محورُ المقاومة وسيناريوهاتُ الردود المتوقَّعة
موقع أنصار الله ||مقالات ||عبدالجبار الغراب
شكّلت الحربُ العدوانية الصهيونية على قطاع غزة الفلسطيني وبفظاعة ارتكابِهم للإبادة الجماعية؛ في كشفها النهائي للعجز العالمي ولدول كبرى طالما كان لها مناداتها المُستمرّة باحترام حقوق الإنسان وحمايته من مختلف الجرائم والانتهاكات، وبالمنظمات الكبرى التي أظهرت عدمَ قدرتها وفشلها في الدفاع عن المظلومين، وبالمحاكم الدولية التي أنشئت لأغراض حماية الإنسان وعجزها عن إلزام الكيان بإيقاف حربه على غزة، وبالحقارة العنصرية والكيل بعدة مكاييل عندما يكون المظلوم الإنسان العربي، وبالتخاذل العربي والإسلامي من القادة والحكام ورضوخهم التام للصهاينة والأمريكان ونظرتهم للكراسي للبقاء على سدة الحكم كصفقة للسكوت لارتكاب الكيان للمزيد من الجرائم بحق سكان القطاع.
تدرجت كامل الأمور في إيضاحاتها المختلفة لكل المسارات المتخذَّة من قبل الصهاينة والأمريكان؛ مِن أجلِ تداركهم لكافة خسائرهم التي يتعرضون لها من كُـلّ محور المقاومة الإسلامية والتي تراكمت عليهم في إحداثها لانعكاسات تأثيرية كبيرة في كُـلّ النواحي والمجالات المختلفة ومعه أَيْـضاً حلفاؤه وسقوط هيبتهم ومكانتهم الدولية، وُصُـولاً إلى حشرهم في زاويا ضيقة عديدة استنفدوا بها كُـلّ خياراتهم العسكرية؛ لتتضاءل معها مختلف أوراقهم كأَسَاس قد ينقذهم من مستنقع غرقهم التام في وحل قطاع غزة العميق لعلهم يحقّقون من خلالها إنجازًا لتصويره كنصر لجمهورهم الداخلي وحلفائهم الغربيين.
كان البديلُ تنفيذَهم الاغتيالاتِ الهمجية بحق قادة محور المقاومة الإسلامية واغتيالهم في طهران للشهيد إسماعيل هنية رئيس حركة حماس وفي لبنان واغتيالهم للقائد العسكري الكبير الشهيد فؤاد شكر إدخَالهم لأنفسهم في كارثة خطيرة ستهوي بهم إلى الزوال لعجزهم العسكري التام لعدم تحقيقهم للأهداف المعلنة والمخفية وعلى مد عشرة شهور كاملة من عمر حربهم العبثية على قطاع غزة الفلسطينية.
أحدثت الاغتيالاتُ الهمجية للكيان الإسرائيلي في خلقها الحاسم والأكيد والقرار النهائي والقادم لتأديب الكيان من قبل محور المقاومة، لتتعدد بذلك سيناريوهات الردود المتوقعة في ظل الاستنفار الأمريكي والغربي الكبير في حشدهم للقوات العسكرية للدفاع عن الكيان الإسرائيلي البغيض ومخاوفهم المتزايدة عن اتساع دائرة الحرب الشاملة، فمن سيناريو الانتظار والرعب الشديد وعدم معرفتهم بموعد الرد الوشيك من قبل إيران والتي أكّـدت وبقرار حاسم على حتمية الرد وهو نجاح ظهر وبان تأثيره في كافة المدن المحتلّة بإلحاقها بالعدوّ الإسرائيلي الخسائر الفادحة بتوقف عجلة العمل والتحَرّك والذهاب والمغادرة في المطارات وخروج أغلب الاستثمارات الأجنبة وسياسَة الحرب النفسية التي بدأت وبشكل كبير وضوحها في جانب المجتمعات الإسرائيلية وقلقهم التام وبقاؤهم أكبر زمن في الملاجئ، وما يقوم به جهاز الشاباك بتوفيره للملاجئ وحمايته للوزراء واجتماعاتهم المغلقة وداخل الأنفاق الأرضية تشكيله لتأثيرات نفسية كبيرة تعاظمت في صفوف الكيانات الإسرائيلية.
سيناريو الاغتيالات وهو موضوع كبير ومطروح ومعد وَإذَا ما تحقّق سيكون له تأثيره الهام على صعيد إظهار القوة الاستخباراتية العالية التي يتفوق فيها حزب الله اللبناني وما مسيرات الهدهد الثلاث إلا تأكيدٌ لقدرة الحزب في تنفيذه للرد وتحديده للهدف المختار وفي الوقت المناسب للانطلاق وفي انتظار اقتناص الفرصة لتسديد الضربة وهي محل دراسة وترتيب سيكون مدروسًا والتي ينظر إليها الجميع على قدرة حزب الله لتنفيذ هذا السيناريو؛ مما يجعله يزيد في الانتظار هو الترقب للاصطياد لصيد كبير يقابل مكانة وحجم الشهيد فؤاد شكر، وما تناقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية مؤخراً عندما قام حزبُ الله بإطلاقه للمسيرات في نهاريا كان ذلك بتواجد رئيس استخبارات الكيان؛ مما جعلهم يرتعدون جراء ما يمتلكهُ حزب الله من معلومات بوجود هذا الصيد الثمين.
سيناريو الضربة المباغتة الموحَّدة من قبل قوى محور المقاومة تلحق بالكيان أكبر خسائر عسكرية في قواعده ومواقعه العسكرية وفي مدن محتلّه عدة تشل من قدراته وتجعله يُعيدُ كُـلّ حساباته وتدخله في متاهات سيكون لما بعدها ضرباتها النهائية لا تقوم للكيان بعدها قائمة إذَا ما أقدم على الرد.
وسيناريو للرد اليمني والمجهَّز وبانتظار ساعة الصفر للتنفيذ وقد أتت المسيرة اليمنية يافا لتأكيدها لقدرة اليمنيين المتنامية على إظهارهم لمختلف القدرات المتطورة وإخراجهم للمفاجآت المتتالية ووضعهم للعديد من السيناريوهات العسكرية لتنفيذهم للرد على كيان الاحتلال.
إلى سيناريو الصفقة التي قد يحاولُ الكيان الصهيوني إدخَالها في إيقافه للحرب بغزة لتلافي وتجنب ردود محور المقاومة والتي سيتوقف إسنادها ما أن توقفت الحرب على قطاع غزة، وهنالك بعض المؤشرات منها البيان الثلاثي الأمريكي المصري القطري الموحد للكيان الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية لاستئناف المفاوضات في (15) من أغسطُس الحالي وقبل ذلك لننتظر الرد القادم والأكيد.