تأكيد واضح على مواصلة الثبات على الجهاد والاستمرار في الموقف والثبات على المبادئ الأساسية.
الرد على العدوان الإسرائيلي
في ذات السياق أوضح السيد أن جبهة حزب الله استمرت في عمليات الإسناد بفاعلية عالية وضربات قوية ونوعية مع التأكيد على حتمية الرد على استهداف القائد شكر والعدوان على الضاحية، موضحا أن العدو الإسرائيلي بعد التصعيد الخطير من قِبَلِه هو في حالة خوف كبير بكل ما تعنيه الكلمة.
وأوضح السيد أن التأكيد على الرد من الجمهورية الإسلامية في إيران صدر من أعلى المستويات القيادية، وما حدث لا يمكن التغاضي عنه أبدا
وأكد السيد أن الرد الحتمي على العدوان الإسرائيلي الذي استهدف خزانات الوقود في ميناء الحديدة لا بد منه وهو آتٍ بإذن الله، وضحا أن تأخر الرد من المحور بشكل عام في مقابل التصعيد الإسرائيلي هو مسألة تكتيكية بحتة وبهدف أن يكون الرد مؤثرا على العدو في مقابل استعداداته.
ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي يعرف بحتمية الرد وأنه لا تراجع عنه ويقابله باستعدادات يُشرف عليها الأمريكي ويتعاون فيها الغربي وبعض الأنظمة العربية، مؤكدا أنه لا يوجد ما يمكن أن يصرف قرار الرد من ترهيب أو ضغوط
وبيّن أن هناك مساع أمريكية وأوروبية حثيثة ومن بعض الأنظمة العربية لاحتواء الرد فالاتصالات والرسائل والوسطاء لم تترد لمحاولة إقناع الجمهورية الإسلامية تحديدا بأن يكون ردها متواضعا وبسيطا وغير فاعل ومؤثر، مؤكدا أن محاولات الترهيب والإغراء تقابلها الجمهورية الإسلامية بكل وضوح لأن المسألة تمس بشرف الجمهورية الإسلامية بقتل ضيفها في عاصمتها
وجدد التأكيد على أن مسار الإسناد مستمر من جنوب لبنان ومن اليمن والعراق، ومسألة الرد حتمية لا شك فيها.
تخاذل الأنظمة الإسلامية
ولفت إلى أن الموقف الإسلامي عموما مؤسف وبيان منظمة التعاون الإسلامي لا يجوز أن يكون سقف الدول الإسلامية، وأضاف: “جمعية خيرية أو مؤسسة صغيرة يمكن أن تصدر بيانا أفضل مما صدر عن منظمة التعاون الإسلامي بشأن جرائم الاغتيال، بإمكان بعض الأنظمة العربية بالحد الأدنى إيقاف التعاون مع العدو الإسرائيلي، وهناك 4 أنظمة عربية تتعاون معه بشكل كبير وكذا بعض الأنظمة الإسلامية.
وأضاف: “المتعاطفون مع خدش أذن ترامب لم يصدروا حتى بيانات إدانة تعبر عن موقفهم من جريمة استهداف قائد إسلامي كبير”.
وأوضح أن بعض الأنظمة العربية لا تزال تصنف الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتهم القسام وحركة حماس وسرايا القدس والجهاد الإسلامي وبقية المجاهدين بالإرهاب، لافتا إلى أن ما يرتكبه العدو الإسرائيلي من أبشع جرائم الإبادة الجماعية لا يستحق بنظر بعض الأنظمة العربية توصيفه بالإجرام والإرهاب رغم فظاعته، وأضاف: “مع موقفها البارد والجامد تسخّر بعض الأنظمة العربية وسائلها الإعلامية لإسناد العدو الإسرائيلي كجبهة إسناد لصالح العدو بكل وضوح وبشكل مفضوح”.
وأكد أن الشرف الكبير أن يساند محور القدس والجهاد والمقاومة الشعب الفلسطيني وهو واجب على الأمة بكلها، لافتا إلى أن بعض الأنظمة العربية هي في صف الموالين للعدو وجبهة إسناد للعدو الإسرائيلي على المستوى الإعلامي والسياسي والشعبي.
المسؤولية تجاه الإجرام الإسرائيلي
وقال السيد: “ينبغي التذكير والاستنهاض المستمر للأمة لأن يكون لها موقف من المظلومية الكبرى للشعب الفلسطيني والمأساة المستمرة و المسؤولية تجاه مأساة الشعب الفلسطيني لا يمكن أن تسقط بالتجاهل، ولا يمكن أن يسقط وزر التفريط فيها باللامبالاة”، موضحا أن التغافل والتجاهل لمأساة الشعب الفلسطيني حالة ظاهرة في معظم الشعوب ومعظم الأنظمة وله عواقبه الخطيرة.
وأضاف: “ينبغي أن تستمر حملات التوعية والتذكير والاستنهاض في أوساط الأمة بقدر ما استمرت وكبرت المأساة للشعب الفلسطيني”.
صمود الشعب الفلسطيني
وأكد السيد أن صمود وثبات وصبر المجاهدين الأعزاء في غزة مدرسة لكل الأمة ونموذج لكل المسلمين بل ولكل العالم، وأضاف: “الويل لمن خذل المجاهدين في غزة وتآمر عليهم، والويل لكل الماكرين والطاعنين في الظهر ممن يقدمون بإعلامهم وأموالهم ومواقفهم خدمة للعدو”.
ولفت إلى أن كتائب القسام وسرايا القدس ومن معهم من الفصائل في غزة هم في قتال مستمر بالرغم من تمام 10 أشهر من العدوان والحصار وصمود المجاهدين واستبسالهم وصبرهم الكبير له عاقبته التي وعد الله بها وهي النص، وأضاف: “المجاهدون في غزة يستمرون بالقتال بعمليات متنوعة ونوعية من التنكيل بالعدو الإسرائيلي”.
وأوضح أن الحاضنة الشعبية في غزة لم تفتح مجالاً للعدو الإسرائيلي ولا لعملائه لاختراقها وابتزازها رغم الجوع والفقر والمعاناة الشديدة ، مؤكدا أن صبر الشعب الفلسطيني والمجاهدين في غزة جدير بالثناء والمساندة بكل الإمكانات.
وقال السيد: “الشعب الفلسطيني هو في الخندق الأول للأمة ولولا صموده وثباته وجهاده لكان العدو قد تجاوزه إلى غيره ولكانت الأحداث في مسرح آخر”، مضيفا أنه “مهما بذل أي نظام عربي وقدم لخدمة أمريكا و”إسرائيل” فسيظل بنظرهم إما مجرد بقرة حلوب، أو مجرد مستغل يتم التخلص منه عند الاستغناء”.