خطابُ القائد: حصادُ التأخير وحتمية الرد
موقع أنصار الله ||مقالات ||سند الصيادي
بينَ حتمية القرار وَالتأخير في تنفيذه، وضَعَ القائدُ العَلَمُ شعبَه وأُمَّتَه والأعداءَ والعالَمَ أجمع أمام مشهد الرد في الحاضر القريب، وبات على الجميع صياغةُ مفاهيمه بما يتوافقُ مع السردية الجديدة التي فرضتها اليمنُ والمقاومون في (المحيط وَالتخوم والأكناف) للواقع الجيوسياسي في المنطقة.
كشف القائدُ ما تتعمَّدُ وكالاتُ الأنباء أن تحجبَه عن المشهد الذي بات عليه الكيانُ المجرم والغاصب؛ إذ إنه وتحت كبر التحديات باتت تكبُرُ الارتداداتُ العكسيةُ على داخله المتقهقر، وَالخوف والهلع الذي أفرز الفرارَ الجماعي، والتدهورَ على المستوى الاقتصادي، بات عنوانًا لا يمكن غَضُّ الطرف عنه.
سرد القائدُ في خطابه الأخير التحديات التي صنعت هذه المشهدية في الداخل الصهيوني، ومن المفارقات أن يكونَ على قائمتها عنوانان يبدوان متناقضَينِ للوهلة الأولى (الرد اليمني – تأخُّر الرد اليمني) وإلى جانبِ اليمن تضافُ دول وفصائل المقاومة التي لا تزال تتوعد بالرد، غير أن لا تناقُضَ بين المفردتين، وكلتاهما تضربانِ بقوة في مفاصلِ العدوّ.
تأخيرُ الرد له تأثيرٌ عمليٌّ على العدوّ غيرُ مسبوق، على سبيل المثال إلغاءُ شركات الطيران رحلاتِها من وإلى الكيان، بالتزامن مع دوافع الهروبِ الجماعي، وعلى هذا المثال قِسْ بقية أوضاعهم في كُـلّ المجالات”، أما القيمةُ المضافة للتأخير الذي يحصُدُ أُكُلَه كُـلَّ يوم، أنه يعني المزيد من البحث عن مزيد من (الخيارات – الأهداف) الموجعة.
حتى لا يتبادرَ إلى أذهان الصهاينة أن تأخيرَ الرد ربما يكون؛ بسَببِ التراجع عنه، ينغِّصُ القائدُ عليهم هذا الاحتمالَ ويقطعُ لديهم الشَّكَّ باليقين، القرارُ بالرد هو التزام إيمَـاني وأخلاقي وصادق، من صادقين، جُرِّبوا في صدقهم بالقول والفعل، وهو ضرورةٌ عمليةٌ لردع العدوّ، وكل واحد من هذه الاعتبارات كافٍ باتِّخاذ قرارات بالرد، والحديثُ لسيد القول والفعل.
أوضح القائدُ أن التحَرُّكاتِ الأمريكيةَ العسكريةَ الكبيرة إلى جانب المساعي السياسية والدبلوماسية لاحتواء الردِّ قد فشلت، هي رسالةٌ للداخل الصهيوني بأن التعويلَ على الكذبِ الأمريكي لا يسمنُ ولا يغني، كما أن ثمة رسالةً أُخرى تتعلَّقُ بتبديدِ الطموح الأمريكي الذي يسعى جاهداً إلى عدمِ الردِّ في سِياقِ التشويش واللعب الإعلامي على موقف محور الجهاد والمقاومة.
وعلى هامِشِ المسافةِ بين الرد وحدوثِه فَــإنَّ النفيرَ الأمريكيَّ يمثِّلُ إشارةً واضحةً إلى تعاظُمِ خياراتِ محور القدس والجهاد والمقاومة في الإيلام بالعدوِّ وردعِه بصورة حاسمة.